الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صندوق شراكات يساهم في تفعيل قطاعات حيوية في الاقتصاد

نشر بتاريخ: 04/08/2013 ( آخر تحديث: 04/08/2013 الساعة: 20:31 )
رام الله-معا - انهمك عدد من الأطفال لم تتجاوز أعمارهم العاشرة حول طاولة متحلقين حول لعبة سميت "أحرف كلمات صور"، ليقوموا بتشكيل كلمات باللغة العربية من خلال تجميع مجموعة من القطع المتناثرة على الطاولة، والتعرف على الأحرف بأشكالها المختلفة.

هدف هذه اللعبة وغيرها من الألعاب التي تصممها وتنتجها شركة العنود هو تحفيز التفكير لدى الأطفال، وتطبيق مبدأ "التعليم عن طريق اللعب"، وكما يقول السيد جورج كوسا، المدير التنفيذي للشركة، "فإن منتجات العنود تهدف إلى تطوير مهارات التفكير لدى الأطفال، وإكسابهم معارف ومعلومات جديدة من خلال اللعب".

وشركة العنود للألعاب التعليمية والتي يقع مقرها في مدينة القدس، هي إحدى الشركات الفلسطينية التي قرر صندوق "شراكات" الاستثمار فيها بهدف تزويدها برأسمال إضافي من أجل المساهمة في نموها وتطوير نشاطاتها، وتقول السيدة رولا سرحان، مديرة العلاقات العامة في صندوق الاستثمار الفلسطيني: "يعتبر شراكات الذراع الاستثماري للصندوق في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويهدف إلى الاستثمار في شركات فلسطينية ناجحة ولها فرص نمو واعدة، وذلك من خلال تزويدها برأسمال إضافي".

ألعاب تعليمية تنمي الذكاءات المتعددة لدى الأطفال
"على اعتبار أن التعليم ركن أساسي من أركان التنمية في المجتمعات، ركزت شركة العنود على الارتقاء بهذا المفهوم بعيداً عن الطرق التقليدية كالتلقين، وذلك من خلال تصميم وإنتاج ألعاب تعليمية تحفز الأطفال على التعلم، وتجعل من مفهوم التعلم مشوقاً كاللعب تماماً". هذا ما أضافه السيد جورج كوسا.

وتنتشر منتجات العنود في عدد من الدول العربية كالأردن والسعودية والجزائر إلى جانب فلسطين، كما أنها تنتشر في أسواق أجنبية كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لتستهدف الجاليات العربية هناك.ويقول المهندس نديم أبو خلف، مدير مركز الخبراء للتنمية البشرية إحدى المؤسسات التي تستخدم منتجات العنود في عملها: "من خلال ألعاب شركة العنود، نعمل على تنمية الذكاءات المتعددة لدى الأطفال، كالذكاء الصوري والبيئي والمنطقي، حيث تتنوع المواضيع التي تتناولها هذه الألعاب كالرياضيات واللغة العربية والعلوم والموسيقى، ليتبين لنا أنها ساهمت بشكل كبير في تطوير هذه المهارات وتنمية الذكاء لدى الأطفال عن طريق اللعب"

ترانسند ... تقدم خدماتها عبر الهاتف مخترقة جدار الفصل العنصري
يرن الهاتف داخل مكتب مكون من 88 مقعداً مجهزاّ بأحدث وسائل الاتصال، ليرد راشد من خلف مقعده ويبدأ بعدها بلحظات بإعطاء تعليمات طبية باللغة العربية عبر الهاتف، ليبدو للوهلة الأولى أن راشد هو طبيب يقدم إرشادات طبية، لكن في حقيقة الأمر أن راشد يقوم بترجمة فورية عبر الهاتف لطبيب أمريكي جاءه مريض يمني مهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولا يتقن اللغة الإنجليزية، ليقوم راشد من مكتب شركة "ترانسند" في بيت لحم بعملية الترجمة الفورية بين الطبيب ومريضه.

لا تكاد تمر دقيقة إلا ورنين الهاتف يملأ المكان، وأكثر من 20 موظفاً في "ترانسند" يقدمون خدماتهم لشركات فلسطينية ودولية، فأحدهم يعمل على استمزاج آراء الزبائن لصالح إحدى شركات الاتصالات، في حين يسوق آخر قرضاً مالياً لشركة خدمات مالية في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تعمل موظفة أخرى على الترويج لمؤتمر تنظمه شركة في منطقة الخليج العربي، فشركة ترانسند بمثابة أول مركز اتصال يخترق جدار الفصل العنصري ويتواصل مع مجموعة من الشركات العاملة في فلسطين والخارج، ليقدم لها خدمات تسويقية ودعم فني وغيرها من الخدمات المساندة.

يتابع السيد عصام الوشاحي،وهو مسؤول الفريق في الشركة،سير العمل متجولاً بين مكاتب الموظفين قائلاً: "تتميز ترانسند بتقديم خدماتها لزبائنها من الشركات بلغات متعددة كالإنجليزية والفرنسية والألمانية بالإضافة للعربية، وتتنوع هذه الخدمات كالتسويق لمنتج ما، أو الدعم الفني، أو الترجمة الفورية، أو التواصل مع زبائن تلك الشركات بغرض قياس آرائهم في منتج أو خدمة ما، إلى جانب أننا في ترانسند نقدم خدمات مصرفية لبعض المؤسسات والبنوك في الولايات المتحدة الأمريكية".
ويضيف الوشاحي "تعتبر ترانسند شركة الشباب بكل معنى الكلمة، فكل الطاقم الفني والإداري هم من الشباب وتحديداً الخريجين الجدد، كما أن الشركة وضعت نصب عينيها هدفاً تصبو إليه وهو توظيف أكثر من 1,000 خريج في الشركة، والتوسع في مختلف محافظات الوطن وفتح فروع أخرى بجانب الجامعات في الضفة الغربية وقطاع غزة".

يقول الموظف موحد الدرّاس 23 عاماً، "لقد تخرجت من جامعة بيت لحم تخصص محاسبة وإدارة أعمال، لكنني وجدت في ترانسند فرصة ذهبية، فتلقيت تدريباً على مهارات الاتصال ودخلت سوق العمل في ترانسند من أوسع أبوابه، ومع التطور أصبحت بعد أقل من سنة على توظيفي مسؤول الجودة في الشركة، ليكون من اختصاصي أن تقدم ترانسند خدماتها وفقاً لأفضل معايير الجودة وتنال رضى الزبائن".

إعادة إحياء فندق ستراند ... التزام شراكات نحو تطوير القطاع السياحي في القدس
في حي الشيخ جراح في مدينة القدس، تتواصل أعمال الترميم والتصليح في فندق ستراند، ذلكالمعلم السياحي المميز ببنائه التراثي العتيق، ليؤكد على الهوية العربية للمدينة، ليعمل صندوق شراكات بالشراكة مع شركة القدس القابضة على استئجاره من مالكيه لمدة 20 عاماً، ليعيدوا ترميمه بحلة جديدة ليكون نقطة جذب سياحي في المدينة.

يقول المهندس نضال غيث، المدير العام لشركة القدس القابضة، نعمل في الوقت الراهن وبالتعاون مع صندوق شراكات على إعادة ترميم فندق ستراند بغرفه الـ 91، حيث يعتبر ستراند من أوائل الفنادق في مدينة القدس التي تركز على السياحة الفردية، فموقعه بالقرب من مرافق دبلوماسية دولية، وعمليات الترميم والتصليح التي تجري مع المحافظة على الطراز المعماري القديم، ستجعل من الفندق علامة سياحية بارزة في المدينة، وستعزز من الهوية العربية الفلسطينية للقدس.

وحول تركيز شراكات على مدينة القدس، تقول السيدة رولا سرحان:"لقد أولى صندوق شراكات مدينة القدس أهمية كبيرة، حيث عمل شراكات على استهداف مجموعة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في القدس، ليمثل الاستثمار في ترميم وتأهيل فندق ستراند حرص صندوق شراكات على تطوير قطاع السياحة في مدينة القدس على وجه الخصوص".

صندوق شراكات ... تأثيرات تنموية على الاقتصاد الفلسطيني
يشكل قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة أساس الاقتصادي الفلسطيني، فأكثر من 90 % من المنشآت الاقتصادية هي ضمن هذا القطاع، كما أن هذا القطاع يوظف أكثر 85 % من الأيدي العاملة الفلسطينية ويساهم لوحده بحوالي 55 % من الناتج المحلي الإجمالي، ومن هذا المنطلق عمل صندوق شراكات على الاستثمار في المشاريع العاملة في هذا القطاع، وتوفير رأسمال إضافي لها بهدف تطويرها ونموها.

وتقولرولا سرحان: لقد تبلورت فكرة صندوق شراكات عندما أدرك صندوق الاستثمار الفلسطيني أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي المحرك الرئيس للاقتصاد الفلسطيني، إلا أنها تواجه تحديات عديدة تقف في طريق نموها، وعلى رأس هذه التحديات هو صعوبة الحصول على تمويل بهدف تطوير المشروع، ومن خلال صندوق شراكات، فقد عمل على تزويد تلك المشاريع برأسمال إضافي يساهم في عملية نمو المشروع وتطوره.

وتضيف سرحان: سيكون لصندوق شراكات مجموعة من التأثيرات التنموية على الاقتصاد الفلسطيني، فسيضخ الصندوق حوالي 50 مليون دولار أمريكي في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بحيث سيركز شراكات على المشاريع العاملة في قطاعات حيوية كالزراعة والصناعة وتكنولوجيا المعلومات، الأمر الذي سيعمل على توفير مئات فرص العمل في تلك الشركات، وتطوير نشاطاتها ودخولها إلى أسواق جديدة.

وحول الحجم الاستثماري المتوقع لشراكات، تقولسرحان: من المتوقع أن يصل الحجم الاستثماري لشراكات حوالي 150 مليون دولار، بحيث يتم العمل حالياً على استقطاب تمويل إضافي للصندوق من مؤسسات محلية ودولية، وإلى جانب ذلك، سيقدم شراكات دعماً مؤسسياً للشركات التي سيتم الاستثمار فيها، وسيكون ذلك على شكل دعم فني وإداري، وسيعمل شراكات على المساهمة في مأسسة تلك الشركات ومساعدتها في التخطيط الاستراتيجي.