حسرة وألم ورثاء -بقلم بكر حنون مراقب مركز بلاطة السابق
نشر بتاريخ: 29/04/2007 ( آخر تحديث: 29/04/2007 الساعة: 17:57 )
بيت لحم - معا - مشاعر قهر ... مشاعر الم وحسرة ، حزن وبكاء .... بل هي مشاعر عجز ورغبة عارمة وصارخة من عمق الجرح والألم وأنا أشاهد بام عيني تراث مركز شباب بلاطة منذ عام 1954 وحتى هذا اليوم قد أصبح أثرا بعد عين ، أصبح هذا التراث مكللاً بالسواد وتفوح منه رائحة الفلتان الأمني ، الذي أصبح خطراً وهاجساً كبيراً يقلق مضاجعنا بأنه لا حرمة في هذا الوطن التليد لشيء كل شيء أصبح مباحاً ليس هنالك خطوطاً حمراء لأنه حتى الدم لم يحترم ولم يصان فكيف بنا اليوم ونحن نتحدث عن كؤوس ودروع وشهادات تقدير وتذكارات من الأندية كل هذا أصبح وقوداً للنار التي طالت قاعة الإدارة في مركز شباب بلاطة صبيحة يوم الانتخابات ، فكل هذا التاريخ الحافل والعتيد لم يقام له وزن في ميزان من أقدموا على هذه الفعلة النكراء ، الم يدركوا بأنهم يحرقون تاريخ أجيال بأكملها ، بل تاريخ مخيم كان هو المثال والأنموذج ومحط نظر الجميع ، تاريخ حافل بالعطاء والإنجاز منذ أن سطر رجالات الحرس القديم عمالقة الإنجاز والعطاء هذا التاريخ بتضحياتهم وعملهم الدؤوب كأمثال المرحوم الدكتور راسم يونس ودرويش عابد ( أبو العكرة ) وغيرهم كثير ممن نعرف وممن لا نعرف من الجنود المجهولين الذين رسموا الفرحة والضحكة على وجوهنا بالفوز والإنجاز وحصاد الألقاب والبطولات وتبعهم تلاميذهم ممن ساروا على دربهم في حب المركز والذين تسلحوا بالرغبة الشديدة والنوايا الصادقة في التشبه بمن سبقوهم ممن شكلوا لهم القدوة والدليل ، فكانوا قبل أن يكونوا شهداء كانوا أبطالاً حقيقيين في ساحات الملاعب ، وقبل أن يضحوا بأنفسهم فداء للوطن ضحوا بوقتهم وتعبهم وجبل عرقهم بتراب هذا الوطن ، فلا عجب ... ولا غرابة أن كانوا شهداء كأمثال اللاعب خالد الريان والبطل عزام مزهر والبطل محمد ابو مرسال ( الشير ) واللاعب ايهاب حشاش ، هؤلاء ارتقوا إلى العلا ولكن بقيت صورهم التي لم تمسها النار شاهداً حياً على الجريمة النكراء ، أجل لقد أتت النار على كل شيء إلا صورة شهداء المخيم وصورة المرحوم الدكتور راسم يونس التي رفضت كل الرفض أن تكون وقوداً في معركة الخاسر الكبر منها هو المركز .
عذراً لكم أيها الشهداء ... عذراً لكل المخلصين لمركز شباب بلاطة وتاريخه وارثه المديد وعمره الطويل الفلتان الأمني هو دائماً المتهم والقضية سجلت ضد مجهول ، عذراً لكم لم نستطع أن نحافظ على إرثكم ولم نستطع أن نصون وصاياكم فالفلتان الأمني أصبح أقوى من أن يتصدى له الوطن فكيف بنا وبأرواحكم وصوركم أن تتصدى له ، فالنار الحارقة حرقت كل شيء فينا حتى انها حرقت مشاعرنا التي أصبحت مستهدفة فالنار تحرق كل شيء في سبيل أن تسير حتى أنها تأكل مشعلها .