الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تحذيرات بنيامين فريدمان Benjamin Freedman المُذهلة "مُرتدّ يهوديّ يحذُر أميريكا" ترجمة د.موسى عيسى برهوم

نشر بتاريخ: 29/04/2007 ( آخر تحديث: 29/04/2007 الساعة: 18:14 )
The Amazing Warnings Of Benjamin FreedmanA Jewish Defector Warns America1-21-7

مقدّمة:

كان بنيامين فريدمان (Freedman) أحد أكثر الأشخاص المُذهلين المُثيرين للاهتمام في القرن العشرين. وُلد سنة 1890، وكان رجل أعمال يهودي ناجح من مدينة نيويورك، إذ كان في وقت من الأوقات المالك الرئيس لشركة صابون وودبيري(Woodbury) . إرتدّ عن اليهوديّة المنظّمة بعد انتصار الشّيوعيّة اليهوديّة سنة 1945، وأنفق بقيّة حياته ومعظم ثروته التي كانت تُقدّر بمليونين ونصف مليون الدولار الأميريكي، في تعرية وفضح أفعال اليهود الاستبداديّة التي أحكمت الخناق على الولايات المتحدة الأميريكية.
كان السيد فريدمان (Freedman) يعلم ما الذي كان يتحدّث عنه لأنّه كان داخل أعلى مستويات المنظّمات اليهوديّة، وكان داخل حلقة المكائد اليهوديّة الّتي كانت تخطّط للسّيطرة على الأمّة الأميريكيّة. كان السّيد فريدمان (Freedman) يعرف شخصيّا كُلا من بيرنارد باروخ (Bernard Baruch) ، وسامول أنترماير(Samuel Untermyer) ، والرئيس وودرو ولسون (Woodrow Wilson) ، وفرانكلين روزفلت (Franklin Roosevelt) ، وجوزيف كينيدي (Joseph Kennedy) وجون أف كنيدي (John F. Kennedy) ، والكثيرين من ذوي النّفوذ في زماننا هذا.
ألقى سنة 1961 الخطبة التّالية أمام مُستمعين وطنيّين في فندق ويلارد(Willard) بواشنطن دي سي، بالنّيابة عن صحيفة كوند ماكينلي (Konde McGinley) /الحس العام في ذلك الزّمان. ومع هذا، فقد أصبحت هذه الخطبة الارتجاليّة الواسعة الانتشار صالحة في وقتنا الحاضر. ورسالة السّيد فريدمان (Freedman) الأساسية -التحذيرية للغرب- تُعتبر أكثر إلحاحا من أيّ وقت مضى.
وهذا هو نص خطبة بنيامين فريدمان (Freedman):
هنا في الولايات المتّحدة الأميريكيّة، يُسيطر الصّهاينة وشركاؤهم المتديّنون سيطرة كاملة تامّة على حكومتنا. ولعدّة أسباب كثيرة، وبالغة التّعقيد لدرجة أنّنا لا نستطيع الخوض بها هنا في هذا الوقت، فالصّهاينة وشركاؤهم المتديّنون يُسيطرون على هذه الولايات المتحدة وكأنّهم الحكّام المُطلقون لهذه البلاد. وقد تقولون الآن، إنّ هذا تصريح معمّم واسع جدا، ولكن دعوني أريكم ما حدث حين كنا جميعنا نائمين.
ما الذي حدث؟
نشبت الحرب العالميّة الأولى في صيف عام 1914. ويوجد هنا بين المُستمعين القليل من الناس ممّن هم في عمري الذين يتذكّرون هذا الأمر، إذ تمّ شنّ الحرب بين بريطانيا العُظمى وفرنسا ورُوسيا من جهة، وبين ألمانيا والنّمسا-هنغاريا وتركيا من جهة أخرى. وخلال سنتين ربحت ألمانيا تلك الحرب. إنّها لم تربح الحرب إسميّا فقط، ولكنّها ربحتها بالفعل. فالغوّاصات الألمانيّة التي كانت مفاجأة للعالم، انتصرت انتصارا ساحقا على كلّ القوى المُواكبة للسّفن المُعادية من المُحيط الهندي. وقفت بريطانيا العُظمى هناك دون ذخيرة لجنودها، وبتموين أسبوع فقط-وبعد ذلك المجاعة. في ذلك الوقت، تمرّد الجيش الفرنسي، إذ فقد ستّ مئة ألف جندي من زهرات شباب فرنسا في دفاعهم عن مدينة فيردن (Verdun) على نهر السوم(Somme) . كان الجيش الرّوسي يهرب من الجُنديّة. كانوا يُجمّعون حاجياتهم ويعودون إلى بيوتهم، فلم يُريدوا أن يلعبوا لعبة الحرب، ولم يُحبّوا القيصر. وانهار الجيش الإيطالي.
لم يتمّ إطلاق طلقة واحدة على الأرض الألمانيّة. ومع ذلك، فقد كانت ألمانيا تعرض شروط السّلام على إنجلترا. وقد عرض الألمان على إنجلترا سلاما تفاوضيّا يُسميه المُحامون ما قبل قاعدة الوضع الراهن. وهذا يعني "دعونا نُوقف الحرب، ولنترك كُل شيء يعود إلى الوضع الذي كان عليه قبل بدء الحرب". وقد كانت إنجلترا تُفكّر بذلك العرض بشكل جدّي. لم يكن لديها خيار، إذ كان عليها أن تقبل هذا السّلام التّفاوضي الذي كانت ألمانيا تعرضه بشهامة، أو الاستمرار في الحرب، فتتمّ هزيمتها كليا.

وفي هذه الأثناء، ذهب الصّهاينة الموجودين في ألمانيا الذين مثّلوا الصّهاينة من أوروبا الشّرقية، ذهبوا إلى وزارة الحرب البريطانيّة -وسأختصر لكم لأنّها قصة طويلة، ولكنّني أملك كل الوثائق لبرهنة أية عبارة أصرّح بها--- فقالوا للبريطانيّين: "أنظُروا هنا. ما زلتم تستطيعون كسب هذه الحرب، ويجب ألا تستسلموا. ويجب ألا تقبلوا السلام التّفاوضي الذي عرضه الألمان الآن عليكم. إنّكم تستطيعون أن تربحوا الحرب إذا ما أتت الولايات المتحدة كحليف لكم". ولم تكن الولايات المتحدة داخلة في الحرب في ذلك الوقت. لقد كنا فتيّين، وكنّا أغنياء، وكنّا أقوياء. قالوا لإنجلترا: "سوف نضمن أن نجلب لكم الولايات المتحدة لكي تحارب في صفّكم كحليف لكم، ولكي تحارب بجانبكم عدُونا بفلسطين بعد أن تكسبوا الحرب". وبكلمات أخرى، فقد اقترحوا هذه الصّفقة: "سنجلب الولايات المتحدة لهذه الحرب كحليف لكم. والثّمن الذي يجب أن تدفعوه هو فلسطين بعد أن تكسبوا الحرب وتهزموا ألمانيا، والنمسا-هنغاريا، وتركيا".

وكان حقّ بريطانيا بوعد منح فلسطين لأيّ فرد، مثل حق الولايات المتحدة في وعد إعطاء اليابان لإيرلندا، لأيّ سبب من الأسباب مهما كان. إنّه من السّخف المطلق أن تعطي بريطانيا العظمى، التي لم يكن لها أيّة صلة، أو أيّة مصلحة، أو أيّ حق فيما يُعرف بفلسطين، وكأنها قطعة نقد تدفعها للصّهاينة كثمن لجلب الولايات المتحدة لدخول الحرب. ومع هذا، فقد منح البريطانيّون الصّهاينة ذلك الوعد في أكتوبر سنة 1917. وبعد ذلك بوقت قصير-ولا أدري كم واحد من الحضور يتذكّرون-دخلت الولايات المتحدة التي كانت مُوالية لألمانيا كلية تقريبا، الحرب كحليفة لبريطانيا.

أقول، بأنّ الولايات المتحدة كانت موالية لألمانيا كلية تقريبا، لأنّ الصّحُف هنا كانت مملوكة من قبل اليهود، وكان أصحاب البنوك يهودا، وكانت كل وسائل الإعلام الجماهيري في هذه البلاد مملوكة من اليهود، وكان اليهود آونتها مُوالين للألمان. لقد كانوا مُوالين للألمان، لأنّ الكثير منهم أتوا من ألمانيا، ولأنّهم أرادوا أن يروا ألمانيا تهزم القيصر. فاليهود لم يُحبّوا القيصر، ولم يُريدوا أن تربح روسيا هذه الحرب. وهؤلاء اليهود الألمان من أمثال كوهن لوب (Kohn Loeb) والمؤسسات البنكيّة الكُبرى الأخرى في الولايات المتحدة، رفضوا تمويل فرنسا وإنجلترا حتى ولو بدولار واحد. لقد وقفوا جانبا وقالوا: "ما دامت فرنسا وإنجلترا مرتبطتين برُوسيا، فلن نمنحهما سنتا واحدا". ولكنّهم صبّوا النّقود على ألمانيا، وقاتلوا بجانب ألمانيا ضدّ روسيا، مُحاولين هزيمة نظام القيصر.

الآن، هؤلاء اليهود أنفسهم، حين رأوا إمكانية حصولهم على فلسطين، ذهبوا لإنجلترا وقاموا بعقد هذه الصّفقة. وفي ذلك الوقت، تغيّر كل شيء، كما تتغير إشارة المرور من الأحمر إلى الأخضر. فبينما كانت كل الصّحف موالية للألمان، حيث كانت تُذكّر الناس بالصّعوبات التي كانت تمرّ بها ألمانيا خلال قتالها بريطانيا العظمى تجاريا وبأشكال أخرى، فأصبح الألمان فجأة سيّئين. وأصبحوا أشرارا، وأصبحوا مُجرمين، وأصبحوا يقتلون ممرّضات الصليب الأحمر. وأصبحوا يُقطّعون أيادي الأطفال الصغار. وأصبحوا غير جيّدين. وبعد ذلك بوقت قصير، أعلن السيد ولسون (Wilson) الحرب على ألمانيا.

وأرسل صهاينة لندن البرقيات لجستيس برانديس (Justice Brandeis) في الولايات المتحدة حيث قالوا له: "إذهب واقنع الرئيس ولسون (Wilson). سوف نحصل من انجلترا على ما نُريد. إقنعه أن تدخل الولايات المتحدة الحرب". وبهذه الطريقة دخلت الولايات المتحدة الحرب. لم تكن لدينا أية مصلحة في الحرب؛ ولم يكن لنا أي حقّ أن نشارك فيها، أكثر من حقّنا أن نكون على سطح القمر في هذه الليلة، بدلا من أن نكون في هذه الغرفة. لم يكن هناك أيّ سبب لأن تكون الحرب العالمية الأولى حربنا على الإطلاق. لقد تم جرّنا إليها- ولو كان بإمكاني أن أكون فظّا، لقلت إنّه قد تمّ توريطنا وجرّنا باتجاه تلك الحرب فقط، لكي يتمكّن صهاينة العالم من الحصول على فلسطين. وهذا أمر لم يتمّ الإعلان عنه لشعب الولايات المتّحدة، فلم يعلم الشعب على الإطلاق لماذا ذهبنا للحرب العالميّة الأولى!

بعد أن دخلنا الحرب، ذهب الصهاينة لبريطانيا العُظمى وقالوا: "حسنا، لقد أنجزنا جزءنا حسب الإتفاقية، فدعونا نأخذ شيئا مكتوبا يُرينا أنكم ستتمّمون صفقتكم، وتعطوننا فلسطين بعد أن تكسبوا الحرب". لم يعلموا إن كانت الحرب ستطول لسنة أخرى أو لعشرة سنوات أخرى. ولذلك بدأوا في العمل للحصول على وصل. وأخذ الوصل شكل رسالة، تمّت صياغتها بلغة سرّية (ملغّزة) جدّا لكي لا يعرف العالم كلّه محتواها. وهذا ما تمّت تسميته بإعلان أو بوعد بلفور (Balfour Declaration).

لقد كان وعد بلفور (Balfour) وعد بريطانيا العظمى فقط، للدفع للصهيونية ما اتفقوا عليه ثمنا لإدخال الولايات المتحدة الحرب. وبذا، فوعد بلفور (Balfour) العظيم هذا، الّذي تسمعون عنه الكثير، زائف مثل زيف ورقة نقد الثلاث دولارات. لا أظنّ أنّني أستطيع أن أؤكد الأمر بشكل أفضل.

ومن هناك بدأت المشكلة برمّتها. دخلت الولايات المتّحدة الحرب. حطّمت الولايات المتّحدة ألمانيا. وتعلمون ما الذي حصل بعدها. حين انتهت الحرب، ذهب الألمان إلى باريس لحضور مؤتمر سلام باريس سنة 1919 حيث كان هناك 117 يهوديّا، كوفد ممثل لليهود، يرأسهم بيرنارد باروخ (Bernard Baruch). لقد كُنت أنا هناك، ولذا يجب عليّ أن أعلم.

والآن ما الّذي حدث؟ اليهود المشاركون في المؤتمر، حين كانوا يقطّعون ألمانيا ويقسّمون أوروبا لكلّ تلك الأمم التي ادّعت حقّا في جزء من منطقة أوروبية، قالوا: "وماذا عن فلسطين لنا؟". وقدّموا للمرّة الأولى، لمعرفة الألمان، وعد بلفور (Balfour) هذا. ولذا فقد تحقّق الألمان للمرة الأولى: "إذن كانت تلك هي اللعبة! ولهذا السبب دخلت الولايات المتحدة الحرب". وتحقّق الألمان لأول مرة أنّهم قد انهزموا، وعانوا من التّعويض الرهيب الذي تم صفعهم به، لأنّ الصهاينة أرادوا فلسطين، وكانوا مصمّمين للحصول عليها بأيّ ثمن.

ويجلبنا هذا لنقطة مهمّة جدا. حين تحقّق الألمان من هذا، قاوموه بشكل طبيعي. وحتى ذلك الوقت، لم تكن أحوال اليهود في أي مكان في العالم أفضل ممّا كانت عليه في ألمانيا.

لقد كان السيد راثينو (Rathenau) في ألمانيا. وقد كانت أهميته في الصناعة والمال مئة مرة أكثر من بيرنارد باروخ (Bernard Baruch) في هذه البلاد. وهناك أيضا كان السيد بالين (Balin)، الذي كان يملك خطّين كبيرين من السفن، وهما لويد جيرمان (German Lloyd) الشمالية وخطوط هامبورغ-الأميريكية (Hamburg-American).

وهناك أيضا السيد بلايخرودر (Bleichroder)، الذي كان يدير بنكا لعائلة هوهنزولرن (Hohenzollern). وهناك عائلة وربيرغز (Warburgs) في هامبورغ، التي كانت من أكبر العائلات التي تملك البنوك في العالم. كان اليهود بحال جيدة جدا في ألمانيا. وليس هناك مجال للشك في هذا الأمر. شعر الألمان أنها كانت تلك خيانة كاملة. كانت خيانة يمكن مقارنتها بالموقف الفرضي التالي: لنفرض أنّ الولايات المتحدة كانت في حالة حرب مع الاتحاد السوفييتي، وكنا نحقق انتصارات، فقلنا للاتّحاد السّوفييتي: "جيد، دعونا نوقف الحرب الآن. نحن نعرض عليكم شروطا. دعونا ننسى الأمر كله".

وفجأة أتت الصّين الحمراء للحرب كحليف للاتحاد السوفييتي، فجلب زجّهم للحرب هزيمتنا هزيمة ساحقة، مع تعويضات مماثلة لا يمكن لخيال المرء أن يُطيقها. تخيّلوا فيما بعد مواطنينا الصّينيين الذين اعتقدنا في جميع الأوقات أنهم مواطنون أوفياء لنا، قد خانونا وباعونا للاتحاد السوفييتي، وأنّه من خلالهم تم جلب الصّين الحمراء للحرب ضدّنا. فكيف سنشعر بعدها هنا في الولايات المتّحدة تجاه الصّينيّين؟ أنا لا أظن أنّ أحدا منهم سيتجرّأ ويُري وجهه في أيّ شارع. ولن يكون هناك العدد الكافي من مصابيح الشوارع للاهتمام بهم. وتخيّلوا كيف سيكون عليه شعورنا!

حسنا، فلقد كان هذا هو شعور الألمان تجاه اليهود. لقد كانوا طيّبين معهم، فمنذ سنة 1905 حين فشلت الثورة الشيوعية الأولى في روسيا، حين كان على اليهود أن يتركوا روسيا، أتوا جميعا إلى ألمانيا. ومنحتهم ألمانيا اللجوء. وعاملتهم بمنتهى الطيبة. وهنا أغرقوا ألمانيا في أسفل النهر دون أيّ سبب يُذكر على الإطلاق، سوى أنّهم أرادوا فلسطين لتُدعى "رابطة شعوب يهودية".

والآن ناحوم سوكولو (Nahum Sokolow) وكلّ تلك الأسماء العظيمة والقادة العظام الذين تقرأون عنهم، الذين لهم ّصلات بالصهيونيّة في أيامنا هذه، في سنة 1919، و1920، و1921، و1922، و1923 كتبوا في أوراقهم كلّها-- ومُلئت الصحافة بتصريحاتهم-بأنّ الشعور في ألمانيا تجاه اليهود سببه حقيقة، أنّهم تحققوا أنّ هذه الهزيمة الكبرى قد جلبها التدخّل اليهودي وإدخال الولايات المتحدة الحرب.

وقد اعترف اليهود أنفسهم بهذا. ولم يكن الأمر أن اكتشف الألمان في سنة 1919 بأنّ ذلك الكأس من الدم اليهودي، كان طعمه أفضل من الكوكا كولا أو بيرة مونشنر (Muenschner). لم يكن هناك أي شعور ديني، ولم تكن هناك أية عاطفة تجاه ذلك الشعب فيما يتعلق باعتقادهم الديني. فلقد كان الأمر كلّه سياسيا، وكان اقتصاديا. كان أيّ شيء عدا أن يتمّ اعتباره دينيّا. لم يهتم أحد في ألمانيا إذا ما عاد اليهودي إلى بيته وأنزل الستائر وقال: "شيما إسرائيل" أو "أبانا". ولم يهتم أحد في ألمانيا بالمسألة الدينية أكثر من ذلك الاهتمام بها في الولايات المتحدة. الآن، فالشعور الذي تطوّر مؤخرا في ألمانيا كان سببه شيئا واحدا: حمّل الألمان اليهود مسؤولية هزيمتهم الساحقة.

بدأت الحرب العالمية الأولى ضدّ ألمانيا دون أي سبب يُذكر تتحمل ألمانيا مسؤوليته. لم يكن للألمان أيّ ذنب يُذكر سوى أنّهم كانوا ناجحين. لقد بنوا سلاح بحرية كبيرا. وبنوا تجارة عالمية. يجب أن تتذكروا بأنّ ألمانيا كانت أثناء الثورة الفرنسية تتكوّن من 300 ولاية صغيرة، ومديريّات، وإمارات يحكمها دوقات. أي إنها كانت تتكون من 300 وحدة سياسية مستقلة. وكانت بين عهد نابوليون (Napoleon) وبسمارك (Bismarck) متوحدة في دولة واحدة. وخلال 50 عاما أصبحت إحدى أعظم دول العالم. كانت بحريّتها تُنافس بحريّة بريطانيا العُظمى، وكانت للألمان روابط تجارية في جميع أنحاء العالم، وكانوا يستطيعون أن يبيعوا بضاعتهم للجميع بأسعار أقل، وكان إنتاجهم الصناعي أفضل. فما الّذي حصل نتيجة لذلك؟

كانت هناك مؤامرة بين إنجلترا وفرنسا وروسيا لصفع ألمانيا. ليس هناك مؤرخ واحد على وجه البسيطة يستطيع أن يجد سببا حقيقيا لماذا قرّرت تلك الدول أن تسحق ألمانيا سياسيا عن الخارطة.

حين تحقّقت ألمانيا أنّ اليهود هم الذين كانوا وراء هزيمتها، استاءت بطبيعة الحال، ولكنّ الألمان لم يؤذوا حتى ولو شعرة واحدة من رأس أيّ يهودي. وقد كتب البروفيسور تانسل (Tansill) أحد أساتذة جامعة جورج تاون (Georgetown) الّذي كانت لديه قدرة الدخول على الأوراق السرية لوزارة الخارجية الأميريكية، كتب في كتابه، حيث اقتبس من إحدى وثائق وزارة الخارجية الأميريكية التي كتبها هيوجو شونفلت (Hugo Schoenfelt)، وهو يهودي كان كوردل هَل (Cordell Hull) قد أرسله إلى أوروبا سنة 1933، لكي يقوم بالتّحقيق في ما كان يُسمّى بمُعسكرات السُّجناء السّياسسّيين، حبث كتب من ألمانيا أنّه وجدهم في حالة جيدة جدا. كانوا في حالة ممتازة، يُعامل كل واحد منهم بصورة جيدة. وكان الكثيرون منهم يهودا شيوعيّين، لأنّ اليهود حدث وأن شكّلوا نحو 98% من الشّيوعيّين في تلك الأوقات. وكان هناك بينهم بعض الكهنة أيضا، والقساوسة، وقادة العمال، والماسونيّين، وآخرين لهم انتساباتهم العالمية.

في سنتي 1918 و 1919 سيطر الشيوعيون على بافاريا (Bavaria) لعدّة أيام. فقد سيطر كارل لايبكنخت (Karl Liebknecht) و روزا لوكسمبيرغ (Rosa Luxemburg) و مجموعة من يهود آخرين على الحكومة لثلاثة أيّام. وفي الحقيقة، حين أنهى القيصر الحرب هرب إلى هولندا، لأنّه اعتقد بأنّ الشيوعيين كانوا على وشك الاستيلاء على ألمانيا كما فعلوا في روسيا، واعتقد بأنّه سيلقى المصير نفسه الذي لقيه قيصر روسيا. لذا فقد هرب إلى هولندا لسلامته، وأمانه. وبعد أن تمّ سحق التّهديد في ألمانيا، كان اليهود ما يزالون يعملون، إذ كانوا يحاولون العودة إلى وضعهم السابق، فقاتلهم الألمان بكلّ وسيلة يستطيعونها دون أن يؤذوا شعرة واحدة من شعر رأس أيّ واحد منهم. لقد قاتلوهم بالطريقة نفسها التي استخدمناها هنا في الولايات المتحدة، ألا وهي مقاطعة (محاربة) أيّ أحد كان لديه اهتمام بشراء الكحول. إنّهم لم يحاربوهم بالمسدّسات. فهذه هي الطريقة التي حارب بها الألمان اليهود في ألمانيا.

وفي ذلك الوقت، كان هناك بين 80 و 90 مليون ألماني، بينما كان عدد اليهود 460,000 يهودي فقط. أي أنهم كانوا يشكّلون ما نسبته نصف واحد بالمئة من سكان ألمانيا. ومع هذا فقد كانوا يسيطرون على الصّحافة، وكانوا مسيطرين على معظم الاقتصاد، لأنّهم جلبوا معهم أموالا رخيصة حين تمّ تخفيض قيمة المارك الألماني، فشروْا عمليّا كلّ شيء.

لقد حاول اليهود أن يُغطّوا على هذه الحقيقة. إنّهم لم يريدوا أن يفهم العالم حقيقة أنّهم باعوا ألمانيا وخانوها، وأنّ الألمان قد استاءوا من ذلك الأمر.

لقد اتّخذ الألمان إجراءً مناسبا بحقّ اليهود. أفسأقول لكم إنّهم ميّزوا ضدّهم أينما استطاعوا! لقد تجنّبوهم بالطّريقة نفسها التي يمكن أن نتجنّب بها الصينيّين، أو السّود، أو الكاثوليك، أو أيّ واحد في هذه البلد باعنا لعدوّ، وخاننا، وجلب علينا هزيمتنا.

بعد فترة من الزمن، تداعى يهود العالم إلى اجتماع في أمستردام (Amsterdam). وحضر الاجتماع اليهود من كافة بلدان العالم. وقالوا لألمانيا: "أطردوا هتلر (Hitler)، وأعيدوا كلّ يهودي إلى وظيفته التي كان يعمل فيها، سواء كان شيوعيا أو كان ما كان. أنتم لا يمكنكم معاملتنا بتلك الطريقة، ونحن يهود العالم، نحذّركم تحذيرا نهائيا". وتستطيعون أن تتخيلوا ما قاله لهم الألمان. فما الذي فعله اليهود؟

في سنة 1933، حين رفضت ألمانيا الاستسلام لمطالب مؤتمر اليهود العالمي في أمستردام (Amsterdam)، انفضّ المؤتمر، وعاد إلى الولايات المتحدة السيد صامويل أنتيرماير (Samuel Untermyer) الذي كان رئيس الوفد اليهودي الأميريكي، وكان رئيس المؤتمر كله، وتوجّه فورا من السفينة البخارية إلى ستوديوهات إذاعة كولومبيا (Columbia)، حيث أذاع عبر الراديو في جميع الولايات المتحدة بيانا إذاعيا قال فيه: "إنّ يهود العالم يُعلنون الآن الحرب المقدّسة ضد ألمانيا. ونحن الآن منشغلون في صراع مقدّس ضد الألمان. وسنقوم بتجويعهم إلى أن يستسلموا. سوف نقوم باستخدام مقاطعتهم اقتصاديا في جميع أنحاء العالم. وهذا ما سيحطّمهم لأنّهم يعتمدون على أعمال تصدير بضائعهم".

وهي حقيقة أنّه كان يتمّ استيراد ثلثي المواد الغذائية الألمانية، وأنّه يمكن استيرادها فقط من خلال تصدير إنتاجهم. ولذا إن لم تتمكّن ألمانيا من التّصدير، فسيتضوّر ثلثي سكانها جوعا. ولم يكن هناك طعام كاف لأكثر من ثلث السكان. الآن في هذا البيان، الذي هو بين يديْ هنا، والذي كان قد طُبع في صحيفة النيويورك تايمز (New York Times) في 7 أب، سنة 1933، صرّح السيد صامويل أنتيرماير (Samuel Antermeyer) بشكل وقح أنّ: "هذه المقاطعة الاقتصادية هي أسلوبنا في الدفاع عن النفس".

وأيّد الرئيس روزفلت (Rosevelt) استخدام المقاطعة الاقتصادية، إذ يذكر بعضكم أنّه كان يتوجب مقاطعة كل شخص لم يكن يتقيّد بالقواعد التي تم وضعها من قبل الصفقة الجديدة، التي تم الإعلان عنها من قبل المحكمة العليا في تلك الأوقات بأنّها غير دستورية. ومع ذلك، أعلن يهود العالم المقاطعة ضد ألمانيا، وكانت تلك المقاطعة فعالة بشكل كبير، بحيث لم يكن بوسعكم أن تجدوا شيئا واحدا في أي متجر في أي مكان في العالم مكتوبا عليه: "صُنع في ألمانيا". وفي الحقيقة، قال لي أحد المديرين التنفيذيّين لشركة وول وورث (Woolworth) قال لي إنه كان عليهم أن يتخلصوا من الصحون والأواني الفخارية التي يقدر ثمنها بملايين الدولارات ويكبوها في النهر، وذكر لي أيضا أنه كان سيتم مقاطعة متاجرهم لو أنّ أحدأ وجد صحنا مكتوبا عليه: "صُنع في ألمانيا"، وكانت تعلّق يافطات مكتوبا عليها "هتلر"، "قاتل"، وعبارات من هذا القبيل كانت تّستخدم في الجنوب.

وفي أحد المتاجر التي يمتلكها آر أتش ميسي (R.H. Macy)، الذي كانت تُسيطر عليه عائلة يهودية تُدعى ستراوس (Straus) وجدت امرأة جوارب نسائية مصدرها شيمتز (Chemnitz) مكتوبا عليها "صُنع في ألمانيا".

كانت الجوارب مصنوعة من القطن، ويُمكن أن تكون موجودة أساسا في المتجر من عشرين سنة، إذ أنني ألاحظ سيقان النّساء من عدة سنوات، ومضى وقت طويل لم أر فيه جوارب قطنية تلبسها نساء. رأيت المقاطعة لمتاجر ميسي (Macy) ومئات الناس يمشون حول بنايته حاملين يافطات مكتوبا عليها: "قتلة"، "هتلريون"، وأشياء من هذا القبيل.

وعودة إلى ذلك الوقت الذي لم يتمّ فيه إيذاء شعرة واحدة على رأس يهودي في ألمانيا. ولم تكن هناك معاناة، ولم تكن هناك مجاعة، ولم يكن هناك قتل أو أيّ شيء من هذا القبيل. وبطبيعة الحال، قال الألمان: "من هو الشعب الذي يُعلن المقاطعة ضدّنا، ويحوّل كل شعبنا إلى عاطلين عن العمل، ويشلّ صناعاتنا ؟ من هو هذا الشعب حتّى يفعل هذا بنا؟". وقاوم الألمان هذا الأمر بطبيعة الحال. وبالطّبع، فقد رسموا الصّلبان المعقوفة على المتاجر التي يملكها يهود. فلماذا يذهب ألماني لمتجر، ويدفع نقوده لصاحبه الذي هو جزء من المقاطعة التي كانت ستؤدّي إلى تجويع ألمانيا فاستسلامها ليهود العالم، الذين كانوا سيُملون على الألمان من سيكون مستشارهم أو رئيس وزرائهم؟ لقد كانت المقاطعة أمْرا سخيفا حقا.

إستمرّت المقاطعة لبعض الوقت، حتّى سنة 1938 حين دخل يهوديّ صغير السّن من بولندا إلى السفارة الألمانية في باريس، وأطلق النار على موظّف ألماني، وحينها بدأ الألمان حقّا يُصبحون أقسى في معاملة اليهود في ألمانيا، فكنت تجدهم يكسّرون الشبابيك، ويدخلون مع اليهود في معارك شوارع وغير ذلك.

الآن لا أحبّ أن أستخدم كلمة "اللاسامية" لأنّها خالية المعنى، ولكنّها ما تزال تعني شيئا بالنّسبة لكم، لذا يجب عليّ أن أقوم باستخدامها هنا. السّبب الوحيد لوجود مشاعر معادية لليهود في ألمانيا، لأنّ اليهود كانوا المسئولين عن الحرب العالمية الأولى، وعن هذه المقاطعة العالمية لألمانيا.

وفي النهاية، كانوا أيضا مسئولين عن الحرب العالمية الثانية، لأنّهم وبعد أن فقدوا السيطرة، أصبح ضروريا لليهود وألمانيا أن يعدّوا العدة للحرب ليروا من الذي سيعيش.

وفي تلك الأثناء، كنت أعيش في ألمانيا، وعلمت أنّ الألمان قرّروا بأنّ أوروبا ستُصبح مسيحيّة أو شيوعيّة: وليس هناك بين البينين. وقرّر الألمان أن يُبقوا على أوروبا مسيحيّة إذا كان ذلك بوسعهم. وبدؤوا بإعادة التسلّح. وفي شهر نوفمبر سنة 1933، إعترفت الولايات المتحدة بالاتّحاد السوفييتّي. وكان الاتّحاد السوفييتّي في طريقه لأن يصبح قويا جدا، وأدركت ألمانيا "أنّ دورنا آت قريبا ما لم نكن أقوياء". وهذا هو الشيء نفسه الذي نقوله نحن في الولايات المتحدة اليوم، "إن دورنا آت قريبا ما لم نكن أقوياء". تنفق حكومتنا 83 أو 84 بليون دولارا على ميزانية الدفاع. والدّفاع ضدّ من؟ الدفاع ضدّ 40,000 يهودي صغير في موسكو سيطروا على روسيا، وبعد ذلك، سيطروا بطرقهم المُلتوية، على العديد من دول العالم الأخرى.

وأن تكون هذه البلاد الآن على حافة حرب عالمية ثالثة لا يمكننا أن نخرج منها منتصرين، هو أمر يراود مخيّلتي. أنا أعلم أنّ القنابل الذرّية تُقاس بالميجا طُُن(Megaton) ، وهو مصطلح يتمّ استخدامه لوصف مليون طن من مادّة تي أن تي (T.N.T). وقنابلنا الذّرّية لديها قدرة عشر ميجاطن، أي بقدرة عشرة ملايين طن من مادّة تي أن تي في بدايات تطويرها.

والآن، فإنّ القنابل الذرّية التي يتمّ تطويرها لها قدرة 200 ميجا طُن (Megaton) ، والله أعلم كم ميجاطن من القنابل الذرية لدى الاتحاد السوفييتي! فما الذي نواجهه الآن؟ إذا ما بادرنا بإشعال حرب عالمية، فيمكن أن تتطوّر إلى حرب ذرّية، تؤدّي إلى نهاية العالم. لماذا يمكن أن تنشب حرب كهذه؟ إنّها ستنشب حال رفع الستارة عن الفصل الثالث: فالفصل الأوّل كان الحرب العالمية الأولى، والفصل الثاني كان الحرب العالمية الثانية، وسيكون الفصل الثالث الحرب العالمية الثالثة. فيهُود العالم، والصّهاينة وشركاؤهم المتديّنون في كل مكان، مُصمّمون أن يستخدموا الولايات المتّحدة ثانية لكي تساعدهم في الحفاظ على فلسطين كموطئ قدم لحكومتهم العالمية. وهذا الأمر صحيح مثل صحة وُقوفي هنا أمامكم. فأنا لم أقرأ عن هذا فحسب، ولكن الكثيرين من الحضور قرؤوه أيضا، وهو أمر معلوم في جميع أنحاء العالم.

ما الذي علينا عمله؟ إنّ الحياة التي تنقذونها من الموت قد تكون حياة ابنكم. فقد يكون أولادكم في طريقهم لتلك الحرب هذه الليلة، وأنتم قد تكونون لا تعلمون بذلك أكثر من معرفتكم أنّ الصّهاينة عقدوا في لندن سنة 1916 صفقة مع وزارة الحرب البريطانية، لإرسال أولادكم للحرب في أوروبا. فهل علمتم بذلك في ذلك الوقت؟ لم يكن شخص واحد في الولايات المتحدة يعلم بذلك. ولكنّ الرّئيس ولسون (Wilson) علم بذلك. ولم يكن مسموح لكم أن تعلموا بذلك. من منكم علم بذلك؟ وعلم به أيضا الكولونيل هاوس (House) . وعلم به أيضا بعض المقرّبين من الدّاخل.

هل علمت به أنا؟ لقد كانت لديّ فكرة جيدة عمّا كان يحدث: لقد كنت مبعوثا لهنري مورجنثاو (Henry Morgenthau) الأب في حملته سنة 1912 حين تم انتخاب الرئيس ولسون (Wilson)، وكان هناك حديث يجري حول مكتبه هناك. لقد كنت "الرّجل الثقة" لهنري مورجنثاو (Henry Morgenthau) الأب، الذي كان رئيس اللجنة المالية. وكنت ضابط ارتباط بينه وبين رولو ويلز (Rollo Wells)، أمين الصندوق. ولذا أُتيحت لي الفرصة للجلوس في الاجتماعات مع الرئيس ولسون (Wilson) والآخرين على الطاولة نفسها، وسمعتهم يقرعون في دماغ الرئيس ولسون (Wilson) عن ضريبة الدخل التدريجية، التي أصبحت تسمى فيما بعد بالاحتياط الفيدرالي، وسمعتهم يُشبعون أفكاره بالحركة الصّهيونية. لقد كان الرئيس ولسون (Wilson) وجستيس برانديز(Justice Brandeis) قريبين من بعضهما مثل قرب إصبعي هذين في يدي هذه. وكان الرئيس وودرو ولسون (Wodrow Wilson) عاجزا كما الطفل حديث الولادة، حين كان الأمر يتعلّق بتحديد ما الذي كان يحدث. وبهذه الطريقة أقحمونا في الحرب العالمية الأولى، بينما كنا جميعا نيام. لقد أرسلوا أولادنا لذبحهم هناك. ولماذا؟ لكي يتمكّن اليهود من الحُصول على فلسطين "كدولة يهودية لهم". لقد استغفلوكم كثيرا لدرجة أنّكم لا تعرفون ما إذا كنتم ذاهبين أم قادمين.

والآن، فإنّ أيّ قاض، حين يُكلّف لجنة مُحلّفين يقول لهم، "سيداتي، تستطيعون إهمال شهادة أيّ شاهد تجدون أنّه كذب مرّة واحدة". أنا لا أعلم من أيّ ولاية أتيْتم، ولكنْ في ولاية نيويورك (New York) هذه هي الطريقة التي يُخاطب بها القاضي هيئة المُحلّفين: "إذا ذكر الشّاهد كذبة واحدة، فأهملوا شهادته".

ما هي الحقائق عن اليهود؟ (أنا أدعوهم يهودا لكم، لأنّهم معرُوفون كَ "يهود". أنا نفسي لا أدعوهم يهودا. ولكنّني أشير إليهم ب "ما يُسمّون باليهود"، لأنّني أعرف ما هم). فاليهُود الأوروبيّون الشّرقيّون، الذين يُشكّلون 92% من سكّان العالم من ذلك الشعب الذين يدعون أنفسهم "يهودا"، كانوا أصلا خازار (Khazars). كان أولئك الخازاريون قبيلة مولعة بالحرب عاشت في أعماق قلب آسيا. ومن شدّة ولعهم بالحُروب أرغمهم الآسيويّون على الخروج من آسيا إلى أوروبا الشّرقية. وأسّسوا هناك مملكة خازارية مساحتها 800,000 ميلا مربعا. وفي ذلك الأوان، لم تكن روسيا موجودة، ولا الكثير من بلدان أوروبا الأخرى. وكانت مملكة الخازار أكبر البلدان في أوروبا كلها- لقد كانت من الكبر والقوة لدرجة أنه لو أراد الملوك الآخرون الذهاب للحرب، يعيرهم الخازاريون 40,000 جندي. وهذا يدل على مقدار قوتهم وعظمتهم.

لقد كانوا يعبُدون العضو الذكري، الذي يُعتبر قذرا، ولا أريد أن أدخل في التفاصيل الآن. ولكن كانت تلك ديانتهم، كما كانت أيضا ديانة الكثير من البرابرة والوثنيّين في أمكنة أخرى من العالم. أصبح ملك الخازار مشمئزا جدا من انحلال مملكته، لدرجة أنّه قرّر أن يتّخذ ما يُدعى - دين التوحيد- أي الإسلام، أو اليهودية، أو ما يُسمى في هذه الأيام باليهودية، التي هي في الحقيقة تلموديّة. وبإجراء القرعة، قام الملك باختيار ما يُسمّى باليهودية، فأصبحت ديانة الدولة. وبناء عليه، أرسل آلاف الطلاب إلى المدارس التلمودية في بومبوديتا (Pumbedita) و سورا (Sura) الذين عادوا ليُصبحوا حاخامات، وقام بفتح المعابد والمدارس اليهودية، وهكذا أصبح شعبه ما نسميه "اليهود".

لم يكن على الإطلاق لأيّ واحد منهم جَدّ سبق وأنْ وطئ إصبع قدمه الأرض المقدّسة، لا في تاريخ العهد القديم، ولا حتّى منذ بدء التاريخ، ولا أيّ واحد فيهم! ومع ذلك، يأتون للمسيحيّين ويسألوننا أن ندعّم عصيانهم المسلّح في فلسطين بقولهم: "تريدون أن تساعدونا في عودة شعب الله المختار إلى أرض ميعاده، وبيت أجداده، ألا تريدون ذلك؟ إنه واجبكم المسيحي. لقد أعطيناكم أحد أبنائنا كإله ومُخلّص لكم. أنتم الآن تذهبون إلى الكنيسة يوم الأحد، وتركعون وتعبدون يهوديا، ونحن يهود".

ولكنّهم خزريّون وثنيّون تحوّلوا تماما بالطّريقة نفسها التي تحوّل فيها الإيرلنديّون. ومن السّخيف وصفهم ب "شعب الأرض المقدسة"، كمثل تسمية ال 54 مليون صيني مسلم بأنّهم "عرب".

مات محمد سنة 620 ميلادية، ومنذ ذلك الحين، دخل 54 مليون مسلم الإسلام وقبلوه كعقيدة دينية لهم. والآن تخيلوا أنه في الصين التي تبعد 2,000 ميل عن العربية السعودية وعن مكة، مكان ولادة محمد، تخيّلوا لو أنّ ال 54 مليون مسلم صيني قرّروا أن يُسمّوا أنفسهم "عربا".

فيُمكن أن تصفوهم بالجنون. وأيّ واحد يعتقد أنّ أولئك ال 54 مليون مسلم صيني عرب، فلا بدّ أن يكون مجنونا. وكلّ الذي فعلوه هو أنّهم تبنّوا معتقدا دينيا نشأ أساسا في مكة في العربية السعودية. وينطبق هذا على الإيرلنديّين. فحين أصبحوا مسيحيّين، لم يرمهم أحد في المحيط، وقام بتصدير مجموعة جديدة من السّكان إلى الأرض المقدّسة بدلا منهم، كما لم يُصبحوا شعبا مختلفا. لقد كانوا نفس الشعب، ولكنهم قبلوا المسيحية كعقيدة دينية.

فأولئك الخزريون، وأولئك الباجان (Pagan) وأولئك الآسيويون كانوا من عنصر منغولي أُجبروا على الخروج من آسيا إلى أوروبا الشرقية. ولأنّ ملكهم اعتنق الديانة التلمودية، لم يكن لهم خيار في المسألة، كما هي الحال في أسبانيا: فلو كان الملك كاثوليكيا، فسيكون كل فرد كاثوليكيا أيضا. وعلى الذي لا يريد أن يكون كاثوليكيا، أن يرحل من أسبانيا. ولذا فقد أصبح الخازار ما نسميهم اليوم ب "اليهود".

وتخيّلوا الآن كيف بدا الأمر سخيفا لتلك البلدان المسيحية العظيمة في مختلف أنحاء العالم لكي يقولوا: "سوف نقوم باستخدام قوّتنا وهيبتنا لكي نعيد شعب الله المختار إلى أرض أجداده، أرض الميعاد". فهل هناك كذبة أكبر من تلك الكذبة؟ ولأنّ اليهود يملكون الصّحف، والمجلات، ومحطّات الإذاعات، والتلفزيون، ودور نشر الكتب، ولأنّهم يملكون وُعّاظ الكنائس والسّاسة الذين يتحدّثون نفس لغتهم، فلن يكون من المُدهش أن تُصدّقوا تلك الكذبة. فمن المُمكن أن تُصدّقوا أنّ الأسْود أبيض إذا ما سمعتم هذه الجملة مرّات كثيرة. ولن تدعو الأسْود أسودا بعد ذلك- وستبدأون بتسمية الأسْود أبيضا. ولن يلومكم أحد على ذلك. وهذه إحدى أكبر الأكاذيب في التاريخ. وهي أساس كلّ التعاسة التي تحدث للعالم.

هل تعلمون ما الذي يفعله اليهود في يوم الكفارة، وهو الأمر الذي تظنّون أنّه مقدس بالنسبة لهم؟ لقد كنتُ واحدا منهم، وهذا ليس بإشاعة. أنا لست هنا لكي أثير الإشاعات. أنا هنا لكي أعطي الحقائق. فحين تدخلون الكنيس اليهودي في يوم الكفارة، تقفون في الصلاة الأولى التي تقومون بتلاوتها، وهي الصلاة الوحيدة التي تقفون فيها، حيث تكرّرون ثلاث مرات صلاة قصيرة تُدعى كل نذر "كول نيدر". وفي تلك الصلاة، تدخلون في اتفاقية مع الله الجبار على أنّ أيّ قسم، أو نذر، أو تعهّد قد تقومون به خلال الأشهر الإثنتي عشرة القادمة، ستكون باطلة، ولا قيمة لها.

والقسم يجب ألاّ يكون قسما، والنذر يجب ألا يكون نذرا، والتّعهّد يجب ألا يكون تعهّدا. يجب ألا يكون لها أية قوّة أو تأثير. وعلاوة على ذلك، فالتلمود يُعلّم أنّه حين تُنذرون، أو تتعهّدون، أو تُقسمون، فيجب أن تتذكروا صلاة كل نذر "كول نيدر" التي تلوتموها يوم الكفارة، فتُصبحون بالتالي معفيّين من الإيفاء بعُهودكم ومواثيقكم.

فإلى أيّ مدى تستطيعون الاعتماد على ولائهم وإخلاصهم؟ تستطيعُون الاعتماد على ولائهم بنفس المقدار الّذي اعتمد فيه الألمان عليه في سنة 1916. ولسوف نُلاقي المصير نفسه الذي كابدته ألمانيا، وللسّبب
نفسه.

جامعة القدس المفتوحة