الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

صقل واعداد الحكام الواعدين

نشر بتاريخ: 06/08/2013 ( آخر تحديث: 06/08/2013 الساعة: 17:25 )
بقلم :الحكم الدولي مهيوب الصادق
إن مسئولية الحكام والتحكيم واعدادهم تقع برمتها على كاهل اتحاد الكرة ولجنة الحكام ودائرة الحكام والتي من البديهي ان تتألف من حكام
سابقين ذوي الخبرة تحكيمية، واللذين صالوا وجالوا في الملاعب، ليس من السهل ،تصنع حكماً موهوباً ومميزاً يحوز على ثقة لجنة الحكام وعناصر اللعبة الاخرى التي دائما تتربص للتحكيم واهله، يعني أن يكون قادراً على التألق وطرق أبواب النجومية داخل ميادين الكرة، إن الأمر يحتاج من ثلاثة إلى خمسة مواسم كروية على اقل تقدير او ينوف ذلك- المعدل العام -، ناهيك على أنه من الأهمية بمكان أن يحصل الحكم الدارس الواعد على جرعات ومواقف فعلية الإدارة التحكيمية داخل الميادين عبر تزويد الحكام الواعدين بأنماط مختلفة من الحالات التحكيمية، أي أنه لا يجب التركيز على الناحية النظرية في دورات الدراسات التحكيمية فقط( أي مكنكة المعلومات والنصوص) ، بل والإستعاضة بالناحية العملية التطبيقية لأجل اختصار الوقت والجهد ، وهذا مرة اخرى لا يوفرة سوى اصحاب الخبرات التحكيمية، وهذا بطبيعة الحال يحتاج الدورات صقل متتابعه و ليس موسميه ( الاعتماد فقط على دورات الفيفا فقط
وبناء على ذلك عمد الإتحاد الدولي لكرة القدم( الفيفا) على اصدار نشرة جديدة لكتاب قانون لعبة كرة القدم موسميه تتضمن جزئين ، الجزء الأول يتمحور حول سرد المواد الـ 17 لقانون اللعبة ( الجانب الآخر ) والجزء الثاني يدور حول الجانب التطبيقي لمواد قانون اللعبة بالإضافة إلى التفسيرات والتوجيهات للحكام والحكام المساعدين والحكام الاضافيون و مهامه

إن الدراسة في دورات الدراسات التحكيمية للواعدين ( المستجدين ) يجب أن تتضمن المكونات الأساسية للهرم التكويني لمهارات الدارسين وتوظيف امكاناتهم ، وهذا خير كفيل لخلق جيل واعد من الحكام يكون برسم البطولات والتربصات الإتحادية ويكون هذا الجيل رديفاً لحكام النخبة المحليين اللذين هم على وشك التقاعد وبالتالي يمكن تسويق هؤلاء مستقبلا عربيا واسيويا ودوليا، لقد ادركت الإتحادات الإهلية تمام الإدراك هذه النقطة الحساسة والرئيسة وخوفاً من خلق فجوة تحكيمية عملت على تمديد فترة عمل الحكام ذوي الخبرة لمدة ثلاث سنوات بعد بلوغهم سن التقاعد وهو الخامسة والأربعون عاماً- كما فعل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بحيث عمل على فتح العمر التحكيمي شرط ان يجتاز الحكام كبار السن المتطلبات الفنية والبدنيه المقررة - من هنا كان لزاماً على لجان الحكام برمجة اعداد الحكام عطفاً على نشرات الفيفا ولجنة الحكام الدولية التي تصدرها سنويا بالإعتماد على فلسفة الإتحاد الأهلي الذاتية في اعداد قادة الميادين قبيل كل موسم الكروي، إن الهدف هنا واضح وجلي وهو تزويد ورفد الحكام حديثي العهد واثراء ذاكرتهم بالمواقف المتوقعة والمكونات الإساسية والتي يمكن أن تشمل :

1- كيفية التصرف في إعطاء القرارات وخاصة محكمة منها.
2- طريقة السيطرة على احداث المباراة وقرائة نوايا اللاعبين.
3- الشجاعة الكافية في احتواء تصرفات اللاعبين والمواجهات التي قد تحصل.
4- دائماُ التزام الحياد خارج وداخل الملعب.
5- اللياقة البدنية الكافية لمجاراة مستوى وتحرك اللاعبين والقدرة على قراءة المباراة والأساليب الفنية وطريقة اللعب.
6- التطبيق السليم للسلطة التنفيذية والتشريعية المستشفة من قانون اللعبة.
7- التغذية الراجعة الذاتية، يجب أن يدرك الحكم الواعد تمام الإدراك إن هذا الأسلوب سوف يسهم في تطوير مستواه بالإضافة إلى الشعور بالشجاع والثقة بالنفس.
8- وبالطبع لا ننسى العامل السيكولوجي النفسي في إعداد الحكم نفسياً حيث أن هذا العامل يؤثر كثيراً في تكوين شخصية الحكم مهما اختلفت عليه الإجواء في الزمان والمكان أي توظيف علم النفس في خدمة التحكيم، فالحكم المعد نفسيا يكون اقرب الى النجاح من الحكم غير المعد نفسيا ، (If you fail to prepare, prepare to fail ) .

يستشف مما ذكر سابقاً أن الإعتماد على الخبرات التحكيمية محلية والإستعانة بالخبرات الخارجية صنوان او وجهان لعملة واحدة، ويعتبر بمثابة صمام أمان وكمقدمة ناجحة للدراسين اللذين يتلقون خبرات من سبقوهم في فترة زمنية وجيزة، ونصيحة النصائح التي اسديها للدارسين هو الاعداد و الإطلاع الذاتي-مفتاح التطور وطرق ابواب النجاح، وعدم الإستعجال في التدرج بالدرجات وسمع النصح والإرشاد من ذوي الخبرة في المجال التحكيمي و الثقة بدائرة الحكام ، والأهم الأهم هو أن طريق التحكيم ليست مفروش بالورود، واياكم ومدح الذات فإنها تؤدي إلى الغرور والغرور نهايته الحتمية الفشل لاقدر الله .