بعد الافطار .....
نشر بتاريخ: 06/08/2013 ( آخر تحديث: 08/08/2013 الساعة: 01:06 )
بعد الافطار .....
يكتبها : المحرر الرياضي -عمر الجعفري
عند الساعة التاسعة والنصف من مساء يوم الاحد استقليت والزميل "وجدي الجعفري " السيارة واتجهنا الى ملعب الخضر ،لحضور مباراة نهائي كأس ابو عمار، بين شباب الخليل وترجي واد النيص ، وصلنا في حوالي الساعة العاشرة مساء ، كان الاعتقاد للوهلة الاولى ان الملعب خاليا ، وان الجمهور قليل وبدأت اعدادا الجماهير تتزايد حتى قدرنا والزملاء الصحفيين عددهم بحوالي 4000 متفرج .
بدأت المباراة عند الساعة العاشرة واربعين دقيقة ، وصل الرجل الذي ينتظره الجميع " اللواء الرجوب " يرتدي بدلة سوداء ، ومعة الرفيق عبد الرحيم ملوح نائب الامين العام للجبهة الشعبية ، الذي يحرص الرجوب في العديد من المناسبات الرياضية على وجوده معه ، وكان هناك رجل ثالث سألت الزميل الصحفي" رائد عمرو " عنه فقال : هذا الصحفي " اشرف محمود " من كبار الصحفيين المصريين ، صافح ثلاثتهم الفريقين ، وفورا توجه الرجوب ومن معه الى فريق الترجي لالتقاط صورة تذكارية وكذلك كان الحال مع فريق الشباب .
بدأت المباراة التي قادها رجل المهملات الصعبة الحكم " جواد عاصي " ، و " جواد " حكم انا مقتنع به ، احترمه وطاقم التحكيم المساعد ومحبة خاصة للاستاذ فاروق عاصي ، بدأ الجمهور يشجع وسيطر فريق واد النيص في الدقائق الاولى وشنوا هجوما على الفريق الخليلي ، وبدأت أصوات الجماهير تتعالى ، تألمت كثيرا لما سمعته من شتائم تقشعر لها الابدان اتجاه الحكم المساعد، الذي واصل عمله بكل اداب و لم يكترث لما يدور حوله ، علما بأن ما سمعته يحرك مشاعر الاموات .
بدأ الشباب يتحرك ، وسجل الترجي في البداية ، ثم عادلهم العميد بهدف اشرف نعمان الذي سجل الهدف وعاد الى منتصف الملعب بهدوء احتراما لمشاعر فريقه السابق وابناء قريته ، ظهر " العتال " وابهرني اداء " موسى شعبان " وقلت في نفسي ان " عاطف ابو بلال " لاعب سوبر بتحركاته وتمويهاته ومراوغاته وكل شيء فيه ،وايضا استمتعت باداء الكبير سميح يوسف وأذهلني التطور والاداء الذي ظهر فيه امجد زيدان .
تحدثنا عن " سعيد السباخي " وقلت ان سعيد لن يضيف كثيرا الى ترجي واد النيص ، كما تحدثنا عن " محمد بشارة " وقلت انه بحاجة الى تركيز اكثر ، وانبسطت كثيرا من اداء " البهداري " فعندما نزل الى الميدان فرض هيبته على الملعب ، فهو لاعب عملاق ، لاعب سوبر ، جيد المراس طويل القامة يلعب بكلتى قدميه رائع في الالعاب الهوائية ، وأدركت عندها كم استفاد البهداري من الاحتراف الخارجي .
كم كانت فرحة شباب الخليل بالفوز فرأيت الفرحة في عيونهم وعلى وجوههم ، رقصوا بالملعب بوجود كبيرهم " ابو ايوب " أطال الله في عمره ، واعجبني فريق الترجي وعلى رأسهم مدربهم عبد الفتاح عرار عندما ذهب الى فريق العميد ، وقدم له التهاني وبقية الفريق الذي خرج وهو يصفق احترما للعميد وتهنئة له .
سررت كثيرا لفوز شباب الخليل لان هذا الفريق والجمهور الذي خلفة متعطش للبطولات ، فهم يقدمون كل ما لديهم من اجل كرة القدم ، لكنني حزنت كثيرا لخسارة ترجي واد النيص لانه فريق مكافح وظهر في الفترة الاخيرة بقوة فتمنت الفوز له .
غادرنا الملعب في حوالي الساعة الواحد بعد منتصف الليل ، وما ان وصلت الى البيت رن جرس جوالي ، ليخبرني الاخ "سعدي حميدان " من اتحاد الجنوب ، والرجل النشط في ملعب الخضر ، ان قوات مدججة من جيش الاحتلال كادت ان ترتكب مجزرة في الملعب ، فبعد ان غادرت اعداد كبيرة من المشجعين الملعب واذ بقوة احتلالية تطلق العديد من القنابل المسيلة للدموع باتجاه استاد الخضر ، والذي تواجد في محيطه قوات من الامن الوطني والشرطة وعدد من اللاعبين والاداريين مما ادى الى اصابة العديد بحالات اختناق .
قلت في نفسي : يريدوا ان يسرقوا الفرحة منا ،حتى في مبارياتنا يريدون ان ينغصوا علينا حياتنا ، لكن هيهات ان نسمح لهم بذلك .