الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبهتان الديمقراطية والشعبية تعقدان اجتماعا

نشر بتاريخ: 12/08/2013 ( آخر تحديث: 12/08/2013 الساعة: 14:03 )
القدس - معا - عقدت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين؛ اجتماعاً قيادياً شارك فيه وفد من الجبهة الديمقراطية برئاسة أمينها العام نايف حواتمة، ووفد من الجبهة الشعبية برئاسة الدكتور ماهر الطاهر مسؤولها في الخارج، نوقشت فيه التطورات في الساحة الفلسطينية والأوضاع العربية والإقليمية.

اتفق الطرفان على ان المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية التي تجددت في واشنطن تشكل خروجاً مُداناً عن الإجماع الوطني الفلسطيني؛ الذي تمثل في نتائج حوارات القاهرة (أيار/ مايو 2012 وشباط/ فبراير 2013)، والموقف الذي عبرت عنه اللجنة التنفيذية (باستثناء عضو واحد منها فقط) في اجتماعها المنعقد في رام الله (18/7/2013) الذي رفض العروض المقدمة من وزير الخارجية الأمريكية؛ باعتبارها لا تلبي الحد الأدنى من متطلبات العملية التفاوضية بالوقف التام للاستيطان، والاعتراف بحدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 أساساً للمفاوضات، وإطلاق سراح قدامى الأسرى. العودة للمفاوضات دون توفر هذه المتطلبات وعلى أساس ما سُمّي بالضمانات الأمريكية يشكل إقراراً ضمنياً بمواصلة الاستيطان، والتخلي عن حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 كأساس للمفاوضات تحت عنوان تبادل في الأراضي نقيضاً للقرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، ونقيضاً لقرارات الشرعية الدولية باعتبار الاستيطان عملاً غير شرعي، كما أنه تخلى عن حق دولة فلسطين بالتوجه للانضمام إلى هيئات ومؤسسات الأمم المتحدة المختلفة.

وطالب الطرفان في بيان وصل معا بالانسحاب من هذه المفاوضات، وبالعودة للالتزام بقرارات الإجماع الوطني الفلسطيني، داعيا إلى عقد اجتماع عاجل للإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية (اللجنة التنفيذية والأمناء العامين ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني وشخصيات مستقلة) والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ لمراجعة العملية السياسية وتصحيح هذا الخروج عن قرارات الإجماع الوطني، وللتأكيد مجدداً على الالتزام بها والخروج من هذه المفاوضات التي تكرر مفاوضات عبثية ومؤذية استمرت عشرين عاماً، ووضع حدّ لسياسة التفرد بالقرار.

كما دعا البيان إلى أوسع تحركات جماهيرية في الضفة الفلسطينية والقدس وقطاع غزة وفي بلدان الشتات والمهاجر؛ للتعبير عن الموقف الرافض لهذه المفاوضات، وللتمسك بقرارات الإجماع الوطني.

بهذا الصدد حيا البيان نضال شعبنا الفلسطيني في مناطق الـ 48 بالتصدي لسياسة مصادرة الأراضي الفلسطينية، والتطهير العرقي في النقب من خلال مشروع برافر.

وحول المصالحة الوطنية الفلسطينية، اكد البيان ان الانقسام الانقسام الفلسطيني الكبير (تموز/ يوليو 2007) ألحق وما زال أفدح الأضرار بالحركة الوطنية الفلسطينية، وأفقدها القدرة على أن تواجه موحدة الاحتلال الإسرائيلي، وأضعف مكانة القضية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني على مختلف المستويات العربية والإقليمية والدولية، وهو بلا شك ساعد من ذهب إلى مفاوضات واشنطن على الخروج عن قرارات الإجماع الوطني الفلسطيني، ومكّن دولة الاحتلال من الإيغال في تنكرها للحقوق الوطنية الفلسطينية، كما أنه ألحق أفدح الأضرار بالنظام السياسي الفلسطيني، ولمكانة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

ودعا البيان حركتي فتح وحماس لتغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من مصالح فئوية خاصة، والتوجه بصورة جدية إلى تطبيق الاتفاقات التي تمت لإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار وطني جامع، والتوجه نحو تشكيل حكومة توافق وطني، والتوجه نحو انتخابات المجلس التشريعي والمجلس الوطني الفلسطيني بقانون انتخابات واحد يعتمد التمثيل النسبي الكامل الذي يضمن مشاركة كل مكونات الشعب والحركة الوطنية الفلسطينية.

وبشان المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان، اكد البيان موقف الجبهتين الداعي إلى تحييد المخيمات الفلسطينية والشعب الفلسطيني في سوريا من الأزمة الداخلية التي تمر بها سوريا الشقيقة، التي نرجو أن تخرج منها سليمة معافاة، تنهض بدورها إزاء مستقبل سوريا وإزاء القضايا القومية العربية.

ودعا البيان إلى انسحاب كافة المسلحين من المخيمات الفلسطينية وإنهاء كافة المظاهر المسلحة، وإنهاء كل مظاهر الاشتباك وعمليات الخطف والاعتقال العشوائي، وتسهيل مرور الأفراد والمواد الغذائية والطبية والمركبات من وإلى المخيمات. وندعو إلى وضع الآليات الضرورية لتنفيذ المبادرة التي تم الاتفاق عليها بين جميع الفصائل الفلسطينية.

كما دعا منظمة التحرير الفلسطينية ووكالة غوث اللاجئين (الأونروا) إلى توفير الدعم الإغاثي اللازم للنازحين من مخيماتهم داخل الأراضي السورية وفي لبنان ومناطق أخرى للتخفيف من المعاناة غير المسبوقة التي يمرون بها، وبما يشجع على عودة النازحين السريعة إلى منازلهم في المخيمات.

وفي لبنان اكد البيان من جديد على الموقف الفلسطيني بالنأي بالنفس عن التجاذبات الداخلية اللبنانية، وندعو الجميع إلى احترام هذا الموقف.

وفيما يتعلق بالأوضاع العربية، اشار البيان الى ان الحراك الجاري في أكثر من قطر عربي هو حراك شعبي يعبر عن مطالب الجماهير الشعبية بالحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والكرامة الإنسانية، وتحسين أوضاعها المعيشية يلقى منا كل تحية وتقدير وتضامن، يتواصل عبر موجات واحدة تلو أخرى تعبر فيها جماهير هذه البلدان عن إصرارها على مواصلة التقدم بالرغم من محاولات قوى الردة والظلام من سرقتها وحرفها عن أهدافها المتوخاة.