مدير اوقاف محافظة جنين يجتمع بقيمي المساجد
نشر بتاريخ: 12/08/2013 ( آخر تحديث: 12/08/2013 الساعة: 13:08 )
جنين -معا- دعا الشيخ محمد الكيلاني مدير اوقاف محافظة جنين قيمي المساجد، وعموم المواطنين الى عدم التراخي وفتور الهمم والنفوس بعد رمضان بل عليهم بالسير بنفس النسق والهمم العالية والدوام على الطاعات وارتياد المساجد وعمارتها، والاستفادة من دروس رمضان العظيمة،وجعل الايام والليالي وكانها رمضان، والامتثال ونهج السلوك القويم الذي يؤدي بالمسلم الى رضوان الله ونيل مرضاته والفوز بجنته.
جاء ذلك خلال اجتماعه بقيمي المساجد اليوم في مسجد النور بحضور العلاقات العامة والاعلام، وهاشم نعيرات رئيس قسم المساجد، وباسم حمارشة رئيس قسم الوعظ والارشاد.
ونقل الكيلاني تحيات وتهاني الدكتور محمود الهباش وزير الاوقاف والشؤون الدينية لهم مشيدا بدروهم المحوري والهام، وحرصهم على ان تكون بيوت الله بابهى واجل صورة من تامين المكان بنظافته وبهائة للمصلين وبسعة صدورهم واخلاصهم بعملهم فعظيم المهمة الملقاة على كاهلهم من عظيم الاجر والثواب الذي وعدعم به رب العزة جل جلاله.مضيفا ان التعاون والتنسيق ما بين المؤذن والامام ودائرة الاوقاف هو من اجل مصلحة العمل، والعلاقة التكاملية المبينة على ما شرعه الله عز وجل هي الكفيلة بخدمة بيوت الله وروادها على اكمل وجه وبما يحبه الله ويرضاه.
وقال ان رمضان ارتحل وانقضت لياليه، ومضت أيامه، وسجدت الجباه لخالقها ، نشط الكثير في العبادات المتنوعة، فاهتموا بأداء الفرائض، وتقربوا إلى الله بالنوافل، قرؤوا كلام الله ، وابتهلوا إليه بالدعاء، وتصدقوا على الفقراء والمساكين ،واعتكف منهم في بيوت الله من اعتكف .غير أن بعضاَ من المسلمين إذا انقضى رمضان عادوا إلى ما كانوا عليه من التهاون أو التقصير بالعبادات وما هكذا يكون حال المؤمنين الذين امضوا ايام رمضان بالعبادات والمسلكيات الحسنة.واضاف الكيلاني إن من علامات القبول والتوفيق أن يتبع المرء الحسنة بالحسنة فذلك هو الفائز المفلح الذي سلك طريق السائرين إلى ربهم وإن من علامات الخسران والخذلان أن يتبع المرء الحسنة بالسيئة فذلك هو المغبون المفتون. ودعا ان لا تكون عبادتنا موسمية بل من المداومين على الطاعات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دوم عليه وإن قل) وقال جدير بكل مسلم يخاف الله تعالى أن يقف مع نفسه بعد هذا الشهر الكريم ليحاسبها، فمحاسبة النفس من أحسن الأدوية لإصلاح القلوب وحثها على الخير.
ومضى بالقول ان من علامات قبول العمل أن ترى العبد في حال أحسن من حاله السابق، وأن ترى فيه إقبالا على الخير فيشمل الزيادة في الإيمان والعمل الصالح،وان يكون خرج من مدرسة الايمان مدرسة رمضان بالتقوى،فهي وصية الله للأولين والآخرين من عباده، فمبدأ التقوى هو السر الحقيقي في الصوم، فالله يقول في محكم التنزيل (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فينبغي لنا بل يجب أن نستشعر مفهوم التقوى في جميع مناحي الحياة، في رمضان وبعد رمضان؛ إذ التقوى ليست محصورة في أيام أو في عبادات أو معاملات معينة، بل التقوى شاملة لحياة المسلم كلها، ومن الدروس التي يجب ان نكون قد اجتزناها درس من الأهمية بمكان، وهو درس الإرادة؛ فالمسلم في رمضان يخالف عاداته ويتحرر من أسرها، ويترك مألوفاته التي هي مما أحل الله لعباده، فتراه ممتنعًا عن الطعام والشراب والشهوة في نهار رمضان امتثالاً لأوامر الله ، وهكذا يصبح الصوم عند المسلم مجالاً رحبًا لتقوية الإرادة الجازمة؛ فيستعلي على ضرورات الجسد، ويتحمل ضغطها وثقلها إيثارا لما عند الله تعالى من الأجر والثواب ودرس المداومة على الطاعة من الدروس العظيمة ايضا ؛ فشهر رمضان الكريم موسم تنوع الطاعات والقربات، إذ المسلم في هذه الأيام الفاضلة يتقلب في أنواع من الطاعات والعبادات، وهو مع ذلك كله حريص عليها، فإذا كان رب رمضان هو رب جميع الشهور كما نعلم، فحريٌّ بالمسلم أن يخرج من مدرسة رمضان بإقبال على الصلاة والخشوع فيها وصلاتها مع جماعة المسلمين، وحري بالمسلم أن يجعل من القرآن الكريم منهج حياة له بتلاوته وتدبره، فيعيش مع القرآن، ويكون له بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.