باحث بيئي: نحتاج الى برنامج متكامل للتخلص من النفايات الصلبة

رام الله - معا - قررت السلطات الاسرائيلية قبل عدة ايام اغلاق مكب النفايات التابع لبلدية البيرة والواقع بالقرب من مستوطنة جبل الطويل في البيرة، وفي هذا الصدد اشار الخبير البيئي الفلسطيني الدكتور عقل ابو قرع، انه وبغض النظر عن الاسباب التي ادت الى القرار الاسرائيلي باغلاق مكب النفايات، الا ان موضوع التخلص من النفايات الصلبة وبأنواعها من نفايات منزلية او غذائية او صناعية او حتى من نفايات مخلفات البناء والانشاءات هو موضوع يتطلب وضع خطة وطنية متكاملة، سواء على صعيد الوطن ككل، او على صعيد المحافظات او حتى البلديات او المجالس المشتركة.

واضاف ان هذه الخطة من المفترض ان تكون متنوعة او متكاملة، وتأخذ بعين الاعتبار اوضاعنا البيئية من محدودية الارض، وعدم تلويث المياة الجوفية، او تلويث الهواء من خلال حرق النفايات، والتوجة اكثر نحو اعادة التدوير او اعادة التصنيع للنفايات، والاهم ان تعالج الخطة موضوع النفايات بشكل مستدام وليس مؤقت، وبأن تأخذ بعين الاعتبار التوعية من اجل الحد من انتاج وتراكم النفايات من الاساس.

واشار الدكتور ابو قرع ان تراكم النفايات الصلبة وخاصة النفايات المنزلية، هي في ازدياد دائم، والتي نراها في الشوارع او على جوانبها، وهذه النفايات المنزلية الصلبة عادة ما تتكون بصورة أساسية من الورق والكرتون والبلاستيك وفضلات الطعام ومخلفات الحدائق وغيرها من المواد الغير العضوية، حيث تشكل هذه النفايات الجزء الاكبر الذي يتم جمعة يوميا، وبالتالي فأن التقليل من انتاج النفايات المنزلية في البيت من خلال التوعية والارشاد هي من اهم العوامل للحد من الاثار الصحية والبيئية والاقتصادية للنفايات في بلادنا.

واضاف الدكتورعقل ابو قرع ان تطبيق قوانين بيئية وبحزم على التسيب في تلويث البيئة بالنفايات، يعتبر اولوية، سواء اكان هذا التطبيق يتم بأيادي الشرطة او موظفي البلديات والمجالس المحلية، لانة اذا لم يتم ذلك، فأن الاثار السلبية على البيئة الفلسطينية، قد تكون وخيمة، خاصة مع الازدياد السكاني، وازدياد نشاطات البشر واعداد السيارات وبالتالي المزيد من النفايات والدمار على البيئة.

واردف الدكتور ابو قرع ان زدياد انواع وكميات الفضلات الصلبه، يتطلب التفكير في كيفية التخلص منها بطرق علمية دون المساس بالموارد الطبيعية التي هي محدودة من مياة وتربة، ومعروف ان هناك طرق عدة للتخلص من النفايات، منها دفن النفايات أو حرقها بشكل علمي، من حيث عدم تلويث البيئة وفي نفس الوقت الاستفادة من الطاقة الناتجة عن ذلك، وكذلك فصل النفايات ومن ثم اعادة تدويرها، وبالتالي فأنة من المفترض التركيز اكثر على المزيد من الاستثمار في عملية فصل النفايات ومن ثم اعادة تصنيعها لان ذلك يعتبر الافضل على المدى البعيد وخاصة تحت ظروف بيئية مثل ظروفنا.