الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

في الانتظار.. راتب .

نشر بتاريخ: 12/08/2013 ( آخر تحديث: 12/08/2013 الساعة: 19:50 )
بقلم . عبد الرحيم ابو حديد

درويش
في بداية حديثي أترحم على روح لا تزال طائرة في سماء فلسطين ولا تزال تعيش في كل بيت وتعيش في وجداننا في قلوبنا في مكتباتنا في كتبنا في حياتنا . روح محمود درويش و الذي اقتبست منه العنوان لهذه المقالة من قصيدته "في الانتظار "، أنت يا درويش قلت في الانتظار يصيبني هوس في رصد الاحتمالات الكثيرة ،،، ولكن الاحتراف لا يعرف الاحتمالات ، ولكن الهوس موجود دون رصد .

في الانتظار احتراف
عند الحديث في الشارع الرياضي عن واقع الرياضة تدور حالة جدل حول مدى تطبيق الاحتراف في الدوري الفلسطيني ، وما هي معايير هذا الاحتراف ، وكيف لنا أن نقول أننا محترفون ؟ هل الاسم يكفي ؟ ام الشكل يكفي ؟ ام الانتماء يكفي ؟ أقول في الانتظار احتراف لم نصل إليه حتى الآن .

الاحترام أهم
ولكن أريد أن أتحدث عن أهم عنصر في عناصر الاحتراف ، لا بل اهم عنصر في عناصر الاحترام ، انه الالتزام بالوعود والإيفاء بها وحقيقة أن تاريخنا كمواطنين فلسطينيين مليء بالوعود منذ النكبة وحتى الآن لا نسمع الا وعود ، وثقافتنا كذلك بنيت على الوعود ، حتى الأب يعطي وعود لأبنائه ويعرف انه لن يوفي بها فالنتيجة ستكون فقدان الثقة بشكل تدريجي ، وهذا شيء طبيعي . فعندما تفقد الثقة يفشل العمل .

اللاعب موظف .
ما دفعني الى كتابة ما سبق هو وجود خلل كبير في الأندية مفاده بان النادي يتباهى ويتفاخر في عقد صفقاته واستقطاب النجوم ، وبعد شهر عسل إعلامي تطل علينا مشاكل سببها مالي ، وأهمها عدم الإيفاء بالالتزامات المترتبة على النادي للاعبين ، ويبدو أننا لا ندرك حتى ألان أن اللاعب المحترف هو عبارة عن شخص يأخذ كرة القدم كمهنة يحصل من خلالها على معاش . وهذا يعني انه موظف في النادي ،واسأل هنا هل عمرنا سمعنا عن موظف في شركة او محل او مؤسسة سامح براتبه حتى وان كان دخله كبير.

حق طبيعي
البعض تسمعه يتحدث عن اللاعبين بأنهم يحصلون على راتب شهري كبير ، وتأخذ الجماهير موقف من اللاعب ، فل نعتبر اللاعب مليونير ، فعلى النادي المحترف الإيفاء بما هو مترتب عليه ، وعدم الخوض في خصوصيات اللاعب وإذا كان لا يستطيع الالتزام فعليه عدم تعريض نفسه للإحراج وعرض مبالغ كبيرة على اللاعبين .

قوانين ولوائح
يبدو ان المواطن الفلسطيني لم يتعود على تطبيق القانون لان هناك قرارات قضائية صدرت من فترات ولم تنفذ وأصبح الرادع المفروض توفره من القوانين غير موجود ، وهذا ينطبق على العلاقة بين اللاعبين والأندية ، فلم اسمع عن قرار من الاتحاد في فرض غرامة مالية على لاعب او نادي بسبب عدم الالتزام ببنود في العقد ، فيجب ان يكون هناك جدية وحزم أكثر من الجهة المخولة لفض الخلافات ، وبصراحة لا ادري من هي الجهة المسؤولة عن ترتيب هذه العلاقة .

مصادر مالية
اعتقد أن كل الأندية متطلباتها المالية من اجل تحقيق طموحاتها اكبر بكثير من إمكانياتها ، وهذا يحتم على إدارات الأندية توفير مصادر ثابتة للدخل ، بشكل يضمن تحقيق الحد الأدنى للمطالب ، ولكن غياب الدور المحوري للقطاع الخاص له الدور الكبير في هذا الجانب ، وعدم الحصول على المستحقات المالية من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إذا يجب أن يكون الطموح حسب الإمكانيات .

تبرعات وهمية
في العادة تقيم الأندية احتفالات سواء في تحقيق لقب او التأهل الى درجة ، او البقاء في درجة فيكون هناك عدد كبير من الشخصيات ويفتح باب التبرع ، فترى هذا يدفع مبلغ كبير وهذا اكبر وهذا يتبنى لاعب وهذا يتكفل بشراء مستلزمات ، ولكن عند الدفع الحقيقي لا تجد من يوفي بما وعد.

منشان الله ... شوية تخطيط
أتمنى من جميع الأندية أن تجرب وتضع خطط مكتوبة ويتم توزيع الأدوار داخل أروقة النادي لتنفيذ هذه الخطط ، واعتقد ان الأندية تمتلك كادر بشري قادر على التنفيذ ، ويجب ان يكون هناك دور أساسي للعنصر المحاسبي في وضع الخطط ، فالتخطيط هو محور العمل المؤسساتي ، ولكن غيابه سيؤدي إلى استمرار الوضع القائم ،وسنبقى نقول في الانتظار كرة قدم .

أتمنى في نهاية حديثي أن تتحقق طموحات الرياضي الفلسطيني والذي هو ركيزة أساسية في القضية الفلسطينية ، والرياضة هي شيء نذهب إليه لأننا مللنا من الكذب ومن النفاق ومن المناكفات ،فيجب ان تبقى الرياضة بيضاء .لننتهي من الانتظار .
أقول ما أقول والأجر على الله