سيعانقون الحرية.. جنين على موعد مع تحرير ثلاثة من أسراها
نشر بتاريخ: 13/08/2013 ( آخر تحديث: 14/08/2013 الساعة: 03:19 )
جنين- تقرير معا - منذ أن تم الاعلان عن اسماء الاسرى الـ 26 اللذين سيتم الافراج عنهم الليلة ومحافظة جنين تستعد لاستقبال ثلاثة منهم وهم برهان صبيح من كفرراعي ويوسف ارشيد من قرية صير وطاهر زيود من سيلة الحارثية، فطال أمد اللقاء بهم وعاشوا عشرات السنوات من المعاناة داخل اقبية التحقيق وسجون الاحتلال.
سيلة الحارثية على اتم الاستعداد لاستقبال ابنها
وأمام منزل الاسير طاهر زيود علقت الرايات والاعلام الفلسطينية وصور الاسير، والزغاريد بين الحين والاخر تنطلق من افواه نساء القرية، وخالته ام نبيل التي ربته منذ صغره تستقبل التهاني، بينما محمد ابن شقيقه واشقاؤه السبعه وشقيقاته الستة ينتظرون اللحظة التي يدخل بها باب المنزل، فقد غاب عنهم 21 عاما منذ عام 1993 ليدخل عليهم بعمر 42 عاما.
ويقول محمد زيود ابن شقيق الاسير "إن الاهالي على اتم الاستعداد لاستقباله وسيتم اقامة احتفال كبير على مستوى القرية حتى لو وصلها فجرا فهذه فرحة العمر يعود الينا بصحة جيدة والحمد لله".
|232967|
ويعود محمد بذاكرته الى الوراء يوم اعتقاله حيث قال في السادس من شهر شباط عام 1993 كان طاهر متواجد في منزل الشهيد نعمان طحاينه الذي استشهد فترة الانتفاضة الثانية ومعه شخصان اخران ضمن مجموعة مسلحة كانت تنفذ عمليات ضد الاحتلال، وتم اعتقاله من المنزل بعد اقتحام قوة كبيرة من جيش الاحتلال ليحكم عليه بالسجن 20 عاما و10 اشهر و24 يوما بتهمة حيازة سلاح وتنفيذ عمليات والانخراط في مجموعه مسلحة.
بينما خالته ام نبيل تقول "إن من اجمل الايام التي اعيشها في هذه الفترة تتمثل بلقاء طاهر الذي ربيته بعد وفاة امه ولن اصدق انه محرر الا بوجوده بين احضاني فقد انتظرت هذه السنين لاقوم بحضنه".
واشارت ام نبيل الى أنها لم تصدق ان طاهر سيخرج قبل انقضاء محكوميته، "فمن المفترض ان يتم الافراج عنه في شهر شباط من العام القادم لكن الله كتب لي الفرحة بلقائه قبل موعده".
بدوره قال ابراهيم الشقيق الاكبر للاسير طاهر "انا اشجع أي خطوة سياسية تسعى الى اطلاق سراح الاسرى وعلى الجميع العمل بشكل مستمر من اجل تبييض السجون الاسرائيلية من الاسرى الفلسطييين، فيكفي ما عاناه الشعب الفلسطيني ولتكتمل الفرحة بوجود كافة الاسرى بين احضاننا وكنفنا".
|232964|
يوسف ترك ابنه الوحيد بعمر 13 يوما ليعود اليه بعمر 20 عاما
وفي قرية صير انهمك الشاب ارشيد يوسف ارشيد ابن الاسير يوسف ارشيد بتحضير الزينة وتعليق الاعلام الفلسطينية وصور الشهيد ياسر عرفات والرئيس محمود عباس على مدخل المنزل وفي ساحة الاحتفال القريبة من منزله، منتظرا اللحظة التي يحتضن بها اباه، فالاحتلال اعتقل والده وهو في عمر 13 يوما وسيعود اليه وهو في عمر الـ 20 عاما ليكون بين احضان والده التي حرم منها طوال سنوات عمره.
وتقول فاطمة ارشيد زوجة الاسير يوسف 46 عاما، "في عام 1993 جاء زوجي وكان وقتها مطلوبا لقوت الاحتلال الى منزل عائلتي ليطمئن على صحتي بعد ولادة ابننا الوحيد وكان عمره في ذلك الوقت 13 يوما، وخلال وجوده هناك اقتحمت قوة عسكرية كبيرة برفقة وحدات خاصة واعتقلته ليحكم عليه بالسجن مدى الحياة و20 عاما بتهمة الانضمام الى الفهد الاسود الجناح العسكري لحركة فتح فترة الانتفاضة الاولى وحيازة سلاح".
وتتنهد ام ارشيد لتقول "20 عاما من المعاناة والمر والقهر عشتها انا وابني حيث حرمت من زيارته في السنوات السبعة الاخيرة وقتها كان يعاني من عدة امراض منها السكري ونقص حاد في فيتامينات b12 بالاضافة الى رصاصات الاحتلال التي مازالت مستقرة في جسده، مما اقعده على الفراش لكنه الان والحمد لله يتعافى ويعود الى صحته ببينما ابنه الذي يزوره مرة كل عام لمدة 45 دقيقة يرى والده خلال الزيارة من خلف الزجاج ويتحدث اليه من خلال سماعة التلفون واليوم سيكتب القدر له ان يكون بين احضان والده الذي حرم منه طوال حياته".
|232968|
بينما ام زياد والدة الاسير يوسف لم تصدق خبر الافراج عنه حتى اللحظة وتقول "لن اصدق الخبر الا اذا رأيته امام عيني محررا يدخل باب منزله".
فأم زياد منذ قراءة اسم ابنها وهي تطلق زغاريدها وترقص مع بناتها وكنائنها واحفادها رغم اصابتها بامراض عدة منها السكري والضغط ومرض في القلب وتقول "لقد من الله علي ان ارى ابني قبل ان يتوفاني الله فلم اكن اتوقع ابدا ان اراه بعد الحكم الجائر بحقه بالسجن مدى الحياة وعشرين عاما وخاصة بعد وفاة والده وابني في السجن واليوم هو عيدي ارقص وازغرد وافرح".
برهان صبيح اعتقل في الانتفاضة الثانية
وفي بلدة كفرراعي حيث لم تصدق العائلة ان ابنها برهان سيتم الافراج عنه خاصة انه اعتقل فترة الانتفاضة الثانية لكن التهم الموجهه له كانت بسبب نشاطات قام بها فترة الانتفاضة الاولى.
وتقول ام ليث زوجة الاسير "عندما قرأنا اسمه انه ضمن الاسماء الـ 26 المفرج عنهم لم نصدق فزوجي اعتقل عام 2001 لكن مخابرات الاحتلال صنفته ضمن الاسرى القدامى نظرا لانه حوكم سابقا في اعتقاله السابق على تهم وافعال قام بها قبل اوسلو عام 1993".
|232966|
وتضيف اعتقل زوجي قبل اوسلو بتهمة الانضمام الى الفهد الاسود الجناح العسكري لحركة فتح في الانتفاضة الاولى لكنه عفي عنه من قبل سلطات الاحتلال وخرج ضمن صفقة، لكن الاحتلال عاود اعتقاله في عام 2001 عندما استوقفوه على حاجز عسكري نصب على مدخل دير شرف القريب من نابلس، وخضع لتحقيق قاس لأكثر من 100 يوم وعجز الاحتلال عن توجيه تهم جديدة له فحاكمه على تهم سابقة كانت موجهه له بالسجن المؤبد ست مرات قضى منها 12 عاما".
بينما ليث 18 عاما ومحمود 15 عاما ابنا الاسير برهان ينتظران اللحظة الحاسمة لعناق والدهم الذي حرما منه طوال الـ 12 عاما الماضية لتنتهي فصول معاناة العائلة ويسدل ستار القهر والحرمان.
ليث ومحمود عجزا عن التعبير عما يجول في خاطرهما واكتفيا بالقول "اللهم لا تحرم أي عائلة اسير من فرحة الافراج عن ابنهم وان يعمل الجميع بكل جهد في تبييض السجون لتكتمل الفرحة لدى كافة ابناء الشعب الفلسطيني".