فينوغراد: حرب لبنان شكلت فشلا ذريعا لاسرائيل.. اربع سيناريوهات للتعامل مع الزلزال قيادي من كاديما يدعو اولمرت للاستقال
نشر بتاريخ: 30/04/2007 ( آخر تحديث: 30/04/2007 الساعة: 18:34 )
بيت لحم- معا- حمل تقرير لجنة التحقيق الاسرائيلية في اسباب الاخفاق الاسرائيلي في الحرب على لبنان المسؤولية لرئيس الحكومة ووزير الجيش بيرتس ورئيس هيئة الاركان السابق دان حالوتس المسؤولية في الفشل الذي وصفه التقرير بالذريع .
واشار التقرير الذي تلاه رئيس لجنة التحقيق الياهو فينوغراد " ان الحرب على لبنان لم يكن داع لها وان اهدافها كانت طموحة وغير واقعية وانها ادت الى نتائج سياسية واقتصادية سيئة على اسرائيل ".
وإعتبر التقرير أن مسؤولية رئيس الحكومة تنبع من موقعه والقرارات التي إتخذها وأنه بلور موقفه دون تفكير ودون أن يتعامل مع البدائل العسكرية السياسية التي كانت أمامه رغم قلة تجربته في الشؤون الأمنية .
وحمل التقرير رئيس الحكومة بالمسؤولية عن عدم فحص الاهداف التي وصفها التقرير بالطموحة وغير الواقعية .
وجاء في التقرير " أن أهداف الحكومة لم يتم تفحصها بدقة".
ووصف التقرير الفشل بالحرب بالذريع مشيرا الى ان الاهداف المعلنة للحرب كان مبالغاً فيها ".. وتابع التقرير " كل هذه الامور تنظم الى الفشل الذريع الذي كان يتطلب دراسته .
واشار التقرير ان وزير الجيش لم يكن له علم ولا تجربة بالشؤون الأمنية ولم يكن على علم بخصوص الإستخدام للقوة العسكرية،وانه إتخذ قراراته دون إستشارة أصحاب التجربة، ولم يتحرك مع رؤية إستراتيجية ولم يفحص قدرة الجيش ويبين تلاؤم القدرات والأهداف .
وذكر التقرير ان تأثير وزير الجيش على القرارات مست بأمور محدودة ولم يدرس بدائل، لم يطور منظوراً حول الخطوات السياسية والعسكرية لإفتقاره للتجربة، لذلك فقد فشل في أداء مهمته وهو ما أضعف قدرة الحكومة على تحقيق النصر .
واشار التقرير الى ان رئيس الأركان السابق دان حالوتس لم يكن مستعداً للحدث المتوقع فلم يطلع القيادة السياسية على تعزيزات الميدان ..ولم يطلع القيادة السياسية لإستعدادات الجيش وعدم الأهلية للقيام بعملية برية.
واشار التقرير الى ان مسؤولية حالوتس تزيد الامر صعوبة ، لأنه كان يعرف قلة خبرة وزير الجيش ورئيس الحكومة، ولم يقدم رداً حول الشكوك التي طرحت حول العملية في الأيام الأولى لها .
"لجميع هذا فقد فشل رئيس الأركان في القيام بمهامه وأظهر نقصاً في المسؤولية" .
وخلص التقرير الى نتيجة مفادها ان الحرب على لبنان لم يكن لها داع .
قيادي في حزب كاديما : اذا لم يقدم اولمرت استقالته على الحزب اقالته
من جهته قال احد قياديي حزب كاديما رفض الافصاح عن اسمه بانه على رئيس الوزراء اهود الومرت تقديم استقالته بعد ان حمله تقرير لجنة فينوغراد المسؤولية العامة والشخصية عن اخفاقات الحرب على لبنان.
واضاف القيادي " لقد القى التقرير على اكتاف اولمرت مسؤلية كبيرة جدا علما بانه تقرير اولي مما يشير الى خطورة نتائج التقرير النهائي لذلك على اولمرت ان يقدم استقالته اولا يتوجب على الحزب القيام بذلك ".
د. دوف حنين :لم يجرؤ أي وزيرفي حكومة اولمرت على طرح الأسئلة الصعبة:
وقال د. دوف حنين، عضو الكنيست من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، تعقيبا على تقرير فينوغراد حول حرب لبنان الثانية، بالقول "يؤكد التقرير ما قلناه مرارا، بأن أيا من وزراء الحكومة لم يجرؤ على طرح الأسئلة الحقيقية، ليصوتوا، بعمى متناه، الى جانب القرار بالخروج الى الحرب، وحكومة كهذه، لا تستحق البقاء في سدة الحكم يوما اضافيا واحدا."
وأضاف د. حنين "كنت ورفاقي في كتلة الجبهة البرلمانية، قد حذرنا من عواقب هذه الحرب من يومها الأول وطرحنا كافة الأسئلة، الا أن الحكومة ومعها الأغلبية السياسية، فقدت قدرة السمع على وقع طبول الحرب وفقدت البصيرة في دوامة الدم البشعة."
وأردف د. حنين "سيفقد تقرير فينوغراد أي قيمة له في حال توقف فقط عند الأسئلة التكتيكية لدخول اسرائيل في الحرب وادارتها لها. فلا قيمة لهذا التقرير ان لم يضع اليد على الجروح الحقيقية، ومنها تبعية المؤسسة السياسية الاسرائيلية للمؤسسة العسكرية، وفشل سياسة الخطوات أحادية الجانب في جنوب ولبنان وغزة، فحرب لبنان ومعها التدهور المتواصل في قطاع غزة يؤكدان بأن المفاوضات والتوصل الى تسوية سلمية شاملة وعادلة هي الضمانة الوحيدة للأمن والاستقرار.
اربع سيناريوهات متوقعة .
مع نشر التقرير الاولي للجنة فينوغراد التي حققت على مدى ثمانية اشهر في اخفاقات الحرب الاخيرة على لبنان دخلت الساحة السياسية الاسرائيلية في حالة من عدم الوضوح والتجاذبات السياسية وطرح الاسئلة الكبرى التي تتناول رد فعل رئيس الوزراء اهود اولمرت وهل سيقدم على الاستقالة من منصبه ؟ وماذا سيفعل رئيس حزب الليكود نتنياهو؟ وهل سيشكل ضغط الشارع رافعه قوية تجبر الحكومة على الاستقالة ؟.
ويبدو ان الساحة السياسية الاسرائيلية حبلى بالمفاجأت ومفترقات الطرق وعليها الاختيار بين اربعة سيناريوهات محتملة للتعامل مع زلزال لجنة التحقيق الذي حمل رئيس الحكومة ووزير الجيش ورئيس الاركان السابق المسؤولية الكاملة عن الفشل في الحرب الاخيرة وهي :
السيناريو الاول : اولمرت لن يستقيل ونجاة الائتلاف الحكومي وهذا الاحتمال الاكثر قبولا ورواجا داخل احزاب الائتلاف الحكومي غير المعنية بالانجرار الى معركة انتخابية مبكرة غير مستعدة لها لذلك قد تفضل الحفاظ على الحكومة الحالية وتجاهل ضغط الشارع والقوى السياسية الاخرى .
ويعطي هذا السيناريو رئيس الوزراء اولمرت عدة اسابيع من الحصانة والحماية الائتلافية لتصحيح الاخطاء التي وقع فيها على ان يقوم بتغيير وزير الجيش الحالي عمير بيرتس ويستبدله باهود براك او عامي ايلون " حسب نتائج انتخابات حزب العمل الداخلية " اضافة الى تعيين مئير شطريت او روني باراون لمنصب وزير المالية .
وتمثل التحقيقات الجنائية المفتوحة ضد اهود اولمرت اكبر الاخطار وافدحها على احتمال نجاخ مثل هذا السيناريو وتضرب استقرار الائتلاف الحكومي مما يعني ان اولمرت قد يكسب الوقت لكنه لن يمر بفترة سهلة وستبقى ظلال التحقيقات تلاحقه .
السيناريو الثاني ويتمثل في اقدام كتلة حزب كاديما على اتخاذ الاجراءات اللازمة لاسقاط اولمرت عن رئاسة الحزب والحكومة خاصة اذا اظهرت استطلاعات الرأي التي ستعقب نشر تقرير لجنة التحقيق اتجاه حزب كاديما نحو الدمار والتفكك وفي هذه الحالة ستطالب كتلة كاديما وزيرة الخارجية تسفي ليفني التحلي بالشجاعة وتولي زمام قيادة الحزب والحكومة وانقاذ الحزب من مصيره المحتوم في حال استمر اولمرت على رأسه .
ويتكون معسكر معارضة اولمرت داخل حزب كاديما من كبار قيادات الحزب مثل افي ديختر و وتسفي ليفني و وافيغدور يتسحاقي و وادفيد طال الذين سيطالبون بتتويج ليفني واسقاط اولمرت .
اما المشاكل والعقبات التي قد تواجه هذا السيناريو فتتمثل بالشكوك حول قدرة ليفني على تولي زمام الامور والحفاظ على استقرار الائتلاف الحكومي خاصة في ظل تهديد حركة شاس واسرائيل بيتنا بالانسحاب من الائتلاف الامر الذي يعقد مهمة ليفني التي حتى لو ضمت حركة ميرتس الى ائتلافها الحكومي فلن تحصل على الاغلبية البرلمانية المطلوبة وستقف عند ابواب العضو الواحد والستين اللازم لضمان نيل الحكومة ثقة الكنيست .
اما السيناريو الثالث فيتمثل بتقديم اولمرت استقالته مجبرا عليها الامر الذي سيجر الساحة السياسة الاسرائيلية الى معركة انتخابية مبكرة لا احد معني بها سوى حزب الليكود المعارض الذي حاز رئيسه نتنياهو على غالبية الاصوات وتقدم على جميع منافسيه وفقا لاستطلاعات الرأي الاخيرة وبذلك يكون صاحب الفرصة الذهبية لتشكيل الحكومة الجديدة .
واخيرا هناك سيناريو رابع يتمثل في تقديم اولمرت لاستقالته دون حل الكنيست وقيام تحالف سياسي بين نتنياهو وحزب العمل مما يفتح الساحة السياسية على احتمالية قيام حكومة وحدة وطنية يتناوب على رئاستها حزبي الليكود والعمل خاصة اذا تولى اهود براك رئاسة حزب العمل بعد فوزه في الانتخابات الداخلية .
وسيؤدي مثل هذا السيناريو بالضرورة الى تفكيك حزب كاديما نهائيا حيث سينضم العديد من وزرائه واعضائه الى حزبي الليكود والعمل واحزاب اخرى طمعا في تولي مناصب وزارية .
والمشكلة الاساسية التي قد تعيق مثل هذا السيناريو هي كون اهود باراك ليس عضوا في الكنيست الا اذا جرى اقرار قانون جديد يسمح له بتولي رئاسة الوزراء دون ان يكون عضوا في الكنيست وهذا امر ممكن في حال تحالف الحزبان .
بركة: حكام إسرائيل عبيد للعسكرة والغطرسة.
قال النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية، في تعقيبه على تقرير لجنة فينوغراد التي فحصت مجريات الحرب على لبنان، "إن حكام إسرائيل على مر السنين هم عبيد للعسكرة والغطرسة، وهي كارثة على شعوب المنطقة".
وقال بركة في بيان لوسائل الإعلام، إن تقرير لجنة الفحص الرسمية لجنة فينوغراد، يعكس مدى عمق أجواء العسكرة والغطرسة التي تسجد لها المؤسسة الحاكمة إسرائيل، على المستويين السياسي والعسكري".
وتابع قائلا، "إن كتلة الجبهة الديمقراطية كانت أول من رفضت وناهضت الخيار العسكري وشن حرب على الشعب اللبناني ولبنان بأسره، هذه الحرب التي كانت بالأساس كارثة على الشعب اللبناني، ولكن أيضا على الجمهور في إسرائيل".
وقال بركة، إن على المسؤولين الثلاثة، رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، ووزير الأمن عمير بيرتس، ورئيس الأركان السابق دان حلوتس، أن يستخلصوا النتائج، ولكن يجب الانتباه إلى أن جميع أولئك الذين يسعون للجلوس مكانهم، هم اقل لا أقل مستعبدين لعقلية العسكرية والغطرسة، ويقدسون مبدأ القوة مهما كلف هذا من ثمن".
واضاف بركة، لقد آن الأوان لتستوعب إسرائيل بحكامها أنه ليس أمامها سوى خيار السلام، مع شعوب المنطقة، وبالأساس على الشعب الفلسطيني، خيار السلام العادل، لأن هذا هو المخرج الوحيد لجميع الصراعات والكوارث التي تعصف بالمنطقة".
الطيبي: "إسرائيل هي جيش له دولة وليست دولة لها جيش.
من جهته قال النائب د.احمد الطيبي, رئيس الحركة العربية للتغيير, تعقيباً على تقرير لجنة فينوغرد أنه "ثبت ما قلناه دائماً بأن إسرائيل هي جيش له دولة, وليست دولة لها جيش", مشيراً إلى أن الفشل الحقيقي هو بمجرد الخروج لهذه الحرب العدوانية, وليس بطريقة إدارتها.
وأضاف د.الطيبي بأن مستقبل رئيس الحكومة, إيهود أولمرت, السياسي بات يتوقف على عوامل ثلاث, وهي الرأي العام الإسرائيلي, والصحافة, والكنيست بشقيها, أي الإئتلاف والمعارضة, وتحديداً ما سيجري داخل حزب "كديما" والمحاولات التي تجري للإطاحه بأولمرت وتغييره بشخصية أخرى من هذا الحزب.
وأنهى د.الطيبي كلامه قائلاً: "لقد ثبت صدق موقفنا المعارض للحرب على لبنان وشعب لبنان, وعلى المسؤولين في هذه الحكومة برمتها أن يدفعوا ثمناً سياسياً جراء ذلك".