جامعتي بيرزيت وبرينستون في تبادل عِلمي جديد وقيّم
نشر بتاريخ: 14/08/2013 ( آخر تحديث: 14/08/2013 الساعة: 17:10 )
رام الله- معا - قامت البروفيسورة "كريستيانا فلباوم" من جامعة برينستون الأمريكية بزيارة جامعة بيرزيت، في إطار تنفيذ تعاون بحثي وعلمي مشترك مع معهد ابن سينا لهندسة المعرفة والتقنيات الحاسوبية.
حيث قدّمت خلال زيارتها مساق في اللّسانيّات الحاسوبية ومعالجة اللغات الطبيعية وذلك ضِمن الدّورة الصَيفيّة الدولية السّادسة لِكلية تكنولوجيا المعلومات استمرت لمدة أسبوع.
تعتبر فلباوم لغويّة بارزة ورائدة عالميا في مجال اللسانيات الحاسوبية، وَأَحد المؤسسين الأوائل لل (WordNet)، الذي هو بمثابة انطولوجيا لغوية للغة الانجليزية (قاموس لغوي دلالي) يربط ما بين المفاهيم الإنجليزية الأكثر شيوعاً ويُبيّن العلاقات الدلالية فيما بينها.
وتأتي زيارة فلباوم ضمن الجهود الحثيثة التي يقوم بها معهد ابن سينا منذ السنوات الثلاث الأخيرة، والرامية إلى تمويل وجذب باحثين دوليين بارزين للتعاون العلمي وللمشاركة في المدرسة الصيفية لكلية تكنولوجيا المعلومات.
وتأتي هذه الزيارة ضمن أحد المشاريع المهمة القائمة في معهد ابن سينا وهو مشروع (EU-FP7 SIERA)، حيث يهدف هذا المشروع إلى خلق جسور من التعاون والتبادل العلمي مع باحثين حول العالم، في سياق العمل على تقنيات تبادل المعارف المتعددة اللغات والثقافات،كما ومحركات البحث المتعددة اللغات.
والتقت فلباوم التي هي أحد الأعضاء الأساسيين في هذا المشروع بالعديد من الباحثين في معهد ابن سينا خلال مجموعة من جلسات المناقشة الفعّالة، تم فيها طرح أفكار معمّقة ومدروسة يمكن أن تخدم بناء الانطولوجيا العربية، وكيفية ربطها مع ال (WordNet) أيضاً.
وفي تعليقه على زيارة فلباوم، قال مدير معهد ابن سينا د.مصطفى جرار، مبيّناً بعض النتائج المثمرة من هذه الزيارة بأنّ النقاشات التي جرت بين فلباوم وباحثي المعهد، انتهت بالاّتفاق على خلق إطار عمل متبادل بين جامعتيّ بيرزيت وبرينستون الأمريكية للتوحيد والتوفيق بين المفاهيم في كلا اللغتين العربية والانجليزية، وقال إنّ مثل هذا التعاون يمكن أن يقدّم خطوة كبيرة وفعّالة نحو عمل تطبيقات متعددة اللغات، كمحركات البحث والمترجم الآلي.
وقامت فلباوم بتقديم مساق تناولت فيه طرح مواضيع عدّة اشتملت على: "الحديث عن الطرق والأساليب الأساسية المتبعة في بناء ال(WordNet) وكيفية استخدام مثل هذه الأساليب في بناء مقابلات بِلُغات مختلفة، والانطولوجيا وكيفية استخدامها في الربط بين المفاهيم بالإضافة إلى مواضيع أخرى حول اللسانيّات الحاسوبية ومعالجة اللغات الطبيعية".
وقد شهد المساق اهتماما وحضوراً من أكثر من ثلاثين طالباً جامعياً من الخريجين ،بالإضافة إلى طلاب الماجستير وباحثين وأعضاء هيئة تدريسية من جامعة بيرزيت.وقال نافذ قاسم أحد طلاّب الماجستير مثمّناً على الجهود التي تقوم بها الجامعة " إن بيرزيت لها الفضل دائماً في جذب علماء مشاهير وتقديم مساقات مثيرة للاهتمام، حيث قرًّرتُ أن تكون أطروحتي في رسالة الماجستير في الموضوع الذي تم طرحه من قبل البرفسورة".
وأكدّ رئيس دائرة علم الحاسوب ومدير المدرسة الصيفيّة الدكتور عبد اللطيف أبو عيسى بأنّ المدرسة الصيفية هي إحدى النشاطات الأكاديمية التي تعقد سنوياً في جامعة بيرزيت حيث تعقد هذه المدرسة للمرة السادسة وتسعى لجلب مساهمين وباحثين متميزين ومرموقين.
وعقَّبت فلباوم قائلةً: "إن زيارتي لمعهد ابن سينا وللجامعة وتفاعلي مع الطلاب كان مُنتِجاً ومُجزياً. وقد تأثّرتُ بِعمق من مستوى الالتزام في البحث والتعليم، والنضج الفكري للطلاب الذين أثاروا التحدي لدي بأسئلتهم وأُطروحاتهم المبدعة. عدا عن الضيافة الرائعة وتقديم البلد والتاريخ الفلسطيني بشكل لا يُمسح من الذاكرة. حيث جعلوا ذلك الأسبوع من الأسابيع الراسخة في الذاكرة، وأنا حريصة على تشجيع زملائي لبناء جسور علميّة وحتى مرافقتي في زياراتي المقبلة".
ومن الجدير بالذكر أن معهد ابن سينا قد أسهم في السنوات الماضية في جذب وتمويل زيارات لباحثين مشاهير في مدارس صيفية عدة مثل البروفيسور ديفيد شيدوك من جامعة كنت في الولايات المتحدة والبروفيسور باولو باوكيه من جامعة ترنتو الايطالية في العام الماضي 2012 بالإضافة إلى البروفيسور كارلو باتيني والبروفيسور جانلويجي فسكوسي من جامعة ميلانو الايطالية في عام 2011.