الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الذكرى الـ 26 لاستشهاد الأسيرين سمودي والشوا في سجن النقب

نشر بتاريخ: 15/08/2013 ( آخر تحديث: 15/08/2013 الساعة: 14:17 )
رام الله- معا- أصدرت وزارة شؤون الأسرى والمحررين تقريرا بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاستشهاد الأسيرين الفلسطينيين أسعد الشوا من سكان قطاع غزة ، وبسام سمودي من جنين بتاريخ 16/8/1988 في سجن النقب الصحراوي عندما أطلقت النار عليهما من مسافة صفر على يد قائد معسكر النقب في ذلك الوقت المدعو "تسيمح".

وكانت وزارة الأسرى قد اعتبرت هذا اليوم يوم شهداء الحركة الوطنية الأسيرة الذين وصل عددهم الى 204 شهيدا سقطوا منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 سواء بالقتل العمد أو الإهمال الصحي او جراء التعذيب والتصفية الميدانية بعد الاعتقال، مؤكدة الوزارة أن جرائم حرب لازالت ترتكب في ساحة السجون.

وجاء في تقرير الوزارة أنه بتاريخ 16/8/1988 وقبل 26عاما، استشهد المعتقلان أسعد جبرا الشوا ( 19 عاماً ) من حي الشجاعية بغزة ، والشهيد بسام إبراهيم السمودي ( 30 عاماً ) من قرية اليامون في جنين بالضفة الغربية ، بعد إصابتهما بعدة أعيرة نارية ، من قبل جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والمنتشرين فوق أبراج المراقبة وبين خيام وأوساط المعتقلين في معتقل أنصار 3 الواقع في صحراء النقب جنوب فلسطين والملاصق للحدود المصرية .

وقد أُطلق الرصاص على المعتقلين العُزل بعدما احتج سلمياً قرابة ألف وخمسمائة معتقل في قسم " ب " ، بالهتافات الوطنية والأناشيد الحماسية والتكبير ،على ظروف اعتقالهم السيئة والقاسية ، ورفضهم لتنفيذ أوامر الإدارة المهينة والمذلة ، ومطالبين بأبسط حقوقهم الأساسية وفقاً لما تنص عليه الاتفاقيات الدولية ، وبعدما تعرضوا للقمع والعنف تناولوا كل ما يقع تحت أيديهم من حجارة وصواني بلاستيكية وأحذية وقذفوها على الجنود وإدارة المعتقل .

وعلى ضوء ذلك أقدمت إدارة المعتقل المدججة بالسلاح، على قمعهم باستخدام القوة المفرطة مزودة بالغاز المسيل للدموع والهراوات ، ووفقاً لشهود عيان فان المدعو " ديفيد تسيمح " قائد المعتقل هو من بدأ بإطلاق النار حينما انتزع بندقية جندي كان يقف بجواره وأطلق النار مباشرة ومن مسافة قريبة على المعتقل اسعد الشوا ليسقط مدرجاً بدمائه ، ومن ثم أصيب الشهيد بسام برصاصة قاتلة في القلب استشهد على أثرها .

إن استشهاد الشوا والسمودي ، هو الحدث الأول في مسيرة الحركة الأسيرة ، حيث أنها المرة الأولى التي يستشهد فيها معتقلين جراء إطلاق الرصاص الحي مباشرة عليهم.

وأن عمليات استخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين تكررت مراراً وبأكثر عنفاً ، واستخدم خلالها العصى والضرب المبرح والرصاص المطاطي والحارق والرصاص الحي مما أدى الى إصابة المئات واستشهاد العديد من المعتقلين جراء ذلك ، ولا زالت هذه السياسة متبعة في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا الأمر الذي يستدعي العمل من أجل وضع حد لها .

إن سياسة استخدام القوة المفرطة بدأت منذ العام 1967 ، وشكَّلت سياسة ثابتة في تعامل إدارة مصلحة السجون مع المعتقلين ، ولكن هذه السياسة أخذت منحى آخر وشهدت تصعيداً خطيراً منذ السادس عشر من آب 1988 ، حينما استخدم خلالها الرصاص الحي ، واستمرت ليومنا هذا دون توقف ، ولقد شهدت الأعوام المنصرمة نسبة كبيرة من عمليات القمع العنيفة ضد المعتقلين في كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية وصلت الى أكثر من ( 120 عملية قمع ) ، استخدم خلالها القوة المفرطة وأصيب خلالها المئات من المعتقلين ، فيما كان أعنفها ما جرى في أكتوبر عام 2007 في معتقل النقب أيضاً ، واستشهد خلالها احد المعتقلين فيما أصيب قرابة ( 250 معتقلا).

وفي هذا الصدد ذكر تقرير الوزارة أنه ومنذ آب / أغسطس عام 1988 استشهد جراء هذه السياسة ( إطلاق الرصاص الحي على المعتقلين ) سبعة معتقلين حسب ما هو موثق لديها وهم : أسعد جبرا الشوا من مواليد 1969 ومن سكان حي الشجاعية بمدينة غزة واستشهد بتاريخ 16-8-1988 ، بسام إبراهيم الصمودي من مواليد 1958 وسكان قرية اليامون واستشهد بتاريخ 16-8-1988 ، نضال زهدي عمر ديب من رام الله واستشهد بتاريخ 8-2-1989 جراء إطلاق النار عليه من قبل حراس المعتقل ، عبد الله محمد إبراهيم أبو محروقة من مخيم دير البلح بقطاع غزة استشهد بتاريخ 12-9-1989 بعد إصابته بعيار ناري من قبل جنود الاحتلال داخل معتقل أنصار 2 بغزة ، صبري منصور عبد الله عبد ربه من قرية الجيب استشهد بتاريخ 7-7-1990 ن بعد إصابته بالرصاص في معتقل عوفر ، موسى عبد الرحمن من نوبا بالضفة الغربية واستشهد بتاريخ 18-1-1992 ، جراء إصابته برصاص حرس المعتقل ، محمد صافي الأشقر من قرية صيدا بطولكرم واستشهد بتاريخ 22-10-2007 نتيجة إصابته بعيار ناري في سجن النقب خلال قمع الأسرى من قبل قوات نخشون وميتسادا وأصيب معه قرابة ( 250 معتقل ) بإصابات مختلفة .

وحسب إحصائيات وزارة الاسرى ومنذ العام 1967 استشهد داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي ( 203 ) أسيراً وفق ما هو موثق ، منهم ( 71 ) أسير نتيجة التعذيب ، و( 54 ) نتيجة الإهمال الطبي ، و(71 ) أسير نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال مباشرة ، و( 7 ) معتقلين استشهدوا جراء إطلاق النار عليهم .

وجدير بالذكر أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية كانت قد شكلت في سنوات سابقة قوات خاصة لقمع المعتقلين عرفت باسم ( ناحشون ) و(ميتسادا ) وهى قوات مدربة جيداً ومزودة بأسلحة مختلفة منها الهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص الحارق وفي أحياناً كثيراً استخدموا الكلاب ، وتضم عسكريين ذوي خبرات وكفاءات عالية جدا ومهارات قتالية تقنية ، وسبق لهم أن خدموا في وحدات حربية مختلفة في جيش الاحتلال الإسرائيلي ، وتلقى عناصرها تدريبات على أساليب خاصة لقمع " تمرد" الأسرى ومواجهة كافة حالات الطوارئ داخل السجون والمعتقلات بما فيها عمليات احتجاز رهائن ، وتعمل تلك الوحدات 24 ساعة ، وتستدعى على عجل عند حدوث خلاف ما ولو بسيط بين الإدارة والمعتقلين العُزل الذين يناضلون لنيل حقوقهم الإنسانية ، وتاريخ تلك الوحدات حافل بالجرائم التي تتنافى وكل الأعراف والمواثيق الدولية .