الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

انطلاق مهرجان إنسان السينمائي بـ"تحية للأسرى" عبر فيلم "طباشير ملونة"

نشر بتاريخ: 16/08/2013 ( آخر تحديث: 16/08/2013 الساعة: 19:43 )
رام الله - معا - بفيلم "طباشير ملونة من عسقلان" للمخرجة اللبنانية ليلى حطيط، وبمعرض لمجسمات خشبية تحمل صوراً لأسرى وأسيرات في زنازين الاحتلال، انطلقت فعاليات مهرجان إنسان السينمائي 2013، مساء أمس، في قصر رام الله الثقافي، وتنظمه الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية وملتقى فلسطين الثقافي بالشراكة مع بلدية رام الله.

واشتمل حفل إطلاق فعاليات المهرجان، وقدمه الإعلاميان رائد الشريف وديما دعنا، على عرض لأغنية تحمل اسم المهرجان لفرقة "بلاك تيما" المصرية، وسط أمنيات من القائمين على المهرجان لربما تعبر عن جموع كبيرة من الفلسطينيين بأن "يحمي الله مصر".

وقال يوسف الشايب، مدير مهرجان إنسان السينمائي، في كلمته "بدأت حكاية المهرجان بدورة تجريبية، قبل عامين، عقب مشاركتي ممثلا لفلسطين في مهرجان سينمائي لحقوق الإنسان في تركيا حمل اسم "آدم"، وحينها فكرت بمهرجان شبيه في فلسطين، وكان ذلك بعد حصولي على حقوق بث عدد من الأفلام العالمية، وبعد لقاء "عبثي" مع المخرج يوسف الديك، رئيس الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية".
|233460|
وأضاف الشايب ان وفي هذا العام، قررت الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية وملتقى فلسطين الثقافي إعادة الحياة لـ"إنسان" كمهرجان سينمائي، ليس فقط يناقش عبر أفلامه ثيمة حقوق الإنسان، وليس فقط يفتح نوافذ للجمهور الفلسطيني على ثقافات العالم، وينقل في الوقت ذاته فلسطين إلى العالم، بل لكونه يسعى لتعزيز حقيقي لثقافة السينما في فلسطين، وإخراج "السينما في فلسطين، ولو عنوة، من غرفة الإنعاش"، ولذلك "نحن سعداء جداُ بأننا نقيم المهرجان بميزانية صفر أو دون الصفر، وسعداء بقلة الحضور نسبياً، لإيماننا بعشق للسينما يتعملق داخل كل واحد من الحضور يكفي ليملأ الكون، وسعداء بالشراكة المتينة مع بلدية رام الله ممثلة برئيسها وأعضاء مجلسها والقائمين على العديد من أقسامها ذات العلاقة كالثقافة والعلاقات العامة والإعلام وقصر رام الله الثقافي"، موجها الشكر للمؤسسات الإعلامية الراعية للحدث، مستهجناً في الوقت ذاته غياب السينما كحقل فني حيوي عن أجندة الدعم والاهتمام للعديد من كبرى شركات القطاع الخاصة، وبعض المؤسسات الأهلية، ومنها الثقافية والفنية.

وشدد الشايب على أن قضية الأسرى "الذين يدفعون حريتهم وحيواتهم ثمناً لبقائنا على قيد الحياة، وأملاً في فلسطين حرة من الاحتلال"، قضية إنسانية بامتياز، وهكذا يجب أن ننقلها إلى العالم، ولأنها كذلك، ولأن "الأسرى يستحقون منا الكثير الكثير"، فإن "أقل ما يمكن فعله توجيه تحية لهم عبر إهداء افتتاح مهرجان إنسان السينمائي لهم".
|233458|
وتناولت المخرجة اللبنانية ليلى حطيط في فيلمها "طباشير ملونة من عسقلان"، وبشكل يقترب من التجريب من الفنون البصرية، عبر فيلم وثائقي درامي، حكاية الفنان الفلسطيني زهدي العدوي، الذي امضي 15 عاما في سجون الاحتلال، حيث لم يتجاوز عمره لحظة الاعتقال 15 عاماً.
وتلخصت تجربة العدوي بمحاولته التغلب علي جدران وقضبان السجن، من خلال رسومات علي "قصاصات" وسادته داخل السجن، بمساعده زملاءه الاسرى، الذين تمكنوا من تهريب الالوان الي داخل السجن من اجل تجهيز اللوحات، وتهريبها فيما بعد الي خارج السجن عبر اهاليهم، حيث أشار ابن غزة، من داخل منزله في مخيم اليرموك للاجئين في دمشق، حين إنتاج الفيلم قبل أربع سنوات، وعرض لأول مرة في فلسطين، انه رسم العديد من اللوحات، لكن لوحاته المئة داخل عسقلان وزنازين الاحتلال، ونجح زملاؤه في تهريب 70 منها، هي الأكثر صدقاً.

ولعل أبرز عنوان لتجربة العدوي أن "وجوه المخدات ليست للنوم بل هي من أفضل وسائل استيقاظ الشعوب ولي تجربتي الخاصة بذلك"، فللقضبان "لغة ٌخاصة" .. العدوي قال: "التمرد والعصيان هويتي .. صحيح أنني لم أحمل شهادة جامعية، لكنني أكاديمي من نوع خاص، بدليل اختصاصنا، وطني بامتياز.. حين تمتزج إرادة القهر خلف القضبان مع تلك الأحلام الوطنية المعشقة بالعودة لتراب الوطن لتنتج مفهوما واحداً لا يتغير هو عشق الحرية .. وحين تصبح المعاناة لوحة، ويصبح الفكر حبراً وألواناً، وعندما تصبح المخيلة تلك المطرقة التي تحطم قيود السجون وتنطلق لتنقل التمرد والمقاومة للعالم الخارجي".
|233461|
ومن الجدير بالذكر أن الفنان الفلسطيني زهدي العدوي بمخيم النصيرات في غزة العام 1952 بعد أن هجّرت عائلته من مدينة اللد العام 1948، ووسط هذه التراكمات نشأ زهدي العدوي طفلاً حاملاً معاناة شعبه وشاباً مترعرعاً على فكرة الوطن الحر وحق العودة والنضال المستمر الذي رماه وجهاً لوجه أمام الاحتلال الإسرائيلي ليمتزج عنده السياسي بالفني خاصة عندما لا تكفي الكلمة وحدها للتعبير.