الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المفاوضات تهدف إلى حل مؤقت يتستر بعباءة الحل الدائم

نشر بتاريخ: 17/08/2013 ( آخر تحديث: 17/08/2013 الساعة: 14:09 )
بيت لحم- معا- من الصعب جدا إيجاد شخص ما يؤمن أو مقتنع بان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في طريقه للحل لكن الكثير جدا من المتابعين لجهود الحل يعتقدون إن حل الدولتين لم يعد واقعيا ولا يعتبر حلا يمتلك فرصة البقاء والوجود فكما شكلت فكرة الدولتين أزياء الموسم المطلوبة لفترة طويلة يبدو أن هذه الأزياء قد تغيرت بشكل دراماتيكي بعد عشرين عاما تقريبا على توقعي اتفاقية اوسلو حيث لم يعد حل" الدولتين" من ضمن الأزياء الجذابة للإسرائيليين حسب تعبير موقع " معاريف" العبري الذي نشر اليوم " السبت " بعض المعطيات الإحصائية المتعلقة باستطلاع جديد للرأي نفذه معهد " مأغار موحوت " للدراسات متعددة المجالات .

لم يحدث هذا التغير الدراماتيكي بالضرورة نتيجة البناء في المستوطنات وارتفاع عدد المستوطنين بشكل كبير منذ توقيع اتفاقية اوسلو بل لان قضايا الوضع النهائي مثل قضية القدس لا تبدو من النوع الذي يمكن حله أو التوصل لتسوية بخصوصها إضافة إلى الأحداث التي تعيشها المنطقة العربية واقتراب" الإرهاب" الإسلامي من حدود إسرائيل جعلت من الترتيبات الأمنية التي تطالب بها إسرائيل متشددة جدا وقاسية جدا وفقا لما أضافه الموقع العبري .

" حلفاء إسرائيل يدركون جيدا الوضع الجديد والمستجد لكن الأطراف المعنية لا تعترف بهذا الوضع بشكل علني لكنها تعترف خلال الجلسات المغلقة بان أفضل الحلول يتمثل باتفاق مرحلي طويل المدى لدرجة ان الخارجية الإسرائيلية شكلت فريق عمل مهمته إيجاد حلول إبداعية للاتفاقيات وترتيبات مرحلية لتكون مقبولة على الفلسطينيين " قال موقع " معاريف .

واظهر استطلاع الرأي الذي أجراه معهد " ماغار موحوت" ان مواقف غالبية الجمهور الإسرائيلي لا تبتعد كثيرا عن مواقف المختصين والمهنيين الذي عارضوا توقيع اتفاق أوسلو ويشكلون 40% منن يعرفون ويعلمون ما هو اتفاق اوسلو .

وأعرب 57% من اليهود في إسرائيل عن اعتقادهم بان اتفاقية أوسلو مست بإسرائيل أمنية وسياسيا واقتصاديا والاهم من ذلك ان 53% من اليهود لن يصوتوا اليوم لصالح اتفاق يتضمن انسحاب من الضفة الغربية حتى وان اعترف الفلسطينيون بيهودية الدولة وتنازلوا عن حق العودة .

" ومن مهازل القدر انه وبعد عشرين عاما من توقيع اتفاقية اوسلو يؤكد دبلوماسيون غربيون على علاقة بالمفاوضات الجارية ان هدف هذه المفاوضات التي حدد لها سقفا زمنيا من تسعة أشهر يتمثل في التوصل الى صيغة سحرية لاتفاق مرحلي يتخفى ويتستر تحت عنوان حل دائم حلا يمكن لنتياهو أن يطرحه على الجمهور كحل مرحلي مؤقت لا يضحي "بذخر استراتيجي " ولا يعرض الإسرائيليين للإخطار كما يمكن للرئيس الفلسطيني ابو مازن ان يطرحه على الشارع الفلسطيني كحل نهائي يتضمن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة حسب ما نقله الموقع العبري عن دبلوماسيين غربيين تحدثوا في انجازات صحيفة مع بعض المراسلين

أوضح مسئولون كبار في حزب الليكود منذ اللحظة الأولى التي قرر فيها نتنياهو تقديم " لفتات" قاسية تتعلق بإطلاق سراح الأسرى بأنه ورغم الألم الكامن في قرار نتنياهو الا انه نجح في كسر الفلسطينيين ولي ذراعهم فيما يتعلق بمطالبهم الأخرى مثل استئناف المفاوضات على أساس حدود 67 ، تجميد الاستيطان .

" هدف قرار نتنياهو إطلاق سراح 104 أسير فلسطيني اعتقلوا قبل توقيع اوسلو خلق حالة إصغاء أمريكية تتعلق بمواضيع إقليمية متفجرة مثل النووي الإيراني والوضع في سوريا ومصر على أمل أن يركز خطابه المتوقع امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الثلاثين من الشهر القادم على هذه القضايا وليس على الخطوات أحادية الجانب التي يتخذها الفلسطينيين بهدف تعميق عزلة إسرائيل " قال مسئولي الليكود الكبار موضحين موقف نتنياهو .

وأضاف الموقع العبري ردا على أقوال المسئولين في حزب الليكود " لكن الواقع مختلف قليلا إذ سبق لنتنياهو أن أكد خلال محادثات طويلة جرت في الماضي القريب بين إسرائيل والولايات المتحدة موافقة إسرائيل على حدود 67 مع اخذ الكتل الاستيطانية بعين الاعتبار والتوضيح بأن تبادل الأراضي لن يكون واحد مقابل واحد وضرورة اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة فور التوقيع على الاتفاق النهائي والدائم كان هذا التأكيد في أيلول 2011 أثناء اجتماعات الرباعية الدولية في واشنطن حيث وافق نتنياهو على عرض الولايات المتحدة لهذا الموقف وان تطالب الرباعية بتبنيه لكن روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة رفضوا الصيغة الأمريكية .

صحيح أن نتنياهو اجل نقاش موضوع الحدود إلى فترة لاحقة وان هذه القضية لن تقف في مركز اهتماما المفاوضات التي استؤنفت الأسبوع الماضي لكن بقيت كافة القضايا مطروحة على الطاولة كما أوضح وزير الخارجية الأمريكي " جون كيري " وهو بكل تأكيد ليس بالكذاب ونتنياهو يفهم جيدا ان قضية الحدود ستطرح بقوة خلال الأشهر القادمة وسيجد نفسه مضطرا أن يقدم للفلسطينيين خارطة او وثيقة تفصل رؤيته لهذا الموضوع إضافة إلى قضية القدس واللاجئين التي ستطرح بقوة هي الأخرى مع تقدم المفاوضات لذلك يعتقد قادة حزب الليكود بان الأزمة القادمة مع الإدارة الأمريكية مسألة وقت ليس إلا ويقدر مسئولين كبار مقربين من نتنياهو موعد الأزمة الجديدة بما لا يتجاوز الستة أشهر القادمة وفقا لما نقله موقع " معاريف" عن هذه القيادات التي لم يذكرها بالاسم .

سمع دبلوماسي أجنبي من احد الوزراء الإسرائيليين الكبار المحسوبين على حزب الليكود الذي التقاه خلال الأيام القليلة الماضية تقديرات مفاجئة تقول "ان نتنياهو وخلافا لفترة رئاسته السابقة قد غير موقفه ونظرته للقضية الفلسطينية وبات يتحدث بنغمات أكثر تعقيدا لكنه ميدانيا لايزال غير مستعد لتسويات مثل تجميد الاستيطان أو تقديم تنازلات تتعلق بقضية حدود 67 " نتنياهو يتحدث بشكل مريح وجدي لكنه يتصرف بصلابة وتصلب وهذه المرة لا احد يمكنه اتهامه بعدم المحاولة " قال السفير الأجنبي وفقا لموقع " معاريف ".

ويبقى السؤال لماذا بذل نتنياهو اهتمام كثير بدعم الأمريكية الرامية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ؟ الإجابة عن الوزير الإسرائيلي الكبير الذي اقتبسه الدبلوماسي الأجنبي الرفيع " قام نتنياهو بهذه الخطوة لأسباب سياسية داخلية واختار هذا المسار حتى يستطيع المناورة بين قوى الائتلاف الحكومي ومواجهة مشاكل الائتلاف المعقدة إضافة للمناورة داخل حزبه " الليكود" ولينقل لأعضاء حزبه رسالة مفادها بأنه يمتلك خيارات وبدائل سياسية ليست سيئة يمكنها أن تحل مكانهم وتستبدلهم.

إذا صدق التوقع وفعلا اختار نتنياهو استئناف العملية السياسية لرغبته بتجنيد الأمريكيين لصالح مخاوفه مما يجري في المنطقة ولأسباب تتعلق بمناورات سياسية داخلية يبدو ان فرصة تحقيق اختراق وإقامة دولة فلسطينية ضئيلة جدا والاستطلاع موضوع المقالة يلعب لصالح مقولة " ماذا تريدون من بيبي " سيسأل المقربون منه قائلين "حتى الشعب يعارض هذا الاتفاق "