الفلسطينيون يروون قصص معاناتهم وصمودهم على وقع زوال المستوطنات
نشر بتاريخ: 20/08/2005 ( آخر تحديث: 20/08/2005 الساعة: 11:03 )
بيت لحم- معا- قصص كثيرة تملأ الصحف الفلسطينية تشد القاريء الى مشاهد عاطفية وأخرى تظهر البطولة وقوة الارادة التي تمتع بها الفلسطينيون في قطاع غزة خلال عشرات السنين من الاحتلال والقتل شبه اليومي لابناء القطاع, ويبدو ان رحيل المستوطنين عن غزة فتح شهية الجميع للحديث فهذه عجوز تظهر كلماتها في عنوان بارز لصفحات الصحف وذلك قائد يتحدث عن صموده وحسن ادارته للمواجهات.
الناظر الى صحف فلسطين يشده الكثير من الموضوعات ففضلا عن المقالات وما اسهبت اقلام المحلليين والسياسيين قوله في حدث تاريخي تشهده القضية الفلسطينية, فهناك كلام " البسطاء" واصحاب المعاناة من المواطنين, فكل صحافي وجد نفسه في قطاع غزة لم يتردد في ملاحقة القصص المميزة والمثيرة وكم هي كثيرة في قطاع عاش الألم والمعاناة سنوات وسنوات.
"ستزغرد خضرة ابو مغصيب ثلاث ساعات وسط مستوطنة كفار داروم", قصة امراة فلسطينية تكتبها صحيفة "الايام" الفلسطينية, وتتحدث فيها عن معاناة الاسر الفلسطينية القاطنة بجوار مستوطنة "كفار داروم" الواقعة شرق دير البلح, وتشير الصحيفة الى ان هذه المرأة التي عانت كثيرا كغيرها من سكان المنطقة تنوي الوقوف وسط مستوطنة كفار داروم وتزغرد لثلاث ساعات في الوقت الذي يكتمل فيه اخلاء تلك المستوطنة.
وفي تقرير آخر تنشره الصحيفة عن فرحة اهالي قطاع غزة بالانسحاب الاسرائيلي تشير الصحيفة الى ما ينتقص هذه الفرحة كقصة محمد الحادي الذي استشهد ولده عمار قبل اقل من سنتين, ورغم ذلك يذرف الدموع هذه المرة احتفاء بجلاء الاحتلال.
كذلك اهالي واقارب الاسرى الذين لم يتمكنوا من معانقة اشقائهم داخل السجون الاسرائيلية, كالمواطن احسان ابو النور الذي قال انه لم يتمكن من رؤية الفرح في عيون شقيقه حسام القابع في سجن النقب الصحراوي منذ عام ونصف.
وفي "الايام" ايضا تقرأ عن اهالي المواصي في خانيونس الذين ينتظرون بلهفة جلاء الاحتلال, ويقول المواطن ابو حسين ( 46 عاما) القاطن على مقربة من مستوطنة " نفيه دكاليم": انتظر لحظة بلحظة رحيل المحتلين عن ارضنا, فالمواصي ستكون جميلة وهادئة بلا مستوطنات ومواقع عسكرية تعكر صفو حياتنا.
واضاف ابو حسين: سأخرج الى الشارع فرحا بعد دقائق معدودة من رحيل المحتلين, وسأتوجه الى مستوطنة "نفيه دكاليم" وأرفع العلم الفلسطيني امامها.
أما صحيفة " الحياة الجديدة" فتنشر كاريكاتيرا تظهر فيه دموع المستوطنين المتباكين على مستوطناتهم التي اغتصبوها مقابل دموع اصحاب الارض الفلسطينيين الذي عانوا سنوات طويلة بسبب الاحتلال واعمال هؤلاء المستوطنين ففي الميزان دمعة صاحب الارض تزن شلالات من دموع هؤلاء المغتصبين.
ومهما سمعنا من قصص وقصص الا ان معاناة حوالي مليون ونصف فلسطيني يعيشون في قطاع غزة اكبر بكثير من كل وصف, فسنوات الاحتلال الثماني والثلاثين كانت مليئة باشكال المعاناة من قتل وتدمير وتشريد وابعاد وسجن وحصار وتجويع.