السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في الذكرى الـ 44 .. شهود يروون جريمة احراق المسجد الاقصى

نشر بتاريخ: 21/08/2013 ( آخر تحديث: 22/08/2013 الساعة: 00:37 )
القدس- معا - ربما لن ينسى مئات المقدسيين منظر اعمدة الدخان المتصاعد من المسجد الأقصى أو حرارة السنة اللهب التي أتت على جزء منه صباح 21-8-1969 وستبقى في ذاكرتهم لينقلوها الى الأجيال القادمة..ولتبقى تلك الذكرى تؤكد على أن ذلك الحادث الذي دبره اليهودي المتطرف "مايكل دنيس روهان" ما كان الا البداية لما وصل اليه الوضع اليوم في المسجد الأقصى.

أخطار عدة تحيط بالمسجد الأقصى يحذر منها أحد الذين عاصروا تلك الفترة وهو اليوم أمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري وقال "كنا نقول سابقا ان الأقصى في خطر، واليوم نقول ان الاقصى في اخطار، فالمسؤولون الاسرائيليون والحكومة والكنيست يدعمون الجهات الاسرائيلية المتطرفة، ويطالبون بهدم الاقصى وبناء الهيكل على أنقاضه"، مشيراً الى فيلم وزارة الخارجية حينما صوروا بناء الهيكل على انقاض الاقصى، اضافة الى نشر صور قبل يومين عن مجسم للهيكل المزعوم فوق سطح المراوني.

وعن حادثة حريق الأقصى الذي تصادف ذكراه الرابعة والأربعين اليوم قال الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا كان وقتها مديرا لمدرسة الأقصى الثانوية لمراسلة معا :"انهى المصلون صلاة الفجر والضحى في المسجد الاقصى، وذهبوا الى منازلهم، وعند حوالي الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة صباحاً دخل "مايكل دنيس روهان" وعلى ظهره حقيبة كبيرة فيها مواد قابلة للاشتعال، ووضع منها في عدة مواقع بالمسجد القبلي، ثم اشتعلت النيران حيث تنبه الحراس لذلك ثم انتشر الخبر، وقد حاولت سيارات الاطفاء الوصول الى المسجد الأقصى الا ان الاحتلال منعهم من ذلك، فهب الاهالي والسكان المجاورين وتوافدوا الى الاقصى لاخماد الحريق".

وأضاف "علمنا بالخبر حوالي الساعة السابعة فأسرعنا عائدين الى الاقصى، وقام الاهالي بتشكيل سلسلسة بشرية لنقل الأتربة والمياه لاخماد النيران ولعدم انتقالها الى اماكن أخرى في المسجد".

وأوضح ان النيران اشتعلت في الجهة الشرقية حيث كان السقف القديم مكون من الخشب والرصاص فكان الاشتعال سريعا، اما الجهة الغربية فكان السقف من الاسمنت.

وأوضح ان عملية اخماد النيران يدوياً ظلت مستمرة حتى الساعة 12 ظهرا، وقد وصلت سيارات الاطفاء وبقيت تعمل على انهاء الحريق حتى الساعة الرابعة عصرا، علما انها جاءت من القدس والبيرة ورام الله وبيت جالا وبيت لحم وبيت ساحور والخليل.

وبين الشيخ صبري ان الخرائط والمخططات والصور تشير وتؤكد الاطماع اليهودية في الاقصى، وتحاول الجماعات اليهودية شرعنة الاقتحامات للمسجد الاقصى، حيث ناقشت لجنة الداخلية التابعة للكنيست موضوع اقرار قانونية السماح للمستوطنين بدخول الاقصى واداء صلاتهم فيه، وهذه محاولات لجعل ذلك قانونا وليس مجرد اقتحامات، مؤكداً على ان الاقصى اسمى واعلى واكرم من هذه القرارات والمحاولات الاسرائيلية.

وشدد الشيخ صبري على ضرورة رباط اهالي القدس و48 بالأقصى وشد الرحال اليه ، والتواجد المكثف فيه الذي يحول دون اي اعتداء على الاقصى والاحتلال، وطالب الدول العربية والاسلامية تحمل مسؤوليتها لحماية المسجد، لانه ليس فقط للمقدسيين والفلسطينيين انما لكل العرب والمسلمين شانه شأن مكة والمدينة المنورة.

وأكد الشيخ صبري انها ذكرى للتذكير الاجيال الصاعدة بما حصل بالاقصى، وتشير الى الاعتداءات المتتالية على الاقصى.

شاهد عيان... كنا نخمد الحريق بأيدينا غير مهتمين بأن تحترق اصابعنا أو ملابسنا

وفي شهادة أخرى لحادثة لذلك الحريق قال المواطن المقدسي محمود أبو غزالة الذي كان متواجداً في الأقصى يوم وقوع الحادث :"كان المصلون صباح يوم الخميس الموافق 21من شهر آب 1969 الموافق السابع من جمادى الثاني عام 1389 قد غادروا المسجد الاقصى المسقوف بعد صلاة الفجر قرابة الساعة السابعة صباحا، ثم بدأنا نشتم رائحة الدخان وبسرعة هرعنا الى داخل الاقصى فوجدنا النيران تلتهم بسرعة كبيرة منبر صلاح الدين والجهة الجنوبية الشرقية من المسجد ومحراب زكريا".

وأضاف :"تعالت الاصوات عبر مآذن الحرم القدسي أن الاقصى يحترق ويا مسلمون هبوا لانقاذه ...يا اهل فلسطين ايها المرابطون في القدس يا أهلنا في فلسطين هبوا الى مسرى رسول الله، وقد زحفت الجموع من كل حدب وصوب وبإرادة عفوية واندفاع ايماني غير مسبوق لاخماد النيران واستعمل المصلون كل ما تمكنوا من حمله لنقل الماء، كالطناجر وعلب السمنة الفارغة والاسطل، الى أن حضرت سيارات الاسعاف من جميع انحاء فلسطين".

وقال :"في تلك اللحظات كنا نخمد الحريق بأيدينا غير مهتمين بأن تحترق اصابعنا أو ملابسنا اذ تتساقط على رؤوسنا الاخشاب والزخارف المحترقة..المهم الاقصى رمز عقيدتنا ان يبقى سالما، وقد حاولت السلطات الاسرائيلية في بداية الامر أن تعيد اسباب الحريق الى تماس كهربائي ولكن عندما اشتعلت السنة اللهب وتصاعدت السحب الكثيفة من الدخان الاسود حتى غطت سماء القدس لم تستطع اسرائيل اخفاء الامر وحقيقة الجريمة، فاعترفت أن شابا استراليا يدعي مايكل روهان دخل المسجد في الساعات الاولى من صباح الخميس ثم اختفى بعد الاقدام على جريمته النكراء".

وأضاف :"الحريق متعمد..ويأتي ضمن جريمة نكراء حاقدة ضد الاسلام والمسلمين قد خطط لها بليل بهيم حيث وزع الحريق في ثلاثة اماكن في آن واحد .. منبر صلاح الدين - الذي احترق بالكامل- والجهة الجنوبية الشرقية بالقرب من جامع عمر ومحراب زكريا حيث اتت النيران على هذه الاماكن بسرعة، مما يؤكد بلا شك انه قد استخدم في اشعال الحريق مواد كيماوية شديدة الاحتراق".

الهيئة الاسلامية العليا بالقدس
وفي بيان للهيئة الاسلامية العليا بالقدس أكدت فيه أن الحرائق ما زالت متلاحقة بالمسجد الأقصى المبارك وبصور متعددة، من اقتحامات عنصرية غوغائية من الجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، ومن الجيش الإسرائيلي بملابسه العسكرية لرحاب الأقصى، ومن الحفريات التي تهدد أساسات المسجد القبلي الأمامي من الأقصى المبارك، بالإضافة إلى التصريحات المحمومة في هذه الأيام من مسؤولين إسرائيليين في الحكومة اليمينية المتطرفة ومن أعضاء الكنيست المتهورين، تلك التصريحات التي تمس حرمة الأقصى المبارك، والتي تكشف عن أطماع اليهود بالأقصى.

واوضحت الهيئة الاسلامية في بيانها إن مساحة المسجد الأقصى المبارك، كما هو معلوم، مئة وأربعة وأربعين دونما (الدونم الواحد ألف متر مربع) ويشمل المسجد القبلي الأمامي، ومسجد قبة الصخرة المشرفة، والمساطب واللواوين والأروقة والممرات والآبار والبوابات الخارجية وكل ما يحيط بالأقصى من الأسوار والجدران الخارجية بما في ذلك حائط البراق.

وأكدت الهيئة أن المسجد المبارك هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي من الله عزّوجل، وهو يمثل جزءاً من إيمان مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم منذ حادثة الإسراء والمعراج، وحتى يومنا هذا وإلى يوم القيامة، ولا علاقة لغير المسلمين بهذا المسجد لا سابقاً ولا لاحقاً، كما لا نقر ولا نعترف بأي حق لليهود فيه.

وعبرت الهيئة عن إستنكارها ورفضها الاعتداءات التي يقوم بها اليهود من اقتحامات متوالية لرحاب الأقصى، وطالبت منظمة اليونسكو أن تقوم بدورها في وقف الحفريات التي تدمر التراث الإسلامي والانساني في مدينة القدس، كما يتوجب على الحكومات في العالم العربي والإسلامي أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه القدس والأقصى، وأن يتداركوا الموقف قبل فوات الأوان.

وأكد البيان على التمسك بالأقصى والدفاع عنه، وهو أسمى من أن يخضع لقرارات المحاكم ولا الحكومات ولا الكنيست، وهو غير قابل للتفاوضات ولا للمقايضات ولا للتنازلات.

وحثت الهيئة على شد الرحال إلى الأقصى في جميع الأوقات والأيام وبشكل مستمر، فالأخطار لا تزال محدقة به، مذكرة أن يوم 21/ 8 من كل عام هو اليوم العالمي لنصرة الأقصى.