الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خطة دفاع عسكرية عن ايلات لحمايتها من العمليات

نشر بتاريخ: 23/08/2013 ( آخر تحديث: 24/08/2013 الساعة: 10:05 )
بيت لحم- معا - تصاعدت في الآونة الأخيرة عمليات قصف ايلات بالصواريخ ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تعزيز إجراءات الحماية البرية والاعتراضية الصاروخية البحرية؛ خشية التسلل للمدينة عبر البحر كما فعل احد الضباط المصريين عام 1969 خلال حرب الاستنزاف، حين نجح بالتسلل إلى ميناء ايلات ووضع ألغام وعبوات ناسفة أسفل السفن الحربية الإسرائيلية الراسية فيه وتفجيرها ومن ثم العودة سباحة إلى مصر، وفقا للاعتراف الإسرائيلية المسجل من خلال ما نشره موقع "والله" العبري الالكتروني تحت عنوان "خطة الدفاع عن ايلات".

ويبدو أن ايلات قد غيرت وجهها هذه الايام اذ يدرك الجيش الإسرائيلي وسكان المدينة أن منظمات "الجهاد العالمي" موجودة في سيناء وتخطط منها لتنفيذ العمليات التي تستهدف المدينة، وان هذه المنظمات العاملة برعاية القبائل البدوية المحلية يمكنها ان تفاجئ الجميع في كل لحظة.

استدعي "هوغو ريال اليذ" يعتبر من قدماء الغواصين في المدينة وعدد أخر من أصدقائه الذين خدموا معه في سلاح البحرية الإسرائيلية إلى مقر قائد قطاع البحر الأحمر في البحرية، وناقش معهم تطورات الإقليم ومدى استعداد القوات لمواجهة عمليات "إرهاب" من كل الأنواع.
|234350|
وقال هوغو "لقد كانت مفاجئة ايجابية أن أرى مدى الاستعداد والتطور التكنولوجي الحاصل، صحيح إنني تسرحت من سلاح البحرية قبل 20 عاما لكنني مرتبط بالبحرية وعلى اتصال دائم معها مثل جميع أصدقائي، وكما هو معروف للجميع فقد تغير الوضع في المنطقة لكن الوضع مطمئن بالنسبة لنا فسلاح البحرية يمكنه تميز علبة الكوكاكولا الطفاية على سطح البحر عن علبة "كينلي" وعن بقية الإمكانيات والتجهيزات ممنوع علينا ان نتحدث".

وأخيرا طلب قائد قطاع البحر الأحمر من مسرحي البحرية القاطنين بالمدينة والذين لا زالوا يجوبون البحر بقواربهم وسفنهم الخاصة الإبلاغ عن أي شيء أو تغيير يلاحظونه في عرض البحر.

وفي سياق الخطة والاستعداد الدائم يمكنك ان تشاهد يوميا قوة تابعة للواء غولاني من عناصر الكتيبة 13 يركضون على طول الساحل فيما يرقبهم من بعيد سفينة دبور مسلحة بكامل جهوزيتها، وليس بعيد تطل عليك بطارية القبة الحديدية المناط بها حماية المدينة من خطر الصواريخ واعتراضها وإسقاطها قبل وصولها الهدف، ويصل الأمر إلى داخل المراكز التجارية الكبرى والأسواق حيث لا يمكن للعين ان تغفل دوريات الجيش التابعين لقوات حماية الجبهة الداخلية حيث يمكن تميزهم من خلال "ألبريه" العسكري الذي يعتمرونه دون ان ينشغلوا على التقاط الصور على خلفية المناظر الجميلة ورفعها على صفحات الفيسبوك الخاصة بهم، كما تم ربط ايلات بمنظومة صافرات الإنذار رغم معارضة رئيس بلديتها "يتسحاق مئير" لكنه فيهم في أخر المطاف أن ضرورات الوضع الأمني تستوجب مثل هذه الخطوة.
|234349|
وأضاف موقع "والله" اسرائيل لم تتوقع ما يجري في سيناء لكنها انجرفت إليه ورغم إن هدف الجدار الأمني كان بداية الأمر منع تهريب المخدرات والمجرمين والمهاجرين، لكن وخلال عملية البناء تم إدخال الكثير من التعديلات حتى يصبح الجدار ملائما لمواجهة المخاطر "الإرهابية" التي أطلت برأسها منذ الإطاحة بنظام مباراك.

ونتيجة التغيرات الحاصلة كون الجيش والأمن الإسرائيلي منظومة واسعة ومتنوعة من الردود الأمنية استجابة لمتطلبات قطاع واسع ومتنوع جدا فأقام الشاباك الإسرائيلي دائرة خاصة متخصصة بمنطقة ايلات، كما تم إعادة بناء وتفعيل وحدة المستعربين التابعة لما يسمى بحرس الحدود في المنطقة الجنوبية.

وأقام الجيش الإسرائيلي بدوره وحدة "ريمون" المتخصصة بالحرب والمعارك الصحراوية ونالت هذه الوحدة الكثير من الثناء على أعمال قامت بها، فيما تلقت القوات المسؤولة عن منطقة ايلات تعزيزات بالافراد والمعدات وتم تحديث نظام الإنذار "صافرة الإنذار" وكذلك منظومات الكشف المبكر التي تعزز قوة الرد.
|234348|
وبدورها نفذت الكتيبة المسؤولة عن ايلات "عوتسيفت ادوم" تحولا حادا وانتقلت من الاعتماد على قوات احتياط إلى الاعتماد والتركيز على قوات النخبة النظامية، كما تم إقامة سرية استخبارات ميدانية وأقيمت غرف عمليات متطورة جدا.

وفيما يتعلق بالجدار الأمني فقد انتهت الإعمال بالجدار المذكور باستثناء القطاع الكائن بالمنطقة الجبلية الصعبة المحيطة بمدينة ايلات، ولن ينتهي العمل في هذا القطاع قبل العام القادم، وسيضم في حال الانتهاء منه وسائل مراقبة الكترونية غاية في التطور ستسمح بمراقبة عمق سيناء بعيدا عن الجدار.

مصدر عسكري إسرائيل قال بأنه ورغم أهمية الجدار تبقى الحاجة لإقامة عائق بحري ملحة لحماية البحر الاحمر ويجب الشروع ببناء هذا العائق بعد الانتهاء من الجدار.

ورفض ضباط كبار في قيادة المنطقة الجنوبية المساواة بين ايلات وسديروت مدعين بان الفرق بينهما كبير جدا وان مجرد المقارنة يمنح "الإرهاب" جائزة.

وأضاف الضباط في إطار تفصيل الفرق بين المنطقتين "صحيح ان القصف الصاروخي من سيناء الى ايلات اقل مما تتعرض له سديروت لكن معادلة ضبط النفس السائدة في غزة لا تسري على سيناء التي يقيم فيها مجموعات بدوية بشكل أساسي لا غير مصنفين كمدنيين بل مواطنين مصريين والجيش الاسرائيلي في هذه اللحظة غير مستعد للعمل في سيناء والمس بالسيادة المصرية ولهذا فانه موجود حاليا في حالة الدفاع خلافا للحال في غزة حيث ينفذ الجيش هجمات مستمرة.

فارق أخر بين الحالتين وفقا لضباط الكبار يتمثل بكون مدينة ايلات مدينة سياحية يعتاش معظم سكانها البالغ عددهم 60 ألف نسمة من العمل في قطاع لسياحة وتعاظم أعمال "الإرهاب" سيخلي المدينة من السياح وبالتالي انهيار اقتصاد المدينة.