الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هذا بيان للناس .. بيان شحرور.. شابة فلسطينية فقدت نعمة السمع والبصر تنافس على مسابقة ملكة جمال الاخلاق على فضائية اقرأ

نشر بتاريخ: 02/05/2007 ( آخر تحديث: 02/05/2007 الساعة: 18:51 )
بيت لحم- معا- حنين عويس- الاعاقة جعلتها أكثر صموداً واصراراً, أبت ان تخنق افكارها وعواطفها في اعاقتها, رفضت ان تكون مجرد رقم... بيان رومل شحرور "22 عاماً", شابة فلسطينية مشاركة ببرنامج مسابقة ملكة جمال الأخلاق لعام 2007 الذي تعده قناة "اقرأ" الفضائية, تعشق الكتابة وتهوى القلم رغم ركاكة التعبير, بقدر ما تحمل من تقدير ووفاء واحترام لوالديها, اناملها خطت القصة, وقلمها فاض عما بداخلها, وعواطفها نطقت, لتسمع قصتها وتعرضها على الملأ.

الفلسطينية بيان شحرور "السويطي" من بلدة حوارة جنوب نابلس, شمال الضفة الغربية, تعاني من اعاقة جزئية في النطق واعاقة شبه كلية في السمع, لديها ميول فنية في الرسم الكاريكاتوري والتعبيري, ورسم الحناء".

مسابقة ملكة جمال الاخلاق, الذي تعدها قناة اقرأ الفضائية, يشارك فيه مجموعة من المتنافسات على اللقب حول موضوع "بر الوالدين"، بهدف نشر قيمة "البر" وبيان فضله وأهميته، وتقديم أفضل ما لدى المتسابقات من أفكار ومشاريع صغيرة تخدم فكرة البر.

واعرب والد الفتاة في اتصال هاتفي بـ"معا", عن فخره بابنته بكونها من ذوي الاحتياجات الخاصة, قائلاً:" شجعتها منذ الصغر عشت معها أحلى تفاصيل حياتها ساندتها ووفقت بجانبها, ودفعتها على الرسم عندما اكشفت هذه الموهبة فيها", مؤكداً أن والدتها هي الاكثر قرباً وحمامية على بيان فهي المشجعة الأولى وذات الحصة الاكبر على قلبها.

وأضاف والد الفتاة," بيان منذ الصغر ظهرت عليها موهبة الرسم, حيث انها رسمت أول لوحة كاريكاتورية بتشجيع من والدتها حملت معاناة اللاجئيين الفلسطينين.

و قالت والدة الشابة:" انا فحورة جداً بانتي كونها استطاعت تحطيم عجزها, وعبرت عما بداخلها من عواطف جياشة, كانت طفلة حنونة ولا زالت الحنونة, همها الأكبر رغم اعاقتها رفع اسم فلسطين عالياً".

وأضافت الوالدة لا أخفي انني شعرت بالخوف وعدم الاطمئنان بالاضافة الى ان الامل ضعف في فوزها في مثل هذه المسابقة, وذلك بسبب وضعها ولكون المنافسة شديدة, الا انني شجعتها لما تتمتع به من عزيمة وقوة وقدرة وايمان بالله تعالى ورغبة في تمثيل فلسطين, لايصال فكرة اننا شعب فلسطيني قادر وليس ارهابي".

وشددت الوالدة ان بيان أصرت على لمشاركة في مثل هذه المسابقة المشجعة للشرائع والقيم الدينية الاسلامية, بدلاً من تلك الهابطة ستار اكاديمي وغيرها من البرامج الداعمة لفساد الخلق والقيم لدى الجيل الصاعد.

* كيف اشتركت:

وأكد والد الفتاة ان بيان اشتركت في المسابقة عبر موقع البرنامج في الانترنت, وخضعت لشروط المسابقة التي تقضي بكتابة قصة عن بر الوالدين, "تحدثت من خلالها عن تعرضها لحادث من قبل سيارة لجنود الاحتلال, واصابتها بكسور شديدة في القدم", وصفت معاناتها وصبر اهلها بقلم عجز عن ايصال فكرتها ببلاغة وحسن صياغة, حيث استعانت بوالدها الصحفي.

ارسلت القصة إلى إدارة القناة ليتم اختيار الفتيات المشاركات في هذا البرنامج اللواتي تتراوح اعمارهم ما بين 16 - 26 عاماً, وتعرض في كل حلقة عشر فتيات من المتباريات قصتها, ويتم التصويت خلال كل حلقة لاختيار أفضل القصص.

وأكدت المتسابقة السيوطي, في بيان وصل "معا" نسخة منه, ان فكرة مشاركتها في البرنامج تنبع من ان جمال المرأة يكمن في أخلاقها ودينها وحسن معاملتها, مشيرة إلى أن علاقتها بوالديها وخاصة والدتها تتميز برابط روحي وأخر اجتماعي في غاية الروعة، مشددة على ضرورة ايلاء الطاعة لله عز وجل ومن ثم بر الوالدين وحسن التعامل معها.

وأضافت أن حسن التعامل مع والدي ووقوفهما بجانبي ساعدني على الإبداع بالرسم الكاركتوري والتعبيري, إضافة إلى تفوقي بمرحلة الثانوية العامة بنجاح.

وأكدت بيان أن الحصول على لقب الملكة مشجع ومحفز للكثير من الفتيات، متمنية أن تكون المسابقة على المستوى المطلوب وأن تناقش أمور الدين والثقافة والوعي، وان يتم التنافس على الهدف الذي وضعته المسابقة وهو نشر قيمة بر الوالدين وبيان الفضيلة.

شروط المسابقة:

اشترطت القناة على المتسابقات الموافقة على الظهور بالتلفاز في التصفيات النهائية, على ان تشارك المتسابقة بفكرة توضح برها لوالديها أو احدهما مثل قصة أو موقف, والسفر إلى موقع الحفل الختامي برفقة محرم لها لمدة أسبوع، واشتراك الفتيات المرشحات للفوز في دورة تدريبية نفسية واجتماعية قبل موعد التصفيات النهائية, بالإضافة إلى كتابة المواقف المؤثرة "لبر الوالدين" سواء كان الوالدان أحياءً أو فارقا الحياة.

وعلى هذه الاسس يتم اختيار الفتيات المتميزات عن طريق التصويت الجماهيري، وتتوج الفائزة الأولى بتاج مرصع بالألماس وشهادة بلقب ملكة جمال البر لعام 2007، وجائزة 10.000 دولار أمريكي ، والثانية تستحق لقب الوصيفة وجائزة 7000 دولار أمريكي، والفائزة الثالثة تستحق لقب الوصيفة الثانية وجائزة 5000 دولار أمريكيا.


النص الكامل لقصة بيان


"ذات مرة، وتحديدا في العام 1996 شاهدت والدتي تبكي بعد عودتها من زيارة والدي الذي كان أسيرا في حينه في سجن "مجدو" داخل فلسطين عام 1948 وكنت في حينه ابلغ من العمر حوالي عشرة أعوام، وفهمت ساعتها أن سبب بكائها هو استمرار سجن والدي وغيابه عن أسرته وأطفاله، وبدون تردد ورغم صغر سني إلا أنني قمت باحتضانها ولا أذكر - للأمانة - ماذا قلت لها بالضبط لكني أذكر أنني أخذت اقبلها في كل جزء من وجهها ويديها في محاولة لتهدئتها وتطييب خاطرها. والمهم أنني في حينه كنت أعاني آلاما حادة في إحدى أذناي - علما أنني من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث أعاني من عجز شبه كامل في السمع وعجز جزئي في النطق والحمد لله على كل حال - وكنت انتظر عودتها من زيارة والدي حتى تأخذني للطبيب إلا أنني لم ابلغها بآلامي حتى لا أزيد من همومها وقد غضبت مني لاحقا لأنني لم ابلغها بآلامي.

ذلك الموقف كان له أثر كبير في حياتي، خاصة بعد ما تعرضت له من حادث دهس من قبل إحدى سيارات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث لم أهتم بالكسور والجروح التي حصلت لي، لكن ما حملت همه هو والدتي، لأنني لا أريد لها حتى أن تحزن، فرجوت والدي أن يبلغها أن الحادث بسيط جدا، وبعد وصول والدتي إلى المشفى بدأت أضحك وأصدر حركات بهدف طمأنتها رغم الآلام الشديدة التي كنت أعاني منها، حتى أن إحدى الممرضات بكت بحرارة لأنها تعلم حجم الألم الذي أعاني منه، ومع ذلك رأتني أحاول التخفيف من الصدمة عن أمي من منطلق عشقي لها، أمي التي كان لها الفضل إلى جانب والدي في التخفيف من معاناتي في موضوع مشكلة السمع من خلال صقل موهبتي في الرسم الكاريكاتوري والتعبيري ورسم الحناء ونجاحي الذي كان شبه مستحيل في "امتحانات التوجيهي" وغير ذلك الكثير من المواقف التي لا يمكن حصرها"

. (ملاحظة: صياغة النص بمساعدة والدي الذي يعمل في مجال الصحافة)