الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس: عُدنا للمفاوضات لتحقيق السلام رغم ظروف المنطقة

نشر بتاريخ: 24/08/2013 ( آخر تحديث: 25/08/2013 الساعة: 01:05 )
رام الله- معا - قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إنه رغم الظروف التي تسود المنطقة العربية، إلا أن القيادة الفلسطينية قررت العودة للمفاوضات للوصول إلى السلام، معربا أن أمله أن تنجح هذه المفاوضات، ومشددا على أن المفاوضات والعمل السياسي هما الطريق الأنجع لتحقيق السلام.

وخلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي أيّد تصريحات الرئيس عباس حول العودة للمفاوضات، قال: "بالنسبة لنا عندما حانت فرصة المفاوضات سنستغلها ولن نلتفت إلى ما يجري في المنطقة وإلى الظروف المحيطة، ونحن نتفاوض الآن مع الطرف الإسرائيلي ولا يوجد لدينا ما يمنع أن نلتقي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوقت الذي نحتاج لمثل هذا اللقاء".

وأعرب الرئيس محمود عباس، اليوم السبت، عن أمله أن يبادل الجانب الإسرائيلي، نظيره الفلسطيني النوايا الصادقة لإنجاح المفاوضات.

وأضاف "أؤكد على النوايا الصادقة للجانب الفلسطيني خلال العملية التفاوضية، ونأمل أن يبادلنا الجانب الإسرائيلي نفس النوايا من خلال وقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى والانخراط بايجابية في المفاوضات وبحضور الجانب الأميركي".

كما أشاد بجهود جميع الأطراف الدولية والإقليمية وخاصة الإدارة الأميركية ممثلة بالرئيس باراك أوباما، ووزير الخارجية جون كيري، الذي قام بمجهود كبير لإعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات.

وقال: "انتهز هذه الفرصة لإرسال تحياتي للرئيس والشعب الفرنسي وأشكر فرنسا على تصويتها بالجمعية العامة لرفع مكانة فلسطين لدورة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وأوضح الرئيس أنه من المعلوم أن فرنسا صوّتت لانضمام فلسطين إلى اليونسكو، وأصبحت فلسطين دولة تحت الاحتلال الواجب إنهاؤه على أساس حل الدولتين على حدود 1967 وعلى أساس تبادل للأراضي بالقيمة والمثل وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية مبادرة السلام العربية والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.

وذّكر أنه وعد في خطابه أمام الجمعية العام في نوفمبر 2012 بالعودة لطاولة المفاوضات لاستكمال بحث قضايا الحل النهائية وعقد اتفاقية سلام دائم وشامل مع إسرائيل، لقناعته أن المفاوضات والعمل السياسي هما الطريق الأنجع لتحقيق السلام، وقال: "هنا أنا أفي بوعدي الآن لقد بدأت المفاوضات قبل أيام وآمل أن تتكل بالنجاح".

وفي موضوع المصالحة، قال الرئيس: "نؤكد على أهميتها وضرورة انجازها، بمجرد توفر الظروف المناسبة لذلك، المتمثلة بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في أسرع وقت ممكن، ولإجراء انتخابات توفر ظروف وشروط لإجرائها، وبعد ذلك نحن جاهزون للذهاب للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني أيضا'.

وختم بالقول: "معالي الوزير فابيوس أتقدم بالشكر لفرنسا بدورها في دعم العملية السياسية القائمة وبدعمها الاقتصادي والسياسي لشعبنا، وأشكركم على الاتفاقيات التي وقعت لدعم الموازنة وفي مشاريع المياه والنفايات في قطاع غزة، وانتهز الفرصة لأشكركم واشكر الاتحاد الأوروبي على قرار رفض التعامل مع منتجات المستوطنات، الأمر الذي ساهم بدفع الجانبين لطاولة المفاوضات وهو موقف مقدر لفرنسا ولجميع دول الاتحاد الأوروبي".

من جانبه، قال فابيوس إن وجهة النظر الفرنسية تتطابق مع وجهة النظر الفلسطينية فيما يتعلق بالمفاوضات، مؤكدا أن دعم بلاده لفلسطين أساسي أكثر من أي وقت مضى لأن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في المنطقة ويجب حلها.

وأضاف: "في الفترة الأخيرة يدور الحديث بشكل كبير لما يحصل في الدول المجاورة، النزاع في سوريا ولبنان ومصر، لكن المسألة الفلسطينية الإسرائيلية تبقى جوهر الموضوع ويجب حلها بطريقة سلمية".

وتابع فابيوس: "شددتم على أن فرنسا صديق قديم للشعب الفلسطيني، وبينا ذلك عدة مرات، واليوم علينا التوجه نحو السلام ولا سلام من دون عدالة، وإلى الآن لم يحصل الشعب الفلسطيني على العدالة ويجب إعطاؤه إياها ليعيش بسلام وأمان إلى جانب إسرائيل".

ونقل تحيات الرئيس الفرنسي للرئيس عباس، ودعم بلاده الكامل لعملية المفاوضات التي أكملت مؤخرا، وقال مخاطبا الرئيس عباس "أحيي الحس الرفيع للمسؤولية التي تحليتم بها عندما قررتم العودة للمفاوضات وهذا ليس بالأمر السهل، لكنك ورئيس الوزراء نتنياهو قررتما عن حق استمرار هذه المسيرة رغم المعارضات الكبيرة في الداخل والخارج".

وأضاف "تحدثنا مطولا عن الوضع الحالي والمفاوضات الجارية وتطوراتها، وتبين لنا أن تحليلاتنا قريبة جدا في بعض الأحيان وبعضها متطابق جدا"، مؤكدا أن دعم بلاده أساسي أكثر من أي فترة مضت، ولا يخفى علينا أننا سنواجه صعوبات لكن هذا ضروري لإحلال السلام.

وأشار فابيوس إلى أن الدعم الفرنسي ليس سياسيا فقط إنما ماليا واقتصاديا، وقال: قدمنا دعم منحة للميزانية وأخرى ستقدم خلال زيارة رئيس الجمهورية للمنطقة، وكذلك دعم مشروع النفايات الصلبة في قطاع غزة ما يقدم فرص عمل للفلسطينيين هناك، وسنستمر خلال الفترة المقبلة في تقديم الدعم المالي دائما للميزانية الفلسطينية.

وفيما يتعلق بالاستيطان، قال إن موقف فرسنا معروف وهو متفق مع القانون الدولي. المستوطنات غير شرعية ونحن نمتثل للشرعية الدولية، وعندما تجري المفاوضات يجب إبداء بوادر الثقة والتحدي، ويجب معالجة هذا الموضوع حسب القانون وملاءمة القرارات وهذا ما تفعله أوروبا في الوقت الحالي.

وأضاف فابيوس أن المحيط الإقليمي مهم للتقدم نحو السلام، وإذا أفضت المفاوضات إلى شيء جيد سيكون ذلك نحو السلام، مبينا أن الفلسطينيين والإسرائيليين يتفادون التدخل في تلك الصراعات وهذا شيء صحيح، وكل ما يحصل له أثر على دول المنطقة بأكملها، وهناك حاجة حقيقة للمفاوضات من أجل الوصول إلى السلام.