الأربعاء: 18/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

روبرت سري: لفشل المفاوضات ابعاد وتأثيرات على أبو مازن

نشر بتاريخ: 25/08/2013 ( آخر تحديث: 27/08/2013 الساعة: 09:16 )
بيت لحم- معا- رفض " روبرت سري " منسق عملية السلام الخاص من قبل الأمم المتحدة والممثل الشخصي لأمينها العام بان غي مون في مقابلة منحها خصيصا لمراسل موقع " ريشت بيت " العبري" غار برغر " التنازل عن تفاؤله ومسايرة ركب المتشائمين من إمكانية تحقيق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية نتائج تذكر .

وقال" لا أريد أن أبدو كساذج لكنني متفائل " كرر هذه المقولة مرتين خلال المقابلة الخاصة التي جرت في مكتبه الخاص يوم الجمعة الماضي ونشرت وقائعها اليوم " الأحد " على موقع " ريشت بيت ".

تولى " سري" وهو دبلوماسي هولاندي يبلغ من العمر 63 عاما مهام منصبه الخاص بالشرق الأوسط عام 2007 مع افتتاح مؤتمر انابوليس الذي شكل إشارة البداية لجولة المفاوضات الأخيرة التي أدارتها السلطة وحكومة اولمرت وانتهت كما سابقاتها دون نتائج أو اتفاق .

س: أنت تقول بأنك تحمل أملا اكبر حاليا على ماذا تستند في هذا ؟

ج : مر على تولي مهام منصبي 6 سنوات تقريبا لكنني حاليا اشعر بأمل اكبر قليلا لقد شاهدت الكثير من " المحادثات على المحادثات" لكن هذه المرة هناك أمل بان تكون المفاوضات جوهرية أكثر وشعوري هذا مستند على كون الطرفين مطالبين باتخاذ قرارات صعبة للعودة للمفاوضات مثلا إطلاق سراح الأسرى الذين اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو قبل جولة المفاوضات الأولى كان قرارا صعبة توجب على نتيناهو اتخاذه وأنا أيضا اعرف كيف ينظر الجمهور الإسرائيلي لهذا الأمر الذي شكل في النهاية خطوة هامة لبناء الثقة مع الطرف الثاني .

يمكنني قول ذلك بهذه الطريقة " بعد 20 عاما حاول خلالها الطرفان تحقيق اتفاق وحل الدولتين أدركوا بان الوقت لا يلعب لصالحهم رغم وجود أشخاص يرغبون بتخريب العملية في كلا الطرفين وأنا لا أريد أن أبدو ساذجا بل اعرف بان هناك قرارات كبيرة وصعبة يتوجب على الطرفين اتخاذها وكلي أمل أن نرى قريبا تحسن حقيقي في الميدان ومن الهام جدا أن يمتنع الطرفان عن اتخاذ خطوات من شانها أن توتر وتعكر الأجواء مرة أخرى .

س: هل يمكننا القول من وجهة نظرك بأننا في الجولة الأخيرة من المفاوضات ؟

ج: تعلمت بأنه يحظر القول في العمل السياسي وبشكل مطلق بان هذه المرة هي الأخيرة لكن في أعماق دواخلي اشعر بعدم وجود أي بديل لحل الدولتين والبديل لهذا الحل هو الدولة الواحدة او كما سميته في الماضي " واقع الدولة الواحدة " وان أرى بأنكم " الإسرائيليين " في الواقع تقودون نحو هذا الحل ومن هنا بالضبط تأتي الأهمية الملحة التي نشعر بها حيال المفاوضات الجارية حاليا وحتى الأمين العام للأمم المتحدة تحدث عن عام حاسم بالنسبة للسلام الفلسطيني الإسرائيلي وأنا لا أريد أن أقول بان الجولة الحالية هي فرصتكم الأخيرة بل اشعر وكلي أمل بان يكون شعوري صادقا وصائبا بان الطرفين يشعران بأهمية التوصل إلى تقدم جوهري وليس مجرد " محادثات على المحادثات " بل مفاوضات جدية وجوهرية .

س: هل تعتبر الأشهر ألتسعه التي خصصت للمفاوضات جدول زمني منطقي وواقعي؟

يجب علينا أن نعترف بان الطرفين تحدثا مع بعضهما البعض لعشرين عاما ما يعني إن حلولا كثيرة قد جرى بحثها ونقاشها وأنا اعتقد بان الوقت قد حان لاتخاذ القرارات الصعبة إذا توفرت لديهم الإرادة وأنا واثق بإمكانية تحقيق الهدف في الفترة الواقعة ما بين ستة وتسعة أشهر وحسب معرفتي يمثل هذا الهدف التزاما على الطرفين ومجرد أن وافق القادة على الدخول إلى هذه الجولة فهذا أمر يبعث على الأمل .

س: على فرض أن المنطقة لن تستقر قريبا هل الفلسطينيون على استعداد للتوقيع على اتفاق دون دعم عربي ؟

ج: اعتقد بأنهم يتمتعون بالدعم العربي وأعيد في الفترة الأخيرة المصادقة مجددا على المبادرة العربية لذلك اعتقد في حال حدوث تقدم جوهري وحقيقي خلال التسعة أشهر القادمة سيدعم هذا الأمر موقف إسرائيل الإقليمي ويمكن أن يقود الأمور نحو خطوات سلام إقليمي وتطبيع للعلاقات الإسرائيلية العربية .

س: ما نوع المخاوف التي تنتابك في حال فشلت جولة المفاوضات الحالية؟

ج: لست مهتما بالتفكير حاليا في هذا الأمر وما اشعر به بالضبط هو ما أقوم به اعلم بوجود شكوك كثيرة وفي بعض الأحيان هناك ما يبررها لكن دون ان أبدو ساذجا اشعر بأنه وعلى ضوء الحقائق وحجم الأبعاد والتأثيرات المترتبة على الفشل على الطرفين سيكون هناك الكثير من الجدية بما يكفي ليجعلني اشعر بالأمل والتفاؤل .

س: هل أنت موافق على الفرضية القائلة بان ابو مازن يشكل فرصة السلام الأخيرة ؟

ج : الجميع يعلم بان الرئيس عباس يقود منذ فترة طويلة الجناح المعتدل في الحركة الفلسطينية الملتزم بحل الدولتين وفشل اخر سيكون له اثر كبير على ابو مازن .

س: مثل ماذا ؟

ج: احد أهم الأشياء الايجابية التي حدثت للفلسطينيين خلال فترة عملي على مدى السنوات الستة الماضية قيامهم ببناء مؤسسات الدولة ومن المفهوم أن سلام فياض هو بطل هذا البناء ورغم ذهاب فياض لا زالت السلطة موجودة والتنسيق الأمني مستمر بفعالية عليكم " الإسرائيليين " أن تفهموا شيئا واحدا هو : لا يمكن لبناء الدولة ان يستمر طويلا اذا لم يرافقه افق سياسي ومن هنا تظهر اهمية العودة للمفاوضات.

س: حسب رأيك هل يمكن للسلطة أن تختفي في احد الأيام ؟

ج: لا. أنا لا اعتقد بأنها ستختفي بكل بساطة لقد تم بناء المؤسسات التي ستشكل حجر الزاوية في بناء الدولة المستقبلية لكن إذا تحول هذا الأمر إلى أوهام مطلقة مثل فشل المفاوضات لا يمكننا الاعتقاد بان هذه المؤسسات ستحافظ على بقائها.