الأحد: 12/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

حديث الدوري -- إخضرت الخضر ..!! بقلم ناصر العباسي

نشر بتاريخ: 03/05/2007 ( آخر تحديث: 03/05/2007 الساعة: 14:15 )
بيت لحم - معا - إتسمت البسمة على وجوه الآلاف , تعالت الآهات من الحناجر , فرحت الأمهات , وفرح الرجال والأشبال والزهرات , كان يوما مشهودا , لن ينساه كل من حضر , هناك في بلدة الخضر , بلدة التحدي والإرادة , بلدة الإجتهاد والمفاجآت , أدركت حينها أن رياضتنا ما زالت بخير , بهمة الرجال المخلصين فقط , لأنها بحاجة إلى من يفهمون أهمية التخطيط السليم للوصول إلى الهدف المنشود , بعيدا عن لغة الأنا وحب الذات , أو الجلوس على كراسي "هشه" لا تغني ولا تسمن من جوع .
هناك إكتظت المدرجات , في أمسية باردة بأجوائها, دافئة بهتافات الآلاف من جماهيرها المتعطشة لمتابعة الساحرة المستديرة , فكانوا على موعد مع الأشقاء من أخاء الناصرة والذين لبوا النداء كونه واجب وطني لأبناء الشعب الواحد , وحضرت الوفود الرسمية والشعبية والرياضية من مختلف الأطياف , للإحتفال معا بكرنفال إفتتاح صرح رياضي شامخ , إسمه استاد الخضر الرياضي .
نعم .." إخضرت الخضر" بأرضية ملعبها الإصطناعي , لتفرح وتفتخر مدينة بيت لحم مهد المسيح بما لديها بشكل خاص , ولتفرح فلسطين من شمالها إلى جنوبها بشكل عام , لأننا أضفنا إلى بنيتنا التحتية الرياضية المتواضعة منشأة رياضية رائعة بشكلها ومرافقها المميزة , وبدعم من الدولة الصديقة والتي هتفت لها الجماهير " البرتغال " بلد كرستيانو رونالدو وديكو , وزاد التقدير عندما أطلق ممثل الحكومة البرتغالية " جورج بريرا " كلمات لاذعة بعد أن أشار بأصابع يده إلى جدار الفصل العنصري وهو يبعد بضعة أمتار عن الحضور , حيث شبه الجدار الحاقد بملعب كرة القدم وهو يقف على خطوط منتصف الملعب قائلا : هل يمكن أن نقسم الملعب إلى قسمين دون أن يلتقي لاعبي الفريق الواحد , هذه العبارات قد يراها البعض مجرد شعارات , لكنها حملت معها معان كثيرة , ولسنا في مجال الخوض فيها ,.
اليوم في بيت لحم وغدا إنشاء الله في القدس ورام الله , وأقصد هنا أن البناء سينطلق بعد أسبوعين من الآن في ملعب الضاحية بالقدس وهذا ما قاله لي أمين سر إتحاد الكرة الزميل بدر مكي , يليه ملعب آخر في رام الله وبالتحديد بمجمع ماجد أسعد الرياضي بعد فترة وجيزة , لكن لا أعلم ما هو مصير أكبر محافظات الوطن "نابلس والخليل " , أصحاب رؤوس الأموال وناطحات السحاب , منبع الإقتصاد الفلسطيني , وفاكهة الجماهير الفلسطينية , فالدعوة موجهة إلى بلدية الخليل ونابلس وإلى رجال الأعمال وأصحاب الملايين , بعدم إنتظار المنح الأوروبية وأن يتم العمل على بناء مثل تلك المنشئة كون رياضييها متعطشة لرؤيتها , لا أريد أن أطيل مبروك لبلدة الخضر ولناديها وبلديتها وأنديتها , وما نتمناه من جميع الأطراف العمل على الحفاظ على هذا الملعب , والمباركة موصولة إلى محافظة بيت لحم بشكل عام وعقبال عند العايزين في القدس ورام الله ونابلس والخليل .