"بتسيلم": اِشتباه باستخدام مفرط للسلاح الفتاك بمخيم قلنديا
نشر بتاريخ: 27/08/2013 ( آخر تحديث: 27/08/2013 الساعة: 08:07 )
رام الله- معا - بدأ باحثو منظمة "بتسيلم" الميدانيون باستقصاء الجريمة التي استشهد فيها بساعات صباح الاثنين ثلاثة فلسطينيين، برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في مخيم قلنديا للاجئين شمال رام الله وهم: روبين زايد ويونس جحجوح وجهاد أصلان، وجرح قرابة عشرين شخصًا آخر.
واتضح من الاستقصاء الأوليّ وممّا نشرته وسائل الإعلام "أنّ قوات الاحتلال اقتحمت إلى مخيم قلنديا للاجئين قرابة الساعة السادسة صباحًا، من أجل اعتقال مواطن أطلق سراحه مؤخرًا من سجون الاحتلال الإسرائيليّ. وردًا على ذلك، قام سكان المخيم بإلقاء الحجارة والأغراض الأخرى على قوة مؤلفة من قرابة عشرة شرطيين من حرس الحدود نفّذوا الاعتقال، وفي أعقاب ذلك وصلت إلى الموقع أربع سيارات جيب عسكرية من أجل مرافقة خروج القوة من المخيم، واستخدم أفرادها الرصاص الحيّ".
واضافت بتسيلم "أنها وثقت في السابق حالات أخرى قامت فيها قوة عسكرية بالدخول إلى المخيم ومواجهة إلقاء مكثف للحجارة من طرف السكان، لتردّ بإطلاق الرصاص القاتل. وفي مخيم قلنديا للاجئين نفسه وقعت حادثة مشابهة قبل قرابة السنتيْن، في 1/8/2011، عندما واجه جنود دخلوا لتنفيذ عملية اعتقال في منتصف الليل إلقاءَ الحجارة من طرف سكان المخيم، وفي نهاية عملية الاعتقال ردّت القوة بإطلاق الرصاص الحيّ وقتل اثنيْن من سكان المخيم، وهما معتصم عدوان وعلي خليفة، وإصابة شخص ثالث".
وبناء على استقصاء بتسيلم الأوليّ، فقد جرت في الآونة الأخيرة عدة عمليات اعتقال في مخيم قلنديا للاجئين، انتهت بإلقاء الحجارة من طرف المواطنين ولجوء الجيش إلى وسائل تفريق المظاهرات لم توقع أيّ إصابات.
ووفقًا للتقدير الأوليّ، كان إلقاء الحجارة في هذه الحالة مكثفًا لأنّ القوة التي نفذت الاعتقال ظلت في المخيم حتى ساعة متأخرة نسبيًا – قرابة الساعة السابعة صباحًا- وذلك بعد مرور يوم على افتتاح السنة الدراسية فلسطين، الأمر الذي أدّى إلى وجود الكثير من الناس في الشوارع أثناء عملية الاعتقال.
وتشير تجارب الماضي إلى "أنّ أيّ دخول لقوات الأمن إلى مناطق سكن فلسطينية مزدحمة قد يؤدّي إلى مواجهتها لإلقاء الحجارة من طرف بعض السكان، وحتى تعرض أفرادها للخطر على حياتهم. هذا الأمر واضح بالتأكيد لجهات القيادة".
وقد نُشر في موقع "هآرتس" الإلكتروني أنّ "جهة عسكرية تطرّقت إلى العملية ذكرت أنّه لا تتم في الشهور الأخيرة أيّ عملية اعتقال لا تكون مصحوبة بيقظة من سكان المكان، سواءً أكان الحديث عن فتيان يخرجون من بيوتهم ويلقون الحجارة باتجاه القوات، أم عن إطلاق الذخيرة الحية".
وقالت بيتسيلم "ليس من المفترض بعملية اعتقال كهذه –أخطارها الكامنة معروفة لكل الجهات الرسمية سلفًا- أن تنتهي بمقتل ثلاثة مدنيين. هذه النتائج الصعبة تثير علامات استفهام تتعلق بتحكيم الرأي الذي ساد أثناء اتخاذ قرار الخروج إلى العملية، وبما يتعلق بجاهزية قوات الأمن سلفًا، كما أنها تثير الاشتباه الكبير بعدم القيام بكلّ الوسائل الممكنة سلفًا من أجل منع مثل هذه النتائج، وأنه لم يجرِ التفكير في طرق عمل بديلة. كما يُثار الشكّ باستخدام قوات الأمن للرصاص القاتل بشكل مبالغ به".
وأضافت "يجب فتح تحقيق فوريّ بالحادثة يقوم بفحص هذه المسائل، وخصوصًا فحص قرار المستوى القياديّ بتنفيذ الاعتقال على هذه الشاكلة، وفحص مسألة ما إذا كانت القوات قد تهيّأت للعملية بالشكل الذي كان بوسعه الحيلولة دون استخدام الوسائل الفتاكة. وقد توجّهت بتسيلم إلى النيابة العسكرية للشؤون الميدانية وإلى شرطة لواء "شاي" (المسؤولة عن التحقيق في الشبهات المتعلقة بارتكاب شرطيي حرس الحدود لمخالفات إطلاق النار)، للتأكد من فتح تحقيق كهذا. أضفْ إلى ذلك أنّ على الجيش العمل من أجل منع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً، والعمل في ضمن هذا الإطار على صوغ نُظم وقواعد واضحة في مسألة عمليات الاعتقال ودخول الجيش إلى مناطق سكنية مزدحمة".