الأحد: 05/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

تفاصيل مكالمات عزمي بشارة مع رجل الامن في حزب الله وطريقة استلام النقود والشيفرة المستخدمة لهذا الغرض

نشر بتاريخ: 03/05/2007 ( آخر تحديث: 03/05/2007 الساعة: 20:57 )
بيت لحم - معا- بعد ان رفعت المحكمة الاسرائيلية امر حظر النشر المتعلق بقضية عضو الكنيست العربي عزمي بشارة تلقفت الصحف والمواقع الالكترونية كل طريف في قصة السياسي العربي المعروف .

وتناول موقع معاريف الالكتروني بدوره تفاصيل تتعلق بالطريقة التي اتبعتها الشرطة وجهاز الشاباك لاستدعاء بشارة الذي كان يتهرب من الرد على مكالماتهم الهاتفية للتحقيق اضافة الى كلمات السر التي استخدمها بشارة في طلب الاموال من حزب الله حيث ادعى الموقع ان بشارة كان يطلب من الحزب " كتابا عبريا " حين يريد الاموال بالشيكل الاسرائيلي وكتابا انجليزيا حين يريد القبض باالدولار الامريكي .

والطريف في ما نقله الموقع هو لجوء الشرطة والشاباك الى شرطي يحمل نفس اسم الصحفي الاسرائيلي المعروف يارون لندون للايقاع ببشارة الذي تهرب من الرد على مكالماتهم مستغلين ولع وشغف بشارة بالشاشة الصغيرة والمقابلات الصحفية.

واضاف الموقع ان الشرطي يارون لندون اتصل على هاتف بشارة وقال لمساعده بانه يارون لندون وحين اشتبه الامر على بشارة واعتقد بان المتصل هو الصحفي المشهور عاد واتصل بالرقم الذي ظهر على شاشة هاتفه وقال بشارة لمحدثه " انت يارون لندون؟ فاجاب الشرطي بالايجاب لكن اختلاف صوته ونبرته اثارت شكوك بشارة لكن الوقت كان متأخرا حيث سارع الشرطي الى التعريف بنفسه واستدعاه الى التحقيق ".

ووصل بشارة الى مركز وحدة التحقيقات الدولية في بتح تكفا متسلحا بثقة عالية بالنفس خاصة وانه يتمتع بحصانة عضو الكنيست التي تمنحه حق عدم المثول للتحقيق او ترك القاعه متى اراد ذلك لكنه اعتقد بداية الامر بان رجال الشاباك والشرطة سيحققون معه على خلفية زيارته لسوريا ولبنان بعد انتهاء الحرب الامر الذي اعتاد عليه سابقا .

وبعد ان عرضت الشرطة عليه مقاطع من تسجيلات للاتصالات الخارجية التي اجراها مع مسؤول جهاز الامن التابع لحزب الله . قال بشارة لمحقيقيه " لحظة ، بماذا تتهمونني ؟ فقالوا له بانهم يشتبهون في مساعدته للعدو والاتصال مع عميل خارجي ونقل معلومات للعدو ومخالفة قانون تمويل الارهاب وتبيض الاموال .
وهنا فهم ان الامر مختلف تماما عما اعتقده / وقال لمحقيقه اذا انتم تحضرون لسجني المؤبد ؟".

وعرض المحققون على بشارة دلائل تشير الى تسلمه اموال من الخارج دون ان يسجلها وفقا لقانون محاربة تبيض الاموال ورغم معرفة بشارة بان القانون يحظر على عضو الكنيست ان يمتلك مصدر دخل اخر سوى راتبه الا اذا حصل على اذن خاص.

وتشتبه الشرطة بان الاموال نقلت الى بشارة عن طريق صراف اردني والذي نقلها الى صرافيين من مدينة القدس مستخدما رموزا محددة اثناء الحديث حيث استخدم بشارة لغة ادبية في اتصالاتها مع الصيارفه فحين يقول لهم انه يريد " كتاب " فهذا يعني انه يريد 50 الف دولار .

ونشر الموقع تسجيلا لمحادثة مفترضة بين بشارة والصراف المقدسي تظهر طريقة استلامه الاموال حيث كان يتصل الصراف مع عزمي بشارة ويقول له " يوجد عندي كتاب من اجلك باي لغة تريده ؟ - وحسب الشيفرة اللغة تعني هنا نوع العملة والكتاب يعني 50 الف دولار - وحين كان يرغب بشارة باستلام النقود بالدولار كان يرد على الصراف بالقول " انجليزي" وحين اراد شواقل " عبري " .

ولجأ بشارة الى استخدام لغة الشيفرة لخشيته من مراقبة هاتفه الا ان الاثارة جرفته اكثر من مرة وافقدته الحذر المطلوب حيث انفجر المتنصتون على هاتفه بالضحك اكثر من مرة لسماعه بشارة يطلب "نصف كتاب انجليزي اي 25 الف دولار ".

وتشير الدلائل ان المحادثات المذكورة قد تمّت قبل اندلاع الحرب على لبنان كما تتصف العلاقة بين الصراف الاردني والمقدسي وعزمي بشارة بصفات العلاقات السائدة في عالم الجريمة او المنظمات التي تختص بتشغيل الجواسيس في البلاد الاجنبية لدرجة ان بشارة تجادل مع الصراف حول النسبة التي سيتقاضاها مقابل نقل الاموال .

ونفى بشارة خلال التحقيق بشكل كامل تلقيه اموال لكنه رفض اقتراح المحققين القاضي بمواجه الصراف المقدسي وجها لوجه ورفض ان يفصح لاي هدف كانت الاموال رغم قناعة الشرطة وجهاز الشاباك بان الاموال لم تكن لتمويل حزب " التجمع " الذي يرأسه بشاره ونما ذهبت الي جيب بشارة وحده والاخطر من ذلك انه تلقى الاموال نظير خدمات واستشارات قدمها لجهة معادية للدولة العبرية.

وتثبت التسجيلات التي قام بها جهاز الشاباك بترخيص خاص من المحكمة العليا يتجدد كل ثلاثة اشهر اثناء الحرب على لبنان بان بشارة اقترح على حزب الله قصف جنوب حيفا.

واعترف الشاباك بصعوبة مهمته في تعقب وتسجيل محادثات بشارة الهاتفية مع مشغله في حزب الله وذلك للطريقة المعقدة والمهنية التي كانوا يتبعونها رغم انه هذه الحقيقة قد تكون الطعم الذي اسقط بشارة في الفخ الذي نصبه جهاز الشاباك كون بشارة كان على قناعة بان الاجهزة الامنية تتنصت على مكالماته الهاتفية لكن الطريقة المتقدمة والثقة باجهزة وطرق الاتصال اضافة الى رغبة بشارة في ارضاء حزب الله تسببت في انفلات بشارة في بعض الاحيان جراء الانفعال التحمس مما زود الشاباك بالمعطيات التي تدينه علما بان غالبية المحادثات الهاتفية التي من شأنها ادانة بشارة قد سجلت اثناء الحرب الاخيرة.

وسؤل بشارة في احدى المكلمات الهاتفية عن رد فعل اسرائيل المتوقع في حال اطلق حزب الله صواريخ طويلة المدى تتجاوز حيفا ؟ وهنا تلعثم بشارة واخذ بالرموز يلوم ويعتب على محدثه من حزب الله خشية ان تكون هذه المحادثة مسجلة وبعد فترة قصيرة من التردد اجاب بشارة بان اطلاق هذه الصواريخ سيخدم اهداف حزب الله وبعد ايام من هذه المحادثة سقطت صواريخ حزب الله في منطقة جنوب حيفا.

وبين بشارة اثناء المحادثة المذكورة لمحدثه من حزب الله افضل المواقع التي يتوجب توجيه الصواريخ لها واي القرى التي يتوجب الامتناع عن قصفها .

وبعد جولة التحقيق الثانية ادرك بشارة انه في مشكلة حقيقية وقال لمحققية بانه سيسافر خارج البلاد مدة ثلاثة ايام مؤكدا بانه سيعود في نهايتها وفهم رجال الشاباك ان موعد السفرية قد حدد قبل بداية جولة التحقيق ولم يحاولا منعه من السفر ولم يستطيعوا اعاقته لتمتعه بالحصانة البرلمانية ولم يكن امامهم سوى قبول تعهده باستكمال التحقيق فور عودته التي لم تتم حتى الان.