الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

في يوم الحرية الاعلامية: غزة من أخطر مناطق العالم على الصحفيين وفلسطين في الترتيب الثاني من حيث عمليات الاختطاف

نشر بتاريخ: 03/05/2007 ( آخر تحديث: 03/05/2007 الساعة: 21:43 )
رام الله- معا- عقدت مؤسسة فلسطينيات التي تعنى بالقضايا الاعلامية الفلسطينية مؤتمرها السنوي الثاني، الخميس في مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة البيرة تحت عنوان" اليوم العالمي لحرية الصحافة: أمن وسلامة الصحافيين... الواقع الفلسطيني".

وحضر اللقاء مجموعة من الصحفيين المهتمين بالاضافة للحضور الرسمي المتمثل بالمستشار الاعلامي للرئيس محمود عباس نبيل عمرو ونائب رئيس الوزراء عزام الأحمد بالاضافة للمثلين عن منظمة اليونيسيف.

وقال نبيل عمرو "ان الاعلامي ان لم يكن واعيا فانه يخلق قضايا لا علاقة له بالمنطق أو العقل ولا تمت للصدق بصلة ومن ثم تحدث حولها بلبلة كبيرة، محذرا من أن يتحول العمل الصحفي الى عمل لجلب الأموال فقط والمصلحة الاقتصادية، ومطالبا في ذات الوقت بالتفريق بين الصحفي الذي يعمل صحافة وبين الصحفي الذي يعمل " بيزنس"، ممثلا للحال الاعلامي الراهن بأنه أصبح كسوق اللاعبين الدوليين في كرة القدم في سوق الانتقالات.

وقال عمرو "انه بالطبع سوف تضعف المصداقية لدى الصحفي عندما تكون إحدى عينيه على الراتب والعين الأخرى على القلم الذي يكتب به، كاشفا النقاب عن أن الخلافت تطال جسم السلطة الوطنية أيضا من حيث الحريات الصحفية حيث يوجد من يدعو الى اعطاء الحرية كاملة للصحفيين بينما يؤيد آخرين تكبيت الحريات الصحفية فلماذا نلقي باللائمة دائما على السلطة، فالسلطة نفسها بها خلافات، مضيفا ان من يداري على أخطاء السلطة كأنما يدافع عنها".

من جهته انتقد عزام الاحمد الواقع الصحفي من حيث عدم احترامه للوجه الآخر فالاعلام يبحث دائما عن الاثارة والانحياز للتشويق.

وقال الأحمد "إن مسألة السلامة مهمة للصحفي فنحن لا نريد ان يرمي الصحفي نفسه للتهلكة، واذا كان لا بد للصحافة أن تكون السلطة الرابعة فإنه لا بد أن تخلق لنفسها عوامل لفرض نفسها على جميع السلطات والمجتمع".

وكشف الأحمد عن تلقيه تهديات بالقتل على مواقع الانترنت اضافة لاتهامه بالكفر، وهذه مواضيع لم يتناولها الصحفيون في أي من أخبارهم أو تقاريرهم، ثم ماذا عن بعض القضايا الأخرى التي استغرب الأحمد عدم الخوض فيها ومنها عدم اذعان المجلس التشريعي لقرار المحكمة الفلسطينية القاضي بالغاء قرارات جلسة للمجلس التشريعي.

وانتقد الأحمد أيضا شخصنة الأمور في المجتمع الفلسطيني، وغياب دور الصحافة في تعديل هذا الموضوع، مضيفا ان الصحافة إحدى عناصر تغيير الثقافة ومن هنا لا بد من اختيار الصحفيين فليس كل من يحمل شهادة في الصحافة أصبح صحافيا وقادرا على العمل الصحفي.

ومن جهته استعرض طالب عوض نائب رئيس مجلس ادارة مؤسسة مدى مجموعة من الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين مرتبة حسب الأشهر اعتبارا من الأول من أيار العام الماضي وحتى الثلاين من نيسان المنصرم، حيث رصد المركز 192 حالة انتهاك بحق الصحفيين ومؤسساتهم، حالة قتل واحدة، 52 اصابة مختلفة، 48 حالة اعتداء، وسبع حالات اعتقال، 19 عملية اقتحام للمؤسسات الاعلامية، وحالتي اغلاق للمؤسسات الصحفية، وغيرها من الأرقام.

وقال عوض "ان المعهد الدولي للصحافة في فيينا صنف العام 2006 الاكثر وحشية بحق الصحفيين كما دفع ذلك العام المؤسسات الدولية لتصنيف فلسطين من ضمن المناطق الأكثر خطورة في العالم والعالم العربي وخصوصا قطاع غزة، وانه في معظم دول العالم فان الانتهاكات ترتكبها السلطات الحاكمة أما لدينا فان السلطات الحاكمة والاحتلال والجماعات المسلحة والمعارضة هم من يرتكبون هذه الاعتداءات وبالتالي فان الوضع الفلسطيني وضع فريد من نوعه".

هذا الحديث هو ما اتفق معه الصحفي نبهان خريشة الذي تحدث حول ذات الموضوع قائلا ان التصنيف الدولي لمنظمة مراسلين بلا حدود يشير الى تراجع فلسطين في التصنيف من المركز 132 في عام 2005 الى المركز 134 في العام 2006 بينما احتلت المركز الأول فنلندا والمركز الأخير 168 كوريا الشمالية في العام المنصرم. أما اسرائيل فان تصنيفها بالنسبة لتصرفها في الاراضي المحتلة فانه يتبع تصنيف فلسطين لتحل بالمركز 135.

ويعتمد المقياس حسب خريشة على حالة حرية الصحافة، عاكسا الحماية والحرية وجهود الدولة لضمانها، ويرصد كل ذلك اضافة للانتهاكات منذ الأول من ايلول الى الأول منه من العام التالي، ويرصد قضايا القتل والتهديد به والتفتيش والمراقبة والاختطاف، وفي موضوع الاختطاف حلت فلسطين ثانية خلف العراق.

ومن جهته قال نهاد أبو غوش ممثل نقابة الصحفيين "اننا في نقابة الصحفيين كما غيرنا من النقابات نواجه اضطرابا يتمثل في ان النقابات كانت سياسية بالدرجة الأولى وهو ما ابعدها عن مضمونها الاجتماعي والنقابي، بحيث طغت المفاهيم السياسية على النقابية".

وقال أبو غوش "اننا هنا نتحدث عن حق الصحفي في الحياة أثناء تغطيته الصحفية مع ضمان عدم اطلاق النار عليه وهو ما لا يطالب به كل صحفيو العالم لأنهم يطالبون بالأمن والحماية الوظيفية فنحن نبحث عن الدور البدائي وليس الأمن النفسي أو الوظيفي".

وتحدث أبو غوش عن الأدوات المتاحة للنقابة وهي أساليب الضغط والاحتجاج، استنفار ادوات السلطة، بالاضافة للأدوات القانونية من تحريك دعاوى قانونية لكن في ظل غياب القانون فانه لا دعاوى أصلا.

بعض من كلام أبو غوش اتفق معه الصحفي نبهان خريشة وبعضه الآخر انتقده اذ قال خريشة "ان النضال السياسي عملية مستمرة ولا يتناقض مع العمل النقابي، أين التغيير الذي شهدته النقابة منذ عام 1991 ومن هنا فنحن بحاجة للوقوف عند نقطتين اولهما اعادة النظر في عضوية النقابة فهناك صحفيون شباب وجدد وهناك من توفاهم الله، وثانيا القانون، قاونون النقابة فاجراء الانتخابات بقانون قديم لم يعد ينفع، مطالبا بتوحيد الجهود الصحفية لانه بدون ذلك فلن ننتقل من الدور السلبي للايجابي للنقابة".

هيثم عرار رئيسة مؤسسة فلسطينيات قالت لمراسلنا "ان هذا المؤتمر الثاني للمؤسسة جاء هذا العام تحت هذا الشعار نظرا للأحداث المتلاحقة التي تشهدها الساحة الفلسطينية الصحافية من اختطاف للصحفيين والاعتداء عليهم".