الفصائل ترفض التدخل العسكري في سوريا
نشر بتاريخ: 29/08/2013 ( آخر تحديث: 29/08/2013 الساعة: 12:15 )
رام الله - تقرير معا - رفضت الفصائل الفلسطينية اي تدخل عسكري في سوريا، لافتة انه سيكون له تأثيرات كبيرة على الوضع السوري الداخلي، وتبعات على المنطقة.
واعتبرت الفصائل الفلسطينية المنضوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ان التدخل الأمريكي بمشاركة بعض الدول الأوروبية والعربية سيؤدي إلى تقسيم سورية، وهو ما سيخلف ضحايا بالجملة.
وأعلنت القوى والفصائل رفضها المطلق للتدخل العسكري الأمريكي في الأزمة السورية، وترفض التحشيد الذي تقوده واشنطن في سبيل مهاجمة دمشق، كون كل تدخل للولايات المتحدة في الشرق الأوسط كانت عواقبه وخيمة على المنطقة، وتحذر من استمرار سيلان الدماء السورية البريئة، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة بأسرها.
واكدت القوى أن الولايات المتحدة تعد العدة لتوجيه ضربة قاسمة لسورية وجيشها، من خلال استهداف المنشآت الحيوية، بغية إحداث اختلال في موازين القوى لصالح إسرائيل، ويحول دون استمرار الجهود السلمية لحل الأزمة الداخلية، ويؤكدون أن لهذه الضربة العسكرية مخاطر غلى القضية الفلسطينية، من خلال زيادة غطرسة دولة الاحتلال باعتبارها القوة الوحيدة في المنطقة، وهو ما سيعمق الاحتلال أكثر وأكثر.
وفي هذا الصدد، قالت مفوضية الإعلام والثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية، د. حنان عشراوي: نحن نرى أن أي تدخل عسكري في أي واقع عربي أو في أي دولة عربية تاريخياً كانت له عواقب وخيمة.
وأكدت د. عشراوي أن المنظمة ترى أن الحل الحقيقي لسورية يكمن في التحركات السياسية السلمية وفي احترام رغبة الشعب السوري، وفي حقن الدماء ليس عن طريق اللجوء إلى مغامرات عسكرية تؤدي إلى مزيد من الدماء والنزيف الذي عانت منه سورية منذ فترة طويلة.
ورأت د. عشراوي أن المنطقة جمعاء ستدفع ثمن التصعيد العسكري حال استهداف سورية، فضلاً عن أن اللاجئين الفلسطينيين في سورية كونهم ضيوف ولاجئين في سورية بالتالي فهم مجموعة معرضة للخطر، وقد دفعت ثمناً باهظاً نتيجة للوضع الراهن.
وأضافت د. عشراوي: إذا كان هناك تصعيد عسكري سيدفع الفلسطيني مثلما يدفع السوري ثمناً كبيراً، وبالتالي فإن أي تصعيد عسكري، وأي تدخل خارجي، خاصة تدخل عن طريق العنف سيؤدي إلى مزيد من سفك الدماء والانهيار، ولن يحل أي مشكلة في المنطقة، بل على العكس فإنه سيؤدي إلى تعقيد الأوضاع ليس في سورية فحسب، وإنما في المنطقة بأسرها.
وشددت د. عشراوي على أن إسرائيل معنية بالتدخل وتصعيد الوضع في سورية وفي إيران، لأنها تحاول أن تضغط على الولايات المتحدة بأن تقوم بمثل هذه التدخلات العسكرية في دول المنطقة، وتسعى إلى إضعاف المنطقة بتفتيتها وإضعاف الدول القائمة في المنطقة، وهو ما يعني أنه كلما ضعف الوضع العربي كلما أثر ذلك على الفلسطينيين سلبياً.
وتابعت حديثها: كفلسطينيين نحن نريد أن تخرج سورية مثل بقية الدول العربية من أزمتها الراهنة، ومن وضعها الانتقالي، وأن تصل إلى بر الأمان، وصون حياة الإنسان العربي، ولإعادة بناء نظام ديمقراطي في هذه البلاد وحقن الدماء.
من جانبه أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية فيها، عباس زكي، الرفض القاطع لهذه الحملة العسكرية العدوانية على سوري، محذراً من تأثيرها على الأمن القومي العربي.
وقال زكي ان استهداف سورية عسكريا هو استهداف للعرب جميعاً، وأن ذلك لا يخدم سوى إسرائيل وأعداء الأمة العربية وفقاً للإستراتيجية المعادية التي لن تستثني أي بلد عربي إذا ما نجح العدوان.
واعتبر زكي أن ما يجري في سورية من تدمير وقتل، هو نتاج مشروع الفوضى الخلاقة، الذي روجت له وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق كونداليزا رايس من أجل إعادة تقسيم الوطن العربي عبر سايكس بيكو ثاني.
وشدد زكي على أهمية دور سورية في استقرار منطقة الشرق الأوسط، ودعا إلى حل الأزمة في هذا البلد العربي المهم عبر الطرق السلمية، وأكد ضرورة العمل على وحدة وسلامة واستقرار سورية، وحقن دماء أبنائها ووقف العنف وتجنيب شعبها المزيد من المعاناة المتفاقمة، وتحييد اللاجئين الفلسطينيين ووقف استهداف مخيمات اللجوء في سوريا من أي طرف كان.
وقال زكي: "رغم معارضتنا لاستخدام السلاح الكيماوي من قبل أطراف تريد خلق الذرائع لتدمير سورية، إلا أنه لا يساورنا شك في أن الغرب يستغل هذا كمبرر للتدخل في شؤون سوريا".
وأشار زكي إلى سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الإدارة الأمريكية حين يتعلق الأمر بإسرائيل، وتساءل: لماذا لم تتحرك حاملات الطائرات الأمريكية والغربية ضد إسرائيل عندما استخدمت قوات الاحتلال الفسفور الأبيض المحرم دولياً على نطاق واسع خلال العدوان على قطاع غزة ما بين الفترة 27 ديسمبر 2008 حتى يناير 2009، حيث أدى الاستخدام العشوائي لقذائف الفسفور الأبيض في المناطق السكنية ومراكز الإيواء في مدارس "الأونروا" إلى استشهاد مئات المواطنين الفلسطينيين وإحراق مشفيي القدس والوفاء ومبنى جمعية الهلال الأحمر بمدينة غزة.
من جهته، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عبد الرحيم ملوح، إن الجبهة ضد أي عدوان على سورية من أية جهة كانت، سواء عبر عدوان خارجي أو داخلي، مؤكداً أن الجبهة تناصر لغة الحوار الوطني، وأنها تنحاز إلى خيار الشعب السوري مهما كان هذا الاختيار، لأن الشعب السوري هو صاحب الخيار.
وشدد ملوح على أن الجبهة لا ترى أن الخيارات الأخرى بما فيها العدوان الخارجي هي خيارات شعبية، لا من أمريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا ولا السعودية، فالخيار الوحيد هو الاستماع لمطالب الشعب السوري، الذي يحدد خياراته بالحوار بين كافة فئاته المجتمعية.
ويميل ملوح إلى الاعتقاد أن العدوان الأمريكي على سورية قادم لا محالة، وإن كان يرى أن الاحتمال الأرجح أن تقوم القوات الأمريكية بضرب مواقع الإنتاج والسلام الكيماوي التابعة للنظام السوري، بغية شل القدرة وإيجاد منطقة حرة تملأها المعارضة المسلحة.
وأكد ملوح أن الجبهة الشعبية كما باقي الشعب الفلسطيني وفصائله ترفض العدوان على أي بلد عربي، لا سيما أن هناك خشية من سقوط ضحايا سواء سوريين أو من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون هناك، مبدياً خشيته على حياة كل من يعيش بسورية.
بدوره، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، د. جمال محيسن أن فتح ترفض أي تدخل خارجي في سورية، باعتبار أنه يخدم إسرائيل، وشدد على احترام "فتح" إرادة الشعوب وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية العربية، لكنها ضد كل ما يؤثر على الأمن القومي العربي والتدخل الخارجي.
وأشار د. محيسن إلى أن سورية هي دولة عربية شقيقة وجارة، ولديها أراض محتلة من قبل إسرائيل، وبالتالي حين تنفيذ العدوان الأمريكي وتدمير القوة العسكرية، فذلك يعد خدمة لإسرائيل حتى لا يعود عند سورية قدرة على تحرير الجولان المحتل.
وقال د. محيسن: "ندين ونستنكر أي توجه غربي للهجوم وضرب سوريا ونطالب الجامعة العربية بأن تعبر عن الشعوب العربية ولا تكرر منح غطاء لضرب أي بلد عربي الأمر الذي يفقدها احترامها لدى الشارع العربي".
أما عضو المكتب السياسي والناطق الإعلامي الرسمي لجبهة النضال الشعبي، عوني أبو غوش فحذر من تكرار المسلسل الدامي الذي جرى تنفيذه في العراق بإدانة النظام العراقي آنذاك بامتلاك ما زعمته أسلحة دمار شامل لشن الحرب عليه وتدمير بنيته الأساسية وجيشه، دون أن يثبت انه يملك مثل هذه الأسلحة.
وأكد أبو غوش أن التحضير للعدوان، الهدف منه الإخلال بميزان القوى الداخلي، وتعميق حالة الانقسام بالمجتمع السوري، واستنزاف قدرات وإمكانيات سوريا وشعبها ، إضافة لحرف الإدارة الأمريكية الأنظار عن الأزمة الداخلية والمأزق الذي باتت تعيشه هذه الإدارة جراء المتغيرات التي بدأت تشهدها المنطقة في محاولة مكشوفة ويائسة للإبقاء على مصالحها بأي ثمن كان.
ودعا أبو غوش إلى أوسع حملة تضامنية سياسية وشعبية مع الجمهورية العربية السورية في مواجهة التحضيرات، التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لتوجيه ضربة عسكرية لسورية، على مزاعم باستخدام الأسلحة الكيماوية بدون أي دليل مادي وملموس، وقبل أن تنتهي فرق التفتيش الدولية من مهمتها.