الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل بين المشاركة بالعدوان على سوريا والجلوس على دكة الاحتياط

نشر بتاريخ: 29/08/2013 ( آخر تحديث: 01/09/2013 الساعة: 09:28 )
بيت لحم - معا - أثارت أنباء الحشودات الغربية والنوايا الميتة للعدوان على سوريا قريحة المحللين الإسرائيليين الذين تناولوا تقريبا كل سيناريو محتمل او خيالي لتحديد وتوصيف مهام العدوان وأهدافه والدور الإسرائيلي فيه كان آخرها تحليل قدمه اليوم الخميس المراسل والمحلل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية "احاكيم موشه دافيد" تناول فيه سيناريوهات الموقف الاسرائيلي الذي حدده بين احتمالين اولهما التدخل والمشاركة الفعلية في العدوان وثانيهما الاكتفاء بدكة الاحتياط وامتصاص الضربة السورية في حال وقعت.

ووضع المحلل الإسرائيلي خمسة سيناريوهات يرى في سياقها آفاق التعاطي الإسرائيلي مع الوضع المتفجر وهي على النحو التالي:

1- انضمام إسرائيل للعدوان:
ستمنح ضربة سورية توجه إلى إسرائيل "الشرعية" لجيشها للرد وفيما ينفذ الأمريكان عملياته المحدودة التي لا تستهدف إسقاط النظام قد يرسم الرد الإسرائيلي نهاية النظام السوري وقتل الرئيس السوري.

وقد تستغل إسرائيل الهجوم السوري لتصفية "محور الشر" المتمثل بايران وسوريا وحزب الله بعد أن تستأصل العضو المركزي في هذا المحور والمتمثل بالنظام السوري حسب تعبير المحلل الإسرائيلي.

2- هجوم "إرهابي"
قد تلجأ المنظمات "الإرهابية" لشن هجوم من الأراضي السورية في ظل امتناع سوري رسمي عن وقفها أو اعتراضها بهدف إشعال الحدود الفاصلة بين القسم المحتل من الجولان والأراضي السورية فيما تأخذ إسرائيل بحسبانها احتمال تدخل حزب الله عبر إطلاق صواريخ من داخل الأراضي اللبنانية ومن داخل سوريا نفسها.

لكن حسن نصر الله الذي يشعر ان وضعه قد تزعزع كثيرا ليخسره في حال المواجهة مع إسرائيل لكن ربما يؤدي الضغط الإيراني إلى جره للرد ومهاجمة إسرائيل سواء كان هجوما علنيا أو عبر وكلاء من منظمات صغيرة غير معروفة يكلفها بقصف إسرائيل حسب تعبير المحلل.

3- قصف إسرائيل بالأسلحة الكيماوية
نشرت إسرائيل خلال الأيام الماضي في المنطقة الشمالية ثلاث بطاريات من القبة الحديدة وبطارية صواريخ باترويوت وبطارية من طراز "حيتس" بعيدة المدى ورفعت درجة التأهب والاستعداد ورغم التهافت الإسرائيلي على مراكز توزيع الكمامات يبقى احتمال الهجوم الكيماوي متدنٍ جدا لكنه غير مستبعد بشكل مطلق وفي حال تحقق هذا الاحتمال فإن الجيش الإسرائيلي سيهاجم سوريا بكل قوته وقد قال ضابط رفيع يوم امس ان هجوما من هذا النوع سيعيد سوريا الى العصر الحجري.

4- لا رد إسرائيلي
التوتر السائد في إسرائيل يذكرنا بالتوتر الذي سادها قبل حرب الخليج الأولى 1991 حينها هاجم الأمريكان العراق فرد الرئيس صدام بقصف إسرائيل بالصواريخ فطلبت واشنطن من تل أبيب الحفاظ على الصمت وعدم الرد حتى لا تمس بالائتلاف الدولي والعربي الواسع الذي قادته في تلك الحرب لكن حاليا لا نعلم شيئا على الأقل حتى الان عن طلب أمريكي مماثل لكن رغم التصريحات الإسرائيلية النارية قد يطلب الأمريكان من إسرائيل مرة أخرى عدم التدخل والحفاظ على صمتها المطبق.

5- تحدي قادم من غزة
تمتد أيادي إيران إلى المنطقة الجنوبية أيضا والحديث للمحلل الإسرائيلي لذلك تأخذ إسرائيل بحسبانها سيناريو شن هجوم من قطاع غزة يتزامن مع بداية الحرب على سوريا حيث يمكن للمنظمات الفلسطينية ومنظمات الجهاد العالمي تولي هذه المهمة.

تقف حماس المسيطرة على قطاع غزة هذه الأيام بعيدا نسبيا عن إيران وهي ترتدع منذ نهاية عملية "عامود السحاب" عن دخول مواجهة جديدة مع إسرائيل لكن ما حدث في مصر يدفع حماس مجددا نحو طهران لذلك هناك احتمال ان تقدم حماس لإيران "هدية" مصالحة تتمثل بإطلاق صواريخ نحو أهداف داخل إسرائيل وفي هذه الحالة من المتوقع أن ترد إسرائيل.

فيما يتعلق بالضفة تبدو احتمالات تفجر أعمال "عنف" ضعيفة لان الأسد لا يتمتع بتأييد كبير وهام في هذه المنطقة مع بقاء احتمال لجوء حركة الجهاد الإسلامي إلى إثارة "استفزازات" حسب تعبير المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" صاحب السيناريوهات سابقة الذكر.