الجيوب الفلسطينية ترتبط بالأزمة السورية!
نشر بتاريخ: 29/08/2013 ( آخر تحديث: 30/08/2013 الساعة: 08:45 )
بيت لحم- تقرير معا - تعيش المنطقة منذ ايام حالة انتظار وقلق من ضربة عسكرية أمريكية- اوروبية متوقعة لسوريا، ولكن الخطوات المتوقعة من قبل الولايات المتحدة الامريكية ستؤثر على عدة جوانب في حياة الفلسطينيين، منها تأثر العملات بانخفاض الشيكل الاسرائيلي نظرا لقلق المستثمرين في اسرائيل على اموالهم وسحبها من السوق؛ خوفا من رد سوريا أو أي جانب آخر على اسرائيل في حال ضُربت الاخيرة...حيث شهدت الـ 48 ساعة الماضية فقط ارتفاعا ملحوظا على سعر الدولار الامريكي.
معا سلطت الضوء على هذا الجانب، لتوضح للمواطنين ماذا عليهم أن يفعلوا وكيف يتعاملوا مع تحرك العملات هبوطا وارتفاعا.
وفي هذا السياق، توقع المحلل الاقتصادي نصر عبد الكريم أن تستمر العملات الصعبة ومن ضمنها الدولار الامريكي بالإرتفاع خلال الايام المقبلة وبالمقابل إنخفاض قيمة الشيكل الاسرائيلي، وهو ما سينعكس سلباً على صادرات السلطة الفلسطينية حيث أنها لن تستفيد من هذا الارتفاع، بينما ستشهد السلع المستوردة بعملة الدولار ارتفاعاً، فضلا عن ذلك أن ارتفاع الدولار سوف يؤثر على من يتقاضى راتبه بالشيكل، فيما لن يتضرر كثيراً من يتقاضى راتبه بالدولار أو الدينار.
عدة عوامل تؤثر على العملات
وقال عبد الكريم لـ معا إن اسعار العملات تتأثر بعدة عوامل اقتصادية وسياسة وأمنية، موضحا أن العامل الابرز الذي يؤثر على سوق النقد هو العامل "الجيوسياسي" بالدرجة الاولى ومرتبط بالتحديد بالتطورات الحاصلة في الشرق الاوسط وخاصة الازمة السورية واحتمالية توجيه ضربة عسكرية اوروبية- امريكية لها.
وبين عبد الكريم أن الازمة السورية خلقت تأثيرا سلوكيا واضحاً لدى المستثمرين من خلال احساسهم بالمخاطرة الأمر الذي دفعهم إلى الابتعاد عن العملات الضعيفة والمرتبطة بالسلع، والاتجاه نحو شراء العملات الصعبة والملاذ الآمن وهو الدولار؛ كونه يشكل أكثر من ثلثي الكتلة النقدية في العالم.
|235554|
كيف سيتأثر المواطن بتغير سعر العملات؟
وأضاف عبد الكريم أن المواطن الفلسطيني سيتأثر من ذلك كون عملة الرواتب والاستهلاك اليومي ودخل المواطنين هي الشيكل، والمرتبط بصورة مباشرة بالاقتصاد الإسرائيلي، وبالتالي سيكون التأثير من خلال جانبين: الاول يتمثل بالتجارة من خلال التأثير على القوة الشرائية بحيث أن انخفاض الشيكل سيؤدي الى انخفاض الشراء وارتفاع اسعار السلع، نظراً لاعتمادنا على الاستيراد، أم الجانب الآخر فيتمثل بالصادرات حيث يساعد انخفاض الشيكل على رفع قيمة الصادرات.
ونصح المحلل الاقتصادي أن يلتزم المواطن والمستثمر الفلسطيني بقاعدتين:" اولهما أن لا تكون مدخراته بسلة واحدة وإنما موزعة بين اصول ثابتة عقارية، وأيضا في ودائع بنكية بالعملات المختلفة؛ لتجنيبه مخاطر التغيير في سعر العملات، أما القاعدة الثانية فتتمثل بمحاولة احداث توازن بين عملات مصادر الدخل وعملات الالتزامات والدخل".
|235553|
توخي الحيطة والحذر
من جانبه نائب الامين العام لاتحاد الغرف التجارية والصناعية خليل رزق طالب المواطنين بتوخي الحيطة والحذر في الشراء والبيع للعملات.
وقال رزق لـ معا إن الاقتصاد الاسرائيلي قوي ومن الصعب هبوطه وهبوط الشيكل، لافتاً بالوقت ذاته إلى أن التاجر الفلسطيني يشتري البضائع من الخارج بعملة اجنبية وغالباً الدولار، وبالتالي أي تغيّر على سعر الشيكل سيتأثر به التاجر الفلسطيني سواء سلبا او ايجاباً.
وحذر رزق "من استغلال بعض التجار نتيجة ارتفاع أسعار السلع المستوردة بالدولار ليرفعوا أسعار السلع كلها...لأننا ليس لدينا سوق موحد اضافة الى غياب الرقابة على المعابر والأسواق فقد يتجه بعض التجار إلى استغلال ذلك".
وفيما يتعلق بالدولار، فالجدير بالذكر أنه خلال اليومين الماضيين سجل ارتفاعاً بنسبة 10 اغورات مقابل الشيكل ليصبح اليوم بواقع 3:65 شيكل، فيما قفزت العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" بنسبة 8 اغورات ولتصبح بواقع 4:87 شيكل لكل يورو.