هل سيتراجع اوباما عن ضرب سوريا؟
نشر بتاريخ: 30/08/2013 ( آخر تحديث: 30/08/2013 الساعة: 18:05 )
دمشق - واشنطن - معا - عقارب الساعة تدور بسرعة اليوم الجمعة حيث الأعين تتجه صوب سوريا في الوقت الذي يُتوقع فيه مغادرة فريق المفتشين الدوليين اليوم قبيل ايام من انتهاء مهمتهم الرسمية، وتصميم اوباما على توجيه ضربة لسوريا في الوقت الذي تراجعت فيه بريطانيا عن المشاركة، ومشاركة حلف الناتو باتت موضع شك ايضا..
فقد ذكر مسؤولون أمريكيون أن الرئيس باراك أوباما مصمم على توجيه ضربة "محدودة" لسورية رغم تراجع الحليف الاول للولايات المتحدة وهي بريطانيا وعدة دول عظمى.
وفي آخر تطور حول المفتشين الدوليين، قال شاهد من رويترز إن فريقا من مفتشي الأمم المتحدة توجه في ثلاث سيارات الى مستشفى بمنطقة في وسط دمشق تسيطر عليها الحكومة السورية لمقابلة اطباء اليوم الجمعة، حيث من المتوقع ان يغادر فريق المفتشين الامميين اليوم قبيل 3 ايام من الموعد المحدد مسبقا لانتهاء المهمة
وقال الأمين العام للمنظمة بان كي مون، إنه سيتسلم نتائج التحقيق السبت المقبل، وسيطلع أعضاء مجلس الأمن عليها.
كما ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن أوباما مستعد للمضي قدما الى الأمام في مهاجمة سورية، على الرغم من قرار البرلمان البريطاني الذي منع مشاركة لندن في مثل هذه العملية وتزايد التساؤلات في الكونغرس الأمريكي بشأن فائدة مثل هذه العملية.
وذكر المسؤولون أن أوباما أصيب بخيبة في نتائج التصويت في البرلمان البريطاني، بعد أن فقد أمله في تأمين دعم مجلس الأمن الدولي لخططه العسكرية.
وتابع المسؤولون، أنه على الرغم من أن أوباما لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بهذا الشأن، إلا أن جميع المؤشرات تدل على أن الضربة العسكرية ضد سورية قد تأتي بعد يوم السبت 31 آب الجاري.
وذكر مسؤولون في البنتاغون أن مدمرة خامسة تابعة للأسطول الأمريكي وصلت الى شرق البحر الابيض المتوسط، وهي مجهزة مثل المدمرات الأربع الأخرى المتواجدة في المنطقة، بعشرات الصواريخ من طراز "توماهوك".
ذكر مصدر مطلع في بروكسل كما نشرت روسيا اليوم، أن مشاركة حلف شمال الأطلسي في العملية المحتملة ضد سورية باتت موضع شك بعد أن استبعدت 12 دولة على الأقل من أعضاء الحلف، انضمامها الى العملية، إلا إذا وافق عليها مجلس الأمن.
وأعلن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند أن بلاده لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سورية، متوقعاً أن "تسعى الولايات المتحدة ودول أخرى لإيجاد رد مناسب على الهجوم الكيميائي".
وأوضح هاموند "سيشعر (الحلفاء) بخيبة أمل لأن بريطانيا لن تشارك في أي عمل عسكري.. لا أتوقع أن يؤثر غياب بريطانيا على توجيه الضربة العسكرية".
وبدورها، أكدت باريس مرارا أنها واثقة من أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه، ودعت الى معاقبته باستخدام القوة.
وفي الوقت نفسه أصر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس، على أن القرار بشأن مشاركة باريس في الحملة المناهضة للأسد لم يتخذ بعد.
كما وأعلنت أستراليا التي ستتسلم قريبا رئاسة مجلس الأمن الدولي، أنها مستعدة للمشاركة في عملية عقابية ضد سورية حتى إذا فشل المجلس في الاتفاق على اتخاذ خطوات حاسمة ضد دمشق.
وقال وزير الخارجية الأسترالي بوب كار أنه إذا ثبت استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي، فإن المجتمع الدولي لديه تفويض شرعي للرد على هذه الجريمة.
أكدت مصادر في مقر حلف الناتو ببروكسل كما نشرت روسيا اليوم، أن إيطاليا واليونان تراجعتا عن مشاركتهما المحتملة في عملية عسكرية ضد سورية.
وكانت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو سبق أن استبعدت انضمام بلادها الى أية عملية ضد دمشق دون موافقة مجلس الأمن عليها.
وقالت أنه حتى في حال اتفاق أعضاء المجلس بشأن معاقبة النظام السوري، فإن مشاركة إيطاليا في الحملة "العقابية" لن تكون "تلقائية".
وفي اليونان اجتمع الرئيس كارلوس بابولياس مع رئيس الوزراء أنتونيس ساماراس لبحث الدور اليوناني المحتمل في العمل ضد سورية، الا أن مصادر يونانية أشارت الى أن أثينا تتعامل مع الموضوع بحذر.
وأعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن بلاده لا تخطط لأي تدخل عسكري في سورية، لكنها تدعم حلفاءها الذين يدرسون احتمال استخدام القوة ضد نظام الأسد.
وأقر هاربر بأن غياب رد فعل دولي على استخدام الكيميائي في سورية يمثل سابقة خطيرة للغاية، لكنه أضاف أن الحكومة الكندية تشكك في فكرة الضربة الغربية ضد دمشق.
ألمانيا تدعو الى انتظار نتائج عمل المحققين الدوليين في سورية، حيث تقول مصادر في حلف الناتو أن ألمانيا لم تعلن بعد موقفها بشأن المشاركة في العملية ضد سورية، وتشكك المصادر في أن تقدم برلين على ذلك، واستبعد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كما نشرت فرانس برس احتمال أن توجه الولايات المتحدة وحلفاؤها ضربة الى سورية قبل الأربعاء القادم.
واعتبر هولاند أن رفض البرلمان البريطاني السماح للحكومة بالمشاركة في عملية عسكرية محتملة ضد سورية، لا يؤثر على إرادة بلاده لمعاقبة نظام بشار الأسد بسبب شنه هجوما بالسلاح الكيميائي على شعبه.
وكانت مصادر الحكومة الألمانية قد أدلت بتصريحات حذرة جدا بشأن سورية، حيث دانت استخدام الكيميائي بسورية وأكدت أنها على اتصال دائم مع حلفائها، لكنها لم تتحدث بأي شكل من الأشكال عن التدخل العسكري.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد دعت أمس في مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى انتظار نتائج التحقيق الدولي في استخدام الكيميائي بسورية.
وبدورها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية الجمعة أنها تعارض صدور أي قرار أممي لتبرير استخدام القوة ضد سورية.
وشدد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي على أنه في المرحلة الراهنة يجب اتخاذ جميع الخطوات الضرورية للحيلولة دون تراجع الوضع أو أية عمليات لاستخدام القوة ضد سورية.
وأضاف: "نعمل حاليا على تحقيق ذلك، وترمي جهودنا الى هذا الهدف".
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد الخميس اجتماعا ثانيا له على مستوى المندوبين بمبادرة من روسيا، لبحث الأوضاع حول سورية، لكنه انتهى دون التوصل الى أية نتائج.
المصدر: وكالات- فرانس برس- روسيا اليوم - رويترز