خبراء الاسلحة الدوليون يغادرون سوريا وأمريكا تستعد لتوجيه ضربة
نشر بتاريخ: 31/08/2013 ( آخر تحديث: 01/09/2013 الساعة: 09:23 )
بيروت- معا - غادر خبراء الاسلحة التابعون للامم المتحدة سوريا اليوم السبت، بعد التحقيق في هجوم بالغاز السام قتل مئات المدنيين.
وقالت الولايات المتحدة انها تخطط لرد محدود لمعاقبة الرئيس السوري بشار الاسد على الهجوم الوحشي والصارخ، على حد وصفها.
وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان الولايات المتحدة التي لها خمس مدمرات مزودة بصواريخ كروز في المنطقة تخطط لعمل عسكري "ضيق ومحدود" لن يشمل قوات برية على الارض أو مهمة مفتوحة.
وفي علامة على ان الولايات المتحدة ربما تستعد لعمل، قال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الامريكية ان وزير الخارجية جون كيري تحدث أمس الجمعة الى وزراء خارجية الدول الاوروبية والخليجية الرئيسية والامين العام للجامعة العربية.
وقال شاهد عيان لرويترز ان فريق خبراء الاسلحة التابع للامم المتحدة وصل الى مطار بيروت الدولي اليوم السبت بعد عبور الحدود البرية من سوريا الى لبنان في وقت سابق اليوم.
وزار الفريق المكون من 20 شخصا بينهم خبراء في حظر انتشار الاسلحة الكيماوية مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ضاحية الغوطة دمشق ثلاث مرات وأخذوا عينات دماء وأنسجة من الضحايا. كما أخذوا عينات من التربة والملابس وشظايا الصواريخ.
وسترسل العينات الى مختبرات في اوروبا وعلى الارجح الى السويد وفنلندا لتحليلها. ويقوم خبراء الامم المتحدة باختبار العينات بحثا عن غاز السارين وغاز الخردل ومواد سامة اخرى.
ويهدف التحليل إلى إثبات ما اذا كان هجوم كيماوي قد وقع لا ان يحدد الجانب المسؤول عن الهجوم الذي وقع يوم 21 اغسطس اب على ضاحية بدمشق.
وقال دبلوماسيون ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أبلغ الدول الاعضاء في مجلس الامن بأن النتائج النهائية قد لا تصبح جاهزة قبل اسبوعين.
ونشرت الولايات المتحدة تقريرها غير السري الذي اعدته المخابرات بشأن الهجوم الذي قال كيري انه قتل 1429 مدنيا سوريا وانه من الواضح ان من قام به هو قوات الاسد.
وقال كيري "اذا اخترنا ان نعيش في العالم حيث أمكن "لبلطجي وقاتل مثل بشار الأسد أن يقتل الآلاف من أفراد شعبه بالغاز دون أن ينال عقابه" فإن ذلك قد يقدم مثالا سيئا لآخرين يحذون حذوه مثل إيران وحزب الله وكوريا الشمالية.
وتلقي سوريا باللوم في الهجوم على معارضين يقاتلون للاطاحة بالاسد. وتقول روسيا الحليف الرئيسي لسوريا ان أي هجوم على سوريا سيكون غير قانوني ويزيد من اشتعال الحرب الاهلية هناك.
ونفت وزارة الخارجية السورية ان الحكومة استخدمت اسلحة كيماوية ضد شعبها. وقالت الوزارة ان اتهامات كيري "محاولة يائسة" لتبرير ضربة عسكرية.
وكان توجيه ضربة عسكرية أمريكية لسوريا يعد أمرا غير مرجح اثناء وجود خبراء الامم المتحدة هناك لكن حتى بعد رحيلهم فان التوقيت الدقيق مازال غير مؤكد.
وقال متحدث باسم السناتور ميتش ماكونيل زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ ان البيت الابيض سيطلع اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بشأن سوريا في مؤتمر عن طريق الهاتف اليوم السبت بناء على طلب من ماكونيل.
وفي تعليقات للصحفيين في البيت الابيض امس الجمعة لم يحدد أوباما توقيتا زمنيا للعمل العسكري.
وقال "لا يمكننا ان نقبل عالما يقتل فيه النساء والاطفال والمدنيون الابرياء بالغاز على نطاق مرعب".
وفي سوريا نفسها استعد ناشطون وسكان في دمشق والمناطق المحيطة بها للضربة العسكرية.
وقال رجل يدعى يوسف كان يحمل كيسا بلاستيكيا ممتلئا بالوثائق "هل أضعها في منزل والدي؟ أم منزل والدي زوجتي؟ أم اضعها في مكان العمل؟ لا يمكننا ان نحدد ما هي المنطقة الامنة ولا أعرف أين أخفيها".
وقال "هذه وثيقة زواجي وجواز سفري وسند ملكية المنزل وشهادة التخرج وجميع وثائق زوجتي أيضا. لا يمكننا ان نحدد أين نضعها في مكان امن".
وقال أطباء على مشارف العاصمة انهم يدربون مجموعات ويحاولون تأمين شحنات ارسلت من منظمات اغاثة من الاتروبين والاكسجين التي يحتاجون اليهما في معالجة ضحايا الاسلحة الكيماوية.
وقال طبيب يدعى أكرم في عربين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة "اننا نشعر بالقلق من وقوع هجوم كيماوي اخر اذا نفذت دول اجنبية الهجوم كنوع من الانتقام أو من يدري ماذ سيحدث".
وقال معارضون انهم يستعدون لضربة.
وقال مصدر للمعارضة باستخدام سكايب طلب عدم نشر اسمه "اننا جميعا ننتظر المجهول الان وننتظر سماع نبأ عن التوقيت".
وأضاف "المعارضون يحاولون اعداد خطة للاستفادة من أي ضربة لكن هذا أمر صعب لاننا لا نعرف متى أو أين أو كيف ستكون الضربة".