الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار تعقد مؤتمرها الثالث

نشر بتاريخ: 31/08/2013 ( آخر تحديث: 31/08/2013 الساعة: 20:28 )
رام الله - معا - تحت رعاية وإشراف هيئة المتابعة للمقاومة الشعبية عقدت اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان مؤتمر فلسطين الثالث للمقاومة الشعبية تحت عنوان " وحدة وطنية وبرنامج مقاوم لمواجهة التحديات"، وذلك بمشاركة اللجان الشعبية لمقاومة الجدار في مواقع المواجهة ،وممثلين عن لجان التضامن الدولي، وبحضور قادة الفصائل والعمل والوطني والمستوى الرسمي ممثلا بالحكومة الفلسطينية.

وبحث المؤتمر في سبل تطوير وتصعيد المقاومة الشعبية ودعمها لتصل الى المستويات التي تمكنها من الرد على جرائم الاحتلال وممارساته اليومية بحق شعبنا وممتلكاته والتي تمثل بالقتل والهدم والتشريد وهدم البيوت ومصادرة الأراضي، "ان هذه الممارسات التي تتواصل باستمرار وتتصاعد يوماً بعد يوم تهدف الى خلق الوقائع على الأرض وفرض سياسة الأمر الواقع، والتي تنفذ بالتوافق والتنسيق الكامل بين مكونات دولة الاحتلال من مؤسسات قضائية وتشريعية وتنفيذية، وكذلك إطلاق العنان لقطعان المستوطنين لعيثوا فساداً في الأرض".

وقدمت هيئة المتابعة للمقاومة الشعبية شرحاً مستفيضاً عن الوضع الميداني على الأرض داقة بذلك ناقوس الخطر ومحذرة من مغبة الاستمرار في هذه السياسة خاصة بمصادرة الاراضي وبناء المستوطنات والتي تمكن المستوطنين من الوصول الى اكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية، كذلك كان لا بد من اطلاع المؤتمر على المقترحات العملية لردع هذا الاحتلال ومقاومة مخططاته وإجهاضها.

وأكدت القوى الوطنية والإسلامية التي شاركت في المؤتمر من خلال مداخلات قياداتها في ندوة الحوار على تبنيها لخيار المقاومة الشعبية وقدمت مقترحاتها العملية حول الآليات العملية لتفعيل هذا الخيار من خلال برامج عمل واضحة تعمم على أعضاء ومنتسبي ومؤيدي هذه القوى، كما أكدت القوى والفصائل على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وتكريسها واقعا ملموساً في الميدان كونها السلاح الأقوى لمواجهة سياسات الاحتلال، وأكدوا على ضرورة تجنيب القواعد التنظيمية والساحات الميدانية من آثار الخلافات السياسية، كما وأكدوا على ضرورة تشكيل هيئة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية.

ونظراً لأهمية الإعلام في معركتنا السياسية والميدانية مع الاحتلال، فقد شاركت المؤسسات الإعلامية في ندوة إعلامية كإحدى الفقرات الأساسية للمؤتمر بمشاركة وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية ونقابة الصحافيين الفلسطينيين ،وقدم فيها المشاركون سبل واليات تطوير الأداء الإعلامي الفلسطيني كي يرتقي الى مستوى التحديات، ليشارك الإعلام الفلسطيني كغيره من المؤسسات في خلق الحدث وتفعيله وتحليل الواقع وتقييمه وعدم الاكتفاء بنقل الخبر الميداني المجرد.

واستمع المؤتمرون الى مداخلة من ممثل عن اللجان الشعبية وممثلا عن لجان التضامن الدولي الى إسهامات مؤسسات المجتمع المدني في المقاومة الشعبية ايجابياً وتأثيراتها السلبية مؤكدين على أهمية متابعة ومراقبة هذه المؤسسات مثمنين الدور الايجابي الذي تقوم به غالبية هذه المؤسسات بدعم المواطنين وتعزيز صمودهم ومحذرين في الوقت ذاته من الأدوار السلبية الذي تقوم بعض المؤسسات التي تعمل ضمن أجندة خاصة وضيقة وتخضع لاملاءات الداعمين.

واستمع المؤتمر الى مداخلات قيمة واقتراحات عملية تساعد على الارتقاء بالواقع الفلسطينيين سياسياً واجتماعيا واقتصاديا ونضالياً وعلى دعم المقاومة والارتقاء بمستواها وتعزز ثقافة المقاومة عند جمهور المواطنين.

وفي رسالة الحكومة فقد قدم ممثل الحكومة الوزير المكلف بملف مقاومة الجدار والاستيطان رؤية الحكومة المستقبلية في دعم المواطنين وتعزيز صمودهم وتقديم الدعم اللازم والممكن للجان الشعبية التي تنظم فعاليات مقاومة الجدار والاستيطان ورؤية الحكومة وبرنامجها لتقوية ملف مقاومة الجدار والاستيطان كملف أساسي وثابت من الحكومة . واستشعارا بالمخاطر المحدقة بالمنطقة وبالقضية الفلسطينية حذر المؤتمر من خطورة التدخل الامريكي في الشؤون العربية والتي تتساوق مع المخططات الصهيونية واضعاف مقدرات امتنا العربية.

وخلص المؤتمر الى النتائج التالية: التأكيد على ان المقاومة الشعبية أسلوب وأداة لتحقيق أهداف الشعب الفلسطينيين وليست هدف بحد ذاته ،وهي خيار استراتيجي دائم ومستمر حتى يحقق الشعب أهدافه كاملة غير منقوصة، التحذير من مخاطر العودة للمفاوضات والتي تهدف من قبل الاحتلال والادارة الامريكية الى ذر الرماد في عيون العالم لتصعيد الهجمة الاستيطانية على الأرض وتغطية جرائم الاحتلال التي لم تتوقف لحظة، دعوة القوى الوطنية والإسلامية للتوافق على برنامج مقاومة موحدة وتكريس الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال، الدعوة الى تشكيل هيئة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية تعمل على تنفيذ الخطط والبرامج التي تعزز المقاومة وتحمي الأرض، مرة تلو الأخرى نؤكد دعوة التنظيمات الفلسطينية لعقد المؤتمرات الداخلية لاعتماد آليات عمل محددة بهدف حشد طاقاتها ودفع عناصرها لخلق حدث وعدم الاقتصار على المشاركة فيه، دعوة الحكومة لتفعيل دورها ومضاعفة جهودها في دعم صمود المواطنين خاصة المزارعين لأن مهمتها الأساسية تكمن في هذا المجال ،كما تدعو رئاستها للتعامل بايجابية مع ملف المقاومة الشعبية وتثمن جهودها الرامية لإعادة الاعتبار لهذا الملف، دعوة الحكومة لتشجيع مشاريع الأعمار والاستصلاح في كافة المناطق، وخصوصاً المصنفة بمناطق c لحمايتها من سرطان التوسع الاستيطاني، دعوة المؤسسات الإعلامية لإيجاد آلية عمل واضحة تهدف إلى تعميم ثقافة المقاومة وتحريض المواطنين على خلق الأحداث واستفزاز مشاعرهم في طريقة إظهار الممارسات الصهيونية العنصرية وعدم اقتصارها على نقل الخبر، التأكيد على إخضاع كافة مؤسسات المجتمع المدني للرقابة الوطنية والاقتصادية للحد من التدخل الخارجي في شؤوننا وضمان عدم حرف البوصلة الى غير ما يجب أن تكون.كذلك دعوة النيابة العامة والمحاكم الفلسطينية أي مؤسسة تعمل خارج نطاق المصلحة الوطنية، دعوة الحكومة لتفعيل القوانين الخاصة بمقاطعة كافة البضائع الإسرائيلية دون تمييز، التأكيد على دعوة كافة اللجان الشعبية للانخراط في هيئة موحدة لضمان حسن سير هذه الفعاليات وتحديد مسارها وإعادة الاعتبار للمقاومة الشعبية، اكد المجتمعون على ضرورة عقد ورشة عمل تجمع اللجان الشعبية بقيادة القوى والفصائل الوطنية والاسلامية لمتابعة وتنفيذ توصيات المؤتمر، وأخيرا نوجه التحية لشهداء شعبنا الفلسطيني واخرهم شهداء مخيم قلنديا الذين هبوا للدفاع عن كرامتهم ولمنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته ولأسرانا البواسل وجرحانا الابطال ونؤكد على ضرورة وضع برنامج وطني لدعم صمودهم وتحقيق مطالبهم وصولا لإطلاق سراحهم جميعا من سجون الاحتلال.