الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

شقيقان من غزة يبدعان الرسم بالرمل داخل قوارير زجاجية

نشر بتاريخ: 01/09/2013 ( آخر تحديث: 02/09/2013 الساعة: 08:38 )
غزة- معا - الابداع والتميز يولد صغيرا ثم يكبر ، وبإصرار وعزيمة يتغير مستقبل الانسان تجاه رغباته سواء كانت ايجابية او سلبيه, فالشقيقان علي سليمان "14 عاما " محمد " 11 عاما " ابدعا في فن الرسم بالرمل الملون داخل قوارير زجاجية، ليتخذوا من الرمل صفحات لرسم كلماتهم ومادة لتشكيل لوحات من التراث.

داخل غرفة صغيرة طاولة مستطيلة واوان زجاجية ورمل ناعم وريش رسم وصبر هائل هذا كل ما يحتاجه الطفل في اداء عمله الفني الجميل، اوان او قوارير زجاجية يتم سكب الرمل ذو الالوان المختلفة بداخلها بناء بالشكل المراد رسمه وكتابته.

واكتسبا هذه المهنة من والدهما حيث علمهم فن الرسم بالرمل ، واضاف علي " ميزة الرسم بالرمل الملون ادواته بسيطة وهى اعواد خشب واقماع والوان ورمل بحر وزجاجات عصير فارغة وتلوينة صبغة مائية ونبدأ في الرمل الملون ونشكل فيه اشكال وجبال وبيوت وجمال وحيتان داخل الزجاج ومناظر طبيعية".

ويضيف " بدأت بهذا الفن قبل ثلاث سنوات انا وشقيقي بمساعدة والدى ووالدتي ، وكانت بداية العمل بالرمل الملون بداية صعبة ، وتغلبنا فيها ولكن مع مرور الوقت اتقنا فن اللوحات بالرمل الملون ، واول شيء كنا نكتب داخل الزجاج عن اسماء نعرفها متل بابا وماما ولما نجحت بأول لوحة اكتسبت ثقة وانبسطت وبذات طريقي "

ويطالعك في الغرفة الصغيرة لوحات جمال الماضي العابق بروح الحاضر ، الرسم بالرمل واحد من الفنون القديمة عرفها الانباط بعد اكتشافهم للساعات الرملية وبعدها انتقل للغرب والعرب.

لا يستطيع أي شخص ممارسة هذه المهنة ما لم يتمتع بذوق عالي من انتقاء الالوان الى اختيار التدريجات المناسبة لكل لون في اللوحة المراد تشكيلها ، اضافة الى الدقة العالية التي تتيح ترتيب الالوان دون اختلاطها مع بعضها ومعرفة النسب الصحيحة لكميات الرمل.

وتسد القارورة من الاعلى بمادة لاصقة بعد الانتهاء من الرسم منعا لتسرب الرمل لتشكل فيما بعد لوحة فنية اسرة.

في السبعينيات اصبحت هذه الحرفة اكثرا جمالا حيث تم ادخال مزيد من الالوان وذلك باستخدام صبغات للرمل لتصبح سبع الوان رئيسية ولعل الجزء الاصعب في هذا الفن يكمن في ضغط الرمل داخل الزجاج بعد الانتهاء من الرسم كي لا يتشوه المشهد المرسوم اذا تعرضت الزجاجة لصدمة مفاجئة او تحريك.

هو فن غاية في الجمال يحتاج الى موهبة عالية وصبر كبير ، ويضيف شقيقه الاصغر محمد قائلا :" كتبت ورسمت عن اوضاع الفلسطينيين ،والبيوت التي تهجر منها اجدادنا من اراضينا المحتلة سنة 1984 ورسمت خريطة فلسطين وكتبت عن حق العودة وبلادنا وكتبنا عن الاسرى لوحات جميلة "

واكد ان بداية مشواره كانت صعبة قائلا " كل اللوحات كانت صعبة في البداية ومع مرور الزمن اخذت يدى على العمل والرسم بالرمل الملون ، الكتابة بالبداية كانت تستغرق معي تقريبا ساعة ،ولكن الان تستغرق منى عشر دقائق الكتابة داخل الزجاجات ونقوم بمساعدة بعض انا واخى على ، انا اكتب على الزجاجات واخى يتفنن في المناظر الطبيعية "

وشارك على وشقيقه محمد في عدة مسابقات فنية وعروض نالت اعجاب الجميع ، وشجعهم اكثر حصولهم على منحة للمشاركة في معرض فنى في المغرب .

والدهما انور سليمان "43 عاما " والذى يعمل طبيب بيطري في قسم الصحة برفح يضيف "انا عضو في رابطة الفنانين التشكيليين وهوايتي الفن ، وشاهدت فن الرسم بالرمل الملون في التلفزيون ، وكانت لدى رغبة واصرار في تعلم هذا الفن ولكن بحكم عملي وعمرى فلم امتلك الوقت الكافي لذلك ، فعلمت أبنائي هذا الفن ووجدت لديهم الرغبة القوية في التعلم وقمت بتنميتها لديهم "

وتتضمن طريقة تحضير الرمل استخدام الرمال البحرية الفاتحة، مصفاة ومنتقاة بواسطة المنخل من الشوائب العالقة، و بنقع الرمل في إناء ملئ بالماء، وتحريكه فيه، ثم يسكب الماء، ويترك الرمل في قاع الإناء، ويستمر في عملية غسل الرمل من الشوائب، إلى أن يصبح الرمل نظيفاً بدون شوائب تذكر، ثم يفرش الرمل على قطعة كرتون، أو قطعة خشب، ويترك ليجف تحت أشعة الشمس لمدة يوم أو يومين.

ثم ينتقل لتلوين الرمل داخل أكواب البلاستيك، وذلك بإضافة الاصباغ الملونة للرمل واضافة الألوان الداكنة للرمل الفاتح اللون يليها إضافة اللون الأبيض للرمل أولاً، ومن ثم إضافة اللون المطلوب تحضيره للرمل.

وقبل بدء الرسم بالرمل الملون يقرر شكل الرسمة المراد تنفيذها على كل جوانب القوارير الزجاجية ، ويصعد بتعبئة الرمل داخل القوارير بشكل أفقي ومتساوي على كل الجوانب، ثم يقوم بإضافة الرمل الملون بالملعقة إلى المحقن الموصول بشفاطة العصير، ويحاول التحكم في نزول الرمل وذلك بسد الشفاطة، أو إمالتها، مع الاستمرار في التقدم لتنفيذ الرسمة .