مشرعون: رفض التدخل الأمريكي العسكري في سوريا كارثة
نشر بتاريخ: 03/09/2013 ( آخر تحديث: 03/09/2013 الساعة: 09:32 )
واشنطن- معا - قوبلت جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإقناع الكونجرس بتأييد خطته لشن هجوم على سوريا بتشكك اليوم الثلاثاء، من مشرعين في حزبه الديمقراطي الذين عبروا عن مخاوف أن تنجر الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط.
وقال السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين إنه إذا رفض الكونغرس الموافقة على طلب الرئيس باراك أوباما إجازة استخدام القوة العسكرية في سورية، فسيكون ذلك "كارثة".
وصرح ماكين للصحفيين بعد اجتماع مع أوباما في البيت الأبيض: "إذا رفض الكونغرس قرارا كهذا بعد أن التزم رئيس الولايات المتحدة بالتحرك، فستكون العواقب كارثة".
وأضاف أنه وجد الاجتماع مشجعا، لكن مازال أمام الإدارة "طريق طويل" حتى اعتماد القرار.
وتابع قائلا: "إنه والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي حضر أيضا الاجتماع مع أوباما، يحبذان تعديل القرار لتوسيعه حتى لا يكون مجرد رد على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية"، على حد قوله.
|236058|
وقال ماكين: "نريد النص على هدف يؤدي تحقيقه مع الوقت إلى الحد من قدرات بشار الأسد وزيادة وتطوير قدرات الجيش السوري الحر والحكومة السورية الحرة حتى يمكنهما من زيادة القوة الدافعة في ساحات القتال".
وأثار القرار المفاجئ لأوباما بوقف خططه لتوجيه ضربة إلى قوات الأسد والانتظار للحصول على موافقة الكونجرس جدالا محتدما مع استعداد الرئيس للذهاب الى السويد وروسيا هذا الأسبوع.
وعرض كبار مساعدي أوباما للأمن القومي متسلحين بأدلة يقولون انها تثبت ان الحكومة السورية قتلت اكثر من 1400 شخص بغاز السارين مبرراتهم على الأعضاء الديمقراطيين لمجلس النواب الأمريكي في مؤتمر عبر الهاتف دام 70 دقيقة وحثوهم على مساندة طلب أوباما.
وحجة البيت الأبيض هي أنه يجب معاقبة سوريا على هجومها الكيماوي في 21 من أغسطس آب وأن على المحك مصداقية حظر دولي على استخدام مثل هذه الأسلحة وضرورة حماية مصالح الأمن القومي الأمريكي وحلفائها اسرائيل والأردن وتركيا.
|236059|
وألقت سوريا اللوم على قوات المعارضة في ذلك الهجوم.
وكان هناك خلاف عميق في الكونجرس بشأن كيفية المضي قدما فبعض المشرعين يخشون ان تنجر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط على الرغم من تعهدات أوباما بتوجيه ضربة محدودة.
وتجري هذه المجادلات تحت ظلال اشباح الحروب في العراق وأفغانستان وهي صراعات استمرت أطولا كثيرا وكانت أبهظ تكلفة من التوقعات في بادئ الأمر. ويرجع تردد الكونجرس إلى الحذر بوجه عام من الحروب بين الأمريكيين الذين يعارضون التورط في سوريا.
وشكا النائب كريس فان هولين احد كبار الديمقراطيين وحليف أوباما من أن صياغة طلب البيت الأبيض للكونجرس لمنحه تفويضا لاستخدام القوة واسعة وقد تؤدي الى تورط أمريكي عميق في سوريا.
وقال "ليس هناك قيد لنشر جنود أمريكيين على الأرض. ولا نقطة نهاية" في القرار. واضاف قوله ان مشروع القرار الذي قدمته الحكومة الأمريكية واسع جدا ويمنح السلطة التنفيذية تفويضا واسعا للتحرك.
ويحتاج أوباما إلى تدعيم جناحه اليساري ولاسيما في مجلس النواب حيث يعارض الديمقراطيون الليبراليون وكثير من الجمهوريين المحافظين ان تتخذ الولايات المتحدة إجراء عسكريا آخر في الشرق الأوسط.
وينتمي مكين وجراهام إلى الجناح التقليلدي في الحزب الجمهوري الذين يؤيدون بوجه عام التدخل الأمريكي في الخارج عند الضرورة. وهما يريدان إستراتيجية واسعة لا لمعاقبة الأسد على الهجوم الكيماوي فحسب ولكن لمساعدة المعارضة السورية أيضا.
ومن المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون على عمل عسكري أمريكي لكن إذا لم تكسب حكومة أوباما تاييد مكين وجراهام فإن ذلك سيكون ضربة لتاثير اوباما الأوسع على الكونجرس بشأن سوريا.
ومع نشر سفن القوات الحربية واستعدادها لشن هجمات بصواريخ كروز تلبية لأوامر من اوباما فإنه من غير المحتمل ان يتخذ قرار قبل مرور أيام على عودة الكونجرس من عطلته الصيفية في التاسع من سبتمبر أيلول. وفي خلال تلك الفترة سيستغل اوباما الوقت في السعي لكسب التأييد لموقفه.