لماذا يدفع الفلسطينيون ضريبة "البلو" الاسرائيلية؟
نشر بتاريخ: 04/09/2013 ( آخر تحديث: 04/09/2013 الساعة: 08:36 )
تل أبيب- بيت لحم- تقرير معا - بعد منتصف ليلة السبت الماضي ارتفع سعر لتر الوقود بواحدة وثلاثين أغورة (3.31%)- أي 25 أغورة للتر الواحد- ليصبح سبعة شواقل و(85) أغورة للتر البنزين من فئة "95 اوكتان"، بالخدمة الذاتية- أي 59 أغورة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.
وعلل المسؤولون هذا الارتفاع إلى عدة عوامل أهمها: ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية؛ بسبب احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، ما أدى إلى تراجع قيمة الدولار وارتفاع كبير في أسعار النفط في السوق العالمية. إضافة إلى ذلك عدّلت وزارة المالية الإسرائيلية قيمة الضريبة المضافة على البنزين ابتداء من مطلع سبتمبر/ أيلول ليرتفع سعر اللتر الواحد بـ7 أغورات.
ويشار إلى أن رفع أسعار الوقود يجري مرة كل أربعة أشهر، حسب القانون، وذلك بناء على "نسبة الارتفاع التراكمي لجدول غلاء المعيشة". وطبقا لحسابات سلطة الضرائب فإن هذه النسبة التراكمية قد ارتفعت خلال الفترة الممتدة ما بين نيسان/أبريل وتموز/يوليو من هذا العام بنسبة 1.6%، الأمر الذي أدى إلى تعديل الضريبة المفروضة على البنزين، ما خلق رفع أسعار مزدوج.
الضريبة الوحيدة في العالم
وحين نتطرق إلى تفصيل مركبات سعر لتر البنزين في إسرائيل، ونظرا لتأثيره على أسعار الوقود في مناطق السلطة الفلسطينية، فأننا نجد ضريبة خاصة ووحيدة من نوعها يتم اتباعها في إسرائيل تسمى "ضريبة البلو"، وهي إضافة إلى ضريبة القيمة المضافة تصل إلى أكثر 100% من السعر الأصلي للتر البنزين– حيث تشكل هذه الضرائب على أنواعها 54% من سعر الوقود والتي تتحول مباشرة إلى خزينة المالية الإسرائيلية. بكلمات أخرى على كل 7.85 شيكل يدفع على اللتر الواحد، تأخذ إسرائيل 4.24 شيكل.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا يضطر الفلسطينيون إلى دفع نفس السعر تقريبا على لتر البنزين ولتر السولار، بما في ذلك ضريبة "البلو" ذات الخاصية الإسرائيلية؟
ردا على هذا التساؤل، قال فؤاد الشوبكي المدير العام لهيئة البترول الفلسطينية لـ معا إن الهئية تشتري من اسرائيل لتر السولار بسعر 7.30 شيكل لكل لتر في حين تبيعه بـ 6.30 شيكل للتر أي أنها تخسر في كل لتر ما يقارب الشيكل.
وأوضح الشوبكي أن السلطة الفلسطينية تعوّض التجار الفلسطينيين عن قيمة هذه الخسارة بشكل دوري، مبيناً أن هذه العملية من شأنها أن تمنع عملية تهريب المحروقات من إسرائيل للاراضي الفلسطينية.
ولفت الى أن بيع لتر المحروقات في الاراضي الفلسطينية يكون بسعر أقل من اسرائيل، فمثلا: البنزين يباع بسعر اقل من اسرائيل بنحو 75 اغورة للتر الواحد، في حين يباع السولار بسعر اقل من اسرائيل بنحو 2 شيكل للتر الواحد، وذلك مراعاة للوضع الاقتصادي للمواطنين، على حد قوله.
3 ضرائب على المحروقات
وفيما يتعلق بالضرائب التي تفرض على أسعار المحروقات، قالت مصادر خاصة لـ معا إن الهدف من فرض هذا النوع من الضرائب هو استغلال ما يتم تحصيله من عوائد مالية لتطوير البنية التحتية والطرقات العامة خاصة مع ازدياد اعداد السيارات.
وأكدت المصادر أن المحروقات حتى تصل المواطن الفلسطيني تمر بثلاث ضرائب وهي: ضريبة القيمة المضافة وضريبة الدخل "ضريبة البلو التي تفرضها اسرائيل على المحروقات"، مشيرا الى أن معظم عوائد هذه الضرائب يعود للسلطة الفلسطينية وتعد أحد ايرادات خزينتها تصرف لسد احتياجات الدولة.