الخميس: 19/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"التعليم البيئي" يفتتح موسما جديدا لمراقبة الطيور وتحجيلها

نشر بتاريخ: 04/09/2013 ( آخر تحديث: 04/09/2013 الساعة: 11:30 )
بيت لحم - معا - افتتح مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة موسماً جديداً لمراقبة الطيور وتحجيلها، بعد وقت قصير من بدء فلسطين في استقبال أسراب الطيور المهاجرة، التي استقرت خلال فصلي الربيع والصيف في أوروبا للتكاثر.

وقال المركز الذي يُعنى بمراقية الطيور منذ 25 عاماً، إن الأنواع القادمة من القارة الأوروبية، والتي بنت أعشاشها ووضعت بيوضها وربت فراخها، والتي أصبحت قادرة على الطيران، تبدأ بالرحيل لقضاء الشتاء في بلاد أكثر دفئاُ وأقل قساوة، وهو ما يتوفر في فلسطين.

وأضاف "نتابع حركة هذه الطيور بالسبل المتاحة، وفي الخامس عشر من آب الفائت، جرى رصد حوالي 6000 من اللقلق الأبيض في منطقة أريحا .
وأشار إلى أن محطة طاليتا قومي لمراقبة وتحجيل الطيور، تتخصص بالإمساك بالطيور بواسطة شباك خاصة لا تتسبب بالأذى، ثم توضع حلقة حول رِجل الطائر اليسرى تحمل رقمًا خاصًا إضافة إلى اسم فلسطين، وبعد تحديد عمره الطير وجنسه وطول أجنحته ونسبة الدهون في جسده وعضلاته وموقعه من الانقراض والتهديد، يُعاد إطلاقه ثانياً ليصبح سفيراُ لفلسطين في كل البلاد الذي ينتقل إليها".

وتابع إن فلسطين التاريخية تحتضن 530 نوعاً من الطيور المختلفة، فيما يزيد عدد الطيور في الضفة الغربية وقطاع غزة حالياً عن 347 نوعاً. في حين تُصنف حسب وضعها إلى خمس مجموعات هي: المقيمة (المستوطنة)، والزائرة الصيفية، والمهاجرة، والزائرة الشتوية، والمشردة.

وحول الطيور المُهاجرة، قال المركز إنها تعبر فلسطين خلال الهجرة الخريفية و(أو) الربيعية. فبعضها يعبر بلادنا بسرعة، والآخر يستريح فيها أثناء الهجرة عدة أيام أو أسابيع، وقسم من أنواعها يهاجر ليلاً، وطائفة منها تختار النهار للهجرة. والسبب الرئيس لكثرة الأعداد والأنواع في الطيور المهاجرة عبر فلسطين، موقعها الجغرافي الحيوي بين القارات الثلاث، ووقوعها للكثير من الطيور، في منتصف طريق الهجرة. بينما يأتي القسم الأكبر منها من أوروبا الباردة، وكذلك من وسط آسيا وغربها، وتقضي الشتاء في أفريقيا السمراء. وهذه الطيور تعبر فلسطين وتختار خطوط هجرة مختلفة خلال هجرتي الخريف والربيع. ويُلاحظ بعضها بأعداد أكبر خلال الخريف مثل النكّات (السّياف)، فيما يُشاهد البعض الآخر بأعداد أكبر خلال الهجرة الربيعية كاللقلق الأبيض، الذي يعتبر من أكثر الطيور المهاجرة مشاهدة خلال الربيع، وتشاهد منه أسراب مُحلقة بالمئات أو بالآلاف مستخدمة تيارات الهواء الساخن، متجهة شمالاً، أو هي تهبط للطعام والراحة. كما أن العديد من الطيور الجارحة تحلق فوق فلسطين، في خطوط هجرة محددة، وأكثرها عدداً حوّام النحل، إذ تم تسجيل نصف مليون طائر منه في سنة واحدة!.

وتابع المركز أما هجرة طائر السمان (السلوى)، فمعروفة، ويعبر هذا الطائر حوض المتوسط في ليلة واحدة، ثم يهبط منهكاً على شواطئ غزة أو شمال سيناء للراحة، ويتعرض للصيد الجائر هناك. وإن أكثر من 50 % من أنواع معينة من الطيور المهاجرة، تتركز هجرة أعدادها في أيام قليلة جداً، لا تتعدى أربعة أيام، تسمى (قمة الهجرة). أما النصف الباقي فيتوزع قبل هذه الأيام وبعدها.

وتتميز 90% من هذه الطيور، بأن عبورها عادة يكون أقصر في الربيع منه في الخريف؛ بسبب الاندفاع القوي للطيور للوصول إلى مناطق تفريخها بأسرع وقت ممكن، لتأسيس مناطق نفوذ أو سيطرة، واستغلال الوقت الثمين بأقصر فرصة.

ووفق "التعليم البيئي"، الذي أطلق خلال نيسان الماضي الأسبوع الوطني الأول لمراقبة الطيور، بالتعاون مع سلطة جودة البيئة، فإن طائراً جرى تحجيله في فلسطين، رُصد في بولندا قبل عدة سنوات. أما أكثر الطيور المهاجرة التي يجري تحجيلها في "طاليتا قومي" فهو (أبو قلنسوة) Blackcap، الذي يتميز الذكر بالقلنسوة السوداء، والأنثى بالقلنسوة البنية. كما يتم توثيق عمر الطائر، وبعضها يكون من تفريخ ربيع وصيف عام 2013، أو يمتد عمره لأكثر من عام، وقد تمكث أعداد قليلة منها في شتاء فلسطين، إلا أن معظم أسرابه تواصل مسيرتها إلى أفريقيا لتمضية شتاء أكثر دفئاً.

وذكر المركز أن الطيور المهاجرة التي تصل إلى فلسطين عديدة، منها (درسة أورتولان) Ortolan Bunting بزورها الأصفر، والذيل بجوانبه البيضاء. إضافة إلى (الحميراء)Redstart بذيلها البني المٌحمر، الذي جرى تحجيل أول الوافدين منه في الأسبوع الثالث من آب الماضي.

وأكد "التعليم البيئي" أن طيور فلسطين لا تتضمن فقط المهاجرة التي تمر في الخريف جنوباً أو في الربيع شمالاً، ولكن ثمة طيور مقيمة على مدار العام كحال (البلبل أصفر العجز)Yellow Vented Bulbul , والزائر الشتوي مثل (أبو الحناء) Robin الذي تبدأ مشاهدته أواسط شهر تشرين أول ويستمر حتى شباط ليعود إلى أوروبا للتكاثر. وهناك طيور زائرة صيفية تصل بين شهري شباط وآذار، ومنها ما يتكاثر ثم يرجع إلى موطنه بين حزيران وتموز، وأشهرها (العويسق) Lesser Kestrel المهدد بالانقراض، و(السمامة الشائعة) Common Swift ، التي تلعب دوراً هاماً في القضاء على الحشرات.

ونبه المركز إلى أهمية الطيور في بيئة فلسطين، فهي جزء من السلسلة الغذائية، ولها دور كبير في المكافحة الحيوية، إضافة إلى جمال ألوانها وعذوبة تغريدها. ودعا إلى المحافظة عليها وبخاصة من الصيد الجائر، وتهديد موائلها الطبيعية، وتدمير أعشاشها، لما يسببه ذلك من تهديد للتنوع الطبيعي.

يذكر أن المركز هو الشريك العربي الأول في منظمة الطيور الأوروبية 'SEEN'، ويمثل فلسطين في مؤتمراتها السنوية، وتعد محطة طاليثا قومي لمراقبة وتحجيل الطيور في بيت جالا، الأولى والوحيدة على مستوى الوطن.