محطات من دورينا

بقلم : صادق الخضور
لقاء الكبار: هذا هو العنوان الأنسب لقمة السوبر الفلسطيني التي تكتسي طابعا خليليا بامتاز، فريقان طامحان للفوز باللقب في مواجهة ستحمل معها الإثارة وسط انتظار إطلالة ستبوح بكل أسرارها مع انتهاء المواجهة، وكل التمنيات بسوبر يحمل معه بشائر موسم كروي متميز فنيا، والأمل معقود على الجماهير لإخراج اللقاء في حلّة قشيبة.

وهو لقاء الأخوة.......
بعيدا عن منطق التعصّب المبالغ فيه وغير المبرر.. يمكن وصف اللقاء علاوة على كونه لقاء الكبار بلقاء الأخوة، وعلى الجهازين الفني والإداري في الفريقين وعلى اللاعبين مسئولية مضاعفة، ومطلوب ترجمة حسن النوايا والعقلانية في التصريحات إلى جوّ أخوي.
الحكام مطالبون بالارتقاء لمستوى الحدث، فلا زالت بعض هفوات التحكيم تثير حفيظة الجماهير، ولا نشك إطلاقا في كفاءة الطاقم المختار لقيادة المباراة، أما الجماهير فهي بيت القصيد ... وأكبر قاعدتين جماهيرتين تستهلان المشوار وبانتظار التشجيع الحضاري، وعدم الانجرار وراء من لا يتحكمون في انفعالاتهم.
فنيا: مدربّان قديران يقودان الفريقين وكل منهما باحث عن لقب أول مع ناديه، ولاعبون قد يتباينون في التنافس لكنهم يلتقون تحت مظلّة المنتخب أو بالأحرى تحت راية الوطن، وعلى قائد كل فريق مهمّة جسيمة تتلخص في ضبط إيقاع ردات فعل اللاعبين.
مباراة كبيرة منتظرة، وقد طوى كل فريق صفحة التكهنات بمن سيبقى وبمن سيرحل، كل فريق أعدّ العدّة ، والمباراة وقبل أن تشكّل بداية رسمية لموسم كروي مناسبة لتحقيق طموح كل فريق.
دورا على موعد مع الإثارة، والعميد والغزلان قادران على رسم لوحة جميلة من الإبداع الكروي، وبانتظار تقديم اللاعبين الجدد في كل فريق أوراق اعتمادهم في دورينا.
كل التمنيات بمشاهدة مباراة يليق مستواها بحجم الحدث، ونحن بالانتظار.

المنتخب.....إلى أين؟
يواجه المنتخب الوطني الفلسطيني معضلة تأخّر وصول المدرب جمال محمود إلى أرض الوطن بسبب معوقات الاحتلال وهذا يعطّل الجهود الهادفة إلى إعداد المنتخب، والمطلوب سيناريو بديل لحين تمكّن المدرب القدير جمال محمود من القدوم، ويتزايد هذا المطلب إلحاحا في ظلّ أنباء عن احتمالات تأجيل بدء الدوري، ووجود عدد كبير من اللاعبين المنضمين للفرق من فلسطين الداخل ما يتيح المجال للتجديد في بعض العناصر أو تلبية النقص في بدائل مراكز أخرى.
لا أملك القرار لتحديد السيناريو لكن التساؤلات المتمثلة في: ألا يمكن تنظيم معسكر إعدادي للمنتخب في الأردن؟ أو هل يمكن تنظيم معسكر تجميعي داخلي؟ وما الذي يحول دون معسكر يتخلل مباريات الدوري وبالتجمع يوم أسبوعيا للحفاظ على مستوى الانسجام بين اللاعبين؟
واقع الأمر أننا أمام حقيقة ماثلة، وجهود المدرّب جمال محمود في الفترة السابقة ستفقد جدواها في حال تواصل غياب الإعداد للمنتخب وأي سيناريو بديل يجب أن يكون بمتابعة وتوجيهات الكابتن جمال محمود، والاعتماد على المتابعة التلفزيونية للمباريات لن تسدّ مسدّ المتابعة الحثيثة لا لمباريات الفرق فقط بل ولتدريباتها.
في سياق متصّل، نتساءل: هل سيتابع محمود مباريات المنتخب في بطولة التضامن نهاية الشهر الجاري؟ فاللاعبون المشاركون يمكن أن يشكلوا رصيدا يمكن الإفادة منه في التجديد في صفوف المنتخب بعد أن برزت في المشاركات السابقة ظاهرة وجود لاعبين يتم اختيارهم بصورة شبه ثابتة.
هي تساؤلات تتزامن وعودة لاعبين كانوا محترفين في الخارج لدورينا ما يتيح توظيف جهودهم وخبراتهم، مع التركيز بشكل خاص على اللاعبين الوافدين حديثا للدوري بعد التعاقدات الأخيرة.

تمنيّات على أعتاب الموسم الجديد
كثيرة هي التمنيات على أعتاب موسم جديد، أولها أن تبادر الأندية لتنظيم بطولات للفئات العمريّة وعدم الاعتماد كليا على بطولات الاتحاد.
وثانيها: أن يعود الاهتمام لإنشاء ملاعب جديدة في مختلف المدن والبلدات والقرى، وأن يتم التسريع في إنجاز ملاعب الشهيد وفا، وملعب جنين، وملعب الظاهرية، وغيرها من الملاعب لضمان توافر خيارات في الملاعب.
ثالث التمنيات ترتبط بتكريم أكبر للاعبين المعتزلين يليق بما قدمّوه من عطاء، وهذا ليس واجب الإدارات وحدها بل واجب الجماهير وأيضا اللاعبين الحاليين لأنهم سيكونون يوما ما معتزلين.
رابع التمنيات ترتبط بتفعيل الجسم المنظم للإعلام الرياضي، فرابطة الإعلاميين لا زالت قاصرة عن القيام بالدور المنتظر والمفترض فيها، وعلى ذكر الإعلاميين فإن الإشادة بما يقدمونّه أقل ما يمكن تقديمه، كما أن تقديم زوايا إعلامية جديدة يستحق التقدير فقد بدأ الزميل خليل رواشدة هذا المنحى عبر زواياه المتخصصة، فكانت إضافية نوعية.

مبارك سريّة رام الله
وضوح الهدف نصف المسافة لبلوغه.. كذا كان ..فقد وضعت سرية رام الله نصب عينيها الظفر باللقب السلوي الغالي بعد أن دانت السيطرة في آخر المواسم لإبداع.
السريّة ظفرت باللقب عن استحقاق، واحتفلت به في أمسية رائعة جمعت في ثناياها بين فنون السلّة والتواصل الفني مع التراث، والجماهير التي آزرت برهنت أن لرياضة كرة السلّة جمهورها الذواّق .. فجاء أبناء السرية ليحلقوّا مع فريقم البطل في الآفاق.
باركنا لإبداع سابقا وها نحن نبارك للسريّة التي جعلت كأس البطولة يردد كلمات فيروز" وين عرام الله"، فمبارك للسريّة هذا الفوز الذي جاء تتويجا لعمل مدروس.
اللقب من خزائن إبداع إلى خزائن السرية، وما بين هذا وذاك اتحاد فاعل يحافظ على ترتيبه المتقدّم على سلم الاتحادات الفاعلة على قلتّها.
نسبيا ..طرأت زيادة على مستوى التغطية الإعلامية للنشاط السلوي، والتغطية لأيّة رياضة يفرضها الحراك ولا تخضع لقرار، وكل ما نتطلع إليه دوام حالة التفاعل مع لعبة كرة السلّة، وتحفيز السرية وأندية المقدمّة على مزيد من الاحتكاك الخارجي، وتنظيم الاتحاد بطولة سلوية تشارك فيها منتخبات عربية ودولية، وواثقون من أن الاتحاد وبالتعاون مع السرية قادران على التنظيم.