الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

حزب الشعب يستذكر القائد بشير البرغوثي

نشر بتاريخ: 09/09/2013 ( آخر تحديث: 09/09/2013 الساعة: 12:04 )
رام الله- معا - اصدرت اللجنة المركزية في حزب الشعب الفلسطيني بيانا بمناسبة الذكرى الثالثة عشر لرحيل القائد الوطني والتقدمي الشيوعي الكبير بشير عبد الكريم البرغوثي، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني وأحد أبرز قادة عملية اعادة تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني وأمينه العام في شباط 1982.

وقال حزب في بيان وصل معا نسخة عنه "في مثل هذا اليوم رحل المناضل الكبير الذي أمضى حياته في خدمة قضية الشعب والوطن وتوقف قلبه الحاني عن الخفقان بعد صراع طويل مع المرض الذي اقعده لثلاث سنوات. نفتقده اليوم وشعبنا وقضيتنا تمر في ظروف خطيرة كم نحتاج فيها لحكمته ونفاذ بصيرته هو ورفاقه من الرعيل الاول الذين شقوا لنا الطريق وعبدوه بدمائهم وعرقهم وعطائهم اللامحدود".

في قرية دير غسانة عام 1931 تفتحت عيناه على الحياة وفي مدارسها تلقى دراسته الابتدائية ومن ثم انتقل الى مدرسة البيرة الثانوية حيث تخرج من مدرسة الفرندز برام الله سنة 1949، وبعد ذلك التحق بالجامعة الأميركية في القاهرة و حصل على الدرجة الجامعية في العلوم السياسية والاقتصاد في العام 1956 . برز نشاط بشير البرغوثي خلال سنوات دراسته في اطار رابطة الطلبة الفلسطينيين التي اسسها ورئسها الرئيس الراحل أبو عمار وفي خضم البدايات التي شهدت تبلور معالم الكيانية الفلسطينية ترسخت في وقت مبكر علاقات التعاون والصداقة بين الرئيس ابو عمار والفقيد بشير البرغوثي هذه العلاقة التي استمرت رغم التباينات في بعض المراحل حتى رحيله.

وبعد أن أنهى فقيدنا الكبير دراسته عاد بعد ذلك الى الاردن واستأنف نشاطه في صفوف الحزب الشيوعي الاردني حيث لعب دوراً بارزاً في النضال ضد حلف بغداد وضد مخططات التوطين ، ورئس صحيفة الحزب العلنية الاولى الجماهير في العام 1956، وخلال حملات مطاردة الشيوعيين اعتقل في العام 1957 مع الآلاف من كوادر الحزب والحركة الوطنية في الاردن ، وصمد الى جانب رفاقه في سجن الجفر الصحراوي لمدة ثماني سنوات. وبعد خروجه من المعتقل عاد لأستأنف نشاطه السياسي، مؤكداً على خط الحزب وسياسته الوطنية التقدمية ، ذات الأسس الاجتماعية والطبقية الواضحة المدافعة عن حقوق المرأة و مصالح الجماهير الكادحة وحقها في الحرية والديمقراطية و العيش الكريم.

وفي عام 1974 عاد الى أرض الوطن ليواصل دوره القيادي في نضال الشيوعيين لفلسطينيين ضد الاحتلال ، حيث تعرض للاعتقال أكثر من مرة، وفرضت عليه سلطات الاحتلال الاقامة الاجبارية لمدة ثلاث سنوات متواصلة ومنعته من مغادرة البلاد حتى عام 1988.

وفي هذه الفترة من تاريخ حياته قام الراحل بمهام عديدة حيث رئس الفقيد هيئة تحرير صحيفة الفجر المقدسية، وأسهم من خلال موقعه في قيادة التنظيم الشيوعي الفلسطيني بدور بارز في انجاح القوائم الوطنية لانتخابات المجالس البلدية في عام 1976، ثم رئس تحرير صحيفة الطليعة منذ العام 1978 وحتى العام 1994، كما ناضل ضد مخطط الحكم الذاتي والقيادة البديلة، وكان عضوا قيادياً بارزاً في لجنة التوجيه الوطني، وقام بدور كبير من موقعه كأمين عام لحزب الشعب الفلسطيني في توجيه وقيادة الانتفاضة الفلسطينية المجيدة. وأسهم بفكره ونضاله في بلورة البرنامج السياسي الجديد لمنظمة التحرير الفلسطينية والقائم على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ حزيران عام 1967، بعد انسحاب قوات الاحتلال من هذه المناطق، وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم وفق القرار 194. وقد جرى تجسيد هذا الموقف، في برنامج الحزب الشيوعي الفلسطيني في العام 1982 وبعد ذلك في برنامج حزب الشعب الفلسطيني، وقد تبنت منظمة التحرير الفلسطينية هذا البرنامج في دورة المجلس الوطني في العام 1988. وفي العام 1996، أصبح وزيراً للصناعة في حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية، ثم وزير دولة حتى وفاته.

لعب بشير البرغوثي دوراً طليعياً بارزاً في تاريخ الحزب والحركة الوطنية الفلسطينية، وفي النضال المثابر من اجل وحدتها، حيث كان مثالاً للمناضل العنيد والمبدئي والمثقف الحزبي، الذي ساهم ببعد رؤيته ونظرته الثاقبة، وبما كان يحظى به من احترام وتقدير في صفوف الحركة الوطنية، ومن خلال انحيازه الشديد للفكر الاشتراكي والدفاع عن قضايا الفئات الكادحة والمحرومه ، بتعزيز الواقعية السياسية والكفاحية المبدئية التي طالما ميزت مواقف حزب الشعب الفلسطيني. لقد كان بشير البرغوثي خلال مسيرته الكفاحية الحافلة مدرسة لآلاف المناضلين ونموذجاً لجيل كامل من قياديي الحزب الذين خسروا بفقدانه قائداً وطنياً فذاً ومبدعاً.

اليوم ونحن نفتقد بشير البرغوثي ورفاقه واخوته المناضلين من ذلك الجيل العملاق، الذين كرسوا حياتهم لخدمة الهدف الوطني، جيل العظماء الذين اعطوا لوطنهم ولشعبهم خلال مسيرة حياتهم أكثر مما أخذوا ، نفتقدهم ونؤكد أننا من تايخهم المشرف وعطائهم الصادق نستلهم الطريق، طريق الكفاح الوطني من أجل استعادة حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة ، طريق الحرية والديمقراطية والمساواة طريق والكرامة و العدالة والاجتماعي.