ورشة عمل في غرفة تجارة نابلس تبحث موضوع "الصحة والسلامة المهنية"
نشر بتاريخ: 11/09/2013 ( آخر تحديث: 11/09/2013 الساعة: 13:47 )
نابلس - معا - عقدت في قاعة غرفة تجارة وصناعة نابلس ورشة عمل بعنوان " الصحة والسلامة المهنية في المنشآت " وذلك بتنظيم من الغرفة التجارية، ومديرية عمل محافظة نابلس، واتحاد نقابات عمال فلسطين، وجهاز الدفاع المدني.
وحضر الورشة كل من رئيس الغرفة حسام حجاوي، ورئيس اتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد ، ومدير مديرية عمل محافظة نابلس احمد دراغمة، والرائد ايوب الطنبور ممثل جهاز الدفاع المدني، والرائد رائد ابو غربية مدير العلاقات العامة والاعلام في شرطة محافظة نابلس. وشارك في الورشة ممثلين عن اصحاب العمل، والعمال، وبلدية نابلس، واتحاد المقاولين. وشهدت الورشة تقديم عروض تقديمية وتوضيحية قدمها ممثلون عن الجهات المذكورة، ناقشت الموضوع من كافة زواياه.
وجاءت الورشة في اطار سعي كافة الجهات ذات العلاقة لتسليط الضوء على اهمية موضوع الصحة والسلامة المهنية في المنشآت بسبب تنامي اعداد الاصابات والوفيات في المنشآت وخاصة في منشآت قطاع البناء وورش عمل المقاولات والتشييد.
والقى حسام حجاوي كلمة رحب فيها بالحضور ، بالنيابة عن اعضاء مجلس ادارة الغرفة في هذه الورشة حول قضية الصحة والسلامة المهنية. وأكد على الشراكة التي تجمعنا في تنظيم هذه الورشة الهامة وانعقادها بوجود هذه المنظومة من ممثلين عن القطاع الخاص، ونقابات العمال، ومديرية العمل، والدفاع المدني والجهات ذات الصلة ممثلة ببلدية نابلس ، والحكم المحلي ، ونقابة المهندسين، وجهاز الشرطة، بحضور ومشاركة اصحاب العمل والعمّال.
واضاف حجاوي اننا نرى ان الانسان الفلسطيني هو الأغلى، وهو شعار يجب ان نرفعه جميعا وان نطبقه جميعا ، والموارد البشرية بمثابة رأسمال له نفس أهمية الموارد المادية الأخرى، لا بل يفوقها، وأنّ الاستثمار في العنصر البشري المؤهل من خلال التعليم المهني والتقني هو استثمار طويل الأمد يؤدي الى تحسين الحالة الاقتصادية بشكل عام، موضحا اننا نرى ان الاهتمام بصحة وسلامة الانسان العامل هو امرٌ في غاية الاهمية من قبل الجميع ، سواء من صاحب العمل والعامل والجهات الرقابية على حد سواء. ودعا حجاوي الى التركيز على موضوع الصحة والسلامة المهنية في المنشآت ، كما دعا لان تتولّى لجنة او شخص مهام تطوير مبادرات وإجراءات الصحة والسلامة المهنية في المنشأة الاقتصادية، وذلك للحد من مخاطر الحوادث المتعلّقة بالصحة والسلامة، فضلاً عن عملها على تحديد وتوثيق ورصد وتقييم قضايا الصحّة والسلامة المهنية، إضافة إلى العمل على رفع مستوى الوعي حول القضايا المتعلّقة بالصحّة والسلامة، وتطبيـق تدابيــر احترازيّة ووقائية لازمة لحماية العمال والموظفين.
وجدد حجاوي الدعوة للقطاع الخاص الى الاهتمام بهذا الموضوع وايلائه الاهتمام اللازم في منشآته، والتقيد بالقوانين الناظمة لذلك، مبيناً انّ رأس المال البشري هو مكونٌ اساسي للعملية الاقتصادية، وان اي مبادرات تعنى بصحته داخلياً داخل المؤسسة أو خارجها من شأنها أن تسهم في زيادة الانتاجية ، وتحسين العملية الاقتصادية، فهنـالك ارتباط مباشـر بيـن صحة الإنسان، وحضوره، وإنتاجيته.
ودعا حجاوي الحضور والمشاركين في ختام كلمته لانجاح وتحقيق اهداف الورشة، والخروج بتوصيات قابلة للتطبيق بما يفيد مصالح الجميع.
من جهته، عبر شاهر سعد عن شكره للغرفة على استضافة هذه الورشة الهامة، معبرا عن اعتزازه بتعاون كافة الجهات في تنظيمها ، نظرا لحالات الاصابات المتكررة التي تحدث في المنشآت وخاصة قطاع البناء والتشييد، بسبب فقدان مفهوم السلامة المهنية لدى العديد من اصحاب العمل والعمال على حد سواء.
واوضح سعد ان حالات الاصابة بلغت 4800 اصابة حتى يومنا هذا من العام الحالي، من بينها 24 حالة وفاة اغلبها كانت في قطاع المقاولات. ونوه الى ان الحجم الكبير للعمالة في هذا القطاع البالغة حوالي 25%، يؤشر الى تضافر جهود كافة الجهات ذت الصلة للعمل سويا من اجل ايجاد حلول جذرية للموضوع. وبين شاهر سعد ان اتفاقية تعاون ستوقع قريبا بين اتحاد نقابات عمال فلسطين واتحاد الغرف التجارية الصناعية الفلسطينية تحت رعاية منظمة العمل الدولية تعبيرا عن التزام الطرفين بالتعاون المشترك.
بدوره، اشاد احمد دراغمة بالتعاون الجاري بين كافة الجهات المعنية في نابلس من اجل العمل المشترك على قضية الصحة والسلامة المهنية، وترسيخها في المنشآت لدى اصحاب العمل والعمال ، موضحا دور مديرية عمل نابلس في هذا الاطار.
واضاف ان المطلوب من الجميع هو تكثيف العمل من اجل الحفاظ على ارواح العمال، وبالتالي الحفاظ على استمرار العمل في المنشآت الاقتصادية وبالتالي هناك دور كبير ملقى على عاتق كل من صاحب العمل والعامل من اجل مزيد الجهد على صعيد السلامة المهنية، والابتعاد قدر الامكان عن الاهمال والقصور من كلا الطرفين.
الرائد ايوب الطنبور القى كلمة جهاز الدفاع المدني نيابة عن العقيد كريم عميرة، مؤكدا على الشراكة التي تجمع الجهات المختصة وذات العلاقة، مؤكدا ان دور الجهاز كان وما زال هو وقائي من اجل منع او تخفيف حجم الاصابات في المنشآت، موضحا ان الدفاع المدني حقق انجازات على هذا الصعيد بالتعاون مع كافة الاطراف. وشدد الطنبور على اهمية عمل الجهات الاربعة واستمراره، واهمية وحدتها، بهدف تحقيق الاهداف التي نسعى اليها جميعا.
وفي سياق الورشة، قدّم عضو مجلس ادارة الغرفة م. سامر فتوح عرضا تقديميا اوضح فيه موقف ومفهوم القطاع الخاص من قضية الصحة والسلامة المهنية، واستعداده للعمل المشترك مع كافة الجهات في نابلس من اجل تحقيق توجهات الورشة ، مستعرضا ادوات الصحة والسلامة المهنية، والتركيز على الورش الصغيرة، وتدريب صاحب العمل والعامل ، موجها التحية الى العمال واصحاب العمل في فلسطين كافة.
وقدم سكرتير دائرة الصحة والسلامة المهنية في اتحاد نقابات العمال مصطفى حنني عرضا تناول فيها بالتفصيل واقع الصحة والسلامة المهنية في فلسطين من عدة محاور، مؤكدا ان الاتحاد بادر الى عقد العديد من ورشات العمل حول الموضوع مؤخرا، مطالبا بالحفاظ على العامل وصحته وبالتالي الحفاظ على المنشأة الاقتصادية.
مدير قسم التفتيش وحماية العمل في مديرية عمل نابلس زاهي سوالمة اشار في مداخلته الى ازمة الثقة التي ما زالت تحكم العلاقة بين اطراف الانتاج الثلاثة، مؤكدا على ضرورة العمل برؤية موحدة، منوها الى التزام العديد من اصحاب العمل بموضوع الصحة والسلامة المهنية مستشهدا ببعض الحالات. واضاف سوالمة ان هناك قصور واهمال من الجميع تجاه الموضوع، موضحا ضرورة اجراء مزيد من الحوار الثنائي لجسر الهوة، وتبيان واجبات وحقوق كل من صاحب العمل والعامل.
المهندس حسن دراغمة من الدفاع المدني اكد على ضرورة ترسيخ شراكة كافة الجهات المعنية لانجاز قضية الصحة والسلامة المهنية في المنشآت ، مؤكدا على دور الجهاز في عمليات التفتيش الدورية على المنشآت، مشيرا الى الشروط المطلوبة من المنشأة وفق القانون، موضحا اهمية توفير كافة الامكانيات اللازمة لانجاح عمليات الرقابة والتفتيش التي تجريها كافة الجهات المختصة.
وجرى بعد ذلك نقاش مفتوح في الورشة شارك فيه العديد من الحضور حيث اكدوا على اهمية موضوع الورشة، ونوهوا الى ضرورة العمل على تواصل تثقيف العامل وصاحب العمل، وعقد ورشات تخصصية لكل قطاع ، مبينين ضرورة التحول من الحديث النظري الى الواقع العملي. وطالبوا بضرورة اتخاذ خطوات لمتابعة الموضوع بعد الورشة، وقدموا العديد من المقترحات والافكار التي اثرت الورشة والنقاش فيها.
واختتمت الورشة بتوصيات كان من اهمها:تشكيل مجلس للسلامة والصحة المهنية في نابلس من الشركاء الثلاث، توفير معدات الوقاية حسب ( المواصفات والمقاييس )، تكثيف الزيارات الميدانية على القطاعات الأكثر خطورة ومن أهمها التشييد والبناء، الفحوصات الطبية الأولية والدورية وذلك من خلال توفير أطباء وعيادات للطب المهني، تعديل قانون العقوبات بحيث تصبح رادعة أكثر، عدم إعطاء تراخيص البناء إلا لمقاول مرخص ويشترط بالرخصة التزام المقاول بشروط السلامة، إلزام الشركات الهندسية التي تقوم بإعطاء أعمال لمقاولي الباطن والمقاولات بضرورة الالتزام بالسلامة العامة وان يكون المقاول مرخص، إلزام شركات التأمين بضرورة الالتزام بقانون العمل والعمل على تأمين العمال الإحداث وكذلك العمال ذوي الإعاقة، تكثيف الدورات في جميع القطاعات الأكثر خطورة، تكثيف الزيارات الميدانية على القطاعات الأكثر خطورة، تنظيم قطاع المقاولين، دعوة البلديات ومجالس الحكم المحلي لمناقشة موضوع إعطاء التراخيص لمقاولين مرخصين، إجراء تقييم للحوادث السابقة لأخذ العبر من اجل عدم تكرارها، إلزام المؤسسات العامة والخاصة بتوفير فني أو مهندس مؤهل بالسلامة، إيجاد بند في العطاء خاص بتسعير السلامة العامة للمشروع.