المكتب الطلابي الفتحاوي في لبنان يكرم الطلبة المتفوقين في الشهادات الرسمية
نشر بتاريخ: 21/08/2005 ( آخر تحديث: 21/08/2005 الساعة: 10:36 )
لبنان- معا- برعاية رئيس إتحاد بلديات صيدا - الزهراني الدكتور عبد الرحمن البزري, اقيم احتفال تكريمي حاشد نظمه الاتحاد العام لطلبة فلسطين - المكتب الحركي الطلابي (منطقة صيدا) للطلاب الفلسطينيين الفائزين بالشهادات الرسمية, وذلك في القاعة الكبرى في القصر البلدي لمدينة صيدا.
وحضر الحفل إلى جانب الدكتور البزري, امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا الحاج خالد عارف, ومحمد ضاهر ممثل رئيس التنظيم الشعبي الناصري, والنائب الدكتور أسامة سعد, ورئيسة المركز الوطني للعيون السيدة نجلاء سعد, والشيخ محمود الجشي، وعدد من ممثلي فصائل منظمة التحرير وحركتي حماس والجهاد الإسلامي واللجان الشعبية والقوى الفلسطينية, والأحزاب والهيئات اللبنانية, ورئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا الحاج بسام القطب, ورئيس إتحاد طلبة فلسطين محمد عوض, ومدراء مدارس المخيم، ومدير التربية والتعليم في الأونروا (منطقة صيدا) أسعد طه وشخصيات وعدد كبير من الطلبة المحتفى بهم وأهاليهم .
وألقى راعي الإحتفال الدكتور عبد الرحمن البزري الكلمة التالية:
بداية أتوجه بالتهنئة لأبنائنا وبناتنا من الطلبة المتفوقين الذين نجحوا في الإمتحانات الرسمية والمدرسية في ظل ظروف أقل ما توصف بأنها غير ملائمة, إن لم تكن متعارضة مع متطلبات وظروف التحصيل العلمي. فعلى الرغم من خبرة وتفاني الجهازين التعليمي والإداري وتضحيات الأهالي وجهود التلامذة , إلا أن أوضاع العديد من المدارس ومساحاتها وتجهيزاتها لا تتلاءم مع شروط التعليم الحديث والبرامج الجديدة . فنجاحكم اليوم هو الدليل على قدرتكم في التفوق , لا على المناهج التدريسية فقط, وإنما على البيئة القاسية التي تعيشون فيها. وهذا من دواعي فخرنا واعتزازنا وثقتنا بأجيال المستقبل وقدرتها على الإنتصار.
وأنا أتوجه بالتهنئة لا بد من التساؤل عن ماذا سيفعل الناجحون. أين سيكملون تحصيلهم العلمي والجامعي؟ أين سيعمل البعض منهم وفي أية وظيفة وفي أي بلد؟
الطوق الأمني المفروض على المخيمات , ونحن على أبواب سنة دراسية جديدة, قد يجعل من الصعب إن لم يكن شبه المستحيل على العديد من الطلبة الفلسطينيين التوجه إلى والعودة من مدارسهم وجامعاتهم بشكل شبه يومي.
والقوانين المعمول بها حاليا في لبنان تمنع الفلسطينيين من العمل والتملك، والمجتمع الدولي يبحث بآليات تنفيذ قرارات 1559 و1617 , متناسيا قرارات كـ : 294 التي تضمن حق العودة للفلسطينيين إلى ديارهم. فهل المطلوب أن تتعلم الأجيال الفلسطينية الجديدة للتحول إلى يد عاملة إختصاصية في دول منتشرة في أقاصي العالم؟ وهل المطلوب تشتيت الشتات؟.
نحتفل اليوم بنجاحكم , في حين يحتفل أهلنا وأخوتنا بتحرير قطاع غزة وانسحاب المحتل وإخلاء المستوطنات , وفي هذا المجال لا بد من التأكيد على الثوابت التالية:
1- إن انتصار غزة تحقق بفعل المقاومة وتضحيات المجاهدين والشهداء, وهو نتيجة حتمية للخسائر التي تكبدها المحتدة وليس منة من أحد ولا عودة الوعي الإنساني لسفاح كأرييل شارون ولحكومته المتطرفة ولشعبه المغتصب.
2- إن تحرير غزة على أهميته هو الخطوة الأولى على طريق تحرير الضفة الغربية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, وصولا إلى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني وتصحيح ما أنتجته مؤامرة كبيرة من خطأ تاريخي أدى إلى مآسي متكررة وظلم وعدوان على شعبنا وأمتنا.
3- إن تحرير غزة يوجب علينا الحذر والحيطة وأخذ كافة الإستعدادات الضرورية والوقائية لعدوان أو غدر جديد, فالعدو تعود أن يأخذ لا أن يعطي , وان يقضم ويضم لا أن ينسحب ويفكك المستعمرات والمنازل.
وأضاف: يكثر الحديث اليوم عن مؤتمر وطني لبناني فلسطيني يهدف إلى وضع العلاقات بين الشعبين والسلطتين في أطرهما الصحيحة. نحن في صيدا نعتبر أنفسنا المعنيون الأساسيون بهذا الموضوع لأننا العاصمة الحقيقية للمقاومة ولكل المقاومين, ولأننا العاصمة الفعلية للشتات الفلسطيني خاصة في لبنان. ومن يرد أن يرى علاقات لبنانية ـ فلسطينية سليمة ليأت إلى صيدا وليتعلم ويرى.
لا يجوز بعد اليوم أن يبقى التعاطي بالملف الفلسطيني من قبل الدولة اللبنانية أمنيا فقط, أنما يجب أن يكون شموليا ليلحظ خصوصية العلاقات بين الشعبين ويأخذ بالحسبان وبحسب الأولوية النواحي السياسية والإجتماعية والحياتية والمعيشية.
فإلى متى ستبقى الحقوق المدنية للفلسطينيين معلقة في لبنان؟ وما هو موقف لبنان الرسمي من القضية الفلسطينية ومن حق العودة ؟ ومن هو المخول والمكلف رسميا متابعة الملف الفلسطيني على المستوى الرسمي والحكومي اللبناني؟ومتى يبدأ الحوار الجدي في هذه المواضيع؟
لذلك نحن مع كل ما يساعد الفلسطينيين على إستعادة حقوقهم المدنية في لبنان, وفي قلب وصميم كل تحرك يساعدهم على العودة إلى ديارهم وإقامة دولتهم.
وإذا كان للمؤتمر الوطني الفلسطيني ـ اللبناني أن ينعقد , فلينعقد في صيدا وبحضور القوى السياسية الأساسية على الساحة الصيداوية والقوى والمنظمات الممثلة للشعب الفلسطيني على إنتماءاته , ولتنضم لهؤلاء شخصيات وقوى وطنية على الساحة اللبنانية عرف عنها التزامها التاريخي بالحق الفلسطيني وتضامنها مع قضاياه ونضالها من أجل حقوقه, على أن ينتج عن هذا المؤتمر توصيات ومقررات تعنى بالعلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين وواجباتهم في لبنان, وتدعم مشروعهم ونضالهم في العودة إلى ديارهم المحررة.
وقال: إن إقامة حفل تكريمكم في بلدية صيدا هو أكبر دليل على نظرة المدينة الشمولية للقضية الفلسطينية, وللشعب الفلسطيني الموجود قسرا في لبنان. فهذه الدار هي داركم , والبلدية بلديتكم, فأنتم جزء غالي وعزيز لا يتجزأ من مجتمع صيدا, ومن هذه المدينة المعطاء المقاومة والتي دحرت العدو وهزمته بفعل تضحيات أبنائها من الفلسطينيين واللبنانيين, وهي اليوم تخوض حربها على الطائفية والمذهبية والتشرذم السياسي وتفكيك أواصر الوطن بفعل مشاريع فدرالية وكونفدرالية معلنة وغير معلنة.
وختم الدكتور البزري : تهنئتنا لكم مصحوبة بالدعاء واطيب التمنيات بالتوفيق والنجاح. مبروك لشعبنا تحرير غزة, وإلى إنتصارات أخرى.
مبروك لكم تحصيلكم العلمي الذي هو جزء أساسي في معركتنا مع العدو وحلفائه. تحية إجلال وإكبار للشهداء والمجاهدين والمعتقلين في سجون العدو.
عهدا من صيدا على أن تبقى عاصمة لكل الشرفاء من فلسطينيين ولبنانيين وعرب. عهدا على حماية سلاح المقاومة اللبنانية. عهدا على حمل مشعل قضيتكم حتى تحقيق النصر المبين.
ثم تحدث العقيد خالد العارف فقال:
نلتقي اليوم لنكرم رجال المستقبل... بناة الدوله الفلسطينية المستقلة العصرية... نكرم ابناءنا الطلبة المتفوقين المثابرين على طلب العلم وتحصيله رغم ظروفهم الصعبه والقاسية ايمانا منهم باهمية العلم والمعرفة في معركة التحرير والعودة وبناء الدولة الفلسطينية المستقله وعاصمتها القدس الشريف.
ان احتفالنا اليوم بنجاح وتفوق ابنائنا الطلاب يتزامن مع احتفال شعبنا العظيم باندحار الاحتلال وقطعان المستوطنين عن ارض غزة هاشم واجزاء من الضفه الغربية معلنة بدء تحقيق الحلم الفلسطيني باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق عودة اللاجئين وبزوغ الفجر الفلسطيني من النفق المظلم، والتمسك بالثوابت الوطنية التي زرعها وخطط لها ورسمها شهيدنا القائد الخالد الرئيس ياسر عرفات .
ايتها الاخوات... ايها الاخوة
من صيدا العروبة، صيدا النضال، صيدا قلعة المقاومة الوطنية، نتوجه بالتحية الى كل الأحرار ونقول لهم اليوم غزة وغدا الضفة والقدس... ولن تكتمل فرحتنا الا باطلاق سراح جميع الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي واندحار الرقابة الصهيونية عن المعابر وعودة المؤسسات الى السيادة الفلسطينية المستقلة...
اهدافنا كانت وما زالت وستبقى يتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني متمسكة بالثوابت الوطنية التي من اجلها انطلقنا في هذه الثورة... فنم قرير العين ابا عمار، يا من حميت الحلم الفلسطيني باهداب عيونك، وها هم ابناؤك واخوانك في السلطه الوطنية الفلسطينية وكل القوى الوطنية والاسلامية وعلى رأسهم الاخ الرئيس ابو مازن، يسيرون على خطاك ويحققون حلمك الفلسطيني، الذي كنت له دائما الرمز المؤسس والخالد في ذاكرتنا... وقائد ثورتنا... وصانع عودتنا... وملهم الاجيال... ورمز الإستقلال ومؤسساً للاتحاد العام لطلبة فلسطين الذين نحتفل بهم اليوم ونحملهم الأمانة لتكملة المسيرة.
من هنا عاصمة المقاومة صيدا, نتوجه بالتحية إلى لبنان الشقيق رئيسا وحكومة وشعبا , ونتمنى عليهم البدء بأخذ خطوات عملية وجدية بإعطاء شعبنا الفلسطيني حقوقه المدنية والإجتماعية والسياسية حتى يستطيع أن يقف في وجه كافة المشاريع المطروحة من توطين وتهجير وغيره... ونؤكد من هنا أن وجهتنا كانت وستبقى دائما باتجاه جنوب الجنوب إلى فلسطين التي لن نقبل وطنا تحت الشمس بديلا عنها .
التحية كل التحية إلى أبنائنا الطلبة الأعزاء, والتحية كل التحية إلى الاسرى والمعتقلين والشهداء الذين بفضلهم يتحقق النصر اليوم ويسقط الحلم الصهيوني الذي كان شعاره دائما حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل.
توزيع الشهادات
وبعد كلمات لكل من أسعد طه (مدير التربية والتعليم في الأونروا في منطقة صيدا), وزيد فاعور بإسم الإتحاد العام لطلبة فلسطين المكتب الطلاب الحركي في منطقة صيدا, وحسين رحال (كلمة المخريجين) ، وزع راعي الحفل الدكتور عبد الرحمن البزري والعقيد خالد العارف والسيدة نجلاء سعد وممثل النائب سعد محمد ضاهر, واسعد طه والفعاليات المشاركة من ممثلي الفصائل والقوى والهيئات والجمعيات الشهادات على الطلاب المتفوقين وعددهم 165 طالبا وطالبة من أصل 1200 طالب فلسطيني ممن نجحوا في الشهادات الرسمية .
وقدمت خلال الحفل عروض الدبكة الفلسطينية من فرقتي الكوفية والقدس.