السبت: 18/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 12/09/2013 ( آخر تحديث: 12/09/2013 الساعة: 22:11 )
محطات من دورينا
بقلم : صادق الخضور

جولة أولى انتهت من دوري المحترفين، وإجراء الجولة قبل توقف الدوري خدم الفرق لتتعرف مواطن القوة والضعف، وتعالج الأخطاء التي بات واضحا أنها موجودة لدى بعض الفرق، وفترة التوقف رغم أنها تتيح لبعض الفرق فرصا أكثر من غيرها إلا أنها في المجمل جيدة.

الأسبوع الأول في أرقام
• 5 مباريات من أصل 6 انتهت بالفوز، وبلغ عدد الأهداف في الجولة الأولى 12 هدفا وبمعدل هدفين في كل مباراة.
• 4 فرق حافظت على نظافة شباكها، وهناك لاعبان سجلا هدفين ليكونا في صدارة الهدافين وأحدهما مهاجم هو لاعب الأمعري حسين جوهر.
• 4 فرق حققت الفوز خارج ميدانها، و3 نتائج فوز خارجي كانت من نصيب ملعب الحسين في الخليل.
• أعلى نتيجة سجلها الخضر، وفشل مهاجمو شباب الخليل والأهلي وهلال القدس وإسلامي قلقيلية في تسجيل أي هدف.
• تركزّت المباريات في ملعبين اثنين هما فيصل الحسيني والحسين بن علي، وسيتم التوسع في الملاعب في الأسبوع الثاني على اعتبار أن ملاعب نابلس والخضر ودورا ستحتضن مباريات لفرقها.
• معظم الأهداف المسجلة من لاعبين جدد على دوري المحترفين، ما يعني أن الجهاز الفني للمنتخب مطالب بمتابعة المباريات للتجديد واختيار عناصر جديدة.

فنيا ... لا بدّ من الانتظار
مع انتهاء الجولة الأولى لا يجب الاستعجال في إصدار الأحكام، فالغزلان والعميد خاضا اللقاء الأول بعد أيام معدودة من لقاء السوبر، لكن يمكن التعليق على جملة ملاحظات أهمها أن الهدف القاتل حضر في مباراتي بلاطة والأهلي، والغزلان والهلال المقدسي، كما أن وجود 4 حراس مرمى جدد في صفوف الفرق يؤجل التقييم لمستوى الحراسة عموما.
وحتى مع انتهاء الجولة .. فالفرق ستدخل من جديد في حالة بيات بانتظار معاودة عجلة الدوري الدوران، وهو ما يتطلب إجراء مزيد من المباريات الودية.. ومع بدء دوري الدرجة الأولى ستكون الفرق مطالبة باللعب مع فرق الدرجة الثانية وهذا ما سيجعل المواجهات أقل جديّة مع تقديرنا لمستوى فرق الدرجة الثانية.
بعض الفرق تتحدث عن انتظار حالة الانسجام، والدوري قد بدأ وبالتالي فلا مجال للانتظار، ووضح جليا أن فريق المكبر يعاني في خط الوسط ..وأن الإسلامي لا زال بحاجة إلى مزيد من الخبرة، فطرد لاعب في الشوط الأول قاتل.
جولة أولى ..وبث أتاح متابعة 4 مباريات ما يستوجب الارتقاء بواقع التحليل للمباريات، والتركيز على النقاط التي تشكّل منطلقات للتقييم، ولا يمكن الحكم فنيا إلا بعد 4 جولات ومع توقف الدوري بعد الجولة الأولى سيكون علينا بدء العد من جديد مع أن الجولة الأولى حفلت بنتائج ستترك آثارها مع انتهاء الجولة الثانية، فالفرق الخاسرة لن تحتمل خسارة ثانية تبعدها عن الصدارة 6 نقاط.

مصادفات .. حملتها المواجهات
نبدأ ببلاطة والأهلي: أبو حبيب لم يواجه فريقه السابق بل واجه ملعبه السابق وجماهيره .. واستفاد من كونه يحفظ تفاصيل لملعب عن ظهر قلب بتمريرة معكوسة ولا أروع ....في حين واجه أشرف نعمان فريقه الذي شارك معه في بطولة أبو عمار: وللمصادفة أشرف سجّل أول الأهداف... والحال ذاته من اللعب على الملعب السابق للاعب واجه لاعبي الخضر أبو جزر ومحمد جمال والرخاوي، وثلاثتهم عادوا مجبوري الخاطر من ملعب الحسين بثلاثية.
ليث خروب واجه الثقافي والتعادل كان نتيجة اللقاء، أما في مواجهة الغزلان والهلال فقد واجه رائد الخضور من عداد الجهاز الفني الغزلاني فريقه السابق هلال القدس .. ولا زالت المواجهات المقبلة حاملة في ثناياها مواجهات للأجهزة الفنية لفرقها السابقة .. فأبو الطاهر على موعد مع مواجهة الغزلان.. وخضر عبيد سيواجه فريقه السابق الأهلي، وحسن حسين سيواجه البيرة... وكثيرة هي المواجهات التي ستتكرر على مستوى اللاعبين والأجهزة الفنية.
هذه المصادفات نتاج الاحتراف .. والفرق التي بدلّت بعضا من لاعبيها ستكون مضطرة لمواجهتهم عاجلا أم آجلا..... وأغرب ما حملته الجولة الأولى من مصادفات غياب الأسماء التي اعتدنا على تنافسها على لقب الهدّاف عن التسجيل..ولربما عكس ذلك نزوع الفرق للأداء الجماعي ما سيكون بمثابة تجديد في المردود الفني...
نجومية اللقاء دانت في عدد من اللقاءات لحرّاس المرمى، وهذا يعيد إلى الأذهان المقولة المتوارثة بأن الحارس الجيد نصف الفريق.

لقب الأسبوع الأول
نظرا لتكرار حالات الفوز خارج الديار يمكن وصف الأسبوع الأول بأسبوع" التميّز الخارجي وتفوّق الضيوف"، ففوز الغزلان وبلاطة والخضر وواد النيص .. كلها نتائج حملت في ثناياها فوز الضيف على المستضيف، وكأن كرم الضيافة وصل حدّ التنازل عن النقاط.
هي سمة الجولة الأولى التي انتهت بتعادل يتيم وبخمسة انتصارات قابلها خمس خسائر، أما أبرز لقطة من كل مباراة فهي تتمثل في وجود مدافع جلب النصر للأمعري بثنائية... وتبديل غزلاني غيّر النتيجة مع مشاركة لاعب صاعد في الفريق ...وتمريرة قاتلة من أبو حبيب جلبت الفوز لبلاطة ... وقناعة بالتعادل بين فريقين ينشدان الفوز لكن الأهم تجنّب الخسارة ... وهجمة معاكسة خاطفة عزّزت نتيجة الفوز لأبناء الواد...وعودة خضراوية بثلاثية بعد التأخّر بهدف ...


كلمة لا بد منها
النقد الذاتي والتأمل والواقعية: متطلبات أساسية يجب أن تمارسها بعض الفرق، ودون ذلك ستتواصل الإخفاقات، فبعيدا عن المجاملات وبقليل من الموضوعية يمكن استخلاص العبر.
كل فريق يطمح بالفوز، لكن قبل كل هذا يجب على القائمين طرح تساؤلات على أنفسهم: هل جميع المتطلبات جاهزة؟
والتحضير لا يقتصر على الجانب الفني فهناك التنظيم الإداري والجانب النفسي، وحتى الثقة الزائدة قد تغدو سببا في الهزيمة، وانضباط اللاعبين في مراكزهم داخل الميدان، والالتزام بتوجيهات الجهاز التدريبي.
فترة التوقف الطويلة نسبيا سلاح ذو حديّن: فهي قد تكون سببا في ترميم الأخطاء، وقد تكون سببا في تفاقم الأزمات، وهنا يأتي دور الإدارات ليكون هو الدور الرئيس.
كثيرون يفهمون النقد على أنه تجريح ما يستوجب التركيز على السلبيات مع أن للنقد وجهة أخرى تستكشف مواطن الإجادة والإبداع، وما بين النقد بصورتيه البنّاء والهدام خيط فاصل.
المطلوب معالجة أزمات لا ترحيلها أو التعامل معها بالمهدئات ... هي كلمات لا بدّ منها بعد بدء الدوري وتحديدا بعد جولة أولى كانت فيها الواقعية سببا في انتصار بعض الفرق، وفي الوقت ذاته كان غيابها سببا في إخفاق بعض الفرق ....