الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

20 عاما على اوسلو...مسيرة السلام تحولت الى سراب

نشر بتاريخ: 14/09/2013 ( آخر تحديث: 15/09/2013 الساعة: 09:11 )
بيت لحم- معا - مضى عشرون عاما على توقيع اتفاقية اوسلو دون ان تنهي النزاع الفلسطيني الاسرائيلي, بل ان النواقص القاتلة التي اعترت اول اتفاقية سلام بين الطرفين قضت على حلم الفلسطينيين باقامة دولتهم المستقلة على اراضي العام 67 لانه ببساطة لم تتضمن الاتفاقية وضع قضايا الصراع لا سيما وضع المستوطنات في الضفة الغربية والتي تسيطر الان على 60% من مساحة الارض الفلسطينية المحتلة.

واختلف الساسة الفلسطينيون في اعتبار اتفاقية اوسلو بمثابة انجاز وطني او اتفاقية لم تجلب شيئا للفلسطينيين غير السيطرة على مزيد من مقدراتهم لان اسرائيل لم تلتزم بتنفيذ بنودها باعتبارها اتفاقية مرحلية تمتد لخمس سنوات يصار فيما بعد الى مفاوضات نهائية تنهي قضايا الصراع كالقدس واللاجئين.

وقال مهندس الاتفاقية احمد قريع " ان اتفاق اوسلو لم يكن خطأ وإنما اتفاقا جيدا لمرحلة السنوات الخمس الانتقالية التي تم تحديدها, رافضا القول ان هذا الاتفاق قد مات

وأضاف قريع امس لراديو اسرائيل " أن بامكان الرئيس محمود عباس توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل وتبني قرارات تاريخية وإن لم تحظ هذه القرارات بالشعبية".

ويقول المحلل الصحافي آفي شلايم في مقال نشرته اليوم صحيفة "ذي غارديان" البريطانية انه كان يعتقد قبل عشرين عاما ان اتفاقات السلام ستؤتي ثمارها، غير ان اسرائيل استغلتها لتمرير مشروعها الاستعماري في فلسطين.

واضاف" لم يرد تعهد في النص او حتى ذكر لدولة فلسطينية مستقلة في نهاية الفترة الانتقالية. وكان في ظن الفلسطينيين انهم سيحصلون على الدولة المستقلة على الـ22 في المائة الباقية وعاصمتها القدس، مقابل التنازل عن مطالبهم بـ78 في المائة من فلسطين التاريخية. لكنهم اصيبوا بخيبة امل مريرة. وكان اكثر ما دمر مشروع السلام هو سياسة توسيع المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وهذه المستوطنات غير مشروعة حسب القانون الدولي وتمثل عقب كأداء امام السلام.

ورغم جهود جون كيري، وزير الخارجية الاميركي، فانه فشل في الحصول على قبول حكومة نتنياهو تجميد الاستيطان كشرط مسبق لاستئناف محادثات السلام التي توقفت العام 2010.

وقال خليل التوفكجي رئيس قسم الخرائط في الجمعية لصحيفة الحياة اللندنية "عملت إسرائيل خلال هذين العقدين، ليس فقط على زيادة أعداد المستوطنين بصورة متسارعة، وإنما أيضاً على تقوية جذورهم في الأرض الفلسطينية، عبر إقامة الاستثمارات الضخمة في قطاعات الزراعة والصناعة والمياه والطاقة والسياحة وغيرها".

ويقول الكاتب البريطاني " طالما بقي نتنياهو في السلطة، فان من المعقول القول انه لن يتم اي انجاز في الجولة الجديدة من المحادثات. انه مماطل ممتاز، ورئيس وزراء ذو وجهين، يتظاهر بالتفاوض لتقاسم الكعكلة فيما يواصل قضمها.

ويختم مقاله بالقول" :ان في اتفاقات اوسلو الكثير من العيوب، واهمها الفشل في وقف التوسع الاستيطاني في الوقت الذي تجرى فيه محادثات السلام. غير ان النقاد يدعون ان الاتفاق لم ينظر اليه على انه فاشل منذ البداية. لقد اصيبت اوسلو بالفشل وبالتالي توقفت لان حكومة يقودها الليكود اجرت مفاوضات بنوايا سيئة. وقد تحولت مسيرة السلام الى سراب. بل الى ما هو اسوأ من ذلك. فقد وفرت لاسرائيل الغطاء الذي كانت تتطلع اليه للاستمرار في متابعة مشروعها الاستعمار غير المشروع مع الافلات عن العقوبة في الضفة الغربية".