الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بشارات : الاعتقال الإداري مخالف للمواثيق الدولية ويأتي بناء على قرار عسكري

نشر بتاريخ: 07/05/2007 ( آخر تحديث: 07/05/2007 الساعة: 21:37 )
بيت لحم- معا- قال محمد بشارات الباحث في شؤون الأسرى ومدير جمعية نفحة للدفاع عن حقوق الأسرى والإنسان "إن قضية الاعتقال الإداري التي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين غير قانونية وغير إنسانية لأنها مبنية على قرارات عسكرية غالبا ما تصدر من قادة المناطق العسكرية وليس من القضاة".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها بشارات حول الاعتقال الإداري وتاريخه ومدى قانونية والجهات التي تقف ورائه سواء الجهات العسكرية أو القضاة.

وتحدث بشارات عن تاريخ وبدايات العمل بالاعتقال الإداري وقال :" يعتبر الاعتقال الإداري قديم حديث بمعنى أن هذا الاعتقال كان موجود على زمن الانتداب البريطاني وفق قانون الطوارئ البريطاني الذي تستخدمه سلطات الاحتلال في هذه الأيام كمبرر للاعتقال الإداري" .

وذكر بشارات أن سلطات الاحتلال تقوم بعمليات الاعتقال بناء على قانونين أولهما القانون الأردني القديم الذي عمل فيه في الأراضي المحتلة عام 1967 عندما كانت الضفة الغربية تحت السيطرة الأردنية، وثانيهما قانون الانتداب البريطاني هذا بالإضافة إلى القرارات العسكرية الإسرائيلية وذا كله يعني عدم وجود أي قانون أو دستور أو نظام فعلي بيد سلطات الاحتلال يجيز له استخدام هذا الأسلوب بعد الاعتقال .

رحل المعاناة
...............

وأشار بشارات إلى أن الأسرى يعانون من الإهمال القانوني والتآمر عليهم من قبل النيابة والقاضي وحتى المترجم الذي يترجم للأسير هذا بالإضافة إلى حصر دور المحامي بمرافعة قليلة دون أن يسمح له بالاطلاع على ما تسمى بالمواد السرية الذي يعتبر سلاح مسلط على رقاب الأسرى الإداريين ويكون ذلك بحجة عدم الضرر بأمن الدولة وعدم الاطلاع على معلومات خطيرة التي هي في الحقيقة قد تكون بسيطة وتافهة جدا .

تجاهل للقوانين
...................

ونوه بشارات إلى أن حتى الحقوق التي ضمنتها المواثيق والقوانين الدولية للأسرى تجاهلتها سلطات الاحتلال بل و مارست كافة أشكال القمع والإذلال دون وجود أي حسيب أو معارض ومن دون أن يكون هناك أي جهة وجبهة دولية أو قانونية تقف مع مطالب الأسرى وتطالب بتحسين أوضاعهم المعيشية.

وأشار بشارات إلى أن الأسرى يحرمون من ابسط حقوقهم الطبيعية والمتمثلة بالطعام والشراب والكنتينا التي هي حق لكل أسير هذا عدا عن الحرمان من الزيارة والعلاج .

وأوضح بشارات أن الإجراءات التعسفية بحق الأسرى ازدادت مؤخرا بعد استلام مصلحة السجون الإسرائيلية " الشاباص " إدارة المعتقلات التي يتواجد فيها الأسرى الإداريين حيث قامت بقمعهم وتوزيعهم على العديد من السجون وعزل قيادات الأسرى الإداريين ومعاملتهم باسوء ما يكون خصوصا فيما يتعلق بالجانب النفسي الذي يتمثل بزيارة الأهالي .

وذكر بشارات أن الأسرى الإداريين الموجودين في عوفر والنقب حاليا تم توزيعهم على رامون ومجدو وهدريم وبئر السبع .

البوسطة تنوع في العذاب
................................

وتتجلى معاناة الأسرى كما يرى بشارات أثناء عمليات نقل الأسرى من خلال "البوسطة" والمقصود فيها نقل الأسرى من عدة سجون لإيصالهم إلى المحاكم وتتمثل معاناتهم بنقلهم الساعة الرابعة فجرا في رحلة من العذاب تستمر لساعات طويلة يمر الأسير من خلالها على عدة سجون قبل أن يصل المحكمة المخصصة لمحاكمته بحيث يتم وضعهم في زنازين من خلال البوسطة وهم مقيدين اليدين والقدمين بالإضافة إلى تواجد بعض السجناء المدنيين وتجار المخدرات معهم .

ويشار الى ان قوة (نحشون)هي التي تقوم بنقل الاسرى بين السجون ومن والى المحاكم وقوة نحشون هذه هي القوة الموكلة بقمع الاسرى وهي لا تحتكم الى قانون ولا يستطيع احد ان يرفع قضية ضد هذه القوة مهما كان الانتهاك لانها تعتبر قوة خاصة غير حكومية وانما يتم التعاقد معها من قبل ادارة مصلحة السجون .

ومما يجدر ذكره ان افراد قوة نحشون يتمتعون بقسوة ليس لها مثيل حيث لا طعام ولا شراب ولا كلام ما دمت تحت حراستهم اللهم سوى الماء الذي ياتي بعد صراخ وجدال طويلين مع العلم ان طلبات السجناء اليهود من اصحاب قضايا الاجرام والمخدرات والذين يجلسون الى جانب الاسرى الفلسطينيين داخل البوسطة تلبى طلباتهم مما يدل على عنصريتهم ونازيتهم.

وكشف بشارات أن الأسير يتعرض أثناء عملية النقل إلى شتى أشكال وأنواع العذاب من ضرب وإذلال ومنع من قضاء الحاجة وأساليب التفتيش العاري هذا بالإضافة إلى وضعهم في أكثر من نقطة تجمع قبل أن يصل إلى مكان المحكمة .