الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس عباس: برحيل الكرمي تفقد الساحة الثقافية العربية والعالمية علماً من اعلامها

نشر بتاريخ: 08/05/2007 ( آخر تحديث: 08/05/2007 الساعة: 11:29 )
رام الله- معا- غيب الموت، المثقف والإعلامي الفلسطيني المعروف حسن الكرمي مساء امس في العاصمة الاردنية عمان بعد حياة حافلة بالعطاء الانساني والابداعي في مجال الشعر والكتابة الادبية على مدى أكثر من قرن من الزمان . وشيعت الحركة الثقافية الراحل الى مثواه الاخير ظهر امس بعد الصلاة عليه في مسجد القواسمي في عمان ثم سجي جثمانه في مقبرة سحاب.

وذكرت "الحياة الجديدة" ان الرئيس محمود عباس بعث مساء امس برقية تعزية الى السادة ال الكرمي بوفاة فقيدهم وفقيد الادب العربي الاعلامي الكبير حسن الكرمي، وقال الرئيس في برقيته بايمان واحتساب وببالغ الالم وعميق الاسى، تلقينا نبأ وفاة المرحوم حسن الكرمي، الذي غيبه الموت بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء الانساني والادبي والابداعي المتميز، في مجال الشعر والكتابة الادبية والاعلام والترجمة، على مدى قرن من الزمان.

واشاد الرئيس عباس بالفقيد الكبير الكرمي وقال: كان رحمه الله واحدا من ابرز الوجوه الثقافية التي اسهمت في اثراء ثقافتنا الوطنية والثقافة العربية والعالمية ، وسفي لشعبنا وقضيتنا في كل المحافل، وبرحيله تخسر الثقافة العربية علما بارزا من اعلامها المتميزين.

وتقدم سيادته لاسرة الفقيد الكريمة باخلص عبارات التعازي القلبية والمواساة الاخوية الصادقة، داعيا الله جلت قدرته ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم اسرته وكل محبيه الصبر والسلوان.وكان الكرمي قد اقام في العاصمة الاردنية عمان منذ العام 1989 وبرحيل الكرمي تفقد الساحة الثقافية العربية علما من اعلامها ورائدا من روادها الكبار، الذين اخلصوا لمشروعهم وافنوا حياتهم فيه ، وكان الكرمي اعلاميا بارزا ، الا ان شهرته طبقت الافاق من خلال اعداده وتقديمه لبرنامج( قول على قول) طوال ثلاثين عاما من خلال هيئة الاذاعة البريطانية، بشكل متواصل ، وتم نشر هذا البرنامج في اكثر من ثلاثة عشر مجلدا .وكان ا لبرنامج قد توقف في اواخر ثمانينيات القرن الماضي،لمرض الكرمي وكبر سنه ووضع الكرمي شروطا لمن يريد ان يعده ويقده من يعده منها: ان يكون المجيب على معرفة تامة بالشعر العربي في اول عهده، وصاحب فراسة، وان تكون لديه مكتبة شعرية كاملة في البحث والدراسة ، وانهالت عشرات الاف البرقيات من المستمعين العرب في كافة انحاء العالم تطالب الكرمي بمواصلة تقديم البرنامج للغته وطريقته المحببة، حيث تم تقليد الب! رنامج في عدد من الدول العربية.

وكان الراحل قد التحق بالاذاعة البريطانية بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين العام 1948، وعين بالقسم العربي مراقبا للغة، وقدم خلال عمله في الاذاعة دروس لتعليم اللغة الانجليزية.

ولد الراحل في مدينة طولكرم يوم 1 /7/1905 وكان والدة الشيخ سعيد الكرمي رجل علم وفقه ودين واحد تلامذة الشيخ محمد عبده وكان وطنيا صلبا ، وكان الراحل عندما يسأل متى ولد يقول في عام البطيخ وهو العام الذي فاض فيه الموسم وصدر ما تبقى منه بالمراكب الى مصر، وهو شقيق الشاعر الفلسطيني المعروف والمناضل عبد الكريم الكرمي (ابوسلمى) ، ومن ثم تلقى تعليمه الابتدائي في طولكرم وانتقل الى دمشق حتى اكمل تعليمه الثانوي فيها وبعدها التحق بالكلية الإنكليزية في القدس عام 1925 . وعمل الكرمي مدرساً للغة الانجليزية والرياضيات في مدينة الرملة ثم انتقل منها عام 1934 ليدرس في الكلية العربية في القدس.

وتخصص الكرمي بجامعة لندن في أصول التربية والتعليم وعلم الإحصاء التربوي عام 1937و1938 ،وبعد عودته إلى القدس انتقل إلى إدارة المعارف الفلسطينية برتبة مساعد مفتش.

ومن أهم مؤلفاته '' قاموس المنار'' إنكليزي/ عربي عام 1970، ثم سلسلة معاجم المغني إنكليزي/ عربي وعربي/ إنكليزي ومعجم عربي اسمه ''الهادي إلى لغة العرب'' اضافة الى ترجمته للعديد من الكتب وله مقالات ومؤلفات في التربية وفي إصلاح المعجم العربي باللغتين الإنكليزية والعربية.

وفي عام 1969 أنعمت عليه الملكة إليزابث بوسام لخدماته في العمل الإذاعي وفي عام 1983 منح لقب عضو شرف في مجمع اللغة العربية الاردني وفي عام 2006 منح دكتوراة فخرية من قبل جمعية المترجمين العرب.