الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

قياديون شباب يرفضون العودة الى المفاوضات دون وقف الاستيطان

نشر بتاريخ: 18/09/2013 ( آخر تحديث: 18/09/2013 الساعة: 18:26 )
رام الله - معا - عبر قياديون شباب يمثلون شباب الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، اليوم، عن رفضهم لقرار القيادة الفلسطينية العودة إلى المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي دون الوقف الكامل للاستيطان في الضفة الغربية.

واكد القياديون على أن استمرار المفاوضات في ظل المعادلة القائمة والرعاية الأمريكية المنفردة والمتحيزة للجانب الاسرائيلي دون وجود رعاية دولية شاملة أفرغت المفاوضات من مضمونها ومصداقيتها، الأمر الذي اعتبره المجتمعون خطوة لا معنى لها باعتبارها تمنح الاحتلال المزيد من الوقت للاستمرار في سياساته الاستيطانية والتهويدية في القدس وتأجيل قضايا حل النهائي الشائكة الى ما لا نهاية.

وأوصى القياديون الشباب خلال طاولة مستديرة نظمها معهد العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد" في مقره برام الله، بضرورة مراجعة المرحلة الحالية والمرحلة التي تبعت اتفاقية أوسلو التي مضى عليها نحو عشرين عاما.

وطالب المجتمعون بإعلاء صوت الشباب وايجاد مساحة ورؤيا شبابية للوضع الفلسطيني المتأزم لما في ذلك تعديل للمسار السياسي القائم من خلال وضع خطة استراتيجية شاملة تقوم على مبدأ الوحدة خلف برنامج تحرري نضالي وطني شامل وضمن إطار زمني محدد من شأنه تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وحريته المنشودة بعد 67 عاما من الاحتلال، مؤكدين على أن التجربة الفلسطينية والتجارب العالمية غنية بالخبرات التي يمكن الاستفادة منها وتنضيدها بما يتواءم مع الواقع الفلسطيني.

وفي بداية الطاولة المستديرة، تحدث الدكتور نادر سعيد- فقهاء مدير عام أوراد عن أهمية الاستطلاع وتطرق إلى أهم ما جاء به حول عودة القيادة الفلسطينية إلى المفاوضات، حيث تظهر النتائج وجود حالة من الانقسام على أراء الشباب المستطلعين فيما يتعلق بالعودة إلى المفاوضات، حيث صرح 46% من عموم الشباب المستطلعة آراؤهم ضمن الفئة العمرية (18-35 سنة) بأنهم يؤيدون العودة إلى المفاوضات في الوقت الحالي، مقابل 48% يعارضون ذلك، متسائلا عن مدى استعدادية الفلسطينيين والقيادة الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات ومدى الدعم الجماهيري والشبابي لهذه الخطوة ؟ وما هي أراء الشباب المجتمعين اليوم خلف هذه الطاولة بهذه الخطوة؟ وهل هناك استعدادية مجتمعية وثقافية وسياسية متكاملة من أجل العودة الى المفاوضات؟ وهل لدى الفلسطينيين خيارات أخرى كالمقاومة الشعبية أو غيرها من أجل الخروج من المأزق الحالي؟ وهل الوضع العربي والدولي في صالح الفلسطينيين؟ وهل يوجد رؤيا للشباب الفلسطيني للخروج من المأزق الحالي أم انه يوجد حالة من التخبط والفراغ؟ وهل سيبقى الشباب في نفس "الصندوق" الذي يردده السياسيون والاكاديميون عن الوضع الحالي؟ ألا يوجد حلول تخلص الفلسطينيين من أزمتهم الراهنة؟

وفي مداخلته، يرى رائد الدبعي منسق العلاقات الدولية في حركة الشبيبة الفتحاوية أن اتفاق أوسلو أساس الازمة الراهنة في ظل عدم التزام اسرائيل على ما جاء به وفي ظل التحيز الامريكي للجانب الاسرائيلي الأمر الذي يعتبر كارثة كبيرة بحق الفلسطينيين منذ عشرين عاما على توقيع هذا الاتفاق، مبينا أن التقييم الذاتي للشباب وللمؤسسات الشبابية لم يكن أفضل منذ أن تم توقيع أوسلو فلم يقيم أحد ما جرى في أوسلو ولا حتى الحديث عن قضايا الحل النهائي كحق عودة اللاجئين والقدس واطلاق سراح الأسرى والحدود والمياه، مؤكدا على أن الفلسطينيين عليهم التخلص من العقلية القبلية عقلية التعصب للحزب أكثر من التعصب للوطن وقضاياه من خلال فتح حوار وطني شامل، مشددا على أن انهاء الانقسام التحرك باتجاه المصالحة يجب حسمه وعدم انتظار فتح وحماس كي يتفاهموا بتحديد سقف معين له من قبل المؤسسات المدنية والاحزاب.

من ناحيته، أوضح إحسان نصر القيادي في جبهة النضال الشعبي أن العودة الى المفاوضات دون وقف الاستيطان هي شهادة زور عليها وقد كان خيار التوجه الى المفاوضات خيار الرئيس لوحده وهو خيار شخصي وكان لذهابه الى المفاوضات استجابة للضغط الدولي والضغط الأمريكي على وجه الخصوص وقد كانت القيادة الفلسطينية الحلقة الأضعف في هذه المفاوضات. مبينا أن الظروف الاقتصادية وازمة السلطة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة تشكل ضغطا كبيرا على القيادة الفلسطينية من أجل البحث عن مخرج، لا سيما وأن الوضع الفلسطيني يتدهور يوميا في ظل استمرار الاستيطان وتزايد الازمات العربية من حولنا تنعكس سلبا على القضية الفلسطينية.

من جانبه، أكد الرئيس الشاب حسين الديك أن دور الشباب الفلسطيني مهمش ويتم استخدامهم كوقود للحملات والمسيرات، مبينا ان نتائج الاستطلاع تعكس الواقع الشبابي الفلسطيني من العودة الى المفاوضات متسائلا عن الخيارات المطروحة في الفترة الحالية وهل خيار الدولتين سيبقى الخيار الأوحد للفلسطينيين في ظل استمرار الاستيطان الذي يشل التواصل الجغرافي والديمغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة أم خيار الدولة ثنائية القومية؟

وشدد الديك على أهمية التزام القيادة الفلسطينية بوعوداتها بمحاكمة اسرائيل على جرائمها اليومية والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني في محكمة الجنايات الدولية بعد أن نالت فلسطين العضوية بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، مؤكدا أن على القيادة التحرك قدما باتجاه هذه الخطوة لوضع اسرائيل في الزاوية ومعاقبتها ووقف انتهاكاتها.

وفيما يتعلق بالمصالحة، شدد المجتمعون على أهمية انهاء الانقسام والتحرك نحو مصالحة ووحدة شاملة بالالتفاف خلف العلم الفلسطيني بعيدا عن أي عصبية حزبية أو فصائلية وذلك بإجبار فتح وحماس لتحقيق المصالحة خدمة لمصالح الشعب الفلسطيني وتطلعاته وليس لمصالح الاحزاب والافراد. مشددين في الوقت ذاته على أهمية تضافر جهود المؤسسات المجتمعية والمدنية مع جهود الشباب في خلق أجواء التناغم والوحدة بين كافة أطياف الشعب الفلسطيني.

كما اوصوا بضرورة بناء نظامي تعليمي ثقافي ومعرفي من شأنه تعزيز ثقافة وطنية شاملة عن القضية الفلسطينية والمخاطر التي تحدق بالوضع الفلسطيني العام، منتقدين بذلك المنهاج التعليمي القائم.