انتشار الكلاب الضالة وبلدة اليامون مثال- من يحمي المواطنين وممتلكاتهم
نشر بتاريخ: 20/09/2013 ( آخر تحديث: 20/09/2013 الساعة: 18:11 )
جنين - تقرير معا - تضاعفت ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في عدة قرى ومدن وبلدات في الضفة الغربية في ساعات المساء والصباح الباكر، حيث باتت تشكل خطرا على المواطنين وخصوصا الاطفال ساعة انطلاقهم الى المدارس، وعلى مزارع المواطنين وما تحتويه من حيوانات... فمن المسؤول وعلى من يقع اللوم وحتى يتم معرفة المسؤول عن القضاء على هذه الظاهرة.. من سيحمي المواطنين وممتلكتهم التي تتلفها الكلاب الضالة!؟..
ففي جنين.. تناول مراسل معا ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في بلدة اليامون وذهب لقصة مزارع خسر خرافه بسبب الكلاب... فرغم المحاولات التي قام بها المواطن احمد سليم من بلدة اليامون لإبقاء الحَمَل على قيد الحياة إلا انها باءت بالفشل، فأحمد اخرج هذا الحمل من بطن امه التي نفقت جراء الهجوم على مزرعته من قبل الكلاب الضالة صباح الخميس، والتي قتلت ثلاثة رؤوس من الاغنام في احشائها اجنة وأصابت 9 اخرى.
|239235|
وقال احمد لمراسل معا في جنين "ان هذه المرة الثانية خلال عام تهاجم الكلاب الضالة مزرعتي، في المرة الاولى خسرت 6 رؤوس اغنام وهذه المرة نفقت 3 وأصيبت 9 ، واستطاع الطبيب البيطري ان يقدم العلاج اللازم لها".
واوضح احمد :" عند ساعات الفجر الاولى سمعنا صوت نباح الكلاب بالقرب من المنزل ولكن لم نتوقع ان الكلاب كانت تهاجم المزرعة، فخسارتي كبيرة حيث ان الهجوم الثاني كبدني خائر كبيرة".
|239234|
وأعرب عن قلقه من الكلاب الضالة التي دخلت المنزل الواقع في وسط تجمع سكاني ودخلت المزرعة التي كانت متوفرة فيها كافة اجراءات الحماية، ورغم ذلك إلا انها قتلت ما قتلت وأصابت ما اصابت، موضحا ان هذه الكلاب متوحشة وتشكل خطرا على المواطنين ومزارعهم، محملا البلدية ودائرة البيطرة مسؤولية ذلك.
بدوره قال الدكتور احمد سمودي الطبيب البيطري انه قام بمعالجة الاغنام المصابة وتم عزلها لمتابعتها بشكل مستمر لأن هناك تخوف ان تصاب هذه الاغنام بداء السعار وبالتالي سيكون الموت حليفها.
وقال :" اسبوعيا تهاجم الكلاب الضالة مزارع المواطنين في بلدة اليامون على مدار سنة كاملة، وهذه الظاهرة موجودة في البلدة، مؤكدا ان الكلاب الضالة اذا ذاقت طعم الدم فالإنسان معرض للخطر وخاصة الاطفال خلال توجههم الى مدارسهم او المواطنين خلال توجههم الى صلاة الفجر، فانتشار الكلاب يكون ما بعد منتصف الليل حتى ساعات الفجر".
|239237|
وأوضح سمودي ان هناك انواع مختلفة من السموم للقضاء على الكلاب منها "لينيت" لكن الاحتلال يمنع توريدها الى الضفة لأسباب غير معروفة، بينما هناك نوع اخر ومتداول في محلات بيع المبيدات الزراعية وهو "روس توب"، مشيرا ان هذا النوع من الدواء له مفعول قوي في قتل الكلاب الضالة كما يستخدم للمزروعات في القضاء على الامراض ايضا، متسائلا لماذا لا تقوم الجهات المعنية بارشاد المزراعين في استخدامه لحماية مواشيهم وطيورهم من الكلاب الضالة؟.
وأكد سمودي ان الكلاب الضالة خطيرة جدا على الانسان والحيوان وهناك تخوفات في حال تعرض أي شخص لعضة من الكلب الضال ان تنقل اليه مرض السعار، وهذا المرض ان لم يتم علاجه منذ البداية يعرض الانسان الى الشلل ومن ثم الموت، مؤكدا ضرورة القضاء على الكلاب بأية طريقة.
|239238|
المواطن مجدي سمارة قال لمراسل معا انه تعرض قبل اشهر الى هجوم من قبل الكلاب الضالة خلال عودته ليلا الى منزله الذي يقع في منطقة الباطن على اطراف اليامون، وكانت ابنته معه في المركبة، وعند توقفه بالقرب من المنزل هاجمته الكلاب وصعدت اعلى المركبة وبقي محجوزا مع ابنته حتى عادت الكلاب ادراجها، متسائلا ماذا سيحصل اذا هاجمتنا الكلاب ونحن في مكان لا نستطيع حماية انفسنا منهم؟
وأضاف " قدمت شكاوى عدة الى البلدية ودائرة البيطرة، كما فعل المزارعون من قبلي من اجل ايجاد الحلول لكني وتلقيت وعودات دون تنفيذ، فسكان اليامون يعانون من ظاهرة انتشار الكلاب منذ ثلاث سنوات بينما ظاهرة الهجوم على مزارع المواشي زادت في السنة الاخيرة وهذا مؤشر خطير ومخيف".
|239239|
وحمّل سمارة المسؤولية الكاملة على بلدية اليامون التي قال انها "تطلق وعودات فقط دون تنفيذ" فأي كارثة تقع على أي انسان لا قدر الله فان الهجوم سيكون على البلدية لانها المسؤولة الاولى والاخيرة على سكان بلدة اليامون.
بلدية اليامون بدورها، ألقت المسؤولية على دائرة البيطرة التي هي من مهامها القضاء على الكلاب الضالة، وقال الدكتور محمود نواهضة مدير بلدية اليامون ان ظاهرة انتشار الكلاب قديمة وليست جديدة وزاد انتشارها في السنة الاخيرة حيث قامت البلدات المجاورة بمحاربة هذه الكلاب التي انتقلت الى منطقتنا وقد راسلنا دائرة البيطرة عدة مرات لكن دون مجيب.
وأشار لا يوجد سموم خاصة للكلاب وليس من صلاحيتنا ان نعطي تصاريح للمواطنين باطلاق النار على الكلاب الضالة وعملية القضاء على الكلاب تحتاج الى وقت كبير وجهد متواصل وتعاون ما بين البلدية ودائرة البيطرة والمواطنين.
ووعد نواهضة باسم البلدية كما وعدت المواطنين سابقا انها ستبذل كل الجهود من اجل ايجاد الحل.
|239240|
من جانبه قال الدكتور غالب ابو علي مدير بيطرة جنين ان ظاهرة انتشار الكلاب الضالة مشكلة تعم الوطن وليس بلدة او قرية فالكل يشتكي من ذلك.
واضاف حتى قبل عام 2000 كانت دائرة البيطرة مسيطرة على هذه الكلاب بقتلها من خلال السموم الخاصة لكن منذ عام 2000 قدمت جمعيات الرفق بالحيوان وحماية الطبيعة الاسرائيلية شكاوى ان السموم التي تقتل الكلاب تضر بالطبيعة وبالحيوانات الاخرى وبالمزروعات وبذلك منعت اسرائيل تداولها وتوريدها ايضا الى الضفة الغربية ومنذ ذلك الوقت والظاهرة ازدادت في مناطق مختلفة من الضفة حتى اصبحت مشكلة وطنية يجب الوقوف الى جانبها لإيجاد الحلول والقضاء على هذه الكلاب الضالة.
واشار انه اجريت عدة محاولات لايجاد الحلول لكن من دون فائدة والبلديات تتولى مسؤولية القضاء على هذه الكلاب من خلال قسم الصحة.
وحول وجود انواع من المبيدات الزراعية من الممكن استخدامها للقضاء على الكلاب قال ابو علي لهذه المبيدات محاذير وليس لنا الحق في الافتاء فيها لان ذلك يحتاج الى جهات عليا للافتاء فيها.