الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس الوزراء تحدث فيه عبر الهاتف وحضره شخصيات فلسطينية بارزة: اختتام اعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا الخامس في هولندا

نشر بتاريخ: 08/05/2007 ( آخر تحديث: 08/05/2007 الساعة: 22:39 )
روتردام ـ معا- حمل أطفال فلسطينيون مولودون في دول أوروبية عدة، مفاتيح كبيرة الحجم، تعبيراً عن إصرارهم على تفعيل حقهم في العودة إلى وطنهم فلسطين، رغم الاحتلال الذي قارب ستة عقود، منذ وقوع النكبة الفلسطينية سنة 1948.

كان ذلك أحد اللوحات التي تخللها المؤتمر السنوي الخامس لفلسطينيي أوروبا، الذي افتتح يوم السبت الخامس من أيار (مايو) في مدينة روتردام الهولندية، وتكللت أعماله بالنجاح بمشاركة فلسطينية حاشدة من شتى أرجاء القارة الأوروبية.

ونظّمت المؤتمر، الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والمنتدى الفلسطيني في هولندا، وبالاشتراك مع الجالية الفلسطينية والتجمع الفلسطيني وشبكة حق العودة في هولندا.

وقد تميّز المؤتمر الخامس الذي بلغ عدد الحاضرين فيه خمسة آلاف مشارك ومشاركة من شتى الأطياف، بتفاعل ملموس للمرأة الفلسطينية، علاوة على الشباب الفلسطيني من أنحاء أوروبا، وتضمن برنامجه كلمات الوفود ومداخلات الضيوف وندوة موسعة، ومداولات ومشاورات، وتخللت أعماله حلقات نقاش وحوارات تنسيقية بين المؤسسات والاتحادات والروابط، وورش عمل نسائية وشبابية وأخرى عامة وبلغات عدة.

شخصيات بارزة ووفود محتشدة

وقد استضاف مؤتمر فلسطينيي أوروبا الخامس، شخصيات فلسطينية بارزة، من داخل أوروبا وخارجها، من بينها قيادات من داخل فلسطين، علاوة على مثقفين وكتاب وإعلاميين وفنانين وقادة رأي ومشاركون من شتى مواقع الشتات الفلسطيني. كما شاركت في أعمال المؤتمر، الكثير من المؤسسات والجمعيات والاتحادات والروابط الفلسطينية من شتى أنحاء القارة الأوروبية.

وواكب ذلك حضور واسع لوسائل إعلامية هولندية وأوروبية وعربية، وبمشاركة شخصيات هولندية بارزة.

وتقدم الشخصيات المشاركة في أعمال مؤتمر روتردام، القيادي الديني الفلسطيني البارز أسقف سبسطية المطران عطا الله حنا، والنائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة، والوزير الفلسطيني السابق جودة مرقص، ورئيس المبادرة الإسلامية ببريطانيا محمد صوالحة، والناشط الحقوقي والخبير في شؤون الأسرى غسان صالح، ومدير مركز يافا للدراسات تيسير نصر الله .

كما استضاف المؤتمر الأكاديمي والبرلماني المغربي الدكتور المقرئ الإدريسي.
وقد منعت سلطات الاحتلال رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري من السفر للمشاركة في أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا، وهو ما لاقى تنديداً واسعاً من جانب الوفود المشاركة.

هنية يتحدث في المؤتمر:

وكان من المقرّر أن يكون رئيس الوزراء اسماعيل هنية أبرز ضيوف المؤتمر السنوي الخامس لفلسطينيي أوروبا، الذي تم عقده بالتزامن مع حلول ذكرى النكبة الفلسطينية، ولكنّ الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية المنتخبة حال دون وصوله إلى المؤتمر. ومع ذلك فقد ألقى هنية كلمته في افتتاح أعمال المؤتمر عبر الربط التلفزيوني (فيديو كونفرنس)، وسط تصفيق حار من الجمهور ناهز عدة آلاف ممن وقفوا تحية لخطابه.

ونوّه هنية في خطابه الذي قوبل باهتمام إعلامي وسياسي كبير في هولندا، ونقلته محطات تلفزة هولندية، بأنّ هذا المؤتمر ينعقد تحت شعار "برغم البعد والآلام ..

شعب واحد وحق ثابت"، قائلاً إنّ "هذا الشعار يختزل الموقف الفلسطيني أينما وُجد".
وقال هنية "ها هو الفلسطيني لا يزال يرفع الراية ويعيش على أحلام العودة التي هي حقيقة راسخة وهي آتية لا ريب فيها"، وأضاف "كنت أرغب شخصياً في الحضور لنكون على مقربة من إخواننا الذين لا زالوا يعيشون حب فلسطين رغم الغربة والبعد". وتابع هنية قوله "كنت أود المشاركة حاملاً كلّ الحب والالتزام لفلسطين وأهلها حيثما تواجدوا".

وسجّل رئيس الوزراء الفلسطيني شكره لأعضاء الحكومة الهولندية الذين طالبوا بتمكينه من الحضور إلى المؤتمر، وقال إنّ هذا "يدلّ على أنّ صوت العقل والضمير والتضامن معنا في ظل الحصار المفروض؛ لا يزال عالياً"، مكرِّراً شكره لأعضاء الحكومة والبرلمان الهولندي الذين وقفوا إلى جانبه.

ولفت إسماعيل هنية الانتباه إلى أنّ هذا المؤتمر "ينعقد في ظل ظروف صعبة وحصار ظالم امتد لأكثر من عام" على الشعب الفلسطيني، موضحاً أنّ "هذا الحصار يهدف إلى دفع الحكومة المنتخبة لتقديم تنازلات سياسية". وتابع هنية قوله إنّ هذه المحاولات لم تنجح بعد أن تحمّلت الحكومة المنتخبة ومعها الشعب الفلسطيني الكثير، حتى وصلنا إلى محطة اتفاق مكة لنشكل حكومة وحدة وطنية تتمسك بالحقوق والثوابت وتحمي الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني"، وفق شرحه.
واستحضر رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، في نهاية الكلمة التي وقف لها الحاضرون مراراً للترحيب بها، أنه "في مثل هذا اليوم كان تحرير هولندا من الاحتلال النازي، لشعب رفض القيد"، مشيراً إلى أنّ "روتردام التي تحتفل باستقلالها من النازية تمنحنا القوة في العمل من أجل السير نحو استقلالنا، ونحن نعيش ذكرى النكبة".

رئيس الوزراء الهولندي الأسبق يهاجم الحصار

وقد شارك رئيس الوزراء الهولندي الأسبق إدريس فان آخت، بقوة، في أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا، وألقى خطاباً صريحاً، فنّد فيه الشروط التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية، وبررت بها فرض الحصار على الشعب الفلسطيني والحكومة الفلسطينية منذ الانتخابات التشريعية التي أجريت في فلسطين في الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) 2006.

وفي الخطاب الذي ألقاه؛ ندّد رئيس الوزراء الأسبق إدريس فان آخت بالحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وحكومته، مفنداً المرتكزات التي جرى تبرير ذلك الحصار بها، من جانب اللجنة "الرباعية". وتصدّى فان آخت لكل من تلك الاشتراطات الثلاثة، مشدداً على أنها تقوم على معايير مزدوجة وتتنافى مع مبادئ التوازن والحياد والعدل، وتمثل انحيازاً سافراً لصالح حكومة الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني والحكومة التي اختارها بطريقة ديمقراطية.

وحذّر إدريس فان آخت من أنه "بينما كل عنف فلسطيني يتم وصفه بأنه عمل إرهابي؛ فإنّه لا يجري بالمقابل نعت الأعمال الإسرائيلية العنيفة بحق الفلسطينيين بالإرهاب، فهي مهما كان عدد ضحاياها ليست إرهاباً". وعلّق على ذلك بالقول إنّ المعادلة القائمة بموجب ذلك تتمثل في أنّ "العنف بالأسلحة البدائية هو إرهاب، أما العنف بالأسلحة الحديثة المتطورة فليست إرهاباً" مهما بلغ عدد الضحايا المدنيين التي يسقطون جراءها، مبدياً استهجانه الشديد لهذا المنطق.

وفي ما يتعلق بالموقف الغربي من التعامل مع حركة "حماس" التي تقود الحكومة الفلسطينية وفازت بالأغلببة في الانتخابات التشريعية؛ أكد إدريس فان آخت أنه "دون الدخول في مفاوضات مع من انتخبهم الشعب الفلسطيني لا يمكن الوصول إلى اتفاق سلمي"، معيداً إلى الأذهان بعض المواقف التي دعا أصحابها إلى ضرورة الاتصال مع "حماس"، مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وحتى وزير خارجية حكومة الاحتلال الأسبق شلومو بن عامي.

وشدّد فان آخت تنديده بالحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، ذاهباً إلى حد القول إنّ "الفلسطينيين البريئين يتعرضون للمعاملة كالحيوانات على أساس أنهم مجرمون لأنهم صوّتوا لحماس"، وعقّب على استنتاجه هذا بالقول "بالفعل إنّ زعماء الغرب مجانين، فهم يتصرّفون بجنون".

وفي ما يتعلق بمؤتمر فلسطينيي أوروبا الخامس، الذي ينعقد في مدينة روتردام، فقد أشار رئيس الحكومة الأسبق في خطابه إلى أنّه "منذ العام 2003 يقيم الفلسطينيون الذين يعيشون في أوروبا مؤتمرات لبحث مستقبل شعبهم وبلادهم".
وفي ذكرى تحرير هولندا من الاحتلال النازي؛ اختتم رئيس الوزراء الهولندي الأسبق خطابه بعبارات ساقها بعاطفة جياشة، أعرب فيها عن "مناشدة كل من لديه استعداد لأن يسمع، كي يبذل الجهود حتى يكون ذلك اليوم هو بداية لتحرير الشعب الفلسطيني".

المطران حنا: بالوحدة نقاوم الاحتلال

أما القيادي الديني الفلسطيني البارز، المطران عطا الله حنا، فقد شدّد على ضرورة إنصاف الشعب الفلسطيني وأهمية الوقوف إلى جانب حقوقه الثابتة، مؤكداً أنه جاء إلى مؤتمر فلسطينيي أوروبا المنعقد في مدينة روتردام الهولندية، كي يقول " للقاصي والداني: لا تنازل، لا تنازل، لا تنازل".

وخاطب المطران حنا حشوداً فلسطينية قادمة من أنحاء القارة الأوروبية بلغت خمسة آلاف مشارك ومشاركة من ثلاثة أجيال "يسعدني جداً أن أكون معكم في هذا العرس الفلسطيني، لكي نؤكد معاً وسوياً أننا متمسكون بعدالة قضيتنا، متمسكون بثوابتنا الوطنية، متمسكون بالقدس عاصمة لدولتنا الوطنية المستقلة، ومتمسكون أيضاً بحق العودة الذي لا يقل قدسية عن حقنا في القدس".

وتابع المطران حنا كلمته فقال "إنني أشكر كل الأخوة القائمين على إعداد هذا المؤتمر، على حسن التنظيم وعلى الضيافة المتميزة، وعلى هذه الأصالة التي تعبِّر عن شعبنا وحضارته وثقافته وتمسكه بمقدساته".

وتحدث حنا إلى آلاف المحتشدين في مركز المؤتمرات الكبير بروتردام، وقال "أحييكم جميعاً باسم مدينة القدس، باسم الأقصى والقيامة، باسم وحدتنا الوطنية في أرضنا الوطنية، وبها نقاوم الاحتلال ونقول لا وألف لا للاحتلال والاستعمار في أرضنا وقدسنا ومقدساتنا".

وأكد المطران عطا الله حنا، "أنّ التضامن مع الشعب الفلسطيني هو واجب أخلاقي وواجب إنساني. وإنّ كلّ من يتضامن مع الشعب الفلسطيني إنما يعبِّر عن إنسانيته وأخلاقيته. وإنّ كل من لا يتضامن مع شعبنا الفلسطيني، بل والأسوأ من هذا يتضامن مع الاحتلال؛ هو فاقد للحضارة، فاقد للقيم، فاقد للأخلاق". وقال "أعداؤنا يريدون الموت للشعب الفلسطيني، يريدون تصفية القضية الفلسطينية، وقد جئت لأقول للقاصي والداني: لا تنازل، لا تنازل، لا تنازل".

وفي ما يتعلق بموضوع الوحدة العضوية للشعب الفلسطيني في شتى مواقع انتشاره، قال القيادي الديني "نحن هنا لكي نعلن باسم هذا الشعب، بأنّ شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج؛ هو شعب واحد".

ولفت المطران حنا الانتباه إلى أنّ "تاريخ الشعوب لا يقاس بعشرات السنين، فلسنا على عجلة من أمرنا لكي نقبل بحلول استسلامية، بحلول غير منصفة". وقال حنا في هذا الشأن مضيفاً "لا نريد اتفاقيات أو معاهدات لا تعيد الحق كاملاً إلى أصحابه".

وطمأن المطران حنا الجماهير الفلسطينية في القارة الأوروبية وقال "لا تخافوا؛ فنحن أصحاب قضية عادلة، حتى ولو اتهمونا بأننا إرهابيين"، مستدركاً بالقول إنّ الإرهابي الحقيقي هو من يمارس الاحتلال والعدوان والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ويعتدي على المقدسات.

وخلص المطران عطا الله حنا إلى الإعراب عن ثقته بأنّ الشعب الفلسطيني سيتمكن من تحقيق النصر والحرية، وقال "إن شاء الله سيأتي اليوم الذي سنرفع فيه معاً الراية الفلسطينية فوق مآذن القدس وكنائسها، شاء من شاء وأبى من أبي".

أما في المؤتمر الصحفي الذي تم عقده على هامش أعمال المؤتمر، والذي حضره حشد من الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام الهولندية والأوروبية والعالمية، فقد تحدث المطران عطا الله حنا عن أهمية انعقاد المؤتمر الخامس لفلسطينيي أوروبا، وقال "نحن سعداء جداً لأن نشارك في هذا المؤتمر الهام بالنسبة للشعب الفلسطيني وبالنسبة للجالية العربية الفلسطينية في كل مكان في أوروبا". وأضاف قوله "أشكر الأخوة المنظمين (لهذا المؤتمر) كافة، وإن شاء الله مؤتمر العودة سيستمر ويتواصل بكل نجاح، وإن شاء الله تأتي العودة ونحتفل في مدينة القدس بالعودة الحقيقية".

وبشأن الحكومة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قال القيادي الديني الفلسطيني إنّ "حكومة حماس لم تنزل علينا من السماء، وإنما انتخبها الشعب الفلسطيني، ونحن نحترم إرادة الشعب الفلسطيني"، وتابع "ينبغي التعامل باحترام مع هذه الحكومة التي اختارها الشعب الفلسطيني".

الوزير نعيم يتحدث لفلسطينيي أوروبا .. رغم الحصار

وقد ألقى وزير الشباب والرياضة الفلسطيني الدكتور باسم نعيم، كلمة مباشرة في مؤتمر فلسطينيي أوروبا، رغم منعه من الوصول إلى المؤتمر الكبير.

وقال الوزير الذي مُنع من الوصول إلى هولندا خلال طريقه إليها عبر مطار بروكسيل البلجيكي، "إنّ الإجراء الذي تمّ بحقه؛ هو بناء على "قرار ظالم، يتمثل في فرض الحصار"، وأضاف خلال كلمته التي ألقاها مباشرة عبر الهاتف "إنّ ما حدث هو الوجه الآخر للعملة ذاتها من حصار الاحتلال" للشعب الفلسطيني وحكومته".

وتابع الدكتور باسم نعيم قوله إنه عندما كان وزيراً للصحة في الحكومة الفلسطينية السابقة قد عايش كيف يمنع الحصار الجائر الشيخ والطفل والمرأة والمريض من الحصول على المتطبات العلاجية اللازمة.

وأوضح الوزير الفلسطيني ما استهدفه في رحلته إلى هولندا والتي انتهت بإعادته من حيث أتى، في خطوة أثارت استياءً واسعاً من قبل الجماهير الفلسطينية في أوروبا. وقال إنه قد تلقى دعوة رسمية من الجاليات الفلسطينية في أوروبا، وأنه قد تقدم للحصول على تأشيرة بموجبها للوصول إلى هولندا، وحصل عليها بالفعل من السفارة الهولندية بعد شهرين من المماطلة. ولكن بعد حصوله على التأشيرة وإقلاعه للسفر إلى هولندا، وكان في طريقه إليها عبر بلجيكا، صعدت مجموعة من عناصر الأمن إلى الطائرة بشكل فظ، كما شرح، وقاموا بالتعامل معه بشكل صلف وكأنه يشكل تهديداً لأمن هولندا. واستهجن الوزير الفلسطيني ما جرى معه، معيداً إلى الأذهان أيضاً أنه عاش في أوروبا من قبل لمدة عشر سنوات نسج خلالها الكثير من الصداقات مع المجتمع الألماني حيث كان.

وعلّق الدكتور باسم نعيم على ذلك الإجراء بالإعراب عن تأكيده بأنّ الأمر يتعلق بقرار لا يعبِّر عن نبض الشارع الهولندي ولا رأي المواطنين الهولنديين، معتبراً أنّ خلف هذا القرار تقف إرادة سياسية مناهضة للشعب الفلسطيني وحقوقه.

وفي معرض تناوله للشأن السياسي الراهن؛ رأى الدكتور نعيم أنّ القضية الفلسطينية الآن أمام منعطف خطير، وقال رغم ذلك "إننا مصرّون على تحقيق الاستقلال والحرية لشعبنا كأي شعب آخر".

وفي لفتة من الوفود المشاركة في أعقاب تلك الكلمة لوزير الرياضة والشباب الفلسطيني؛ أعلن الحاضرون في المؤتمر عن مبادرتهم بجمع مبلغ مائة وخمسين ألف يورو (قرابة مائة وثمانين ألف دولار) لتأسيس مركز شبابي ورياضي في مخيم الشاطئ بقطاع غزة.

عبد الله: نسعى إلى اللقاء على برامج عمل فلسطينية

ومن جانبه، فقد طالب الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، عادل عبد الله، باستجماع القوى على الساحة الفلسطينية من أجل مواجهة التحديات الكبرى التي تمرّ بها قضية فلسطين، مطالباً في الوقت ذاته بالتوجّه إلى "انتخابات حرة ونزيهة ومباشرة للتجمعات الفلسطينية أينما كانت، بما في ذلك أوروبا أيضاً".

وفي الكلمة التي ألقاها في الوفود، قال عبد الله "نحن نشدِّد ها هنا؛ على أنّ شعبنا الفلسطيني، بشتى مواقع انتشاره داخل الوطن وخارجه، وفي المخيمات والمنافي وفي الشتات الأوروبي أيضاً؛ هو شعبٌ واحد لا يتجزأ، شعبٌ تجمع أبناءه وبناته وحدة حال ومصير مشترك".

ولاحظ الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا أنّ "قضيتنا الوطنية العادلة تجتاز منعطفاً هاماً في هذه المرحلة، تتطلب استجماع القوى على الساحة الفلسطينية من أجل مواجهة التحديات الكبرى. تلك التحديات المتمثلة بالهجمة العدوانية على القدس الشريف وعلى المقدسات والهوية التاريخية والحضارية. وكذلك لمواجهة التحدي الذي يفرضه الجدارُ العنصري، الذي يمزِّق أوصال الأرض الفلسطينية صباح مساء، وأيضاً تحدي المستوطنات التي تجثم على أرضنا وتفرض حالة احتلالية توسعية".

وقال عبد الله "علينا أن ندرك جيداً، أنّ مواجهة هذه التحديات وتحديات أخرى عدّة؛ إنما يتطلّب تطويراً جوهرياً للأطر الجامعة لنضالاتنا وإسهاماتنا وجهودنا، بحيث ترقى هذه الأطر إلى مستوى المرحلة وما تفيض به من تحديات وأعباء"، وأضاف "يقتضي ذلك بكل تأكيد، إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاح مؤسساتها، على أسس ديمقراطية سليمة، والتوجّه إلى انتخابات حرة ونزيهة ومباشرة للتجمعات الفلسطينية أينما كانت، بما في ذلك أوروبا أيضاً. فذلك مطلب لا غنى عنه من أجل إفراز تمثيل فاعل، ومن أجل تطوير حقيقي لإطار العمل الفلسطيني العام، وهو سيكون الترجمةَ العملية للوحدة الوطنية الفاعلة، التي تنتقل من خانة القول إلى مربّع الفعل، ومن إسار المشاعر إلى استحقاق المواقف العملية الملموسة".

وفي ما يتعلق بأوضاع الفلسطينيين على الساحة الأوروبية أوضح عادل عبد الله "لقد سعينا جميعاً إلى تعزيز وحدة حالنا، واللقاء على برامج عمل فلسطينية على المستوى القارِّي. وقد كان حرص الأمانة العامة للمؤتمر منذ البدء، على التواصل مع أبناء شعبنا الفلسطيني وبناته في أرجاء القارة الأوروبية، وتحسين سبل التواصل بين المؤسسات والجمعيات والاتحادات والروابط، وضمان إشراك أوسع أطياف فلسطينية في هذا المؤتمر المبارك، وقد كان ذلك موضع الاهتمام والعناية عندما قرّر المؤتمر منذ البدء أن يتنقّل في انعقاده بين بلدان أوروبا، تحقيقاً لهذا المعنى التواصلي وتأكيداً له".

الزير: جئنا ثابتين على حقنا الأصيل في فلسطين

وفي الكلمة التي ألقاها المدير العام لمركز العودة الفلسطيني، ماجد الزير، في المؤتمر الذي كان المركز هو الجهة التي بادرت إلى إطلاقه قبل خمسة أعوام وظلت ترعاه في محطاته المتعاقبة، أوضح "جئنا إلى هولندا، في ذكرى النكبة، حاملين فلسطين في أفئدتنا، مُحتفظين بها في وعينا، جئنا ثابتين على حقنا الأصيل في فلسطين، نقف ومعنا أنصار الحقوق والعدالة وحريات الشعوب على أرضية المطالبة بزوال الاحتلال وعودة اللاجئين وتقرير مصيرنا، ساعين معاً وسوياً إلى تقويض الجدار التوسعي وطمس المعازل العنصرية، متطلِّعين إلى أن يعود السلام إلى القدس، وأن يُصحَّح الخطأ التاريخي الذي اقتُرف بحقِّ شعبنا، وما زال يُقترف صباح مساء".

وقال الزير مضيفاً "إننا اليوم من روتردام، نُبرق بتحياتنا الحارّة، إلى أبناء شعبنا في كل مكان"، وأضاف "نحن هنا من هولندا، هذا البلد الذي نبذ الاحتلال وتاق إلى الحرية فنالها، من هنا نعاود مجدّداً، ما سبق وأن قلناه في لندن، وما أكدناه في برلين، وما شددنا عليه في فيينا، ومن بعدُ في مالمو، نقول: إنّ حقّ العودة غير قابل للمساومة، غير قابل للتفريط، غير قابل للإلغاء، غير قابل للتجزئة". وتابع "نقولها للقاصي والداني: إنّ شعبنا الفلسطيني متمسِّك بهذا الحق، بأجياله جميعاً. وإنّ هذا الجمع الحاشد، وهذه الوفود القادمة من أرجاء أوروبا، هي رسالة إضافية لمن لم يستوعب، ودرس بليغ لمن يتيقّن".

وأكد الزير أنّ "حقنا في فلسطين نجتمع عليه ونتمسك به مهما طال الزمن، وقد جئنا لنعلنها كما أعلنوها في بازل (حيث انعقد المؤتمر الصهيوني العالمي الأول سنة 1897)، ونقول: هي فلسطين، هي العودة إلى فلسطين"، وكررها ثلاثاً وسط تصفيق حار وهتافات تشدِّد على ذلك.

وشدّد ماجد الزير على "ضرورة المسارعة إلى رفع الحصار الجائر المفروض على شعبنا وحكومته، وعدم التلكّؤ في ذلك، مذكرين في هذا الصدد بالتزامات أوروبا التاريخية نحو الشعب الفلسطيني، وخاصة في ذكرى النكبة التي أُوقعت على هذا الشعب وما زال يتجرّع مأساتها وتداعياتها".

وفي ما يخص العمل على الصعيد الأوروبي قال ماجد الزير موضحاً "سنبقى مع شركائنا في المجتمع المدني الأوروبي، على مطالبتنا بنبذ نهج العقوبات والحصار بحق الشعب الفلسطيني، وباحترام إرادة هذا الشعب، وتمكينه من حقوقه المشروعة وحريّته، وبناء دولته السيادية الحرّة على ترابه الوطني".

كما ونوّه الزير خلال خطابه "بمزيد من الإجلال، بتضحيات الشهداء والجرحى والأسرى، ونضالات الأمهات والآباء"، وأضاف "نقول لهم: إنكم تصنعون التاريخ، تاريخ الحرية والمجد"، حسب ما ورد فيه.

وأكد ماجد الزير في كلمته أنّ "إجراء انتخابات مباشرة وحرة للوجود الفلسطيني في البلدان الأوروبية بات مطلباً ضرورياً، بل ملحّاً، أكثر من أي وقت مضى، من أجل إفراز تمثيل فاعل"، مضيفاً أنه "لا معنى لاستمرار إعفاء قطاعات واسعة من شعبنا من مسؤولياتها، أو التخلي عن إسهاماتها وأدوارها".

ولفت ماجد الزير الأنظار إلى أنّ "الشعب الفلسطيني الذي انتخب ممثليه في الداخل هو نفسه الشعب الفلسطيني في الخارج"، وفق تأكيده.

كما أعاد الزير إلى الأذهان أنّ المؤتمرات السابقة لفلسطينيي أوروبا، طالبت "بفتح الآفاق أمام أبناء شعبنا في شتى المواقع والساحات لخدمة قضيته المصيرية، بما في ذلك الساحة الأوروبية. كما طالبت تلك المؤتمرات بإعادة بناء منظمة التحرير، وإصلاح مؤسّساتها على أسس ديمقراطية وشفافة، وتفعيل دورها على شتى المستويات". وتابع قوله "بات علينا أن نؤكد اليوم، أنّ أي مماطلة في تحقيق ذلك، وأيّ إرجاء في المضيّ في هذا الاتجاه، لا يخدم قضيّتنا، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تتطلّب استجماع كافة الجهود، وتستدعي توسيعَ نطاق المشاركة الفاعلة، لكي نستجيب جميعاً للتحديات العظام التي تكتنفنا".

أبو إبراهيم: مؤتمر يفتح أبواب العودة

أما رئيس "المنتدى الفلسطيني للحقوق والتضامن" في هولندا، أمين أبو إبراهيم، فقد أعرب عن ثقته بأنّ مساعي الفلسطينيين في القارة الأوروبية لتطوير جهودهم في خدمة القضية الفلسطينية، ستفتح لهم أبواب العودة إلى فلسطين، ومدنها المحتلة منذ نكبة 1948.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أبو إبراهيم، في المؤتمر الذي اعتبره "يتوِّج مسيرة بدأت في لندن وتواصلت في برلين وفيينا ومالمو (حيث انعقدت المؤتمرات الأربعة السابقة)"، وقال "إنني على ثقة بالله تعالى، أنّنا سننتقل مع هذه المسيرةِ بإذن الله إلى حيفا ويافا وعكا والقدس".

ولفت أمين أبو إبراهيم الانتباه إلى "أننا (فلسطينيو أوروبا) نؤكد في هذا المؤتمر مرة أخرى، أنّ هويتنا الفلسطينية متجذِّرة وعصيّة على الاقتلاع، وأنّ تمسّكنا بحقّ العودة راسخ ولا يقبل المساومة أو التجزئة، وأنّ أنظارنا كباراً وصغاراً ترنو إلى يوم العودة إلى فلسطين".

وتابع رئيس المنتدى الفلسطيني للحقوق والتضامن قوله "لا شكّ أنّ هذا الحضور الكثيف ومن شتى الأطياف، هو التجسيدُ العملي لشعار هذا المؤتمر (رغم البعد والآلام: شعب واحد وحق ثابت)، وهو ما يجعلنا نمتلئ ثقة؛ بضرورة العمل المشترك من أجل استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة، ومعنا كل مناصري الحق والعدل في أوروبا والعالم".

ومقابل بعض المواقف السلبية التي برزت في هولندا إزاء المؤتمر وكبار ضيوفه من الحكومة الفلسطينية المنتخبة؛ فإنّ أمين أبو إبراهيم لفت الأنظار إلى وجود مواقف إيجابية رغماً عن ذلك، فقال "عندما نلتقي في هولندا، فإننا نلحظ جيداً هذا التعاطف الكبير الذي يبديه الشعب الهولندي الحرّ مع قضية فلسطين، وقد بعث هذا الشعب برسالة واضحة، عندما صوّتت أكثريته لضرورة انعقاد المؤتمر، كما صوّت لذلك أيضاً برلمان مدينة روتردام".

وخلص أبو إبراهيم إلى القول "نتطلع أن يبادر هذا المؤتمر الحافل؛ بأن يعلن بوضوح، أنّ الجميع في أوروبا والعالم مطالب بإنصاف الشعب الفلسطيني، والتمكين للحرية في فلسطين"، حسب ما شدّد عليه.

تيم يعبر عن الإصرار الفلسطيني على حق العودة

وقد ألقى رئيس مؤسسة رابطة الجالية الفلسطينية في هولندا، زيد تيم، كلمة حارة في الجماهير المحتشدة، عبّر من خلالها عن الإصرار البالغ الذي يحكم موقف أبناء الشعب الفلسطيني في شتى مواقع الشتات، بما في ذلك أوروبا، على التمسك بحق العودة إلى فلسطين.

وتطرّق زيد تيم إلى تنامي الوعي في الرأي العام الهولندي بشأن قضية فلسطين والتفهّم المتزايد لعدالتها، وللحقوق المشروعة لهذا الشعب.

وبعد أن وجّه تيم التحية إلى مآذن القدس وكنائسها، وأشاد بتضحيات الشهداء والجرحى والأسرى؛ لم يتمالك نفسه وهو يتحدث عن الشوق إلى فلسطين، وسط تصفيق الوفود.

وقد أقيم على هامش الوقائع، مؤتمر صحفي موسع، شارك فيه المطران عطا الله حنا، ورئيس الوزراء الهولندي الأسبق إدريس فان آخت، ومدير مركز العودة الفلسطيني ماجد الزير، والأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ورئيس المنتدى الفلسطيني للحقوق والتضامن أمين أبو إبراهيم، وإبراهيم الباز رئيس شبكة العودة إلى فلسطين.

المؤتمر الخامس .. برامج ووقائع ونجاحات

وقد اشتمل المؤتمر لهذا العام على إضافات نوعية في برامجه وأعماله، استكمالاً للنجاحات التي تحققت في المؤتمرات السابقة. إذ تضمنت أعماله إقامة ندوات سياسية، وحلقات نقاش، وورش عمل، وفقرات إعلامية، فضلاً عن مشاركات ممثلي الوفود، علاوة على معارض مصاحبة، وفقرات فنية وشعبية.

وقد خرج المؤتمر الفلسطيني الكبير في روتردام بوثيقة ختامية تتضمن مقرّراته، عبّرت عن توجهات الفلسطينيين في القارة الأوروبية ومواقفهم إزاء عدد من الشواغل والقضايا، وفي مقدمتها قضية حق العودة والمفاصل الأخرى للقضية الفلسطينية كالقدس والتحرر من الاحتلال والأسرى والمستوطنات والجدار العنصري، بالإضافة إلى قضية مشاركة فلسطينيي أوروبا في العمل الفلسطيني العام وإعادة بناء منظمة التحرير وتفعيلها على أساس يحقق الشراكة الشاملة ويضمن تفاعل الوجود الفلسطيني حيثما كان في خدمة قضيته الوطنية.

ندوتان موسعتان والعديد من المشاركين

وقد أقيمت ضمن أعمال المؤتمر السنوي الخامس لفلسطينيي أوروبا، ندوتان موسعتان، شارك في الأولى النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة. وقال خريشة "أنا كنائب فلسطيني لن أعترف بإسرائيل". وتحدث القيادي البرلماني الفلسطيني عن المأزق الفلسطيني الراهن، وقال "علينا أن نبحث خيارات، منها جدوى وجود هذه السلطة" الفلسطينية.

وتابع خريشة قوله إنّ المسؤولين "الأوروبيون والأمريكيين أوقفوا المساعدات لابتزاز الشعب الفلسطيني"، مشدداً على أنّ "حرب التجويع هدفها ابتزاز الشعب الفلسطيني لتقديم اعتراف بكيان الاحتلال". وانتقد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، الموقف الرسمي العربي لأنّ "الدول العربية تعتبر أنّ خيارها هو السلام"، وأبدى استغرابه إزاء ذلك بالقول "لو فشل هذا الخيار؛ هل لدينا خيار آخر؟!".

كما شارك في الندوة ذاتها الوزير الفلسطيني السابق جودة مرقص، متحدثاً عن الحياة الفلسطينية في زمن الجدار العنصري، الذي يمزق أوصال الأرض الفلسطينية ويضع المواطنين الفلسطينيين في معازل. أما رئيس المبادرة الإسلامية ببريطانيا محمد صوالحة، فقد تناول دور العرب والمسلمين في أوروبا في دعم القضية الفلسطينية، وخاصة في هذه المرحلة التي تجتاز فيها القضية منعطفاً هاماً.

وتحدث في الندوة الناشط الحقوقي والخبير في شؤون الأسرى غسان صالح، عن دور مؤسسات حقوق الإنسان نحو قضية الأسرى، وقدم عرضاً معززاً بالصور والأرقام عن الانتهاكات المروعة التي تجري في سجون الاحتلال.

أما مدير مركز يافا للدراسات تيسير نصر الله، فقد حملت مشاركته عنوان "حق العودة في دائرة الاستهداف ـ الرد المطلوب"، مشدداً على ضرورة مواجهة محاولات المساس بهذا الحق. وقد أدار الندوة التي تخللتها العديد من أسئلة الجمهور، الكاتب الفلسطيني الدكتور إبراهيم حمامي.

وفي الندوة الثانية والتي تم نقلها تلفزيونياً بالبث المباشر وواكبها مشاهدون حول العالم؛ فقد شارك القيادي الديني الفلسطيني البارز أسقف سبسطية المطران عطا الله حنا، والأكاديمي والبرلماني المغربي الدكتور المقرئ الإدريسي، والمدير العام لمركز العودة الفلسطيني ماجد الزير. وأكد المشاركون الثلاثة التشبث العام بحق العودة، في ما جرت المطالبة بتمكين الفلسطينيين في الشتات، من اشتراطات العيش الكريم والحقوق التي ينبغي أن تبقى مكفولة لهم، خاصة وأنّ ذلك لا يتناقض مع رفض التوطين، الذي لا يجوز أن يكون ذريعة للانتقاص من الحقوق المعيشية والإنسانية.

الإدريسي يستهجن معاقبة الديمقراطية الفلسطينية

وقد تخللت أعمال المؤتمر مشاركة فاعلة من جانب الأكاديمي والبرلماني المغربي البارز الدكتور المقرئ الإدريسي. فقد ألقى الإدريسي كلمة في المؤتمر، لقيت ترحيباً قوياً من الوفود، كما شارك في ندوة موسعة أذيعت بالبث التلفزيوني المباشر وواكبها مشاهدون حول العالم.

وفي كلمته القوية؛ استهجن الإدريسي فرض الحصار على الحكومة التي انتخبها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ورغم تمزيق أوصال الأرض الفلسطينية. واستغرب البرلماني المغربي العقوبات المفروضة على الحكومة الفلسطينية رغم أنها جاءت كإنجاز ديمقراطي لافت للانتباه ولا مثيل له على المستوى الدولي، من جانب شعب واقع تحت الاحتلال، ودون أن تتخلل العملية الانتخابية الشفافة والنزيهة ما يعكر صفوها.

وأبرق الإدريسي، بصفته البرلمانية وكونه ناشطاً في العديد من الأطر البرلمانية فوق القطرية، تحيات إعزاز وإكبار للشعب الفلسطيني وبرلمانه وحكومته المنتخبة، مشيداً بتضحيات هذا الشعب.

وقال الدكتور الإدريسي إنه يتحدث باسم البرلمان المغربي الذي هو عضو فيه، وباسم الشعب المغربي، وباسم البرلمانات العربية، وباسم اتحاد البرلمانات الإسلامية، وباسم الاتحاد العالمي للبرلمانات الدولية، و"باسم الإنسانية التي ننتمي إليها كأبناء لآدم عليه السلام".

مشاركات ممثلي الوفود

وقد تحدث عدد من ممثلي الوفود الفلسطينية القادمة في شتى أرجاء أوروبا. وفي هذا السياق شدّد الكاتب والناشط الفلسطيني رئيس الجالية الفلسطينية في النرويج نضال حمد، في مداخلته على أهمية الانعقاد الكبير هذا لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، وما يبعثه من رسائل على صعيد التشبث بحق العودة، مؤكداً ضرورة مواصلة الجهود الفلسطينية في القارة الأوروبية في المرحلة المقبلة. كما ونوّه حمد بالموقف النرويجي الذي اتسم بالإيجابية والانفتاح في التعامل مع الحكومة الفلسطينية المنتخبة، معرباً عن ثقته بجدوى العمل على كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.

أما مدير مركز العدالة الفلسطيني في السويد موسى الرفاعي، فقد ذكر في مداخلته "نقول لأرباب النكبة والاقتلاع ولأسياد التهجير والإبعاد، ولمن صمّموا مشروعَ التشريد القسري بحقّ شعبِنا المصابر، نقول لهم بصوتٍ مرتفع: إن كنتم قد انتزعتمونا من فلسطين؛ فإنكم لن تنتزعوا فلسطين منّا، وإن كنتم قد اقتلعتمونا من الأرضِ؛ فلن تنتزعوا الوطن منا". ولاحظ الرفاعي أنّ المؤتمر الخامس هو "لقاء يتجدّد بعد أن التقينا في مالمو في مؤتمر فلسطينيي أوروبا السنوي الرابع، الذي تشرّف مركز العدالة الفلسطيني في السويد باستضافته العام الماضي، بصحبة وزير فلسطيني منتخب فتحت له السويد أبوابها".

حضور فاعل للشباب الفلسطيني في المؤتمر

وألقى الشباب الفلسطيني في أوروبا كلمة لاقت تصفيقاً حاراً من الوفود المحتشدة، شددت على أنّ هذه الشريحة قد ولدت في أوروبا ونشأت فيها، وتتفاعل بإيجابية مع البلاد والمجتمعات التي تعيش فيها، لكنّ جذورها تبقى راسخة في فلسطين، وأنّ حق العودة إلى الوطن الفلسطيني هو مطلب مصيري بالنسبة لها.

وقد شغلت ورش العمل الشبابية، علاوة على ورشة العمل عن القضية الفلسطينية باللغة الإنجليزية؛ موقعاً خاصاً ضمن أعمال المؤتمر الخامس، فضلاً عن لقاءات التنسيق والتشاور بين المؤسسات والتجمعات الفلسطينية على امتداد القارة الأوروبية.

لوحات فنية وتضامنية في "عرس فلسطيني كبير"

وقائع المؤتمر الذي وصفه عدد من المتحدثين بالعرس الفلسطيني الكبير؛ تخللتها فقرات فنية ولوحات شعبية حافلة. وقدمت تلك العروض فرقة الروابي للفنون الشعبية الفلسطينية، وفرقة الأمل القادمة من ألمانيا، وفرقة براعم المنتدى الفلسطيني للحقوق والتضامن في هولندا. وجسّدت تلك الفقرات الفنية تطلعات فلسطينيي أوروبا بالعودة إلى أرضهم وديارهم في فلسطين، وتمسك كافة الأجيال الفلسطيني بذلك الحق.

يذكر أنّ ممثلين عن لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني قد شاركت في المؤتمر قادمة من عدد من الدول الأوروبية. كما شهد المؤتمر مشاركات وكلمات لمتضامنين، ومن بينهم مخرجة يونانية عرضت فيلماً وثائقياً قامت بإعداد عن الانتهاكات البشعة التي يرتكبها جنود جيش الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينية. كما جرى عرض أفلام وثائقية جديدة لأول مرة، من إنتاج المؤسسات والتجمعات الفلسطينية في أوروبا.

وتضمن المؤتمر معارض مصاحبة لأعماله، ومجسمات لعمليات تجريف الأراضي الفلسطينية التي تعمد إليها جرافات الاحتلال، علاوة على مواد فنية وإعلامية عدة من إنتاج مبدعين فلسطينيين في أوروبا.