قوى وشخصيات مستقلة تطلق مذكرة لرفض المفاوضات
نشر بتاريخ: 22/09/2013 ( آخر تحديث: 22/09/2013 الساعة: 23:59 )
رام الله - معا - أطلقت خمس قوى فلسطينية وممثلون عن الشخصيات المستقلة، خلال مؤتمر صحافي عقد في مركز "وطن للإعلام" بمدينة رام لله، الأحد، مذكرة لرفض استمرار المفاوضات مع الجانب الإسرائلي ومطالبة القيادة الفلسطينية بالرضوخ للمطالب الشعبية الداعية إلى وقف التفاوض مع حكومة نتنياهو والتفرغ لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني واستكمال الجهود الفلسطينية للانضمام إلى الأمم المتحدة.
وجاء في المذكرة، التي تلاها د.ممدوح العكر أن "القوى الموقعة على المذكرة ترفض استمرار المفاوضات في ظل تواصل الاستيطان ورفض دولة الاحتلال الالتزام بحدود الرابع من حزيران عام 1967 وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة كمرجعية للعملية السلمية".
وأكدت المذكرة على "رفض تبادل الأراضي وضم الاحتلال للكتل الاستيطانية بما في ذلك القدس الشرقية، ورفض أية مبررات لاستمرار الانقسام السياسي والانتهاكات بحق الحريات الديمقراطية في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وشددت على التمسك بالثوابت الفلسطينية وعلى رأسها إطلاق سراح الأسرى وسيادة الدولة على كامل التراب الفلسطيني وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها وفقًا لقرار 194.
البرغوثي: المذكرة ستعمم على مكونات الشعب للتوقيع عليها
من جانبه قال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان سبب الاعتراض على الذهاب الى المفاوضات مع اسرائيل هو انها سببت المزيد من اضعاف الموقف الفلسطيني وان ما جرى والطريقة التي اتخذ بها قرار العودة الى تلك المفاوضات لم تستند الى موقف جماعي موحد.
واضاف البرغوثي ان هدف المؤتمر هو اطلاق مذكرة كي توزع وتعمم وتشارك فيها كل مكونات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة والشتات .
واكد النائب مصطفى البرغوثي ان اسرائيل تستخدم تلك المفاوضات غطاء لعدوانها واستيطانها مشيرا الى انه خلال الفترة القصيرة من عمر المفاوضات طرحت اسرائيل عطاءات لبناء الاف الوحدات الاستيطانية في الضفة والقدس وواصلت اجتياحاتها للمدن والقرى والمخيمات وقتلت ستة مواطنين بدم بارد فيما امعنت في سياسة التطهير العرقي ضد شعبنا واخر ذلك ما قامت به في خربة المكحول في الاغوار وقريوت وعرب الجهالين وعرب الكعابنة وما يقوم به المستوطنون من اقتحامات للمسجد الاقصى المبارك .
واشار البرغوثي الى ان المفاوضات افقدتنا سلاحا كان يجب الاستمرار في استخدامه وجمدت اهم عنصر من عناصر المقاومة السياسية وهو الذهاب الى الامم المتحدة لاستكمال عضوية فلسطين فيها وفي هيئاتها المختلفة خاصة محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة اسرائيل على الاستيطان والعدوان الذي تقوم به في الاراضي الفلسطينية.
واعرب النائب مصطفى البرغوثي عن خشيته من ان ما يجري هو تكرار لاخطاء الماضي ومن ضمنها توقيع اتفاق اوسلو دون وقف الاستيطان مما زاد عدد المستوطنين من 160 الفا الى 650 الفا.
وقال البرغوثي ان لعبة اسرائيل هي تجزئة القضايا وتاجيلها وان البديل للمفاوضات هي الاستراتيجية الوطنية القائمة على تصعيد المقاومـة الشعبيـة بما فيها مقاطعة البضائع الاسرائيلية وحملة عالمية للمقاطعة وفرض العقوبات على اسرائيل وانشاء قيادة وطنية فلسطينية موحدة ودعم صمود الناس وبقائهم على أرض وطنهم واستعادة الوحدة الوطنية بتطبيق اتفاق المصالحة الوطنية كاملا وبشكل فوري.
ملوح نرفض المفاوضات وندعو لانهاء الانقسام
من جانبه، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح إن "هذا اللقاء يعتبر مقدمة لعقد لقاءات أخرى في غزة والشتات الفلسطيني من أجل توسيع القرار الرافض للمفاوضات والضغط على القيادة من أجل وقفها".
ودعا ملوح لإنهاء الانقسام والعودة إلى النضال والكفاح الشعبي من أجل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة، وعدم كتم الحريات، مؤكدًا على حق الشعب في ممارسة حقه بالتظاهر، في الوقت والمكان الذي يريد دون اعتراض وعرقلة الجهات الأمنية.
الصالحي: غزة في موقف لاتحسد عليه
وفي السياق ذاته، قال الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي "نعتقد أننا نمثل قطاعًا كبيرًا من الشعب الفلسطيني الرافض لاستئناف المفاوضات إلأى أن يرضخ الاحتلال لشروطنا وعلى رأسها وقف الاستيطان".
وأضاف "قطاع غزة في موقف لا يحسد عليه في الوقت الراهن، وعلينا القيام بخطوات سريعة لإنهاء الانقسام، لتكون غزة مساندة للنضال وليست عبئًا عليه".
وأوضح موقف حزبه من عدم استئناف المفاوضات إلا بتنفيذ أهدافه المتمثلة بالتحرر وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس والخضوع لشروطه المتمثلة بمرجعية الأمم المتحدة.
عبد الكريم: الدور الأميركي أثبت انحيازه لدولة الاحتلال
من جانبه، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم إن "المفاوضات تدور في حلقة مفرغة، كما حصل في جولات التفاوض السابقة، ما يهدد الحقوق الفلسطينية".
وانتقد عبد الكريم دور الوسيط الذي تلعبه الولايات المتحدة بين الطرفين، والذي أثبت انحيازه لإسرائيل طوال الأعوام الماضية.
زهيرة كمال: على القيادة أخذ المطالب الشعبية بعين الاعتبار
من جانبها، قالت الأمين العام للاتحاد الفلسطيني الديمقراطي "فدا" زهيرة كمال إن "المذكره جاءت كنتيجة لموقف موحد أخذته القوى الوطنية وعدد من الشخصيات المستقلة الرافضة للمفاوضات".
وأكدت كمال على "ضرورة أخذ القيادة الفلسطينية المطالب الشعبية بعين الاعتبار ووقف الجولات التفاوضية"، واصفةً إياها بالعبثية.
عساف: المفاوضات تلحق ضرراً كبيرًا في القضية
أما الكاتب والمحلل السياسي عمر عساف، الذي شارك في المؤتمر كممثل عن الشخصيات الوطنية المستقلة، فقد دعا إلى تحرك شعبي سلمي للضغط على المفاوض الفلسطيني يوازي الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على القيادة للعودة إلى المفاوضات.
وقال إن "المشهد اليوم لا يتكرر فقط، وما يجري على صعيد المفاوضات بات يلحق ضررًا كبيرًا على القضية الفلسطينية".