الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدومي : لابد من إعادة تنظيم جهاز الأمن الوقائي وتنقيته والتشريعي لا يمثل كل الشعب الفلسطيني

نشر بتاريخ: 21/08/2005 ( آخر تحديث: 21/08/2005 الساعة: 15:22 )
خانيونس - معا - الأحداث الأخيرة التي شهدتها حركة فتح ، وخاصة ما يتعلق بالوضع الداخلي للحركة وما واكبها من صراعات وخلافات داخل أطرها المختلفة جعل العديد من المراقبين يشيرون إلى أن فتح تعيش أزمة داخلية كبيرة قد تعصف بها ، بالتزامن مع مرحلة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية .
وفيما ركّزت قيادات فتح جهودها من اجل هذا الاستحقاق بعيدا عن الاهتمام إعادة بناء الحركة من جديد وإجراء مصالحة حركية بين كوادرها و أعضائها وفق ما تملية مصلحة فتح المستقبلية ، جاء قرار فاروق القدومي أمين سر حركة فتح بتجميد عضوية المسؤولين والعاملين في جهاز الأمن الوقائي والبالغ عددهم 2550 شخص .
وعلى هذا الاساس التقت وكالة معا السيد فاروق القدومي للحصول منه على اجابات للاسئلة الكثيرة التي طرحت نفسها في الساحتين السياسية والفتحاوية :

معاً : ما هي احتمالات انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح ؟ وما هي معوّقات انعقاده ؟
القدومي : سينعقد المؤتمر إن شاء الله في العام القادم ، ولكن لابد من تنقية المؤتمر من الشوائب التي علقت به ومن أعوان مراكز القوى التي دخلت إلى حركة فتح ، وتسلمت مراكز تنظيمية وإدارية في السلطة بحكم ما حصلت عليه من أموال من خلال الإتاوات وغيرها من الوسائل غير الشرعية . لقد مرت حركة فتح مع الأسف منذ أن كانت اتفاقية أوسلو بمرحلة ساد وانعدم فيها التنظيم بشروطه المطلوبة وتدفقت إلى التنظيم جماعات لا تعرف من فتح إلا اسمها وتشكلت في التنظيم مظاهر لا تعبر عن حقيقة فتح وصفاتها النضالية وخاصة في قطاع غزة ، ولا شك أن الاحتلال كان إحدى المعوقات التي كانت تقف وراء عدم انعقاد هذا المؤتمر ، ولكن بعد خروج إسرائيل من غزة قد يزول هذا العائق ، فينعقد المؤتمر في اقرب فرصة .

معاً : إلى أين وصلت النقاشات بشأن إعادة هيكلية السلك الدبلوماسي الفلسطيني ؟ وكيف تنظر إلى العلاقة مع وزارة الشؤون الخارجية ؟
القدومي : منظمة التحرير الفلسطينية والدائرة السياسية التابعة لها هي المسئولة مسؤولية مباشرة وكاملة عن جل العلاقات الخارجية بلا استثناء ، وما يقال لها (الشؤون الخارجية) جاءت بعد اتفاق أوسلو ، فكانت أن شكلت حكومة للسلطة الوطنية ، وأعطيت هذه التسمية للعلاقة بين الدول المانحة والسلطة الفلسطينية ، ومن أجل تسهيل هذه المهمة كان للدول المانحة الأوروبية بشكل خاص ممثلين لتسهيل مهمة وصول هذه المعونات إلى السلطة الفلسطينية .

معاً : ما هي وجهة نظركم في قانون السلك الدبلوماسي الذي بدأ المجلس الشريعي في مناقشته ؟
القدومي : لقد وضعنا مشروع قانون للسلك الدبلوماسي منذ سنوات خلت وكنا ننتظر انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بصورة شرعية لعرضه عليه لاعتماده ، المجلس التشريعي لا يمثل الشعب الفلسطيني بل جزءا منه ، ومرجعية المجلس التشريعي السياسية والتشريعية هي منظمة التحرير الفلسطينية ، ولا يجوز للمجلس التشريعي مناقشة قضايا من اختصاص المجلس الوطني .

معاً : ما هي طبيعة العلاقات بينك وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ؟ وما هي طبيعة الخلافات بينكما ؟
القدومي : العلاقة هي تنظيمية ولابد لكل منا أن يلتزم بالأنظمة والقوانين المتعارف عليها في اللجنة المركزية لحركة فتح ، أو في اللجنة التنفيذية للمنظمة ، وعدم تجاوزها والتصرف طبقاً لهذه الأنظمة ، أضف إلى ذلك أن حركة فتح هي صاحبة اليد الاطول في إنشاء السلطة الفلسطينية ، وعلى السلطة أن تلتزم بتوجيهات اللجنة المركزية وقرارات المجالس الوطنية وعدم التعدي عليها أو على برنامجها السياسي المقر من المجلس الوطني في دوراته المتعاقبة .
إن اللجنة التنفيذية الحالية قد فقدت شرعيتها لغياب سبعة أعضاء عنها بشكل دائم ، والفتوى التي أصدرها الجهلة من أعضاء ما يسمى اللجنة القانونية قد أساءت للمجلس الوطني ولمصداقية ميثاق منظمة التحرير ، فقد أكد الميثاق أن غياب الثلث لأي سبب من الأسباب أي أن الميثاق أكد الغياب الدائم أن كان مسبباً أو غير مسبب ما دام الغياب زاد عن سنوات .
ولذلك كلما كانت هناك ممارسات بعيدة عن النظام والتنظيم أو مخلة ببرنامج العمل السياسي أخاطب الجماهير لأقول كلمة صدق من أجل المصلحة العامة ، ولا أهدف إلى خلق خلال أو تباين في المواقف ، فقد أكدنا منذ البداية صحة انتقال السلطة حتى نبتعد عن التصرف الفردي أو إصدار المراسيم دون موافقة المراجع الشرعية كما حصل في تقاعد المئات من المناضلين القدامى دون موافقة المرجعيات المعتمدة .
معاً : كيف تقيمون أداء الأجهزة الفلسطينية المختلفة ؟ واذا كان - وما هي مآخذكم الشخصية عليها ؟
القدومي : تحتاج الأجهزة الأمنية إلى مزيد من التربية والتدريب ، أما التربية فعليها أن تلتزم بالحفاظ على الأمن العام وعدم المساس بالمواطنين أو الاعتداء عليهم ومصادرة أملاكهم دون وجه حق أو فرض الإتاوات عليهم كما جرى مراراً . إن رجل الأمن هو في خدمة الشعب وليس الشعب في خدمته . إن سلاحه لا يخيف المواطنين بل يشعر المواطن بالأمن والسلام كما على رجل الأمن أن يكون على مستوى من الوعي السياسي لكي ينفذ الأوامر والتعليمات التي تخدم المصلحة العامة ويبتعد عن أي تعليمات تضر بالمواطنين وتعتدي على حريته الشخصية في التعبير في الحدود التي يقرها القانون أو الدستور .

معاً : إلى ماذا ترجعون أزمة الاختطاف المنتشرة في قطاع غزة ؟ هل هي الأجهزة أم للتشكيلات المسلحة ؟ أو لغير ذلك ؟
القدومي : هناك فوضى منتشرة في قطاع غزة وتجاوزات وفلتان أمني وسوء استخدام للسلاح ، وهذا سببه جهل المسئولين بصلاحياتهم في إدارة شؤون المواطنين ولا يجد الفرد أحياناً تعليمات من رؤسائه فيتصرف على هواه ، وكثير ما يسئ الرؤساء لصلاحياتهم فيصدرون الأوامر بعيداً عن صلاحياتهم ومسؤولياتهم المحددة ، ويشعرون كأن السلطة التي بيدهم تخولهم أن يفعلوا ما يشاءون ، فيعتقلون ويختطفون المواطنين لأتفه الأسباب ويعاقبون من اعتقلوه بشكل بربري . إنهم يسيئون لبندقية المناضل ولمهماته التحررية . لقد تعود البعض منهم خلال فترة أوسلو على التصرف كما يريدون أن يجدوا العقاب أو الثواب .

معاً : كيف يمكن علاج أزمة تجميد وإبعاد 2500 عضو من الأمن الوقائي جميعهم كوادر وأعضاء حركة فتح ؟ وهل هناك بوادر لعمل اللازم ؟
القدومي : من قال أن 2500 عضو من الأمن الوقائي هم من كوادر وأعضاء حركة فتح ؟!! للأمن الوقائي تاريخ لا يعجب الناس ، فقد مارسوا الاعتقال والسجن والقتل أحياناً دون مبررات قانونية مما صبغهم بصبغة فوضوية . لابد من إعادة تنظيم جهاز الأمن الوقائي وتنقيته من أصحاب الملفات السوداء وضم هذا الجهاز إلى الأمن الوطني حتى يخضع للقوانين المرعية ولا يبقى جهازاً منفلشاً ولا تحكمه أنظمة أو قوانين .

معاً : كيف تنظرون إلى أداء حركة فتح في المرحلة الحالية ؟ وما هو مستقبلها في ضوء المنافسة القوية لحركة حماس ؟
القدومي : حركة فتح بحاجة إلى أعادة تنظيم مع تحديد العضوية فيها والتركيز على التربية الحركية ، وعلى الوعي السياسي والالتزام بالمقاومة ما دام الاحتلال قائم ، وهذا يفرض تعاون مع كل فصائل المقاومة بما في ذلك حماس والجهاد ، واللتين ما زالتا خارج منظمة التحرير الفلسطينية ، وهما من الفصائل الفلسطينية المناضلة ، وان اختلفنا معهما من الناحية التكتيكية في ممارسة عملنا اليومي ، ولا شك أن الحوار والتعايش اليومي بين فصائل المقاومة كثيراً ما يقلل من التباينات والخلافات بين فصائل المقاومة ،؟ وقد سبق أن توصلت فصائل المقاومة حماس والجهاد إلى اتفاق هدنة لمدة ثلاثة أشهر ومن ثم إلى حالة من التهدئة ، هكذا نرى أن اللقاءات والحوارات تزيل كثير من الخلافات ، كما أن المشاركة في اتخاذ القرارات وتنفيذها أمر ضروري ، وما دامت حركة فتح تعتبر العمود الفقري لحركة المقاومة فعليها واجبات المشاركة مع الفصائل الأخرى دون تمييز .

معاً : هل تعتبرون عملية الانسحاب من قطاع غزة هي خطوة أولى على طريق التحرير أم أنها خطوة نهائية منن قبل الإسرائيليين ؟
القدومي : انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وإزالة المستوطنات الـ 21 هي حتماً في نظري بداية لنهاية الاحتلال الإسرائيلي في الضفة والقطاع ، فإزالة مستوطنة يعني في المستقبل القريب إزالة كل المستوطنات ، فلم تعد إسرائيل تتحمل عبء المقاومة الفلسطينية الباسلة ، والولايات المتحدة أصبحت تعاني مأزق استراتيجي بسبب احتلالها للعراق ومجابهة المقاومة العراقية ، وشعور العالم أن ممارسات الإدارة الأمريكية خاطئة ، وقد أضرت بالأمن والسلام في العالم ، وخاصة بالدعم الذي تقدمه لإسرائيل في كل ممارساتها الإرهابية واحتلالها للأراضي العربية في فلسطين والجولان .

معاً : ما هي رؤيتكم للقطاع بعد عملية الانسحاب سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي ؟
القدومي : هي فرصة لشعبنا في قطاع غزة أن يتخلص من قيود الاحتلال الإسرائيلي وممارساته الإرهابية ، ولكن يجب ألا ننسى أن إسرائيل سوف تتسلل من خلال المشاريع الاقتصادية إلى قطاع غزة خاصة أن المواطنين يعانون من البطالة التي وصلت إلى نسبة كبيرة ويتلهفون لإيجاد فرص العمل بأسرع ما يمكن لسد حاجاتهم اليومية ، ولذلك سنعيد عمل بكدار ( المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والأعمار ) ليتولى مسؤولية التنمية الاقتصادية لتحول دون اندساس القوى الإسرائيلية أو أعوان إسرائيل إلى القطاع .

معاً : بصفتكم أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح ، ماذا تقولون لأبناء شعبكم في لحظة هذا الانتصار ؟
القدومي : هذه بداية التحرير الذي أنجزته المقاومة الفلسطينية الباسلة بكل فصائلها ، فلنحافظ على قطاع غزة كقاعدة تشبه فيتنام الشمالية ، ونعد إلى مستقبل قادم لتحرير الضفة الغربية كاملة ، هذا إذا لم تنسحب إسرائيل من الضفة الغربية خلال السنتين القادمتين لتقوم الدولة الفلسطينية في حدودها الشرقية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس .

معاً : ما هي احتمالات عودتكم لأرض الوطن ، وأين سيكون مقر إقامتكم ؟
القدومي : من الطبيعي أن نعود إلى أرض وطننا المحرر بعد أن ينسحب الجيش الإسرائيلي والمستوطنون من قطاع غزة ، ومكانه الإقامة سيكون في غزة .