بحضور وزير الداخلية: اتفاق وطني ينهى صراعا داميا ذهب ضحيته 12 شخصا بين حركة "حماس" وعائلة " كوارع " بخان يونس
نشر بتاريخ: 09/05/2007 ( آخر تحديث: 09/05/2007 الساعة: 21:42 )
خان يونس -معا- طوت حركة حماس وعائلة كوارع في مدينة خان يونس اليوم صفحة دموية من الصراع الدامي بينهما استمرت لمدة تزيد عن عام قتل خلالها أكثر من شخصا 12 وجرح العشرات .
وقد وقع الجانبان اتفاق مصالحة بينهما يعتبر الأول من نوعه على مستوى قطاع غزة لإنهاء ملف القتل الذي وقع بين حركتي فتح وحماس على مدار الأشهر السابقة .
وأعلن محمد أبو نصيرة "أبو رضوان " احد قادة ألوية الناصر صلاح الدين الذي شارك مع كتائب شهداء الأقصى "القيادة المشتركة" في حل الخلافات بين حماس وعائلة كوارع "أن الطرفين المتنازعين استجابا لنداء الله في حقن الدماء ، وأقرا إنهاء الخلافات بينهما نزولاً عند قيم الشعب الفلسطيني وأخلاقه الرفيعة" .
ونظمت ألوية الناصر وكتائب الأقصى احتفالاً كبيراً في ديوان عائلة " الجبور" بالمدينة عصر اليوم ، تقدم الحاضرين وزير الداخلية هاني القواسمي ، ورئيس لجنة الوفاق الوطني العليا إبراهيم أبو النجا ، ومحافظ خان يونس الدكتور أسامة الفرا ممثلا للرئيس محمود عباس ، إلى جانب نواب المجلس التشريعي الدكتور صلاح البردويل ، والدكتور خميس النجار ويحيى موسى ، وجمع كبير من المخاتير والوجهاء ورجال الإصلاح .
وكان القتال بين الطرفين اسفرعن قتل 12 فلسطينياً ، فيما أصيب أكثر من 70 آخرين بجراح مختلفة ، ولحقت أضرار مادية بالعديد من المنازل ، فضلاً عما سببه القتال من خسائر مادية كبيرة ، وما اشاعه من رعب بين السكان عامة.
ومن جانبه حيا وزير الداخلية الجانبين على مواقفهما التي وصفها بالنبيلة والمشرفة وقال في كلمة له :" إن خان يونس التي استبسل أهلها في الدفاع عنها تصنع اليوم فجراً جديداً سيكون قدوة في كل مدن فلسطين " .
وأضاف "أن المؤامرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني باتت تهدد الجميع، وأن اسرائيل لم تستطع الانتصار علينا من الخارج رغم استخدامها كل الأساليب والطرق، من طائرات وصواريخ، إلا أنها فشلت، والشعب الفلسطيني شعب قوي وأصيل، وسوف يفوت الفرصة على كل من يحاول تمزيق وحدته " .
ودعا القواسمي الجميع إلى الاقتداء بالصلح الذي تم على ارض خان يونس ، ليستعد الجميع إلى مواجهة العدوان الاسرائيلي.
من جهته نقل محافظ خان يونس مباركة الرئيس للاتفاق ، وحرصه على الانتهاء من هذا الملف .
واضاف قائلا" لقد اخذ الرئيس قراره بتشكيل اللجنة الوطنية العليا للوفاق برئاسة أبو النجا لتبدأ العمل قريباً لتنهي كافة الملفات المفتوحة ".
وثمن الفرا موقف عائلة كوارع وحركة حماس ، ومباركا جهود الوسطاء من ألوية الناصر وكتائب شهداء الأقصى.
من ناحيته أكد الدكتور صلاح البردويل سعي المجلس التشريعي لحل كل الخلافات قريباً ، داعياً الجميع إلى نبذ ثقافة العنف ، ونشر ثقافة التسامح بين الناس لتحصين المجتمع الفلسطيني من الأخطار المحدقة به .
وكشف عبد الهادي شعت القيادي في كتائب الاقصى "القيادة المشتركة" أن الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية تكفلا بالالتزامات التي نتجت عن هذا الاتفاق . وقال " لقد كان الرئيس ورئيس الوزراء على اطلاع أولا بأول بالخطوات التي بذلت لإتمام هذا الاتفاق" .
وثمن شعت الطرفين المتصالحين على ما بذلوه من جهود لتذليل كافة العقبات في وجه الاتفاق .
وقال" ان هذا الاتفاق ، فتح الباب أمام حل العديد من المشاكل المعلقة منذ أشهر دون حل ، واعداً بمواصلة الكتائب وألوية الناصر صلاح الدين والخيرين من أبناء الشعب الفلسطيني السير في الطريق الذي سلكوه لحل الخلافات القائمة في الساحة الفلسطينية لنزع فتيل القتال من الشارع الفلسطيني ولاشاعة الاستقرار فيه ".
وبموجب هذا الاتفاق يلتزم آل كوارع بعدم العودة لأي اعتداء على أي طرف كان له علاقة بالمشكلة، ويؤكدون على نيتهم السليمة في الالتزام بالاتفاق، و عدم العودة لأي فعل يسبب المزيد من التوتر، أو يفتح المشكلة من جديد.
ويترتب على هذا الالتزام من آل كوارع التزام حركة "حماس" بالمصالحة تجاه العائلة "لهم أن يعيشوا حياتهم سالمين آمنين ما لم يبادروا لأي اعتداء أو انتهاك لهذا الاتفاق".