احتفال تأبيني للشهيد الراحل احمد جبارة أبو السكر
نشر بتاريخ: 28/09/2013 ( آخر تحديث: 28/09/2013 الساعة: 11:14 )
رام الله- ما- نظم احتفال تأبيني جماهيري واسع في قصر الثقافة في رام الله في الذكرى الأربعين لرحيل الاسير المحرر الشهيد احمد جبارة أبو السكر الذي قضى 27 عاما من سجون الاحتلال، وذلك تحت رعاية وزارة الأسرى ونادي الاسير والهيئة العليا لشؤون الأسرى ومفوضية التعبئة والتنظيم، وبمشاركة جماهيرية واسعة وشخصيات ومسؤولين من مختلف التنظيمات والقوى وعلى رأسهم اللواء جبريل الرجوب وتوفيق الطيراوي والدكتورة ليلى غنام، وأعضاء من المجلس التشريعي والثوري والوطني وأهالي الأسرى والأسرى المحررين.
الرجوب: تكريم وليس تأبين
وفي كلمته باسم الرئيس أبو مازن قال اللواء جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن هذا الاحتفال يعتبر تكريما لهذا المناضل الشامخ أحمد أبو السكر وليس تأبينا لأنه يستحق ذلك برمزيته وأسطورته وصموده داخل السجون وعطائه خارج السجون.
وقال الرجوب أن أبو السكر يمثل تجربة غنية وهامة من التاريخ الوطني الفلسطيني في مرحلة قاسية عاشها الأسرى في الستينات والسبعينات حيث كانت سياسة الطمس والاستهداف الوطني للمعتقلين بالقمع والتدمير النفسي والثقافي، ليخوض أبو السكر مع سائر الأسرى معركة إثبات الذات وبناء المؤسسة التنظيمة والاعتقالية ويواجه ببطولة كل التحديات والإجراءات القمعية.
وأفاد الرجوب أن أبو السكر مثل قدوة لكل الشعب الفلسطيني وكل المناضلين ورفض إلا أن يعود إلى الوطن ويواجه الأسر رافضا أن يبقى في المنفى ، وأن تجربته يجب أن تكون مدرسة لكل الأجيال في معركتنا المتواصلة من اجل الحرية والاستقلال.
غنام: أبو السكر الإنسان
وقالت الدكتورة ليلى غنام محافظة رام الله و البيرة أن الشهيد أبو السكر كان إنسانا بكل معنى الكلمة متواضعا وبسيطا ومحبا للناس، وظل على تواصل مع عائلات الأسرى بعد اعتقاله وفيا لزملائه الباقين في السجون.
وقالت أن أبو السكر ترك أثرا وبصمة في كل شخص عرفه وفي كل بيت وعند كل عائلة، فهو نموذج المناضل الذي ضحى بسنين عمره من اجل كرامة وحرية شعبه، وعلينا أن نخلده بكتابة تجربته وتوثيقها وتدريسها ليبقى خالدا في نفوسنا إلى الأبد.
قراقع : أيقظ الأمل بالنصر والحرية
وقال عيسى قراقع ووزير الأسرى في مرثية للشهيد أبو السكر أننا كنا نرى فيه آلاف الأسرى والأسيرات في تلك المعسكرات والزنازين يقاتلون دفاعا عن كرامتهم وحقهم في الحرية جوعا وصبرا وأملا ولا يركعون.
وقال قراقع أن أبو السكر رغم كبر سنه فقد أيقظ الحس الوطني والإنساني فينا جميعا، لم يكن يتعب أو يشكو وهو يتابع ويشارك مع كل فعاليات التضامن مع الأسرى ويزور بيوتهم وأطفالهم، فقد أيقظ الأمل بالنصر والحرية وكان صادقا ووفيا مع مبادئه وقناعاته وقيمه الوطنية والنضالية.
فارس: كأنه لم يمت
وقال قدورة فارس رئيس نادي الاسير أن أبا السكر لا زال حاضرا معنا وبيننا كأنه لم يمت، لم نصدق انه غاب أو رحل عنا، كان حضوره مكثفا في كل الأنشطة والفعاليات التضامنية مع الأسرى.
وقال لقد عشت معه سنوات في السجن،كان هادئا وصامتا وصبورا ومتفائلا، فقد مثل الأب والقائد والإنسان لكل الأسرى الذين عاشوا معه خلف القضبان.
الصالحي: يبقى في سجل العظماء
وقال بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب في كلمة القوى الوطنية أن احمد أبو السكر يبقى اسمه خالدا في سجل العظماء كأحد رموز الحركة الوطنية الفلسطينية ، فهو من أوائل المنتمين للثورة الفلسطينية ومقاوم عنيد ومناضلا يستحق أن نفخر ونعتز به.
وقال كان مناضلا ودائما أنظاره تتجه إلى فلسطين كرس حياته من اجل وطنه وحريته وشكل رافعة معنوية للجميع داخل السجون وخارجها وظل حاملا لرسالته النضالية والوطنية حتى آخر يوم في حياته.
وألقى تيسير جبارة كلمة شكر باسم عائلة الشهيد أبو السكر لكل الأصدقاء والمؤسسات التي رعت الاحتفال، وكشف عن جوانب هامة من حياة وصمود أبو السكر في كلمته خاصة خلال اعتقاله وممارسة التعذيب الوحشي بحقه على أيدي محققي الاحتلال.
وتخلل الاحتفال التأبيني عرض فلم عن حياة أبو السكر إضافة إلى فقرة فنية مؤثرة لفرقة فنونيات وقدمت المؤسسات هدايا لعائلة الشهيد أبو السكر باسم روحه الطاهرة.
أبو السكر حياة حافلة بالبطولات
ولد أحمد إبراهيم موسى جبارة الملقب أبو السكر في 24/8/1936 لعائلة متواضعة في قرية ترمسعيا وفي عام 1954 سافر إلى خارج الوطن حيث عمل في البرازيل وبوليفيا وكولومبيا، وتزوج في امرأة مسيحية أنجب منها 4 أبناء راضي ورضا وجوليت وسونيا.
وفي عام 1965 انتقل للعمل بالتجارة في أمريكا التي أقام فيها إقامة دائمة وجميع شمل عائلته، وزار فلسطين عام 1972 للمرة الخامسة بعد هجرته وتزوج من فتاة فلسطينية من رام الله، (أم رياض) والتي كانت سببا في عودته بشكل نهائي إلى فلسطين بعد أن أنجب منها كل من رياض وسمانا.
كان ارتباطه وانتماؤه للثورة الفلسطينية عام 1969 حين انضم إلى حركة فتح وبدأ نشاطه التنظيمي من خلال الأخ الشهيد خليل الوزير أبو جهاد الذي كلفه بنقل الأسلحة والقيام بعمليات عسكرية داخل الوطن.
وكان أشهر عملية عسكرية نفذها المرحوم أبو السكر ما عرف ( بعملية الثلاجة) عام 1975 في القدس المحتلة حيث انفجرت ثلاجة ملغومة أدت إلى قتل 13 إسرائيليا وجرح 78 آخرا.
واعتقل أبو السكر يوم 30/9/1976 خلال عودته من الأردن ومورس بحقه تعذيب شديد في مركز رام الله والخليل والمسكوبية ، وحكم على أبو السكر بالسجن المؤبد وقضى 27 عاما داخل السجون وأفرج عنه في عام 2004 بجهد سياسي من الرئيس الراحل ياسر عرفات حيث كان أقدم الأسرى في ذلك الوقت.
وتوفي أبو السكر يوم 16/7/2013 ووري جثمانه في مسقط رأه في قرية ترمسعيا، ولحقت به زوجته أم رياض إلى مثواها الأخير بعد 43 يوما من وفاته بسبب مرض عضال ألم به.